سُحيراً أناخوا بِوادي العقيقِ = وقدْ قَطَعوا كلّ فَجٍّ عَمِيقِ
فما طلَعَ الفَجرُ إلاّ وقدْ = رأوا علماً لا يحاً فوقَ نيقِ
إذا رامَهُ النّسرُ لمْ يَستطِعْ، = فمِن دونِهِ كان بَيضُ الأنُوقِ
عليهِ زخارفُ منقوشة ٌ = رفيعُ القواعدِ مثلُ العقوقِ
وقدْ كتبوا أسطراً أودعوها، = ألا مَنْ لصَبّ غَرِيبٍ مَشُوقِ
لهُ همة ٌ فوقَ هذا السِّماكِ، = ويوطأ بالخفِّ وطأ الحريقِ
ومَسْكِنُهُ عِند هذا العُقابِ، = وقدْ ماتَ في الدَّمعِ موتَ الغريقِ
قد أسْلَمَهُ الحُبّ للحادِثَاتِ، = بهذا المكانِ بغَير شَفِيقِ
فيا واردينَ مياهَ القليبِ، = ويا ساكنينَ بوادي العقيقِ
ويا طالباً طيبة َ زائراً، = ويا سالكينَ بهذا الطريقِ
أفِيقُوا علينَا، فإنّا رُزِئْنَا = بُعَيْدَ السُّحَيْرِ قُبَيْلَ الشُّرُوقِ
بِبَيْضَاءَ غَيْدَاءَ بَهْتَانَة ً، = تُضوِّع نشراً كمسكٍ فتيقِ
تمايَلُ سَكْرَى ، كمثلِ الغُصُونِ، = ثَنَتها الرّياحُ كمِثلِ الشّقِيقِ
برِدفٍ مَهولٍ كدِعصِ النّقَا = تَرَجْرَجَ مثلَ سَنَامِ الفَنِيقِ
فما لامَني في هوَاهَا عَذُولٌ، = ولا لاَمَني في هَوَاها صَدِيقي
ولو لامني في هواها عذولُ = لكانَ جَوابي إليهِ شَهِيقي
فشَوقي رِكابي، وحُزْني لِبَاسي، = ووجدي صبوحي، ودمعي غّبوفي