نقوس المهدي
كاتب
الإشكال
الفرضيات
الإطار العام للدراسة
I. منهجية البحث
1. الوازع الموضوعي
2. الوازع الذاتي
II. المضمون
III. النتائج المتوصل إليها
خلاصة البحث
الإشكال
1
ميـزت المرأة عن الآخـر و لحقـب طويلة، بماهيتـها الجسدية و بالتالي، حصر تقديرها على مستوى الجسد فقط و ما يمكـن أن يقدمه من متعة وخدمة للجسد المذكر. فظهـرت صورة المرأة "المغريـة"، "الفاتنـة"، "الساحـرة"، "المفعمـة بالحيويـة و الأنوثـة"... بشكلها الجسـدي المميـز، و التـي على ما يبدو، راقت للرجل كذلك، فأضعفته و أرغمته على الاعتراف بها كجزء منه وتملكته، فرضخ لها و قدسها و اعتبرها آلهة. هذه الماهية الجسدية التي غالبا ما قدرت بالضعف و الليونة، وغالبا ما أحالتها عن التقدير ككائن قادر على العطاء الفكري والإبداعي مثل الماهية الذكرية، و من غير دور الأمـومة و دور المتعة الجنسيـة، حـالت دون التخويـل لها القيام بأدوار اجتماعية أخرى، كان بمقدورها توليها.
2
فقد حظي الجسد الأنثوي بالكثير من الأحكام اللاموضوعية، المبنية على أسس تخدم مصالح مجتمع تعود فيه السلطة لنفوذ الهيمنة الذكورية، مجتمع متواتر تاريخيا بنظامه الأبوي البتريركي، الأمر الذي أنكر عليها التميز بصورة أخرى، غير صورة الجمال، الاستكانة والخنوع. إلا أن هذه الصورة المرسومة لها في الذهنيات، وهذا التقدير الدوني، لم يكن له أن يمنعها في كثير من الأحيان من تحقيق الذات والرقي إلى مستويات اجتماعية تضاهي تلك التي خولت للرجل منذ القدم.
3
أثبتت المرأة من خلال دخولها عالم التمرس بجدارة قدرتها على التألق كقوة فعالة قادرة على التفكير و الإبداع و العمل والعطاء، و أثبتت أيضا إمكانية الاعتماد عليها حتى في الميادين التي كثيرا ما نسبت للرجل، مما جعلها تشاركه انشغالاته و أفكاره و مشاريعه، وبالتالي مقاسمته الفضاء الخارجي العام الذي خص به لوحده و لزمن طويل. أدى هذا الأمر إلى كسر فكرة الهيمنة المطلقة وإلى إعادة النظر في التقسيم الاجتماعي للهندسة الجنسية، وترسيخ قيم و مفاهيم جديدة حول ذوات الأفراد من جهة، وحسب فاعليتهم الاجتماعية من جهة أخرى.
4
أما اليوم وقد بلغت المرأة مستويات علمية جد عالية، بداية بالمدرسة و وصولا للجامعة، أضحى من الضروري الاعتراف بها كفكر فعال، لا كمجرد جسد سالب، تابع للهيمنة الاجتماعية المطلقة. إلا أن الإشكال الذي يطرح نفسه، ماذا عن الأنثى الجميلة، هل ما زالت تملك اليوم الرغبة القوية في البحث عن مظهر جسدي مزين، بالرغم من تخطيها لمرحلة كانت تطالب فيها كجسد فحسب؟ و هل ما زال الجمال يفرض عليها وجوده كدين يقدس فيه الجسد؟ و هل مازالت فكرة إثبات ذاتها تمر عبر قناة حسنها، بالرغم من اكتشافها لإمكانية تحقيق ذلك عبر قنوات أخرى؟ لذلك يبادرنا البحث عن إجابة للسؤال التالي:
ماهي تمثلات الطالبة الجامعية حول معايير الجمال والتجمل في رسم معالم الأنوثة على أرض الجسد الخصبة، و كيف ترى هي نفسها من خلال ممارساتها اليومية للعناية بحسن جسمها و مظهرها، و هل لذلك دور في تحديد انتمائها الهوياتي و في حصولها على فرص حياتية أحسن، قد تظن أنها تمكنها من الوصول لأدوار اجتماعية أفضل، داخل نسيج شبكة العلاقات الاجتماعية.
الفرضيات
5
ساعد التغير الاجتماعي والثقافي الذي مس أنظمة المجتمع و أبنيته، على توليد شحنة جديدة من الأفكار، ترجمت قراءات من نوع آخر حول الجسد الأنثوي، و أعطت دفعة قوية لحب الزينة و حسن التمظهر عند الفتيات الجامعيات.
تتمثل الطالبة الجامعية علاقة معينة مع جسدها و أنوثتها، تجعلها تبني في ذهنها صورا مغايرة عن معايير و ممارسات الجمال والتجمل، مستندة في ذلك على رصيدها الاجتماعي، الثقافي و العقائدي الديني.
ترسم الطالبة المقيمة بالحي الجامعي معالم أنوثتها من خلال حيثيات تتطلب حضور الجانب الجمالي بقوة، لأن ذلك بالنسبة لها وسيلة لإثبات الذات ولتوطيد العلاقة مع الغير، خصوصا مع الآخر، و لكي لا تشطب من دائرة المألوف.
تكرس الفتاة تصوراتها عن حسن مظهرها من خلال ممارساتها اليومية في الاعتناء بأعضاء جسدها وهندامها والتعديل من صورتها الجمالية، مهما كلفها ذلك من ثمن، سعيا منها لربح رهان العصر وإيجاد الذات في فضاء معلوم.
الإطار العام للدراسة
I. منهجية البحث
6
نحاول من خلال هذا الطرح الإسهام في ما يعرف بالدراسات الأنثروبولوجية التي بدأت تعرف الآن صحوة نوعية بفضل تظافر جهود العديد من الطلبة بالدراسات العليا و الباحثين في ميدان العلوم الإنسانية. و لقد تم اختيارنا لدراسة ظاهرة الجمال، لغرض موضوعي و آخر ذاتي، يتجلى كل منهما في النقاط التالية:
1. الوازع الموضوعي
ضعف الدراسات في هذا الشأن، خصوصا في العالم العربي.
1 - لأن السيسيولوجيا بالأساس إرث معرفي تغذيه الفلسفة، التاريخ، علم النفس، و البحوث الاجتماعية وحتى الم (...)
امتياز الموضوع بالتشعب بين مختلف شعب العلوم الإنسانية"1 مما قد يساعد على توسيع دائرة المعرفة السسيولوجية.
توظيف الظاهرة في سياق سسيو-أنثربولوجي جديد.
2. الوازع الذاتي
ميلنا للوقوف على أبعاد الظاهرة بحكم انتمائنا للجنس نفسه موضوع الدراسة.
اعتبار الموضوع إشكاليا و لا تزال حقائقه رهينة البحث.
اهتمامنا بعالم صناعة الجمال و بحرفة الحلاقة النسوية وممارساتها.
7فضلنا في إطار منهجية البحث، اختيار عينة ممثلة لغاية الطرح المتناول بالدراسة. فوقع اختيارنا على عينة منتقاة من وسط قد يحمل الدلالات التي نحن بصدد محاولة الإجابة عنها، أي الوسط الجامعي، وبالضبط لإحدى الإقامات الجامعية بمدينة وهران. و للإلمام بالموضوع، و سعيا منا لتطبيق تقنية "دراسة حالات"، اخترنا أن لا تكون العينة كبيرة، لأننا ارتأينا أن ذلك، قد يسهل عملية البحث، لما يستدعيه الموضوع من محاولة للإجابة على أسئلة كثيرة و أكثر دقة و خصوصية.
2 الساعتي، حسن، تصميم البحوث الاجتماعية-نسق منهجي جديد، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 198 (...)
8
فقد كان من الضروري أن تتكرر اللقاءات مع الحالات المستجوبة لتتبع المضمون التمثلاتي و تجسده من خلال الممارسات. فمسألة كمسألة الممارسات تضم من التعقد و التمفصل الشديد الجزئية، ما لا يمكن إلا لتقنية "دراسة حالات" أن تلم به، وبما أن هذه التقنية، هي دراسة: الخبرات والتجارب والقيم والأفكار، سواء الميراثية منها أو الملتقط بالممارسة الشخصية، سواء أكان يمتلكها شخص أو تمتلكها مجموعة أو هيئة... "وهي غرض أمين مخلص يفترض أن يكون صادقا لخبرات صاحب الحالة قيد البحث، وتجاربه وتفسيراته للعالم الذي يعيش فيه"2. وتطرقنا بالأساس إلى دراسة حالات لأن مسألة كمسألة التصورات و الثمتلات هي بالأساس مسألة تصب في ميادين علم النفس. فالأمر لا يعدو أن يكون بين العلمين: الاجتماعي والنفسي.
9
العينة في الأساس تضم عشرين فتاة، تتراوح أعمارهن ما بين 19 سنة و30 سنة، كلهن وافدات إلى الإقامة الجامعية من مناطق مختلفة من غرب الوطن الجزائري. قصدنا أن تتألف هذه العينة مـن (10) فتيات سافرات، وعشرة (10) أخريات متحجبات، وقصدنا أن يجمع بينهن عامل العزوبة، هن موزعات حسب التقسيم الجغرافي التالي:
❖ 4حالات من ولاية معسكر: -1 حاسين-1 سيق-2 المحمدية.
❖ 3 حالات من ولاية سيدي بلعباس: -1 من قلب الولاية- 2 ابن باديس.
❖ 3 حالات من ولاية تيارت.
❖ 3 حالات من ولاية غليزان.
❖ 2 حالتين من ولاية مستغانم.
❖ 2 حالتين من ولاية تلمسان.
❖ 1 حالة من ولاية سعيدة.
❖ 1 حالة من ولاية عين تموشنت،( من بني صاف).
❖ 1 حالة من الأغواط.
10
لقد كان لزاما علينا أن نستعرض مجموعة من التقنيات النظرية و المنهجية من أجل إنجاز هذه الدراسة، سواء في الجانب الذي يخص التمثلات، أو في نظيره الذي يخص الممارسات، و ذلك لفحص مدى مطابقة ما هو تصوري لما هو واقع. فاعتمدنا أولا من الناحية النظرية على معظم المراجع والوثائق (خصوصا باللغة الفرنسية) التي أعطتنا بعدا تاريخيا للظاهرة، ما بين كتب، جرائد، مجلات، مذكرات تخرج، قواميس وتفاسير، صور، معلومات إلكترونية عبر الانترنت... و لقد استغرق البحث قرابة سنة، بسبب كثرة المصادر و المراجع التي لا تتطابق حقا مع ما نصبو إليه. إلا أن ذلك قد أفادنا كثيرا من حيث تعبئة رصيدنا المعرفي و الثقافي.
3 يعتبر حسن الساعاتي أن هذا التوجه خطأ، إذ يقول:" إنه من الخطأ عد الأسلوب الكيفي، منهجا..." فهو يعتقد (...)
11
أما في الجانب الميداني، فقد استعملنا أدوات البحث الخاصة بالأسلوب الكيفي، كالمقابلة والملاحظة و الملاحظة بالمشاركة. فإخضاع ظاهرة الجمال إلى الدراسة التجريبية، من حيث هي كيف لا كم، هي مرحلة تابعة لخطوات منهجية تقتضي بالأساس استعمال الأسلوب الكيفي الذي قد يعتبره الكثيرون منهجا"3، إلا أننا كممنا في بعض الأحيان النتائج فأعطيناها نسبا مئوية وذلك رأيناه جائزا في حالة ما إذا اعتبرنا أنفسنا بصدد دراسة عينة، تقتضى المقارنة بين عناصرها، خصوصا في ما يخص الممارسات والواقع.
12
كما ارتكزت هذه الدراسة كذلك على المنهج التاريخي، الذي طرح نفسه بغرض الوصول بهذا البحث إلى درجة من التكامل الممكن. إذ أنه من غير المعقول الإلمام بأنثروبولوجيا الجسد و الزينة، دون التطرق إليها في أبعادها الدياكرونية و السانكرونية، لأن الأمر يعود بالأساس للتراث العالمي، و للتزاوج الحضاري والثقافي بين مختلف الشعوب و الأجيال، تناوله كل طرف حسب مخيال معـين، و هو الأمر الذي بإمكانه إعطاءنا مرجعية لماضي الظاهرة و توضيح الإجابة أكثر، على السؤال المحوري: لماذا الرغبة في الجمال؟
13
كما اعتمدنا في كيفية طرح هذا الموضوع، على المنهج التحليلي التاريخي و التحليلي الوصفي للنصوص، لضرورة الأول في الدراسة النظرية و ضرورة الثاني في البحث الميداني.
4 Cobessie, Jean-Claude, cit. op., p. 15.
14
استعملنا أولا الملاحظة المجردة لفائدة تصور حيثيات مشروع البحث باعتبارها أدوات البحث الميداني، كما استعملنا أيضا الملاحظة بالمشاركة، اكتشفنا بها الوسط المدروس و عينته. و بناءا على ذلك، تم اختيارنا لإطار هذه الدراسة. فالملاحظة بالمشاركة، هي العيش داخل... و البقاء بمقربة... و البقاء في متناول..... هي النظر عن قرب. وهي كذلك التعرض لنظر الجميع، للحذر، للتعليقات، ولأي شكل من أشكال المعاملة الاجتماعية"4. كما وظفناها حين لقاءاتنا مع صانعي الجمال: مع طبيب الجراحة التجميلية و كذلك مع الحلاقتين والمزينتين.
15
لقد تمت الملاحظة بالمشاركة حين الولوج إلى الحي الجامعي (x)، حيث توصلنا إلى الإقامة فيه مدة البحث الميداني وبالتالي حصلنا على معلومات كافية عن ما نريده. اكتشفنا بها الوسط المعنى بالدراسة و صممنا من خلالها دليلنا للمقابلة، الذي هو أهم وسيلة للفحص الميداني.
16
وقد تمت المقابلات في حدود شهريــن كاملين، أي ما بين الفتـرة الممتدة من: 10 جانفي 2004 حتى منتصف شهر مارس 2004. و قد أجريت بعد عقد اتفاق مسبق مع الحالات قبل استجوابها. و غالبا ما كان يتم ذلك ليلا، لارتباطات كانت تلتزم بها الطالبات في فترة النهار كالدراسة و أمور أخرى.
17
و قد وصلت المقابلات مع الحالة الواحدة أحيانا إلى حدود (03) لقاءات، كل لقاء يدوم من ساعة و نصف إلي ساعتين، مراعاة لنفسية الفتاة التي تكون قد أرهقت كامل النهار، و بالتالي السعي إلى إراحتها نفسيا و دعوتها إلى الإجابة عن الأسئلة بدون كلل أو ملل. كما عمدنا إلى تأسيس مسبق للأسئلة المفتوحة، فكانت الأسئلة غير موجهة (خصوصا مع محترفي صناعة الجمال)، ونصف موجهة في معظمها مع الطالبات، حرصا على توجيه المقابلة توجيها سياقيا، و لتقليص فرص الخروج عن الموضوع، و بالتالي، ترك الفرصة للمستجوبات لإبداء تمثلاتهن بدون قيد، مما قد يجعلهن يتجاوبن مع الموضوع بكل حرية.
II. المضمون
18
لكي نقترب من غرض هذه الدراسة، و محاولة منا للوصول إلى إجابات على الإشكال المطروح، تضمن هذا البحث المحتوى التالي:
أولا: تم وضع فصل منهجي، يعتبر تمهيدا أو مقدمة: يضم تمهيدا أوليا وطرحا للإشكالية و الفرضيات، و يضم تحديد بعض المفاهيم المتعلقة بالبحث قيد الدراسة، ثم في نهاية هذا الفصل، وضعنا تمهيدا ثانيا ليساعدنا على تقديم المتن.
ثانيا: قسمنا المتن إلى أربعة فصول، و كل فصل إلى ثلاثة أو أربعة مباحث.
19
- تناولنا في الفصل الأول صور التغير الاجتماعي و علاقتها بمفهوم الجسد والجمال. ففي المبحث الأول عرضنا علاقة الأسرة و الجماعة بمفهوم الجسد. ثم تناولنا في المبحث الثاني التغيرات الاجتماعية الثقافية والحضارية التي طرأت على معايير الجمال والتجمل الأنثوي في مختلف الحقب التاريخية. أما في المبحث الثالث، فتطرقنا إلى كيفية ترويج هذه المعايير عن طريق الإبداع الأدبي والنشر الإعلامي. حيث يتلخص هذا الفصل فيما يلي:
20
ينبثق مفهوم التغير الاجتماعي بالأساس من مفهوم "دينامية الجماعة"، فهو قانون طبيعي عام، يطرح أولا على المستوى الفكري، ليتجلى بعد ذلك على مستوى السلوكيات والممارسات )أنظر الشكل الذي يوضح ذلك في الملحق رقم 01(. لذلك، نجد أن حداثة الوعي بالجسد لدى الأنثى، يبدأ أولا في أوائل عمرها الزمني، بفضل تنشئتها الاجتماعية و تواجدها الأسري و الاجتماعي، اللذان يهيئانها لاكتساب بذور الوعي الجمالي، حسب الإطار العرفي المرسوم له من قبل العادات والتقاليد في المجتمع.ثم بعد ذلك، حين تبلغ النضج الجنسي والفكري، وعن طريق عمليات التثاقف و الاحتكاك بالآخرين، تنتهج هي نمط معين في التجمل والاعتناء بذاتها، قد يكون مغايرا تماما لما قد تكون قد تلقنته في مرحلة الصبى، من خبرات ومعارف، مستندة في ذلك على حواسها وإدراكها لماهية ذاتها. ويكون ذلك بالخصوص عن طريق تماثلها ببنات جنسها، ممن يحدثن في مشاعرها الإعجاب والاستهواء، من زميلاتها في الدراسة ومشاهير المجلات و التلفزيون.
21
- أما الفصل الثاني، فيتطرق في مباحثه الثلاثة لمفهوم الجمال والتجمل الأنثوي، من المنظور الإسلامي والتراثي، و الكيفية التي يطرح بها في النصوص الشرعية والخطاب الديني. كما يتطرق إلى الصورة التي يأخذها الجسد في المخيال العربي التقليدي. حيث ترد معطيات عن الجمال والزينة، وكيف ساهم المعيار الديني والعقائدي في رسمها و الفصل فيها، ممررا إياها في الأوساط المنسوبة إليه. وكيف ينعكس ذلك على تمثلات الحالات المستجوبة و موقفها منه. و ملخص هذا:
22
أن التمثل الجسدي في التراث العربي الإسلامي، هو تمثل يستنبط معانيه من الخطاب الديني و النصوص الشرعية: القرآن والسنة بالدرجة الأولى، ومن القراءات الفقهية لذلك. يؤكد الخطاب الإسلامي على النظرة الجمالية للأشياء ولا ينفيها، ما لم تتعارض مع أسبقية الضبط الديني لمنهاج حياة المسلم. انه يؤكد على أسبقية جمال ما هو روحي على ما هو مادي في إطار اجتماعي موزع حسب التباين الجندري. الواضح أن الاستراتيجيات التي يخلقها المجتمع في صنع هويته الاجتماعية،قد أوجدت نماذج مظهرية حديثة، مجارية لموضة العصر، لكن في نفس الوقت محافظة على أصل معتقدات الأفراد الدينية، في علاقتها بالصورة العامة التي ترسمها لأجسادهم. و بذلك تصبح إمكانية الحديث عن حجاب عصري، ماكياج خاص للمتحجبات، تقنيات لوضع أخمرة على الرأس...، ممكنة.
23
- في الفصل الثالث: وضحنا من خلاله أولا، حيثيات العلاقة بين الرجل والمرأة وصورها في إطار موضوع الدراسة، و ما تفرزه من ظواهر ذات أبعاد اجتماعية ونفسية. ثم في المبحث الثاني، تطرقنا إلى معالم الأنوثة و استراتيجيات الإغراء. أما في المبحث الثالث، فكان الحديث عن الأبعاد النفسية التي تأخذها الرغبة في الجمال )أنظر الأشكال في الملحق رقم 02(. وفي المبحث الأخير، عرضنا الظروف الاجتماعية التي تقتضي اختلاق جسد مجمل ومتأنق. وخلاصة ذلك أن:
24
العلاقة الجندرية في البلدان العربية تتأسس داخل دوائر الهيمنة الذكرية، و بالتالي فهي تخضع لمبدئي السيطرة و الخضوع، القوة والضعف. و هذا لا يعني أن هذه المبادئ من المبادئ المطلقة التي لا تتغير، و إنما، قد يحدث أن تنقلب الموازين، لأن الضعف لا يعني بالضرورة الاستسلام و الرضوخ المطلق. من هذا المنطق، تلعب مسألة الرغبة في الجمال دورا حساسا في جدلية العلاقة بين الرجل والمرأة، وما يجمع بينهما من مشاعر الحب و الجنس. فالجمال و الحسن، محرك قوي للعاطفة و الشهوة، و هو عامل أساسي للتجاذب الجندري. إذ يمتلك المجتمع معطيات محددة عن الجسد الأنثوي المرغوب فيه، و هي معايير أنتجها المجتمع ذاته و سهر على تواترها، بناءا على الذوق الجمالي المصطلح عليه. و تصبح ملاحة الملامح، وتكعب النواهد، وزينة المظاهر مثلا، مؤشرات للدلالة على مستقبل محفوف بالنجاح، ومؤشر على إمكانية تحقيق الأحلام والمطامح، كإيجاد شريك الحياة والزواج به، وإيجاد فرصة للعمل... لذلك فالسهر على العناية بالجسد وبزينته، من أهم الأغراض النفسية والاجتماعية لدى المرأة، سواء كان ذلك في المناسبات أو في غيرها .
25
- أما الفصل الرابع، فقد خصص لممارسات وتقنيات العناية بالجسد وحسن التمظهر في معظم أشكالها وصورها عند الحالات المدروسة. و خصص المبحث الثاني من هذا الفصل، للكلفة المادية والثمن الذي تتطلبه هذه الممارسات، والى أي درجة يمكن أن تصل هذه النفقات لدى الجامعيات. أما المبحث الأخير، فيتطرق إلى فكرة صناعة الجمال، ابتداء من عيادات الجراحة التجميلية إلى صالونات الحلاقة والتجميل.
26
إن تقنيات وممارسات العناية بالجسد في مختلف حقولها وأشكالها، هي تقنيات شديدة الجزئية و التمفصل، مما يستدعي استحضار الوعي المعرفي بهذه الأمور، ويتم ذلك خصوصا عندما تشتد الرغبة في المحاكاة و المضاهاة بين الفتيات.و تتحول مزاولة تلك التقنيات من الهواية إلى خبرة بفضل التطبيق والتكرار في الحياة اليومية، الأمر الذي يستدعي تمويل دائم ومتواصل من أجل اقتناء مستلزمات الزينة، من كريمات للتجميل ومواد مطهرة، و صبغات للشعر و مكياج وملابس، وأحذية وحلي... و كل هذا يقتضي مصاريف، قد تفوق الإمكانية الشرائية حتى لدى الموظفات من النساء.
27
ثالثا: أنهينا هذه الدراسة بخاتمة عامة، عرضنا من خلالها النتائج المتوصل إليها والتي من بينها تحققنا أن كل الفرضيات التي طرحناها في المقدمة، قد تم انجازها.
III. النتائج المتوصل إليها
28
- يتم إدراك الجمال عن طريق تمرير صور مرئية إلى الذهن، الذي يحللها إلى أفكار لها دلالات معينة. لذلك ما قد يراه البعض جميلا، قد لا يراه آخرون بالضرورة كذلك، وهذا كنه التمثلات. فهي ليست بالضرورة حقيقة وواقع، بل هي بالأساس رموز وخيال. و لذلك كانت لها علاقة مباشرة بالأذواق، ومنها بالهويات الفردية و الاجتماعية.
29
- أن الوعي بالجسد مرتبط بالعديد من العوامل الفردية، منها ما هو بيولوجي وما هو نفسي وما هو اجتماعي.
30
تكمن العوامل البيولوجية في بداية مرحلة النضج والبلوغ، وبالتالي منذ بداية التفاف الجسد واستدارة أعضاءه. و تبدأ العوامل النفسية ببداية الاهتمام بالجنس المغاير، و بداية معرفة ماهية المشاعر المختلفة تجاهه. أما العوامل الاجتماعية فهي تابعة لمدى الاختلاط بالغير واكتساب فكرة عن معارفهم وتجاربهم، عن طريق الاحتكاك بهم والتطلع على أخبارهم.
31
- تتغير النظرة للجسد لدى الفتاة الجامعية الوافدة من أصل جغرافي مغاير بحكم عمليات التثاقف و التماثل مع الفتيات الأقدم منها في الحي الجامعي، واللواتي هن أكثر خبرة منها ودراية بالفضاء المتواجدات فيه، خصوصا وأن معظم الجامعات يقعن في مدن كبيرة.
32
أن حب الزينة و التمظهر الأنيق، ليس حكرا على الفتيات السافرات فقط، وإنما يمثل كذلك رغبة قوية عند المتحجبات منهن أيضا، بما أنهن مشتركات في الماهية الجنسية الأنثوية و الماهية الطلابية، إلا أنهن أكثر تأثرا بالأحكام الغيرية الإيجابية والسلبية من السافرات منهن. وقد يترك المدح بالجمال أو الذم بالبشاعة أو سوء المظهر في أنفسهن مشاعر بالغة الأثر.
33
- التلفزيون أكثر وسيلة مؤثرة على تمثلاتها في رسم شكل جمالي مرغوب، وبالتالي إقناعها بفكرة معينة عن معايير الجمال. فهو بالتالي أكثر أثرا في تمثلاتها من الوسائل الأخرى، كالمجلات وجرائد الموضة.
34
- الجمال بالنسبة للفتيات المقيمات في الحي الجامعي إما ظاهر أو باطن، لكن الجمال الحقيقي والمثالي بالنسبة لهن، هو ما يطابق جمال الظاهر بالباطن في شخص ما.
35
- مع أن الطالبة الجامعية ترى في بعض الأحيان أن نظرة الدين متشددة في مسألة حجب الجسد الأنثوي إلا أنها تراها صائبة، فهي ترى أن الإسلام لا ينفي الأنوثة بل ينفي جانب الفتنة فيها.
36
- الغاية من الرغبة في التجمل، هي تفادي الشعور بعقد النقص، وهي غاية تخدم عمليات التقدير الذاتي وتركيب المشاعر الإيجابية في النفس، كالشعور بالرضى والشعور بالتوازن الشخصي...
37
- عامل الظرفية له دور جد مهم في التحكم في زمام البحث عن جسد متأنق ومتجمل. و عليه يكون مظهر الحفلات والمناسبات مخالفا لمظهر الذهاب إلى العمل أو الدراسة، لذلك فالزينة مؤشر مهم للدلالة على ظروف الأفراد الاجتماعية. إلا أن الرغبة في التأنق تبقى ملحة في المناسبات أو في غيرها.
38
- أحدثت الظروف المتعلقة بقلة عروض التشغيل في تمثل الطالبة الجامعية، قلقا من مصير البطالة، لذلك فهي تعتقد، أنها لن تجد عملا ما إن لم تتألق كجسد أولا ثم كفكر ثانيا.
39
- تعتبر المرأة شعرها دليل أنوثتها وجمالها، وعنوان تمييزها عن الآخر. لذلك فهي تسعى إلى الاهتمام به من خلال قصه وصبغه وتسريحه بمجفف الشعر، حتى وإن كانت حاجبة له.
40
- لقد أصبح وضع الماكياج طريقة اعتيادية في التزيين بالنسبة للأنثى. فهي تضعه سافرة كانت أو متحجبة، وهي غالبا ما تحبذ الماركات الأجنبية في مواد تجميلها وتخصيبها لأنها تعتبرها ذات جودة كبيرة وفاعلية.
41
- اللباس بالنسبة لها أولا، هو المظهر الأنيق لذلك لا بد أن يكون الأغلى والأجمل وليس مجرد كسوة ترتدى، بل هو مصنوع وفق شروط ومعايير الموضة. هو "المركة" و العصرنة، أو هو الكلاسيك والاحتشام.
42
- صناعة الصيغة والمجوهرات اليوم، هي الأخرى تابـعة لموضـة المـواسـم. و بغض النظر عن وظيفتها الادخارية والجمالية، تعد كذلك مؤشر على الفوارق الاجتماعية، تقتنى للدلالة على الثراء والرقي الاجتماعي. إلا أن تفشي ظاهرة السرقة حدت من التزين بها عند الفتيات والنساء عامة، و بخاصة عند الخروج إلى الشارع وبانفراد.
43
- العطر زينة ذات أهمية بالغة في التأثير على الأفراد، لأن محله أولا، هو النفس والذوق. و لهذا تتعطر غالبية الفتيات، وتضعن مزيل العـرق، وقد تمتلكن عطرا ثمينا.
44
- تختلف كلفة المصاريف الدنيا والقصوى بين الفتيات الطالبات، إلا أنها تبقى مرتفعة نوعا ما، باعتبار أنهن في مرحلة التمدرس وبدون دخل ذاتي، إلا أن الطالبات المقيمات في الحي الجامعي، غالبا ما يسعين إلى أن يكون لهن دخل معين و إن بطريقة غير رسمية.
45
صناعة الجمال و إن كانت لا تضاهي التفوق الذي أحرزته في البلدان الأوروبية إلا أنها بدأت تتوسع شيئا فشيء في الجزائر، لأن الذهنية السائدة في المجتمع اليوم، ترى أن للجمال و للأناقة دورا كبيرا في إتاحة الفرص للمرأة من أجل تحقيق مشاريعها الحياتية وفي تأسيس مكانة اجتماعية لها. و غالبا ما ينظر إلى ذلك النجاح، إما في إطار تكوين حياة أسرية، أو في إطار استقلالية مادية عن طريق إيجاد منصب عمل محترم.
خلاصة البحث
46
لقد اتضح من خلال دراستنا في جانبيها، النظري والميداني، أن سر بحث الأنثى عن الجمال، ليس إلا غاية تتجلى أبعادها فيما هو اجتماعي أنثروبولوجي وما هو ذاتي نفسي، وكذلك فردي و جماعي، و مرسوم في منظومة المفاهيم وآليات التفكير، و معطي في الواقع. و هو رغبة تشتد في الكيان الأنثوي أكثر، لملاءمته للصفات التي يتمتع بها هذا الأخير من نعومة ولين وسعة العاطفة.
47
وهو رغبة تابعة لنرجسية المرأة و حبها لذاتها وتحقيقها لها ورضاها عنها كما تعتبره تأشيرتها لاقتحام الفضاء الاجتماعي العام، و التجدر فيه من خلال بلورة شبكة من العلاقات الاجتماعية التي تسهل عليها عمليات الاتصال وتحقيق الأحلام. وهو كذلك رغبة قوية ناجمة عن الاعتقاد بأنها الوسيلة الأكثر جدوى في إيجاد الطرف الآخر وضمان حياة عاطفية ناجحة معه مكللة بالزواج. ذلك أن الأنثى في التراث هي: الجميلة، الفاتنة، المعشوقة، المغرية، الملكة، الحلوة، الزوجة المثالية... فالمرأة على مر السنين في الذهنية الشعبية، هي المحاسن الجسدية وصورة الاغرائية، لذلك، ومن المعتقدات الراسخة في هذا المخيال، أن أي نقص في تلك المواصفات قد يرمي بها في سلة التهميش والإقصاء.
48
لقد توصلنا من خلال البحث الميداني إلى أن الفتاة الوافدة للحي الجامعي من أصول جغرافية مختلفة، غالبا ما تتماثل مع مظاهر الهويات الأنثوية الموجودة فيه و تتكيف مع طريقتها في الحياة و رؤيتها للأشياء. كما أنها تقوم ، من خلال عمليات التثاقف، بتعديل تمثلاتها الشخصية عن العناية بجسدها وفق النماذج الموجودة في وسطها المعيشي الجديد. فالجمال بالنسبة لها واقع في الجسد والنفس، و هو بالدرجة الأولى فكرة تتمثل، ثم تليها بعد ذلك قواعد تطبق بنص المعرفة الثقافية و الحضارية والعقائدية والاجتماعية. كما أنه مسألة ذوق وليس نمطا جامدا، غير قابل للتغيير و إعادة التشكيل.
49
فتمثلات الطالبة الجامعية لمعايير الجمال والتجمل، هي تمثلات نابعة من صميم المجتمع الباحث أبدا عن صور الجمال ومظاهره، بناءا على أرض الجسد الخصبة، التي تعتبر ورشة لعمليات و ممارسات الزينة.
Bibliographie
أولا : المصادر والمراجع باللغة العربية
النصوص الشرعية :
نصوص من القرآن الكريم.
نصوص من الأحاديث الشريفة.
الكتب :
أبو ريان، محمد علي، فلسفة الجمال ونشأة الفنون الجميلة، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 1994.
أبو عمشة، صقر، الثقافة والتغيير الاجتماعي، بيروت، دار النهضة العربية، 1971.
الأندلسي، ابن حزم، طوق الحمامة، مؤسسة ناصر للثقافة، سلسلة التراث، د.ت
الساعاتي، حسن، تصميم البحوث الاجتماعية، نسق منهجي جديد، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 1982.
الساعاتي، حسن سامية،علم اجتماع المرأة، رؤية معاصرة لأهم قضاياها، القاهرة، دار الفكر العربي، 1999.
القصير، عبد القادر، الأسرة المتغيرة في مجتمع المدنية العربية، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1999.
المرنيسي، فاطمة، الجنس كهندسة اجتماعية بين النص والواقع، ترجمة فاطمة الزهراء زريول، نشر الفنك، مكان النشر غير وارد، 1996.
بدوي، عبد الرحمان: فلسفة الجمال والفن عند هيجل، دار الشرق، مؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى، 1996.
بوعلي، ياسين، الثالوت المحرم-دراسة في الدين والجنس والصراع الطبقي"، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، الطبعة السادسة، 1985.
سفير، ناجي، محاولات في التحليل الاجتماعي- التنمية والثقافة، ترجمة م.ع بن ناصر، ديوان المطبوعات الجامعية، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، السنة غير واردة.
صبار، خديجة، المرأة بين الميثولوجيا والحداثة، بيروت، لبنان، أفريقيا الشرق، 1999.
طرابشي، جورج، شرق وغرب- رجولة و أنوثة، دراسة في أزمة الجنس والحضارة، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، الطبعة الثالثة، 1982.
عبد الرحمان، عائشة بنت الشاطئ، نساء النبي، بيروت، دار الكتاب العربي، 1975.
عبد العزيز، محمد سهير: التنشئة الاجتماعية في المجتمع العربي في ظروف اجتماعية متغيرة، أبو ظبي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، سلسلة المحاضرات ، الطبعة الأولى، 2001.
عبده، سمير، المرأة في المجتمع العربي، مطبعة العلجوني، مكان النشر غير واردة، 1988.
عدنان، رشيد، دراسات في علم الجمال، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1985.
عفيفي، محمد الصادق، فقه المرأة المسلمة، بيروت لبنان، دار الرائد العربي، 1986.
هيجل، فكرة الجمال، ترجمة جورج طرابشي، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، 1981.
ثانيا: المصادر والمراجع باللغة الأجنبية
Ait Sabah, Fatnâ, La Femme dans l’inconscient musulman- désir et pouvoir, Paris, Editions les Sycomures, 1982.
Bourdieu, Pierre, La distinction, Paris, Editions Minuit, 1979.
Bouhadiba, Abdel Wahab, La sexualité en Islam, Paris, Presses Universitaire de France, 4éme éditions, 1986.
Chebel, Malek, Le livre de la séduction, Paris VIeme, Editions Payot et rivages, 1986.
Chebel, Malek, L’imaginaire Arabo-musulman, Paris, Presses Universitaire de France, 1er édition, 1993.
Combessis, Jean-Claude, La méthodeen sociologie, Alger, Editions Casbah, 1998.
De Beauvoir, Simone, Le deuxième sexe, Paris, Editions Gallimard, 1949.
De Camps, Marc Alain, L’invention du corps, Paris, P.U.F., 1986.
Fonneau, Anne-Marie Constelat, L’identité sociale et dynamique représentationnelle, France, Presses Universitaires de Rennes, 1997.
Guessous, Naoumine, Au-delà de toute pudeur la sexualité au Maroc, Editions Eddif, 7eme édition, Casablanca, 1991.
Le Breton, David, La sociologie du corps, Paris, Editions PUF, 1997.
Le Breton, David, Anthropologie du corps et modernité, Paris, Editions P.U.F., collection sociologie d’aujourd’hui, 1998.
Morries, D., Magie du corps, Paris, Editions Grasset, 1986.
Pagés Delon, Michèle, Le corps et ses apparences- L’envers du look, Paris, Editions l’Harmattan, collection logiques sociales, 1989.
Perrot, Phillippe, Le travail des apparences ou transformation du corps féminin : 18eme et 19eme siècle, Paris, Editions du Seuil, 1984.
Pociello, Christian, Structure et évolution des loisirs sportifs dans la société française (de 1975 à 1995), Editions : Université de Paris, 1989.
Roland, Barthes, Système de la mode, Paris, Editions du Seuil, 1967.
Toualbi, Nouredine, L’identité au Maghreb-l’érrance, Alger, Editions Casbah, 2 ème édition, 2001.
Travaillot, Yves, Sociologie des pratiques d’entretien du corps, France, Presses Universitaires de France, 1998.
Haut de page
Annexe
ملحق 01:
شكل رقم 01: يشرح عمليات تمرير مفهوم الجمال و مستوياته
Agrandir Original (jpeg, 24k)
ملحق 02:
شكل رقم 02: يوضح كيف ينجم مركب عدم الرضى عن الذات
Agrandir Original (jpeg, 12k)
شكل رقم 03: يوضح عملية التقدير الذاتي داخلية الاتجاه
Agrandir Original (jpeg, 8,0k)
شكل رقم 04: يوضح عملية التقدير الذاتي خارجية الاتجاه
Agrandir Original (jpeg, 10k)
Haut de page
Notes
1 لأن السيسيولوجيا بالأساس إرث معرفي تغذيه الفلسفة، التاريخ، علم النفس، و البحوث الاجتماعية وحتى المعالجة الإحصائية المستعارة من العلوم التجريبية. في:
Combessie, Jean–Claude, La méthode en sociologie, Alger, éditions Casbah, 1998, p.3
2 الساعتي، حسن، تصميم البحوث الاجتماعية-نسق منهجي جديد، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 1982، ص.170.
3 يعتبر حسن الساعاتي أن هذا التوجه خطأ، إذ يقول:" إنه من الخطأ عد الأسلوب الكيفي، منهجا..." فهو يعتقد أن المنهج هو، إما المنهج التجريبي أو المنهج النظري. الساعاتي، حسن، مرجع سبق ذكره، ص. 164.
4 Cobessie, Jean-Claude, cit. op., p. 15.
الفرضيات
الإطار العام للدراسة
I. منهجية البحث
1. الوازع الموضوعي
2. الوازع الذاتي
II. المضمون
III. النتائج المتوصل إليها
خلاصة البحث
الإشكال
1
ميـزت المرأة عن الآخـر و لحقـب طويلة، بماهيتـها الجسدية و بالتالي، حصر تقديرها على مستوى الجسد فقط و ما يمكـن أن يقدمه من متعة وخدمة للجسد المذكر. فظهـرت صورة المرأة "المغريـة"، "الفاتنـة"، "الساحـرة"، "المفعمـة بالحيويـة و الأنوثـة"... بشكلها الجسـدي المميـز، و التـي على ما يبدو، راقت للرجل كذلك، فأضعفته و أرغمته على الاعتراف بها كجزء منه وتملكته، فرضخ لها و قدسها و اعتبرها آلهة. هذه الماهية الجسدية التي غالبا ما قدرت بالضعف و الليونة، وغالبا ما أحالتها عن التقدير ككائن قادر على العطاء الفكري والإبداعي مثل الماهية الذكرية، و من غير دور الأمـومة و دور المتعة الجنسيـة، حـالت دون التخويـل لها القيام بأدوار اجتماعية أخرى، كان بمقدورها توليها.
2
فقد حظي الجسد الأنثوي بالكثير من الأحكام اللاموضوعية، المبنية على أسس تخدم مصالح مجتمع تعود فيه السلطة لنفوذ الهيمنة الذكورية، مجتمع متواتر تاريخيا بنظامه الأبوي البتريركي، الأمر الذي أنكر عليها التميز بصورة أخرى، غير صورة الجمال، الاستكانة والخنوع. إلا أن هذه الصورة المرسومة لها في الذهنيات، وهذا التقدير الدوني، لم يكن له أن يمنعها في كثير من الأحيان من تحقيق الذات والرقي إلى مستويات اجتماعية تضاهي تلك التي خولت للرجل منذ القدم.
3
أثبتت المرأة من خلال دخولها عالم التمرس بجدارة قدرتها على التألق كقوة فعالة قادرة على التفكير و الإبداع و العمل والعطاء، و أثبتت أيضا إمكانية الاعتماد عليها حتى في الميادين التي كثيرا ما نسبت للرجل، مما جعلها تشاركه انشغالاته و أفكاره و مشاريعه، وبالتالي مقاسمته الفضاء الخارجي العام الذي خص به لوحده و لزمن طويل. أدى هذا الأمر إلى كسر فكرة الهيمنة المطلقة وإلى إعادة النظر في التقسيم الاجتماعي للهندسة الجنسية، وترسيخ قيم و مفاهيم جديدة حول ذوات الأفراد من جهة، وحسب فاعليتهم الاجتماعية من جهة أخرى.
4
أما اليوم وقد بلغت المرأة مستويات علمية جد عالية، بداية بالمدرسة و وصولا للجامعة، أضحى من الضروري الاعتراف بها كفكر فعال، لا كمجرد جسد سالب، تابع للهيمنة الاجتماعية المطلقة. إلا أن الإشكال الذي يطرح نفسه، ماذا عن الأنثى الجميلة، هل ما زالت تملك اليوم الرغبة القوية في البحث عن مظهر جسدي مزين، بالرغم من تخطيها لمرحلة كانت تطالب فيها كجسد فحسب؟ و هل ما زال الجمال يفرض عليها وجوده كدين يقدس فيه الجسد؟ و هل مازالت فكرة إثبات ذاتها تمر عبر قناة حسنها، بالرغم من اكتشافها لإمكانية تحقيق ذلك عبر قنوات أخرى؟ لذلك يبادرنا البحث عن إجابة للسؤال التالي:
ماهي تمثلات الطالبة الجامعية حول معايير الجمال والتجمل في رسم معالم الأنوثة على أرض الجسد الخصبة، و كيف ترى هي نفسها من خلال ممارساتها اليومية للعناية بحسن جسمها و مظهرها، و هل لذلك دور في تحديد انتمائها الهوياتي و في حصولها على فرص حياتية أحسن، قد تظن أنها تمكنها من الوصول لأدوار اجتماعية أفضل، داخل نسيج شبكة العلاقات الاجتماعية.
الفرضيات
5
ساعد التغير الاجتماعي والثقافي الذي مس أنظمة المجتمع و أبنيته، على توليد شحنة جديدة من الأفكار، ترجمت قراءات من نوع آخر حول الجسد الأنثوي، و أعطت دفعة قوية لحب الزينة و حسن التمظهر عند الفتيات الجامعيات.
تتمثل الطالبة الجامعية علاقة معينة مع جسدها و أنوثتها، تجعلها تبني في ذهنها صورا مغايرة عن معايير و ممارسات الجمال والتجمل، مستندة في ذلك على رصيدها الاجتماعي، الثقافي و العقائدي الديني.
ترسم الطالبة المقيمة بالحي الجامعي معالم أنوثتها من خلال حيثيات تتطلب حضور الجانب الجمالي بقوة، لأن ذلك بالنسبة لها وسيلة لإثبات الذات ولتوطيد العلاقة مع الغير، خصوصا مع الآخر، و لكي لا تشطب من دائرة المألوف.
تكرس الفتاة تصوراتها عن حسن مظهرها من خلال ممارساتها اليومية في الاعتناء بأعضاء جسدها وهندامها والتعديل من صورتها الجمالية، مهما كلفها ذلك من ثمن، سعيا منها لربح رهان العصر وإيجاد الذات في فضاء معلوم.
الإطار العام للدراسة
I. منهجية البحث
6
نحاول من خلال هذا الطرح الإسهام في ما يعرف بالدراسات الأنثروبولوجية التي بدأت تعرف الآن صحوة نوعية بفضل تظافر جهود العديد من الطلبة بالدراسات العليا و الباحثين في ميدان العلوم الإنسانية. و لقد تم اختيارنا لدراسة ظاهرة الجمال، لغرض موضوعي و آخر ذاتي، يتجلى كل منهما في النقاط التالية:
1. الوازع الموضوعي
ضعف الدراسات في هذا الشأن، خصوصا في العالم العربي.
1 - لأن السيسيولوجيا بالأساس إرث معرفي تغذيه الفلسفة، التاريخ، علم النفس، و البحوث الاجتماعية وحتى الم (...)
امتياز الموضوع بالتشعب بين مختلف شعب العلوم الإنسانية"1 مما قد يساعد على توسيع دائرة المعرفة السسيولوجية.
توظيف الظاهرة في سياق سسيو-أنثربولوجي جديد.
2. الوازع الذاتي
ميلنا للوقوف على أبعاد الظاهرة بحكم انتمائنا للجنس نفسه موضوع الدراسة.
اعتبار الموضوع إشكاليا و لا تزال حقائقه رهينة البحث.
اهتمامنا بعالم صناعة الجمال و بحرفة الحلاقة النسوية وممارساتها.
7فضلنا في إطار منهجية البحث، اختيار عينة ممثلة لغاية الطرح المتناول بالدراسة. فوقع اختيارنا على عينة منتقاة من وسط قد يحمل الدلالات التي نحن بصدد محاولة الإجابة عنها، أي الوسط الجامعي، وبالضبط لإحدى الإقامات الجامعية بمدينة وهران. و للإلمام بالموضوع، و سعيا منا لتطبيق تقنية "دراسة حالات"، اخترنا أن لا تكون العينة كبيرة، لأننا ارتأينا أن ذلك، قد يسهل عملية البحث، لما يستدعيه الموضوع من محاولة للإجابة على أسئلة كثيرة و أكثر دقة و خصوصية.
2 الساعتي، حسن، تصميم البحوث الاجتماعية-نسق منهجي جديد، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 198 (...)
8
فقد كان من الضروري أن تتكرر اللقاءات مع الحالات المستجوبة لتتبع المضمون التمثلاتي و تجسده من خلال الممارسات. فمسألة كمسألة الممارسات تضم من التعقد و التمفصل الشديد الجزئية، ما لا يمكن إلا لتقنية "دراسة حالات" أن تلم به، وبما أن هذه التقنية، هي دراسة: الخبرات والتجارب والقيم والأفكار، سواء الميراثية منها أو الملتقط بالممارسة الشخصية، سواء أكان يمتلكها شخص أو تمتلكها مجموعة أو هيئة... "وهي غرض أمين مخلص يفترض أن يكون صادقا لخبرات صاحب الحالة قيد البحث، وتجاربه وتفسيراته للعالم الذي يعيش فيه"2. وتطرقنا بالأساس إلى دراسة حالات لأن مسألة كمسألة التصورات و الثمتلات هي بالأساس مسألة تصب في ميادين علم النفس. فالأمر لا يعدو أن يكون بين العلمين: الاجتماعي والنفسي.
9
العينة في الأساس تضم عشرين فتاة، تتراوح أعمارهن ما بين 19 سنة و30 سنة، كلهن وافدات إلى الإقامة الجامعية من مناطق مختلفة من غرب الوطن الجزائري. قصدنا أن تتألف هذه العينة مـن (10) فتيات سافرات، وعشرة (10) أخريات متحجبات، وقصدنا أن يجمع بينهن عامل العزوبة، هن موزعات حسب التقسيم الجغرافي التالي:
❖ 4حالات من ولاية معسكر: -1 حاسين-1 سيق-2 المحمدية.
❖ 3 حالات من ولاية سيدي بلعباس: -1 من قلب الولاية- 2 ابن باديس.
❖ 3 حالات من ولاية تيارت.
❖ 3 حالات من ولاية غليزان.
❖ 2 حالتين من ولاية مستغانم.
❖ 2 حالتين من ولاية تلمسان.
❖ 1 حالة من ولاية سعيدة.
❖ 1 حالة من ولاية عين تموشنت،( من بني صاف).
❖ 1 حالة من الأغواط.
10
لقد كان لزاما علينا أن نستعرض مجموعة من التقنيات النظرية و المنهجية من أجل إنجاز هذه الدراسة، سواء في الجانب الذي يخص التمثلات، أو في نظيره الذي يخص الممارسات، و ذلك لفحص مدى مطابقة ما هو تصوري لما هو واقع. فاعتمدنا أولا من الناحية النظرية على معظم المراجع والوثائق (خصوصا باللغة الفرنسية) التي أعطتنا بعدا تاريخيا للظاهرة، ما بين كتب، جرائد، مجلات، مذكرات تخرج، قواميس وتفاسير، صور، معلومات إلكترونية عبر الانترنت... و لقد استغرق البحث قرابة سنة، بسبب كثرة المصادر و المراجع التي لا تتطابق حقا مع ما نصبو إليه. إلا أن ذلك قد أفادنا كثيرا من حيث تعبئة رصيدنا المعرفي و الثقافي.
3 يعتبر حسن الساعاتي أن هذا التوجه خطأ، إذ يقول:" إنه من الخطأ عد الأسلوب الكيفي، منهجا..." فهو يعتقد (...)
11
أما في الجانب الميداني، فقد استعملنا أدوات البحث الخاصة بالأسلوب الكيفي، كالمقابلة والملاحظة و الملاحظة بالمشاركة. فإخضاع ظاهرة الجمال إلى الدراسة التجريبية، من حيث هي كيف لا كم، هي مرحلة تابعة لخطوات منهجية تقتضي بالأساس استعمال الأسلوب الكيفي الذي قد يعتبره الكثيرون منهجا"3، إلا أننا كممنا في بعض الأحيان النتائج فأعطيناها نسبا مئوية وذلك رأيناه جائزا في حالة ما إذا اعتبرنا أنفسنا بصدد دراسة عينة، تقتضى المقارنة بين عناصرها، خصوصا في ما يخص الممارسات والواقع.
12
كما ارتكزت هذه الدراسة كذلك على المنهج التاريخي، الذي طرح نفسه بغرض الوصول بهذا البحث إلى درجة من التكامل الممكن. إذ أنه من غير المعقول الإلمام بأنثروبولوجيا الجسد و الزينة، دون التطرق إليها في أبعادها الدياكرونية و السانكرونية، لأن الأمر يعود بالأساس للتراث العالمي، و للتزاوج الحضاري والثقافي بين مختلف الشعوب و الأجيال، تناوله كل طرف حسب مخيال معـين، و هو الأمر الذي بإمكانه إعطاءنا مرجعية لماضي الظاهرة و توضيح الإجابة أكثر، على السؤال المحوري: لماذا الرغبة في الجمال؟
13
كما اعتمدنا في كيفية طرح هذا الموضوع، على المنهج التحليلي التاريخي و التحليلي الوصفي للنصوص، لضرورة الأول في الدراسة النظرية و ضرورة الثاني في البحث الميداني.
4 Cobessie, Jean-Claude, cit. op., p. 15.
14
استعملنا أولا الملاحظة المجردة لفائدة تصور حيثيات مشروع البحث باعتبارها أدوات البحث الميداني، كما استعملنا أيضا الملاحظة بالمشاركة، اكتشفنا بها الوسط المدروس و عينته. و بناءا على ذلك، تم اختيارنا لإطار هذه الدراسة. فالملاحظة بالمشاركة، هي العيش داخل... و البقاء بمقربة... و البقاء في متناول..... هي النظر عن قرب. وهي كذلك التعرض لنظر الجميع، للحذر، للتعليقات، ولأي شكل من أشكال المعاملة الاجتماعية"4. كما وظفناها حين لقاءاتنا مع صانعي الجمال: مع طبيب الجراحة التجميلية و كذلك مع الحلاقتين والمزينتين.
15
لقد تمت الملاحظة بالمشاركة حين الولوج إلى الحي الجامعي (x)، حيث توصلنا إلى الإقامة فيه مدة البحث الميداني وبالتالي حصلنا على معلومات كافية عن ما نريده. اكتشفنا بها الوسط المعنى بالدراسة و صممنا من خلالها دليلنا للمقابلة، الذي هو أهم وسيلة للفحص الميداني.
16
وقد تمت المقابلات في حدود شهريــن كاملين، أي ما بين الفتـرة الممتدة من: 10 جانفي 2004 حتى منتصف شهر مارس 2004. و قد أجريت بعد عقد اتفاق مسبق مع الحالات قبل استجوابها. و غالبا ما كان يتم ذلك ليلا، لارتباطات كانت تلتزم بها الطالبات في فترة النهار كالدراسة و أمور أخرى.
17
و قد وصلت المقابلات مع الحالة الواحدة أحيانا إلى حدود (03) لقاءات، كل لقاء يدوم من ساعة و نصف إلي ساعتين، مراعاة لنفسية الفتاة التي تكون قد أرهقت كامل النهار، و بالتالي السعي إلى إراحتها نفسيا و دعوتها إلى الإجابة عن الأسئلة بدون كلل أو ملل. كما عمدنا إلى تأسيس مسبق للأسئلة المفتوحة، فكانت الأسئلة غير موجهة (خصوصا مع محترفي صناعة الجمال)، ونصف موجهة في معظمها مع الطالبات، حرصا على توجيه المقابلة توجيها سياقيا، و لتقليص فرص الخروج عن الموضوع، و بالتالي، ترك الفرصة للمستجوبات لإبداء تمثلاتهن بدون قيد، مما قد يجعلهن يتجاوبن مع الموضوع بكل حرية.
II. المضمون
18
لكي نقترب من غرض هذه الدراسة، و محاولة منا للوصول إلى إجابات على الإشكال المطروح، تضمن هذا البحث المحتوى التالي:
أولا: تم وضع فصل منهجي، يعتبر تمهيدا أو مقدمة: يضم تمهيدا أوليا وطرحا للإشكالية و الفرضيات، و يضم تحديد بعض المفاهيم المتعلقة بالبحث قيد الدراسة، ثم في نهاية هذا الفصل، وضعنا تمهيدا ثانيا ليساعدنا على تقديم المتن.
ثانيا: قسمنا المتن إلى أربعة فصول، و كل فصل إلى ثلاثة أو أربعة مباحث.
19
- تناولنا في الفصل الأول صور التغير الاجتماعي و علاقتها بمفهوم الجسد والجمال. ففي المبحث الأول عرضنا علاقة الأسرة و الجماعة بمفهوم الجسد. ثم تناولنا في المبحث الثاني التغيرات الاجتماعية الثقافية والحضارية التي طرأت على معايير الجمال والتجمل الأنثوي في مختلف الحقب التاريخية. أما في المبحث الثالث، فتطرقنا إلى كيفية ترويج هذه المعايير عن طريق الإبداع الأدبي والنشر الإعلامي. حيث يتلخص هذا الفصل فيما يلي:
20
ينبثق مفهوم التغير الاجتماعي بالأساس من مفهوم "دينامية الجماعة"، فهو قانون طبيعي عام، يطرح أولا على المستوى الفكري، ليتجلى بعد ذلك على مستوى السلوكيات والممارسات )أنظر الشكل الذي يوضح ذلك في الملحق رقم 01(. لذلك، نجد أن حداثة الوعي بالجسد لدى الأنثى، يبدأ أولا في أوائل عمرها الزمني، بفضل تنشئتها الاجتماعية و تواجدها الأسري و الاجتماعي، اللذان يهيئانها لاكتساب بذور الوعي الجمالي، حسب الإطار العرفي المرسوم له من قبل العادات والتقاليد في المجتمع.ثم بعد ذلك، حين تبلغ النضج الجنسي والفكري، وعن طريق عمليات التثاقف و الاحتكاك بالآخرين، تنتهج هي نمط معين في التجمل والاعتناء بذاتها، قد يكون مغايرا تماما لما قد تكون قد تلقنته في مرحلة الصبى، من خبرات ومعارف، مستندة في ذلك على حواسها وإدراكها لماهية ذاتها. ويكون ذلك بالخصوص عن طريق تماثلها ببنات جنسها، ممن يحدثن في مشاعرها الإعجاب والاستهواء، من زميلاتها في الدراسة ومشاهير المجلات و التلفزيون.
21
- أما الفصل الثاني، فيتطرق في مباحثه الثلاثة لمفهوم الجمال والتجمل الأنثوي، من المنظور الإسلامي والتراثي، و الكيفية التي يطرح بها في النصوص الشرعية والخطاب الديني. كما يتطرق إلى الصورة التي يأخذها الجسد في المخيال العربي التقليدي. حيث ترد معطيات عن الجمال والزينة، وكيف ساهم المعيار الديني والعقائدي في رسمها و الفصل فيها، ممررا إياها في الأوساط المنسوبة إليه. وكيف ينعكس ذلك على تمثلات الحالات المستجوبة و موقفها منه. و ملخص هذا:
22
أن التمثل الجسدي في التراث العربي الإسلامي، هو تمثل يستنبط معانيه من الخطاب الديني و النصوص الشرعية: القرآن والسنة بالدرجة الأولى، ومن القراءات الفقهية لذلك. يؤكد الخطاب الإسلامي على النظرة الجمالية للأشياء ولا ينفيها، ما لم تتعارض مع أسبقية الضبط الديني لمنهاج حياة المسلم. انه يؤكد على أسبقية جمال ما هو روحي على ما هو مادي في إطار اجتماعي موزع حسب التباين الجندري. الواضح أن الاستراتيجيات التي يخلقها المجتمع في صنع هويته الاجتماعية،قد أوجدت نماذج مظهرية حديثة، مجارية لموضة العصر، لكن في نفس الوقت محافظة على أصل معتقدات الأفراد الدينية، في علاقتها بالصورة العامة التي ترسمها لأجسادهم. و بذلك تصبح إمكانية الحديث عن حجاب عصري، ماكياج خاص للمتحجبات، تقنيات لوضع أخمرة على الرأس...، ممكنة.
23
- في الفصل الثالث: وضحنا من خلاله أولا، حيثيات العلاقة بين الرجل والمرأة وصورها في إطار موضوع الدراسة، و ما تفرزه من ظواهر ذات أبعاد اجتماعية ونفسية. ثم في المبحث الثاني، تطرقنا إلى معالم الأنوثة و استراتيجيات الإغراء. أما في المبحث الثالث، فكان الحديث عن الأبعاد النفسية التي تأخذها الرغبة في الجمال )أنظر الأشكال في الملحق رقم 02(. وفي المبحث الأخير، عرضنا الظروف الاجتماعية التي تقتضي اختلاق جسد مجمل ومتأنق. وخلاصة ذلك أن:
24
العلاقة الجندرية في البلدان العربية تتأسس داخل دوائر الهيمنة الذكرية، و بالتالي فهي تخضع لمبدئي السيطرة و الخضوع، القوة والضعف. و هذا لا يعني أن هذه المبادئ من المبادئ المطلقة التي لا تتغير، و إنما، قد يحدث أن تنقلب الموازين، لأن الضعف لا يعني بالضرورة الاستسلام و الرضوخ المطلق. من هذا المنطق، تلعب مسألة الرغبة في الجمال دورا حساسا في جدلية العلاقة بين الرجل والمرأة، وما يجمع بينهما من مشاعر الحب و الجنس. فالجمال و الحسن، محرك قوي للعاطفة و الشهوة، و هو عامل أساسي للتجاذب الجندري. إذ يمتلك المجتمع معطيات محددة عن الجسد الأنثوي المرغوب فيه، و هي معايير أنتجها المجتمع ذاته و سهر على تواترها، بناءا على الذوق الجمالي المصطلح عليه. و تصبح ملاحة الملامح، وتكعب النواهد، وزينة المظاهر مثلا، مؤشرات للدلالة على مستقبل محفوف بالنجاح، ومؤشر على إمكانية تحقيق الأحلام والمطامح، كإيجاد شريك الحياة والزواج به، وإيجاد فرصة للعمل... لذلك فالسهر على العناية بالجسد وبزينته، من أهم الأغراض النفسية والاجتماعية لدى المرأة، سواء كان ذلك في المناسبات أو في غيرها .
25
- أما الفصل الرابع، فقد خصص لممارسات وتقنيات العناية بالجسد وحسن التمظهر في معظم أشكالها وصورها عند الحالات المدروسة. و خصص المبحث الثاني من هذا الفصل، للكلفة المادية والثمن الذي تتطلبه هذه الممارسات، والى أي درجة يمكن أن تصل هذه النفقات لدى الجامعيات. أما المبحث الأخير، فيتطرق إلى فكرة صناعة الجمال، ابتداء من عيادات الجراحة التجميلية إلى صالونات الحلاقة والتجميل.
26
إن تقنيات وممارسات العناية بالجسد في مختلف حقولها وأشكالها، هي تقنيات شديدة الجزئية و التمفصل، مما يستدعي استحضار الوعي المعرفي بهذه الأمور، ويتم ذلك خصوصا عندما تشتد الرغبة في المحاكاة و المضاهاة بين الفتيات.و تتحول مزاولة تلك التقنيات من الهواية إلى خبرة بفضل التطبيق والتكرار في الحياة اليومية، الأمر الذي يستدعي تمويل دائم ومتواصل من أجل اقتناء مستلزمات الزينة، من كريمات للتجميل ومواد مطهرة، و صبغات للشعر و مكياج وملابس، وأحذية وحلي... و كل هذا يقتضي مصاريف، قد تفوق الإمكانية الشرائية حتى لدى الموظفات من النساء.
27
ثالثا: أنهينا هذه الدراسة بخاتمة عامة، عرضنا من خلالها النتائج المتوصل إليها والتي من بينها تحققنا أن كل الفرضيات التي طرحناها في المقدمة، قد تم انجازها.
III. النتائج المتوصل إليها
28
- يتم إدراك الجمال عن طريق تمرير صور مرئية إلى الذهن، الذي يحللها إلى أفكار لها دلالات معينة. لذلك ما قد يراه البعض جميلا، قد لا يراه آخرون بالضرورة كذلك، وهذا كنه التمثلات. فهي ليست بالضرورة حقيقة وواقع، بل هي بالأساس رموز وخيال. و لذلك كانت لها علاقة مباشرة بالأذواق، ومنها بالهويات الفردية و الاجتماعية.
29
- أن الوعي بالجسد مرتبط بالعديد من العوامل الفردية، منها ما هو بيولوجي وما هو نفسي وما هو اجتماعي.
30
تكمن العوامل البيولوجية في بداية مرحلة النضج والبلوغ، وبالتالي منذ بداية التفاف الجسد واستدارة أعضاءه. و تبدأ العوامل النفسية ببداية الاهتمام بالجنس المغاير، و بداية معرفة ماهية المشاعر المختلفة تجاهه. أما العوامل الاجتماعية فهي تابعة لمدى الاختلاط بالغير واكتساب فكرة عن معارفهم وتجاربهم، عن طريق الاحتكاك بهم والتطلع على أخبارهم.
31
- تتغير النظرة للجسد لدى الفتاة الجامعية الوافدة من أصل جغرافي مغاير بحكم عمليات التثاقف و التماثل مع الفتيات الأقدم منها في الحي الجامعي، واللواتي هن أكثر خبرة منها ودراية بالفضاء المتواجدات فيه، خصوصا وأن معظم الجامعات يقعن في مدن كبيرة.
32
أن حب الزينة و التمظهر الأنيق، ليس حكرا على الفتيات السافرات فقط، وإنما يمثل كذلك رغبة قوية عند المتحجبات منهن أيضا، بما أنهن مشتركات في الماهية الجنسية الأنثوية و الماهية الطلابية، إلا أنهن أكثر تأثرا بالأحكام الغيرية الإيجابية والسلبية من السافرات منهن. وقد يترك المدح بالجمال أو الذم بالبشاعة أو سوء المظهر في أنفسهن مشاعر بالغة الأثر.
33
- التلفزيون أكثر وسيلة مؤثرة على تمثلاتها في رسم شكل جمالي مرغوب، وبالتالي إقناعها بفكرة معينة عن معايير الجمال. فهو بالتالي أكثر أثرا في تمثلاتها من الوسائل الأخرى، كالمجلات وجرائد الموضة.
34
- الجمال بالنسبة للفتيات المقيمات في الحي الجامعي إما ظاهر أو باطن، لكن الجمال الحقيقي والمثالي بالنسبة لهن، هو ما يطابق جمال الظاهر بالباطن في شخص ما.
35
- مع أن الطالبة الجامعية ترى في بعض الأحيان أن نظرة الدين متشددة في مسألة حجب الجسد الأنثوي إلا أنها تراها صائبة، فهي ترى أن الإسلام لا ينفي الأنوثة بل ينفي جانب الفتنة فيها.
36
- الغاية من الرغبة في التجمل، هي تفادي الشعور بعقد النقص، وهي غاية تخدم عمليات التقدير الذاتي وتركيب المشاعر الإيجابية في النفس، كالشعور بالرضى والشعور بالتوازن الشخصي...
37
- عامل الظرفية له دور جد مهم في التحكم في زمام البحث عن جسد متأنق ومتجمل. و عليه يكون مظهر الحفلات والمناسبات مخالفا لمظهر الذهاب إلى العمل أو الدراسة، لذلك فالزينة مؤشر مهم للدلالة على ظروف الأفراد الاجتماعية. إلا أن الرغبة في التأنق تبقى ملحة في المناسبات أو في غيرها.
38
- أحدثت الظروف المتعلقة بقلة عروض التشغيل في تمثل الطالبة الجامعية، قلقا من مصير البطالة، لذلك فهي تعتقد، أنها لن تجد عملا ما إن لم تتألق كجسد أولا ثم كفكر ثانيا.
39
- تعتبر المرأة شعرها دليل أنوثتها وجمالها، وعنوان تمييزها عن الآخر. لذلك فهي تسعى إلى الاهتمام به من خلال قصه وصبغه وتسريحه بمجفف الشعر، حتى وإن كانت حاجبة له.
40
- لقد أصبح وضع الماكياج طريقة اعتيادية في التزيين بالنسبة للأنثى. فهي تضعه سافرة كانت أو متحجبة، وهي غالبا ما تحبذ الماركات الأجنبية في مواد تجميلها وتخصيبها لأنها تعتبرها ذات جودة كبيرة وفاعلية.
41
- اللباس بالنسبة لها أولا، هو المظهر الأنيق لذلك لا بد أن يكون الأغلى والأجمل وليس مجرد كسوة ترتدى، بل هو مصنوع وفق شروط ومعايير الموضة. هو "المركة" و العصرنة، أو هو الكلاسيك والاحتشام.
42
- صناعة الصيغة والمجوهرات اليوم، هي الأخرى تابـعة لموضـة المـواسـم. و بغض النظر عن وظيفتها الادخارية والجمالية، تعد كذلك مؤشر على الفوارق الاجتماعية، تقتنى للدلالة على الثراء والرقي الاجتماعي. إلا أن تفشي ظاهرة السرقة حدت من التزين بها عند الفتيات والنساء عامة، و بخاصة عند الخروج إلى الشارع وبانفراد.
43
- العطر زينة ذات أهمية بالغة في التأثير على الأفراد، لأن محله أولا، هو النفس والذوق. و لهذا تتعطر غالبية الفتيات، وتضعن مزيل العـرق، وقد تمتلكن عطرا ثمينا.
44
- تختلف كلفة المصاريف الدنيا والقصوى بين الفتيات الطالبات، إلا أنها تبقى مرتفعة نوعا ما، باعتبار أنهن في مرحلة التمدرس وبدون دخل ذاتي، إلا أن الطالبات المقيمات في الحي الجامعي، غالبا ما يسعين إلى أن يكون لهن دخل معين و إن بطريقة غير رسمية.
45
صناعة الجمال و إن كانت لا تضاهي التفوق الذي أحرزته في البلدان الأوروبية إلا أنها بدأت تتوسع شيئا فشيء في الجزائر، لأن الذهنية السائدة في المجتمع اليوم، ترى أن للجمال و للأناقة دورا كبيرا في إتاحة الفرص للمرأة من أجل تحقيق مشاريعها الحياتية وفي تأسيس مكانة اجتماعية لها. و غالبا ما ينظر إلى ذلك النجاح، إما في إطار تكوين حياة أسرية، أو في إطار استقلالية مادية عن طريق إيجاد منصب عمل محترم.
خلاصة البحث
46
لقد اتضح من خلال دراستنا في جانبيها، النظري والميداني، أن سر بحث الأنثى عن الجمال، ليس إلا غاية تتجلى أبعادها فيما هو اجتماعي أنثروبولوجي وما هو ذاتي نفسي، وكذلك فردي و جماعي، و مرسوم في منظومة المفاهيم وآليات التفكير، و معطي في الواقع. و هو رغبة تشتد في الكيان الأنثوي أكثر، لملاءمته للصفات التي يتمتع بها هذا الأخير من نعومة ولين وسعة العاطفة.
47
وهو رغبة تابعة لنرجسية المرأة و حبها لذاتها وتحقيقها لها ورضاها عنها كما تعتبره تأشيرتها لاقتحام الفضاء الاجتماعي العام، و التجدر فيه من خلال بلورة شبكة من العلاقات الاجتماعية التي تسهل عليها عمليات الاتصال وتحقيق الأحلام. وهو كذلك رغبة قوية ناجمة عن الاعتقاد بأنها الوسيلة الأكثر جدوى في إيجاد الطرف الآخر وضمان حياة عاطفية ناجحة معه مكللة بالزواج. ذلك أن الأنثى في التراث هي: الجميلة، الفاتنة، المعشوقة، المغرية، الملكة، الحلوة، الزوجة المثالية... فالمرأة على مر السنين في الذهنية الشعبية، هي المحاسن الجسدية وصورة الاغرائية، لذلك، ومن المعتقدات الراسخة في هذا المخيال، أن أي نقص في تلك المواصفات قد يرمي بها في سلة التهميش والإقصاء.
48
لقد توصلنا من خلال البحث الميداني إلى أن الفتاة الوافدة للحي الجامعي من أصول جغرافية مختلفة، غالبا ما تتماثل مع مظاهر الهويات الأنثوية الموجودة فيه و تتكيف مع طريقتها في الحياة و رؤيتها للأشياء. كما أنها تقوم ، من خلال عمليات التثاقف، بتعديل تمثلاتها الشخصية عن العناية بجسدها وفق النماذج الموجودة في وسطها المعيشي الجديد. فالجمال بالنسبة لها واقع في الجسد والنفس، و هو بالدرجة الأولى فكرة تتمثل، ثم تليها بعد ذلك قواعد تطبق بنص المعرفة الثقافية و الحضارية والعقائدية والاجتماعية. كما أنه مسألة ذوق وليس نمطا جامدا، غير قابل للتغيير و إعادة التشكيل.
49
فتمثلات الطالبة الجامعية لمعايير الجمال والتجمل، هي تمثلات نابعة من صميم المجتمع الباحث أبدا عن صور الجمال ومظاهره، بناءا على أرض الجسد الخصبة، التي تعتبر ورشة لعمليات و ممارسات الزينة.
Bibliographie
أولا : المصادر والمراجع باللغة العربية
النصوص الشرعية :
نصوص من القرآن الكريم.
نصوص من الأحاديث الشريفة.
الكتب :
أبو ريان، محمد علي، فلسفة الجمال ونشأة الفنون الجميلة، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 1994.
أبو عمشة، صقر، الثقافة والتغيير الاجتماعي، بيروت، دار النهضة العربية، 1971.
الأندلسي، ابن حزم، طوق الحمامة، مؤسسة ناصر للثقافة، سلسلة التراث، د.ت
الساعاتي، حسن، تصميم البحوث الاجتماعية، نسق منهجي جديد، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 1982.
الساعاتي، حسن سامية،علم اجتماع المرأة، رؤية معاصرة لأهم قضاياها، القاهرة، دار الفكر العربي، 1999.
القصير، عبد القادر، الأسرة المتغيرة في مجتمع المدنية العربية، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1999.
المرنيسي، فاطمة، الجنس كهندسة اجتماعية بين النص والواقع، ترجمة فاطمة الزهراء زريول، نشر الفنك، مكان النشر غير وارد، 1996.
بدوي، عبد الرحمان: فلسفة الجمال والفن عند هيجل، دار الشرق، مؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى، 1996.
بوعلي، ياسين، الثالوت المحرم-دراسة في الدين والجنس والصراع الطبقي"، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، الطبعة السادسة، 1985.
سفير، ناجي، محاولات في التحليل الاجتماعي- التنمية والثقافة، ترجمة م.ع بن ناصر، ديوان المطبوعات الجامعية، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، السنة غير واردة.
صبار، خديجة، المرأة بين الميثولوجيا والحداثة، بيروت، لبنان، أفريقيا الشرق، 1999.
طرابشي، جورج، شرق وغرب- رجولة و أنوثة، دراسة في أزمة الجنس والحضارة، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، الطبعة الثالثة، 1982.
عبد الرحمان، عائشة بنت الشاطئ، نساء النبي، بيروت، دار الكتاب العربي، 1975.
عبد العزيز، محمد سهير: التنشئة الاجتماعية في المجتمع العربي في ظروف اجتماعية متغيرة، أبو ظبي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، سلسلة المحاضرات ، الطبعة الأولى، 2001.
عبده، سمير، المرأة في المجتمع العربي، مطبعة العلجوني، مكان النشر غير واردة، 1988.
عدنان، رشيد، دراسات في علم الجمال، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1985.
عفيفي، محمد الصادق، فقه المرأة المسلمة، بيروت لبنان، دار الرائد العربي، 1986.
هيجل، فكرة الجمال، ترجمة جورج طرابشي، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، 1981.
ثانيا: المصادر والمراجع باللغة الأجنبية
Ait Sabah, Fatnâ, La Femme dans l’inconscient musulman- désir et pouvoir, Paris, Editions les Sycomures, 1982.
Bourdieu, Pierre, La distinction, Paris, Editions Minuit, 1979.
Bouhadiba, Abdel Wahab, La sexualité en Islam, Paris, Presses Universitaire de France, 4éme éditions, 1986.
Chebel, Malek, Le livre de la séduction, Paris VIeme, Editions Payot et rivages, 1986.
Chebel, Malek, L’imaginaire Arabo-musulman, Paris, Presses Universitaire de France, 1er édition, 1993.
Combessis, Jean-Claude, La méthodeen sociologie, Alger, Editions Casbah, 1998.
De Beauvoir, Simone, Le deuxième sexe, Paris, Editions Gallimard, 1949.
De Camps, Marc Alain, L’invention du corps, Paris, P.U.F., 1986.
Fonneau, Anne-Marie Constelat, L’identité sociale et dynamique représentationnelle, France, Presses Universitaires de Rennes, 1997.
Guessous, Naoumine, Au-delà de toute pudeur la sexualité au Maroc, Editions Eddif, 7eme édition, Casablanca, 1991.
Le Breton, David, La sociologie du corps, Paris, Editions PUF, 1997.
Le Breton, David, Anthropologie du corps et modernité, Paris, Editions P.U.F., collection sociologie d’aujourd’hui, 1998.
Morries, D., Magie du corps, Paris, Editions Grasset, 1986.
Pagés Delon, Michèle, Le corps et ses apparences- L’envers du look, Paris, Editions l’Harmattan, collection logiques sociales, 1989.
Perrot, Phillippe, Le travail des apparences ou transformation du corps féminin : 18eme et 19eme siècle, Paris, Editions du Seuil, 1984.
Pociello, Christian, Structure et évolution des loisirs sportifs dans la société française (de 1975 à 1995), Editions : Université de Paris, 1989.
Roland, Barthes, Système de la mode, Paris, Editions du Seuil, 1967.
Toualbi, Nouredine, L’identité au Maghreb-l’érrance, Alger, Editions Casbah, 2 ème édition, 2001.
Travaillot, Yves, Sociologie des pratiques d’entretien du corps, France, Presses Universitaires de France, 1998.
Haut de page
Annexe
ملحق 01:
شكل رقم 01: يشرح عمليات تمرير مفهوم الجمال و مستوياته
Agrandir Original (jpeg, 24k)
ملحق 02:
شكل رقم 02: يوضح كيف ينجم مركب عدم الرضى عن الذات
Agrandir Original (jpeg, 12k)
شكل رقم 03: يوضح عملية التقدير الذاتي داخلية الاتجاه
Agrandir Original (jpeg, 8,0k)
شكل رقم 04: يوضح عملية التقدير الذاتي خارجية الاتجاه
Agrandir Original (jpeg, 10k)
Haut de page
Notes
1 لأن السيسيولوجيا بالأساس إرث معرفي تغذيه الفلسفة، التاريخ، علم النفس، و البحوث الاجتماعية وحتى المعالجة الإحصائية المستعارة من العلوم التجريبية. في:
Combessie, Jean–Claude, La méthode en sociologie, Alger, éditions Casbah, 1998, p.3
2 الساعتي، حسن، تصميم البحوث الاجتماعية-نسق منهجي جديد، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 1982، ص.170.
3 يعتبر حسن الساعاتي أن هذا التوجه خطأ، إذ يقول:" إنه من الخطأ عد الأسلوب الكيفي، منهجا..." فهو يعتقد أن المنهج هو، إما المنهج التجريبي أو المنهج النظري. الساعاتي، حسن، مرجع سبق ذكره، ص. 164.
4 Cobessie, Jean-Claude, cit. op., p. 15.