الذي وقف لي على زاوية الشارع
أرسل رسائلَ الشّوقِ
مع حمائم الجيران
قدَّمَ لي أطواقَ الياسمين
واعدني في اللاتيرنا
الذي أحبَبْتُه بصمت
أِخَذَتْهُ الحربُ مِنّي
ولمْ يَعُدْ
***
الذي وقف لي على باب المدرسة
وبعدها بسنوات وقف على باب المدرج الخامس في الجامعة
حمل لي قصاصات شوقه
والورود
الذي أهداني العزلة وأعوامها المائة
الذي أحبني وأحببته
أخذه البحر
طعاما للقرش
***
الذي رآني في بيتي
أقرأ مرة
وأعدّ عشاء المساء
الذي لم يكترث لأحد حولي
عرفَ أنني وحيدة
الذي اشتهاني واشتهيت خرز كلماته
شدّني من يدي
فضممته عقدا
وأسوارة
و خاتما
الذي فرط خرز الأيام
تركتُ لهُ قُبْلةً على المرآة
وقرطيَ الفيروز في اللوحة
الذي
تركَ نوافذَهُ مشرعةً لأنسامِ الصباح
ولم يَعُدْ
الحربُ هَدَمَتْ بيتَهُ
أيتُّها العصافير
ليس للصباحِ غصنٌ بدونه
عُزلتي تُهرولُ
أمسكُ كتابَ الموتى وأقرأُ المدنَ
شوقي شتاءٌ
فأغزلُ لكَ لفحةَ صوفٍ
بماءِ الزهرِ أرشُّها
انتظريني لحظة ..تقولُ
تلفّها على عنقي
لقد سرقتُ عطرَكِ يا بنت.................
روحي تالفةٌ
أعرفُ أنَّكَ حيثُ لا بلاد
أعرفُ كتفَكَ الذي طارت خصلاتُ شعري
صدرَك الذي داعبتهُ بأناملي
جسدُك الذي لففتُ حولَهُ أغصاني
أعرفُ غيمَ سريرِكَ
خطواتُنا سرقَتْها رياحُ العُزْلَةِ
وأنا أفكر بنهاية الحرب وحدي
(فاتن حمودي)