فخر الدين أبو بكر الخاتوني - رب سمراء كالمثقف لما

رب سمراء كالمثقف لما ... خطرت في الغلائل السندسيه
غادة تسلب العقول ولا بد ... ع واعمال طرفها سحريه
جبلت ذاتها من المندل الرط ... ب ففاقت على الرياض الزكيه
مالها في الغصون ند وليس الن ... د إلا من ذاتها المسكيه
فإذا ما شممت طيباً فحقق ... إنه من أنفاسها العطريه
حيرت منى النهى فإذا ما ... خلتها قلت أنها حوريه
هي للقلب منية ولكم من ... صدها الصب ذاق طعم المنيه
ذات لحظ وسنان تفعل ما لم ... يفعل السيف في قلوب الرعيه
ومحيا من دونه يخسف البد ... ر إذا لاح بالليالي البهيه
حوت الحسن كله فهي مما ... أبدع اللّه صنعه في البريه
شبهوها عند التلفت بالظ ... بي وهيهات ما هما بالسويه
كل شيء يخفى إذا ما تبدت ... وهي كالشمس لا تزال مضيّه
ليت شعري وأي شمس لشرق ... لك بقى إذا بدت غربيه
***
أي شمس لنا من الغرب لاحت ... في عقود من اللآلى السنيه
غادة كالقضب قدّاً إذا ما ... ماس بالروض في حلاه البهيه
هي شمس فكيف بالغرب تبدو ... إن في ذاك عبرة للبريه
كل شمس شرقية غير شمسي ... فهي في الأفق لم تزل غربيه




الشيخ فخر الدين أبو بكر الخاتوني
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
المؤلف : ابن معصوم الحسني
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...