نقوس المهدي
كاتب
للمرأة العربية مكانة خاصة فى الدين الإسلامى فقد رفع الإسلام من مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال؛ ثم إن للمرأة في الإسلام حق
التملك ، والإجارة ، والبيع ، والشراء ، وسائر العقود ، ولها حق التعلم ، والتعليم ، بما لا يخالف الدين الإسلامى ، وعندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يضرب مثلا للذين أمنوا رجالاً ونساءً ضربه بأمرأتين صالحتين ، ويقول الله سبحانه وتعالى فى سورة التحريم فى كتابه الكريم .. وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ .
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ . وهذا أعظم تكريم للمرأة وهو أن نموذج الإيمان يتمثل فى هاتين المرأتين الصالحتين .
ورغم هذه المكانة التى منحها الإسلام للمرأة مازلت المجتمعات العربية تقلل من شأن المرأة حتى وقتنا الراهن ونحن فى أوائل القرن الحادى والعشرين ، فمازالت المرأة تعانى من التخلف ، والظلم الاجتماعى سواء من الرجل أو من العادات والتقاليد والأعراف السائدة فى المجتمع ، ومازالت المجتمعات العربية تعلى من قيمة الذكر ، ولعل ما تقدمه الأمثال الشعبية من صور التمييز ضد المرأة أقرب دليل على وضع المرأة فى هذه المجتمعات ، فكثيراً ما تعمل الأمثال الشعبية على وضع المرأة فى مكانة أقل من الرجل مثل " ضل راجل ولا ضل حيطة ، المره ضلع قصير ، هم البنات للممات.
وبالنظر إلى الواقع الذى تمر به المرأة العربية بشكل عام وصورتها فى المجتمع ، نجد أن المرأة العربية أثبتت جدارتها وقدرتها على الإبداع والابتكار في جميع المجالات ، ومازال التاريخ الحديث يذكر أسماء مبدعات ورائدات قدمن إسهامات مهمة ومتميزة في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية والسياسية ، وبالرغم من وجود شرائح اجتماعية مختلفة تدعو إلى تهميش المرأة وإنكار دورها الطبيعي وحقها في المشاركة في بناء المجتمع العربي العصرى ، إلا أن المرأة العربية المبدعة مازالت تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمعات العربية كافة، وثقافة المرأة قد تكون أكثر عمقاً في مجتمعاتنا التي لم تعترف سوى بالثقافة الذكورية ، وهذا يرجع إلى أن ظروف التربية والتعليم والعمل تغيرت ، فقد تزايدت أعداد المتعلمات والعاملات، وصارت المرأة العربية تشارك إلى حد ما في الحياة العامة.
كما تراجع جزئياً سلطان العادة والتقاليد وسطوة المجتمع الذكوري الذي كان يكبلها ويحدد دورها ومركزها الاجتماعيين ، فقد دخلت المرأة العربية ميادين جديدة، كانت حكراً على الرجل دون المرأة ، وتغيرت معها صورتها الاجتماعية ، وتمكنت المرأة العربية إنتاج خطاب أدبي غيّر من صورتها ووضعها الاجتماعى ، حيث أن الرجل كان يرسم صورة المرأة ، ويتحدث بلسانها، وهذا ما استطاعت المرأة أن تغيره من خلال الإصرار والعزيمة على تبني نهج الدفاع عن حقوقها واثبات ذاتها . لذا نجد أن المرأة العربية وبرغم كل الظروف- الغير مواتية التى تحيط بها – أصبحت على مستوى رفيع من الثقافة والإبداع والإطلاع ، واستطاعت أن تشغل المراكز المهمة ، من وزارة ونيابة وقضاء إضافة إلى حضورها في المهن الحرة ومجالات النضال السياسي ، بل استطاعت المرأة العربية أن تثبت جدارتها وكفاءتها في المجتمعات العربية التى كان يحكمها الرجل إلى وقت قريب .
ووفق هذه النظرة المختلفة التى أصبحت تتمتع بها المرأة العربية نسعى من خلال هذه الدراسة للوقوف على الصورة التى ترسمها الأمثال الشعبية العربية للمرأة ، والتعرف على دلالتها وانعكاساتها على وضعية المرأة ، فالأمثال الشعبية ، كما هو معلوم ، لا تكشف الخبايا النفسية لكل شعب فحسب ، بل هى بمثابة قوانين اجتماعية شبه ملزمة تسن المعايير التى يخضع لها الجميع .
الثقافة الشعبية :
مجموع العناصر التي تشكل ثقافة المجتمع المسيطرة في أى بلد أو منطقة جغرافية محدودة، وتنتج هذه الثقافة من التفاعلات اليومية بين عناصر المجتمع إضافة لحاجاته ورغباته التي تشكل الحياة اليومية للقطاع الغالب من المجتمع .
ويمكن اعتبار الثقافة الشعبية وحدة كلية متكاملة ، وعملية مستمرة تتعدى في وجودها كل اللحظات الزمنية الآنية ، وتتصل حلقاتها بعضها ببعض على الرغم مما قد يطرأ على بعض مظاهرها من تغيير واختلاف ، ويمكن اعتبار الثقافة الشعبية جسد كبير يضم بين جنباته العديد من الأشياء التي تحدد ثقافة الشخص أو الفرد أو الجماعة .. ومن بين هذه الأشياء نجد أن الثقافة تتجلى في العمران والملبس والأغاني الشعبية والأكل ألخ .
وقد استقرت الدراسات الإنسانية المعاصرة على اعتبار مُفردة «ثقافة» مُصطلحاً يدل على منظومة من الخبرات التي حصلتها جماعة من الجماعات البشرية، تتجلى فيها طريقة هذه الجماعة في الحياة، وتتحدد أنساقها القيمية والمعتقدية والمعرفية والجمالية ، التي تُعبرعن نظرتها للوجود الاجتماعي والطبيعي ، وحددت الموضوعات التي يشملها المصطلح بأنها : القيم والمعارف والتصورات والعادات والأعراف والتنظيمات، والتعبيرات الفنية، وأساليب العمل والإنتاج وأدواته وعلاقاته، وأي قدرات أخرى يكتسبها الفرد بوصفه عضواً في المجتمع.
مفهوم التراث الشعبى « الفولكلور » :
يشير مفهوم التراث الشعبى إلى كل ما يتصل بالتنظيمات والممارسات الشعبية غير المكتزبة وغير المقننة ، والتى لا تستمد خاصية الجبر والالزام من قوة القانون والدستور الرسمى للدولة ، أو السلطة السياسية وأجهزتها التنفيذية المباشرة بقدر ما تستمدها مباشرة من خاصية الجبر والالزام الاجتماعى غير المباشر ، سواء ما يتصل منها بالعادات والأعراف والتقاليد والمعتقدات المتوارثة ، أو ما قد تفرضه الظروف والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية المتغيرة من نماذج جديدة لمظاهر السلوك الشعبى بمختلف أشكاله .
ومصطلح التراث الشعبى يعتبر ترجمة لمصطلح " الفولكلور " والذى يشمل كل الفنون القولية الشعبية والفنون الشعبية المادية من أدوات وملابس وعمارة وغيرها. فمصطلح فولكلور وارد على الثقافة العربية ، وكان تومز أول من اقترح استعمال مصطلح فولكلوركاسم يشمل دراسة العادات والتقاليد والممارسات والخرافات ... الخ ، بدلاً من عبارة Popular Antiquities أى المأثورات الشائعة أو الشعبية و Popular Literature أى الأدب الشعبى .
ولكن هذا المصطلح قد استعمل فى اللغة الألمانية فى السنوات " 1806 – 1808 م " فى اصطلاح Kunde Volk ، ثم استعمل فى اللغة الانجليزية فى عام " 1846 م " مع كلمة ثانية Lore بمعنى المعرفة أو الحكمة .
والتراث بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلَفته (ورثته ) الأجيال السالفة للأجيال الحالية ، وهو ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل، نقول: " التراث الإنساني " التراث الأدبي ، التراث الشعبي "، وهو يشمل كل الفنون والمأثورات الشعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شّعبية وقصص وحكايات وأمثال شعبية تجري على ألسنة العامة من الناس، وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات.
وكلمة تراث من الفعل وَرَثَ يَرِثُ مِيرَاثَاً ، أى انتقل إلى الإنسان ما كان لأبويه من قبله فصار ميراثاً له ، وفي الآية الكريمة من سورة النمل : « وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ .. » ، وفي آية أخرى من سورة الأحزاب : « وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا .. » ، وقال الله تعالى إخباراً عن زكريا ودعائه إياه : « هب لى من لدنك ولياً يرثنى ويرث من آل يعقوب » أى يبقى بعدى فيصير له ميراثى . والتراث في الحضارة العربية بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت وتفرعت الجذور كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان. ومن الناحية العلمية هو علم ثقافي قائم بذاته يختص بقطاع معين من الثقافة (الثقافة التقليدية أو الشعبية) ويلقي الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية.
الموروث الشعبى :
يشكل الموروث الشعبي مادة خصبة وترجمة بليغة لمشاعر العامة، من خلال تراثه واغتنائه بألوان وضروب شيقة ومثيرة من التعابير والإيماءات، التي تصوغ مراحل وفترات متباينة من التاريخ البشري والكيان الإنساني.
والموروث الشعبي أو المأثورات الشعبية مصطلح أقره مجمع اللغة العربية كترجمة عربية دقيقة للمصطلح الإنجليزي ( folk-lore )الذي شاع استخدامه منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بعد أن استخدمه العالم الإنجليزي سيرجون وليم تومز .
وفى اللغة الإنجليزية تعني كلمة folk-lore حكمة الشعب ، أما في اللغة الفرنسية فكلمة Le folk-lore تعني "مأثورات الشعب" . وقد اتسع المصطلح في الثقافة العربية وكذا الغربية ليشمل التراث الشعبي الحي والإبداع الشعبي بأنماطه المتنوعة والمتعددة مثل " النثر الفني في الحكايات والأمثال والألغاز والسير الشعبية، وحتى سائر فنون التعبير الأدبية سواء كانت صياغات شعرية أو منظومات ومواويل، أو تتمثل في الفنون التشكيلية أو في العمارة بما تتميز به من زخرفة ونقوش " .
فالمأثورات الشعبية مجموعة أشكال تعبيرية تعتمد اللغة أحياناً، كما تتوسل اللغة والحركة والإيماءة أحياناً أخرى، لترسم بذلك لوحات فنية إبداعية تعبر عن تاريخ جماعي بصور ساذجة التركيب، وبلغة بسيطة في شكلها، عميقة ومركزة في محتواها، تسعى جاهدة للتعبير عن عادات وتقاليد وطقوس الجماعة.
تعريف الأمثال الشعبية :
لقد تنوعت تعاريف الأمثال الشعبية ، لكنها جميـعا لا تخرج عن أنها : " قول مأثور ، تظهر بلاغته في إيجاز لفظه وإصابة معناه ، قيل فى مناسبة معينـة ، وأخذ ليقال في مثل تلك المناسبة " . وقد إدرك العرب أهمية الأمثال ، سواء كانت فصحى أم شعبية جلياً وواضحاً ، فجموعها وحرصوا عليها .
كما يمكن تعريف المثل على أنه : " جمـلة مفيدة موجزة متوارثة شفاهه مـن جيل إلى جيل ، وهو جملة محكمة البناء بليغة العبارة ، شائعة الاستعمال عند مختلف الطبقات " .
والمثل كما يراه الفارابي : " هو ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فى ما بينهم وقنعوا به في السراء والضراء ، ووصلوا به إلى المطالب القصية ، وهو أبلغ الحكمة لأن النـاس لا يجتمعون على ناقص . ولذا فالمثل قيمة خلقية مصطلح على قبولها في شعبها ، وهو يمر قبل اعتماده وشيوعه في غربال معايير هذا الشعب ، وينم صراحةً أو ضمناً عن هذه المعايير على كل صعيد وفى كل حال يتعاقب عليها الإنسان في حياته .
وتعرف الموسوعة البريطانية المثل على أنه : " قول بليـغ محكم ، يستخدم فى نطاق عام ، إذ أنه من التعبيرات المتداولة بين الناس ، والأمثال جزء من أية لغة متكلمة وتعود إلى بعض أشكال الأدب التراثى (الفلكلورى) المتناقل شفاهة " .
وقد احتلت الأمثال الشعبية مكانة خاصة عند العرب ، واعتنى العرب بها منذ قديم الزمان ، فكان لكلّ ضربٍ من ضروب حياتهم مثلٌ يُستشهد به ، وبلغت عناية اللّغويين العرب حدّاً مميّزاً عن سواهم ، إذ كان المثل بالنّسبة لهم يجسّد اللّغة الصّافية إلى حدٍّ كبير ، فأخذوا منها الشّواهد وبنوا على أساسها شاهقات بنائهم اللّغوى ، وكانت عناية الأدباء العرب بهذا الشّكل التّعبيري لها طابعٌ مميّز ، نظراً للأهمّية التّى يكتسبها المثل الشعبى فى الثّقافة العربيّة . والمثل الشعبي هو ليس مجرد شكل من أشكال الفنون الشعبية ، وإنما هو عمـل يستحث قوة داخلية على التحرك ، إضافة لذلك فإن المثل الشعبي له تأثير مهم على سلوك الناس ، فالمعنى والغاية يجتمعان في كل أمثال العالم . وهذه الأمثال على اختلافها تعبر عن تاريخ وفكر الأمم .
وتتسم الأمثال الشعبية بسرعة انتشارها وتداولها من جيلٍ إلى جيل ، وانتقالها من لغةٍ إلى أخرى عبر الأزمنة والأمكنة ، بالإضافة إلى إيجاز نصّها وجمال لفظها وكثافة معانيها ، ويعد المثل الشعبي من أكثر فروع الثقافة الشعبية ثراء ، حيث يجسد المثل الشعبي تعبيراً عن نتاج تجربة شعبية طويلة عاشتها الشعوب العربية تخلص إلى عبرة وحكمة ، ويعد ضرب المثل من أكثر الأشكال التّعبيريّة انتشاراً وشيوعاً فى الثقافة الشّعبيّة ، إذ أن الأمثال الشعبية تعكس مشاعر الشّعوب على اختلاف طبقاتها وانتماءاتها، وتجسّد أفكارها وتصوّراتها وعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها ومعظم مظاهر حياتها، في صورةٍ حيّة وفي دلالةٍ إنسانيّةٍ شاملة، فهي بذلك عصارة حكمة الشّعوب وذاكرتها .
خطاب المرأة فى الأمثال الشعبية :
يتميز خطاب الأمثال الشعبية بانتشاره السريع بين مختلف الفئات الاجتماعية ، لسهولة تمثله واستيعابه ولبنائه التركيبى وقدرته التعبيرية التى تجعله يعكس مختلف أنماط السلوك البشرى ، ثم لاستمرارية حضوره وانتقاله من جيل لآخر ، إضافة إلى طبيعته المتميزة بالتكثيف وبقدرته المجازية الكبيرة ، ويعبر هذا الخطاب عن الواقع ويختزن صوراً مختلفة عن الواقع البشرى ، من ضمنها صورة المرأة .. ونقصد بهذه الصورة هنا ، ذلك البناء الذهنى الذى يتم على مستوى الذاتية والرمزية والخيال ، والذى يرتبط بالواقع الإنسانى .. من منطلق أن الإنسان بقدر ما يعى العالم المحيط به وعياً مباشراً ، من خلال حضور الأشياء بذاتها فى العقل ، فإنه يعيها بطريقة غير مباشرة ، حيث تتواجد الأشياء فى الشعور عبر الصور .
وبالنظر إلى خطاب الأمثال ، فهو فى جوهره خطاب ذكورى ، ودراسة الأمثال الشعبية تتيح الكشف عن صورة المرأة فى المجتمعات العربية وفق مبدأ المركزية الذكوريةandrocentrique ، هذه الصورة التى تنتقل من جيل لآخر ، عبر فعل التنشئة الاجتماعية ، والذى تشكل الأمثال الشعبية أحد روافده الأساسية . والمفارقة أن المرأة مسؤولة إلى حد ما عن تكريس صورتها السلبية ، باعتبارها فاعلاً أساسياً فى مجال التنشئة الاجتماعية ، فالوضع الدونى للمرأة فى الأسرة والمجتمع ، لا تعبر عنه الأمثال الشعبية ( والثقافة الشعبية بشكل عام ) فحسب ، وإنما تعمل على تكريسه ، بفعل التنشئة الاجتماعية ، ووصف المرأة باعتبارها الكائن الناطق الأكثر خضوعا للتقاليد والأعراف والعادات وللموروث الثقافى بصفة عامة .
وما هى صورة المرأة العربية فى المعتقد الشعبى ؟
المعتقدات الشعبية إرث تناقله الأبناء عن الآباء والأجداد ، فلازمهم طوال مسيرة حياتهم ، وأصبحت المعتقدات هاجساً يشغل بال الناس ويسيطر على تفكيرهم فيشعرهم بالتفاؤل والفرح حيناً ، والخوف والتشاؤم حيناً آخر، وهناك الكثير من المعتقدات الشعبية الخاطئة عن المرأة في المعتقد الشعبي العربي ، فكثيراً ما تصورها الأمثال الشعبية العربية على أنها كائن ضعيف خاضع للرجل ، والمثل الشعبى يقول " لما قالو لى ولد انشد ظهرى واتسند واما قالو لى بنيه انهدت الحيطه عليا " ، وهناك الكثير من الوسائل التى تسهم فى توجيه ثقافة الشعوب ونظرتها للمرأة العربية ، وعلى سبيل المثال نجد أن الأمثال الشعبية العربية قد تناولت العديد من الموضوعات والمعالجات التى كان لها تأثير مباشر وغير مباشر فى تكوين فكر وقناعة الشعوب العربية .
وعند تناول الأمثال الشعبية العربية بالدراسة نجدها تتعرض للمرأة ومكانتها تعرضاً كبيراً ، واختلفت الأمثال الشعبية العربية فى تناولها لقضايا المرأة ، حتى نجد أن هذا التناول يصل إلى درجة عالية من التناقض والتطرف أيضاً .. فهناك أمثال شعبية عربية عظمت من مكانة المرأة ورفعت قدرها وجعلتها صاحبة الدور الأساسى فى تكوين الأمم العظيمة .. وهناك أيضاً مجموعة كبيرة من الأمثال الشعبية التى تكرس من دونية المرأة وتقلل من شأنها بناءً على الثقافة السائدة فى المجتمعات العربية والتى تعلى من قيمة الرجل وتميز بينه وبين المرأة ، رغم أن هذا الإعتقاد يخالفاً ما نادت به الشريعة الإسلامية التى كرمت المرأة منذ بداية الإسلام ، كما أن للمرأة مكانة كبيرة فى المجتمع بسبب حرصها على شغل الوظائف والمناصب القيادية المنافسة للرجل ، وكثيراً ما تنادى المنظمات الاجتماعية بالحفاظ على حقوق وواجبات المرأة والمساواة بينها وبين الرجل والاهتمام بقضايا المرأة وعدم التمييز بينها وبين الرجل وعدم العنف ضد المرأة ، ومازالت المجتمعات العربية تعمل على ترسيخ القيم والعادات الاجتماعية الخاطئة ، وتعمل على نقل الأمثال الشعبية التى تقلل من وضع المرأة رغم ما يشهده العالم من تقدم وتطور .
صور تكريم الإسلام للمرأة :
لقد رفع الإسلام مكانة المرأة ، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه ؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال ، وخير الناس خيرهم لأهله ؛ فالمسلمة فى طفولتها لها حق الرضاعة ، والرعاية ، وإحسان التربية ، وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة ، التي يغار عليها وليها ، ويحوطها برعايته ، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء ، ولا ألسنة بأذى ، ولا أعين بخيانة .
وما زالت المجتمعات الإسلامية ترعى حقوق المرأة حق الرعاية ، مما جعل للمرأة قيمة واعتباراً لا يوجد لها عند المجتمعات غير المسلمة .
ومن صور إكرام الإسلام للمرأة أن أمرها بما يصونها ، ويحفظ كرامتها ، ويحميها من الألسنة البذيئة ، والأعين الغادرة ، والأيدى الباطشة ؛ فأمرها بالحجاب والستر ، والبعد عن التبرج ، وعن الاختلاط بالرجال الأجانب ، وعن كل ما يؤدى إلى فتنتها . ومن صور إكرام الإسلام لها أن أمر الزوج بالإنفاق عليها ، وإحسان معاشرتها ، والحذر من ظلمها والإساءة إليها .
بل ومن المحاسن - أيضاً - أن أباح للزوجين أن يفترقا إذا لم يكن بينهما وفاق ، ولم يستطيعا أن يعيشا عيشة سعيدة ؛ فأباح للزوج طلاقها بعد أن تخفق جميع محاولات الإصلاح ، وحين تصبح حياتهما جحيماً لا يطاق . وأباح للزوجة أن تفارق الزوج إذا كان ظالماً لها ، سيئاً في معاشرتها ، فلها أن تفارقه على عوض تتفق مع الزوج فيه ، فتدفع له شيئاً من المال ، أو تصطلح معه على شئ معين ثم تفارقه .
ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن نهى الزوج أن يضرب زوجته ، وجعل لها الحق الكامل فى أن تشكو حالها إلى أوليائها ، أو أن ترفع للحاكم أمرها ؛ لأنها إنسان مكرم داخل فى قوله – تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) -الإسراء.
وليس حسن المعاشرة أمراً اختيارياً متروكاً للزوج إن شاء فعله وإن شاء تركه ، بل هو تكليف واجب ، قال النبى - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، ثم يضاجعها ) رواه البخارى ومسلم .
المرأة فى الأمثال الشعبية :
فى بعض الأحيان تصور الأمثال الشعبية البنت على أنها أساس البيت ، فيقال : « البنات عمارة الدار » لأن كل المسؤوليات المنزلية ملقاة على كاهلها ، فتقوم البنت بالعمل والنهوض بكل الأعباء المنزلية ، فى حين يتفرغ الولد للهو و للعب خارج البيت ، للتمتع بطفولته . ومن جهة أخرى ، فإن البنت حتى وهى تنهض بأعمال البيت ، يظل عملها غير مقنع ، فيقال : « البنت تأكل ما تشبع وتخدم ما تقنع » .
كما أن الرهان على البنت ، فى المنظور الشعبى ، هو رهان على الفراغ ، فيقال : « دار البنات خاوية » فهى سرعان ما تغادر البيت إلى بيت الزوجية ، لتترك بيت الأهل فارغاً .
وقد تمارس الأمثال الشعبية فى أحيان أخرى عنفاً رمزياً مباشراً فى حق الفتاة ، كما هو الحال فى هذا المثل: « بنتك لا تعلمها حروف ولا تسكنها غروف » ، حيث تكشف العقلية الذكورية ، من خلال هذا المثل ، عن رغبتها فى الهيمنة والتسلط ، وذلك بالتأكيد على ضرورة الحد من استقلالية الفتاة ؛ لأن التعليم قد يمثل ، فى المنظور الشعبى ، خطراً بالنسبة إلى الفتيات ، لأنه يدعم الاستقلالية ويقوى الشخصية ، ويفتح أبواب الانحراف والضياع .
ويولى المجتمع التقليدى أهمية كبيرة لتربية البنات بيد أن التربية لا تؤخذ دائماً كهدف فى حد ذاته ، وإنما أحيانا نكاية فى الحساد والأعداء لا غير « ربى بناتك تنكى حسادك » ، ويلاحظ التخصيص هنا فى الحديث عن التربية ، إذ الأمر يتعلق بتربية البنات وليس تربية الأولاد ، لأن العار والشماتة تأتى من البنات .. وتركز التربية التقليدية على إعداد البنت لدور الزوجة وربة البيت ، لدرجة أن الأم تكون مطالبة ، في لحظة ما ، بالتنحى عن عالم الأنوثة ، لتفسح المجال لبناتها :« إللى فاتك خليه لبناتك » .
الأم فى الإسلام :
قدّس الدين الإسلامى رابطة الأمومة، فجعلها ثابتة لا تتعرض للتبدلات والتغيرات، فحرم الزواج من الأمهات قال سبحانه: "حُرمت عليكم أمهاتكم" النساء:23. كما بيّن أن رباط الزوجية لا يمكن أن يتحول إلى رباط أمومة أبداً، وقال سبحانه وتعالى : "وما جعل أزواجكم اللائي تُظاهرون منهن أمهاتكم" الأحزاب: 4 ، "الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هُنَّ أمهاتهم إنْ أمهاتهم إلا اللائي ولَدْنهم" المجادلة:2.
وقد وصى الحق تبارك وتعالى بالأم ، كما حثنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه على برها ، وتبارى الشعراء حول العالم في استحضار معاني الأمومة وتصوير حبهم لأمهم .. كما قال تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً". الأحقاف:15 .
وجعل الله سبحانه وتعالى الأم مسئولة عن تربية ولدها، فهي راعية ومسئولة عن رعيتها، وأشار سبحانه إلى هذه المسئولية الأخلاقية في قوله: "ما كان أبوك امرأ سَوء وما كانت أمك بغياً" مريم: 28.
وذلك على لسان قوم مريم عليها السلام.. وأوجب الله سبحانه وتعالى للأم ميراث ولدها إن مات في حياتها كما أوجب له ميراثها إن ماتت في حياته، قال سبحانه وتعالى: "فإن لم يكن له ولد ووَرِثه أبواه فلأمه الثلث، فإن كان له إخوة فلأمه السدس" النساء:11 .
الأم في السنة النبوية :
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قيل: ثم من ؟ قال: "أمك"، قيل ثم من؟ قال "أمك"، قيل ثم من؟ قال: "أبوك". رواه البخاري .
وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، فقال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس، وشهادة الزور". رواه البخاري . ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سَبّ الوالدين وبيّن أنه من الكبائر فقال: "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه". قيل يا رسول الله! كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: "يسُب الرجل أبا الرجل فيسبّ أباه ويسبّ أمه" رواه البخاري .
النساء فى الأمثال الشعبية العربية :
هناك مجموعة من الأمثال الشعبية التى تجرى على ألسنة النساء بشكـل خاص ، وقلّما نسمعها من الرجال ، وهى تعبّر عن أخلاقهن وطبيعة نفوسهن وعن مشاكلهن الخاصة وهذه طائفةٌ منها نعرضها مشروحة باختصار حتى نشعر بمدى الظلم والقهر للمرأة وكيف أن البعض يحلو له أن يصف المرأة بأوصاف سيئة ويستشهد على ذلك باستخدام هذه الأمثال الشعبية التى إذا ما بحثنا فى أصلها سنجد أن معظمها أمثال مغرضة وضعت بمعرفة من لهم رغبة فى أن تظل المرأة فى مكانة متدنية .
1- أقعد على الضر ولا تقعد على شروشه .
تقوله المرأة .. عندما يغضب زوجها على ضُرتها ويطردها إلى بيت أبيها ويبقى أولادها فى البيت ، فتضيق المرأة التى بقيت فى البيت بأولاد ضُرتها ولا تتحمّلهم أو تطيقهم ، وهى بذلك تفضّل لو بقيت ضُرّتها ترعى شؤون أبنائها لتريحها هى من هذا العبء الثقيل .
وأحياناً تقوله المرأة معبرة عن سخطها من الضُرة متمنيةً لو أنها لم تترك لها هؤلاء الأولاد الأشقياء - فى نظرها - لما أصبحوا لها مصدر إزعاج وقلق ، وكانت تستريح بذلك منهم . وتعبّر المرأة أحياناً عن حزنها من عدم تحقّق بعض الأمور التى كانت تتمنّى الحصول عليها لكن لسبب ما تضيع منها هذه الأمور بعد أن كانت قريبة المنال كخطبة تفسخ ، أو طلاق يتم أو غير ذلك .
2- أكلت خروبها والتوى عرقوبها .
أى أنها قد كبرت وشاخت وهرمت ، ونالت نصيبها منها ، ولم تعد تصلح لشئ.
3- بتموت الرقاصة ورجلها بتهتز .
أى أن صاحبة العمل الردئ يصعب عليها ترك كارها وعادتها ، لتعوّدها على ذلك . يقال لمن يصعب عليه ترك عادته حتى لو كانت قبيحة وغير محمودة .
4- البنات والخطبة .
أى أن البنات عندما يبلغن سن الزواج يتقدم لخطبة الواحدة منهن أكثر من شخص واحد ، ولا ضير من ذلك ، لأن صاحب النصيب الذى ترضاه الفتاة هو من يتزوجها فى النهاية .
5- بنت أصل وفصل .
أى أنها بنت أصل طيب ومن عائلة كريمة ، وأن الزواج منها يعود بالشرف على من يتزوجها ، ولذلك فهى جديرة بالتقدير والإحترام .
6- بنت الجمل والناقه .
أى أنها غير مختلطة الأصل ، كأن يكون أبوها بدويّاً وأمها فلاحة ، وإنما هى بدوية الأبّ والأم لا إختلاط فى أصلها .
7- بنت الخواضه خواضه .
أى أن الفتاه تُشبه أمّها فى تصرفاتها وأخلاقها وفى لؤمها ومكرها وفى طريقها الذى تسير عليه .
8- جَتْ الحزينة تفرح ما لقيت لها مطرح .
أى عندما يبتسم الحظ لإحداهنّ وتستبشر خيراً ، فانه يأتيها ما ينكّد عليها ويغلق فى وجهها أبواب السعادة فتضيع آمالها وتتبدد أحلامها وتنطوى على نفسها وتتمثّل بهذا المثل متذمرةً شاكية .
9- خذ من طينة بلادك وحط على خدادك .
أو خُذ من طينة بلادك وليّس على خدادك ، وهذا المثل تقوله النساء لحثّ الرجل على الزواج من إمرأة من بلده ومكان سكناه حيث يعرفها ويعرف أهلها ويعرف عاداتهم وتقاليدهم وتكون المرأة بذلك من طبقته ولا يكون تناقض بينهما وهذا من أمثال النساء ونادراً ما يُسمع من الرجال .
10- على بخت الحزينة سكّرت المدينة .
أى أنه لسوء حظها وطالعها ، تغلق أمامها أبواب السعادة ، ولو ذهبت للمدينة لقضاء حاجة لها لأغلقت فى وجهها وحالت بينها وبين الحصول على هذا الشئ وذلك لسوء حظها وطالعها ، وهذا المثل تقوله المرأة فى ساعات تذمرها ويأسها .
11- العين ما بتعلى على الحاجب .
يشبه المثل السابق ، فى إحترام المرأة للرجل ، وكأن الرجل هو حاجب العين الذى يحميها ويقيها من الشرور والآفات .
وتقوله المرأة أحياناً لأخيها من فرط إحترامها وحبّها له .
وتكيل المرأة فى لحظة غضبها أقبح الصفات على غريمتها أو المرأة التى تتخاصم معها وتقذع لها القول وتوجّه سهام غضبها إليها وإلى بناتها .
12- الغيرة بتحبّل النسوان .
وذلك عندما تتأخر المرأة عن الحمل لعدة سنوات ، ولا يفيدها العلاج ، فيتزوّج زوجها إمرأةً أخرى ، وعندما تحمل الزوجة الجديدة ، تغار منها ضُرّتها الأولى وتحمل هى الأخرى ، فيضرب حينها هذا المثل ليدلّ على عظم غيرة المرأة وشدة تأثيرها عليها ، وكثيراً ما تحدث مثل هذه الأمور فى مجتمعنا العربى .
13- فرحت بالجوز قالت أعور .
الجوز يعنى الزوج ، أى بعد أن حصلت على ما كانت تتمنّى ، قالت إن فيه عيباً وترددت فى قبوله ، وهكذا يفلت الأمر من يدها وتفوتها الفرصة ، وتندم حيث لا ينفع الندم .
14- الفَرَس تتبع الفارس .
أى أن المرأة تتبع زوجها فى كل ما يريد ويرغب ، وهو يقودها كما يقود الفارس فرسه الى الجهة التى يريدها .
15- المره خيرها لجوزها وشرها لأهلها .
أى أن ما تقوم به المرأة من خير ، أو من أعمال طيبة فهو لزوجها ، أما إذا قامـت بمشاكل متكررة ، أو بأعمال غير حميدة ، فإن أهلها أولى بها وبمشاكلها من زوجها ، حيث يقومون هم بردعها ومعاقبتها أو تأديبها إذا اقتضى الأمر .
16- نار الجوز ولا جنة الأهل .
تقوله المرأة عندما تحرد عند أهلها ، وبعد عدة أيام من مكوثها عندهم تشعر بالضيق لأنها ليست سيدة هذا البيت ، ولم تعد تتصرف بحرية كما كانت تفعل فى بيتها ، فتندم على تركها بيت زوجها وتقول هذا المثل .
الأمثال الشعبية التى تكرس دونية المرأة :
تعتبر الامثال الشعبية السلبية أحد أشكال التمييز الموجه ضد المرأة ، والأمثال الشعبية تتمتع بميزة التنقل سريعاً بين الناس والنساء خاصة ، حيث لا تخلو مجالس النساء من مواضيع الجنس ، المكياج ، الملابس ، النميمة ، هذه طلقها زوجها وتلك ضربها زوجها ، وغيرها من المواضيع التى إرتبطت بمعشر النساء ، وللأسف عممت على جميع النساء ، وهكذا فإن لدى الكثير من الأشخاص نساءً كانوا أم رجالاً هواية تدعيم أحاديثهم بهذه الأمثال الشعبية لأنها تعتبر من الأعراف والعادات والتقاليد ، وللأسف أيضا لقد اعتاد العرب أن يحافظوا على هذه الأعراف السلبية قبل الإيجابية منها .
بقى لنا أن نقف على وضع المرأة فى الأمثال الشعبية وكيف ينظر المجتمع لها ، وذك من خلال رصد مجموعة من الأمثال الشعبية المتداولة فى مجتمعاتنا العربية ، ومحاولة الوقوف على نقاط الضعف والقوة فى وصفها لحال المرأة ، وتبنى الدعوة لعدم انتشار هذه الأمثال بل وحذفها من الموسوعات والكتب التى تعنى بدراسة الأمثال الشعبية .
1- ابن ابنك الك وابن بنتك لا .
2- ابن العم ينزل بنت عمه عن ظهر الفرس .
3- أبوى ما بقدر الا على أمى .
4- أتجوز الأرملة واضحك عليها وخذ من مالها واصرف عليها .
5- أتجوز معلقة ولا تتجوز مطلقة .
6- اذا بدك تجيب غراب البين اتجوز ثنتين .
7- اسحب البنت من كمها تطلع البنت لأمها .
8- اسمع للمرا ولا تأخذ برأيها .
9- اضرب المرأة قبل الغذاء وبعد العشاء .
10- اكسر للبنت ضلع بيطلع تنين .
11- إكسر للمرة ضلع بيطلعلها 24 ضلع .
12- إللى بتموت بنته من صفاوة نيته .
13- إللى راسها بتوجعها صيت ابوها بينفعها .
14- إللى ما يغليها جسدها ما يغليها ولدها .
15- أم البنت مسنودة بخيط وأم الولد مسنودة بحيط .
16- الام بتعشش والاب بطفش .
17- إن خلوا البنت على خاطرها يا بتأخذ زمار يا طبال .
18- إن مات اخوك انكسر ظهرك وان ماتت اختك انستر عرضك وان مات ابنك انحرق كبدك .
19- الأولاد بيجوا من بغداد والبنات من ورا الباب .
20- بطن جاب البنيه اضربوه بالعصيه .. واطعموه لحم بايت .. ولا تقولوش خطية .
21- البنت الحلوة نص مصيبة .
22- بنت العم بتصبر عالجفا اما الغريبة بدها تدلل .
23- البنت فوق الـ 18 خلص تاريخها .
24- البنت مثل مدقة الباب مين ما كان بيدقها .
25- البنت يا تسترها يا تقبرها 26- البنية بلية .
27- بيت البنات خراب .
28- تاخدش رأى المره ولا تتبع الحمار من ورا .
29- الجوز رحمة لو ما بجيب فحمة .
30- جوزت بنتى لارتاح من بلاها اجتنى وأربعه وراها .
31- خدو جوز الخرسا تكلمت .
32- خلف البنات يحوج لنسب الكلاب .
33- دايرة على شعرها أو زى النسوان داير على حل شعرك .
34- دلع بنتك بتعرك ودلع ابنك بعزك .
35- ريحة الام بتلم وريحة الاب بتخم .
36- الزوايا للولايا .
37- شاورهن وخالفوا شورهن .
38- الشجرة اللى ما بتثمر حلال قطعها .
39- صار للنذل مرة ويحلف بالطلاق .
40- صوت حية ولا صوت بنيه .
41- طاعة النسوان بتورث الهم .
42- طب الجرة على تمها تطلع البنت لامها .
43- عار النسا باقى .
44- العار ما بنغسل بالدم .
45- على الله هالطلق يجى بعده ولد .
46- عمر النسا تربى عجل ويحرث .
47- غيرة المرا مفتاح طلاقها .
48- الفاجرة داديها والحرة عاديها .
49- فى المقبره ولا فى حضن مرا .
50- قالوا طلق ام حسن وخذ ام حسين ، قال الله يلعنهم الإثنين .
51- قرعه بمشطين .
52- كيد النسا بالنسا ولا تكيدهن بالعصا .
53- كيد النسوان غلب كيد الرجال .
54- لما قالوا لى ولد أتشد ظهرى وأستند ... ولما قالوا لى بنيه انهدت الحيطه على .
55- ما احلى فرحتهم لو ماتوا بساعتهم .
56- المرا بنص عقل .
57- المره لو طلعت عالمريخ آخريتها للطبيخ .
58- موت البنات من المكرمات.
59- النسوان اما جواهر او عواهر او قواهر .
60- النسوان مصايد الشيطان .
61- النسوان مصايد والرجال تقع فيها .
62- نصيحة المره ما بتنفع الا المره .
63- هم البنات للممات لو عرايس أو مجوزات .
64- ورى جوزك دمعتك ولا توريه لقمتك .
65- الولد لو قد المفتاح بيعمل الدار مصباح ، والبنت لو قد المخدة تنزل مثل المهدة .
66- يا مأمن للحريم يا مأمن للمعزه وسط البرسيم .
67- يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات .
مستقبل المرأة بعد ثورات الربيع العربى :
بالنظر إلى الواقع الذى تمر به المرأة العربية بعد ما شهده العالم العربى من ثورات شعبية فى عام 2011 منذ إنطلاق الثورة التونسية وثورة المصريين فى 25 يناير ، والثورة الليبية ، نجد أن قضايا المرأة العربية فى تحدى كبير ، وقد ناقش المجلس القومى للمرأة التوجهات المطروحة للإهتمام بأوضاع المرأة العربية فى المؤتمر الشعبى الذى نظمه بعنوان « هي والرئيس .. مستقبل المرأة في مصر الثورة » ، وأكدت رئيس المجلس القومى للمرأة السفيرة مرفت تلاوى أن .. ثورة 25 يناير مثال حديث لكفاح المرأة التى وقفت جنباً إلى جنب مع الرجل تدافع عن حق جميع المواطنين والمواطنات بعيش كريم وحرية وعدالة اجتماعية وشهد لها العالم بدورها المهم والحيوى فى صنع وإنجاح الثورة .
واشارت إلى أن هذا المؤتمر يمثل نواة لقيام تحالف شعبى للمرأة المصرية حيث تتكاتف كقوة تصويتيه تمكنها من التغيير للأفضل، وأن الهدف منه هو حشد جموع النساء وإظهار تواجدهن للمطالبة بحقوقهن ورفض التوجهات والأفكار الرجعية ضد المرأة ، وتحقيق مساندة الرجال للقضايا الاجتماعية وقضايا المرأة باعتبارها قضايا المجتمع والدولة ككل .
وقالت : أنه مع صعود التيارات المتشددة بعد حصولها على أصوات النساء فى الانتخابات بدأت هذه التيارات تطالب بالعدول عن حقوق اكتسبتها المرأة وهو ما لم نسمح به لانه "ردة" للمجتمع وللدولة خاصة وأنه لا أساس لصحة المطالبة بتغيير هذه التشريعات بدعوة مخالفاتها للشريعة ، مؤكدة أن جميع التشريعات المصرية تراعى الشريعة الإسلامية.
وأكدت أن المرأة المصرية التى تمثل نصف تعداد الشعب وقوة تصويتية ذات وزن قوامها 23 مليون ناخبة، لا تريد أكثر من الحفاظ على حقوقها التى حددتها الشريعة الإسلامية، لافتة إلى أن نساء مصر يرفضن المساس بالأزهر الشريف كمنارة لحماية وسطية الإسلام ومرجعية فى شئون الدين.
وتابعت أن ما يدعم هذه البارقة من الأمل هو إتجاه الازهر الشريف لإصدار وثيقة تتعلق بحقوق المرأة والنجاح فى وقف مناقشة عدد من مشروعات القوانين التى قدمت للبرلمان والتى تهدف إلى سلب حقوق المرأة .
وأشارت الرسالة الختامية التى أصدرها المؤتمر إلى ضرورة إرساء حقوق المواطنة وسيادة القانون واستقلال القضاء والحفاظ على المحكمة الدستورية العليا.
وشددت الرسالة على ضرورة المساواة أمام القانون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين , نساءً ورجالاً , دون تمييز بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة أو الثروة أو المكانة الاجتماعية أو الأراء السياسية أو الإعاقة فى نصوص الدستور الجديد وضمان تطبيقها على أرض الواقع.
وطالبت بان ينص الدستور الجديد على الحق فى إصدار قانون ينظم الانتخابات البرلمانية والمحلية سواء على أساس نظام القوائم النسبية أو الفردى أو المختلط وذلك بما يضمن حد أدنى للتمثيل العادل للنساء والمواطنين المسيحيين والشباب دون الأربعين.
ودعت الرسالة الختامية إلى اتخاذ كافة التدابير التى تضمن الحقوق المدنية والسياسية العادلة للنساء على جميع المستويات وإتاحة الفرصة العادلة لتعيين المرأة فى كل مواقع اتخاذ القرار كنائبة لرئيس الجمهورية ورئيسة للوزراء ووزيرة ومحافظة ورئيسة مدينة وعمدة ورئيسة جامعة ومديرة ، وغير ذلك من المناصب القيادية فى مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وطالبت مؤسسات الدولة بالتصدى الثقافى والإعلامى والدينى لكل دعاوى الردة إلى الوراء التى ترمى إلى تهميش المرأة وحرمانها من مكتسباتها التى حققتها طوال قرن ونصف من النضال الوطنى للمصريين نساء ورجالاً.
وشددت على اهمية ان يحرص رئيس مصر القادم على ضرورة احترام وتقوية وإعمال القانون وتنفيذ أحكامه القضائية خاصة فيما يتعلق بحقوق الأسرة والطفل والمرأة وبما يوفر الأمن المجتمعى ويمنع العنف , وان يتخذ هو وحكومته الاجراءات التى تؤدى إلى تغيير الموروثات الخاطئة التى تسئ إلى صورة المرأة والتدنى بها .
التملك ، والإجارة ، والبيع ، والشراء ، وسائر العقود ، ولها حق التعلم ، والتعليم ، بما لا يخالف الدين الإسلامى ، وعندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يضرب مثلا للذين أمنوا رجالاً ونساءً ضربه بأمرأتين صالحتين ، ويقول الله سبحانه وتعالى فى سورة التحريم فى كتابه الكريم .. وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ .
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ . وهذا أعظم تكريم للمرأة وهو أن نموذج الإيمان يتمثل فى هاتين المرأتين الصالحتين .
ورغم هذه المكانة التى منحها الإسلام للمرأة مازلت المجتمعات العربية تقلل من شأن المرأة حتى وقتنا الراهن ونحن فى أوائل القرن الحادى والعشرين ، فمازالت المرأة تعانى من التخلف ، والظلم الاجتماعى سواء من الرجل أو من العادات والتقاليد والأعراف السائدة فى المجتمع ، ومازالت المجتمعات العربية تعلى من قيمة الذكر ، ولعل ما تقدمه الأمثال الشعبية من صور التمييز ضد المرأة أقرب دليل على وضع المرأة فى هذه المجتمعات ، فكثيراً ما تعمل الأمثال الشعبية على وضع المرأة فى مكانة أقل من الرجل مثل " ضل راجل ولا ضل حيطة ، المره ضلع قصير ، هم البنات للممات.
وبالنظر إلى الواقع الذى تمر به المرأة العربية بشكل عام وصورتها فى المجتمع ، نجد أن المرأة العربية أثبتت جدارتها وقدرتها على الإبداع والابتكار في جميع المجالات ، ومازال التاريخ الحديث يذكر أسماء مبدعات ورائدات قدمن إسهامات مهمة ومتميزة في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية والسياسية ، وبالرغم من وجود شرائح اجتماعية مختلفة تدعو إلى تهميش المرأة وإنكار دورها الطبيعي وحقها في المشاركة في بناء المجتمع العربي العصرى ، إلا أن المرأة العربية المبدعة مازالت تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمعات العربية كافة، وثقافة المرأة قد تكون أكثر عمقاً في مجتمعاتنا التي لم تعترف سوى بالثقافة الذكورية ، وهذا يرجع إلى أن ظروف التربية والتعليم والعمل تغيرت ، فقد تزايدت أعداد المتعلمات والعاملات، وصارت المرأة العربية تشارك إلى حد ما في الحياة العامة.
كما تراجع جزئياً سلطان العادة والتقاليد وسطوة المجتمع الذكوري الذي كان يكبلها ويحدد دورها ومركزها الاجتماعيين ، فقد دخلت المرأة العربية ميادين جديدة، كانت حكراً على الرجل دون المرأة ، وتغيرت معها صورتها الاجتماعية ، وتمكنت المرأة العربية إنتاج خطاب أدبي غيّر من صورتها ووضعها الاجتماعى ، حيث أن الرجل كان يرسم صورة المرأة ، ويتحدث بلسانها، وهذا ما استطاعت المرأة أن تغيره من خلال الإصرار والعزيمة على تبني نهج الدفاع عن حقوقها واثبات ذاتها . لذا نجد أن المرأة العربية وبرغم كل الظروف- الغير مواتية التى تحيط بها – أصبحت على مستوى رفيع من الثقافة والإبداع والإطلاع ، واستطاعت أن تشغل المراكز المهمة ، من وزارة ونيابة وقضاء إضافة إلى حضورها في المهن الحرة ومجالات النضال السياسي ، بل استطاعت المرأة العربية أن تثبت جدارتها وكفاءتها في المجتمعات العربية التى كان يحكمها الرجل إلى وقت قريب .
ووفق هذه النظرة المختلفة التى أصبحت تتمتع بها المرأة العربية نسعى من خلال هذه الدراسة للوقوف على الصورة التى ترسمها الأمثال الشعبية العربية للمرأة ، والتعرف على دلالتها وانعكاساتها على وضعية المرأة ، فالأمثال الشعبية ، كما هو معلوم ، لا تكشف الخبايا النفسية لكل شعب فحسب ، بل هى بمثابة قوانين اجتماعية شبه ملزمة تسن المعايير التى يخضع لها الجميع .
الثقافة الشعبية :
مجموع العناصر التي تشكل ثقافة المجتمع المسيطرة في أى بلد أو منطقة جغرافية محدودة، وتنتج هذه الثقافة من التفاعلات اليومية بين عناصر المجتمع إضافة لحاجاته ورغباته التي تشكل الحياة اليومية للقطاع الغالب من المجتمع .
ويمكن اعتبار الثقافة الشعبية وحدة كلية متكاملة ، وعملية مستمرة تتعدى في وجودها كل اللحظات الزمنية الآنية ، وتتصل حلقاتها بعضها ببعض على الرغم مما قد يطرأ على بعض مظاهرها من تغيير واختلاف ، ويمكن اعتبار الثقافة الشعبية جسد كبير يضم بين جنباته العديد من الأشياء التي تحدد ثقافة الشخص أو الفرد أو الجماعة .. ومن بين هذه الأشياء نجد أن الثقافة تتجلى في العمران والملبس والأغاني الشعبية والأكل ألخ .
وقد استقرت الدراسات الإنسانية المعاصرة على اعتبار مُفردة «ثقافة» مُصطلحاً يدل على منظومة من الخبرات التي حصلتها جماعة من الجماعات البشرية، تتجلى فيها طريقة هذه الجماعة في الحياة، وتتحدد أنساقها القيمية والمعتقدية والمعرفية والجمالية ، التي تُعبرعن نظرتها للوجود الاجتماعي والطبيعي ، وحددت الموضوعات التي يشملها المصطلح بأنها : القيم والمعارف والتصورات والعادات والأعراف والتنظيمات، والتعبيرات الفنية، وأساليب العمل والإنتاج وأدواته وعلاقاته، وأي قدرات أخرى يكتسبها الفرد بوصفه عضواً في المجتمع.
مفهوم التراث الشعبى « الفولكلور » :
يشير مفهوم التراث الشعبى إلى كل ما يتصل بالتنظيمات والممارسات الشعبية غير المكتزبة وغير المقننة ، والتى لا تستمد خاصية الجبر والالزام من قوة القانون والدستور الرسمى للدولة ، أو السلطة السياسية وأجهزتها التنفيذية المباشرة بقدر ما تستمدها مباشرة من خاصية الجبر والالزام الاجتماعى غير المباشر ، سواء ما يتصل منها بالعادات والأعراف والتقاليد والمعتقدات المتوارثة ، أو ما قد تفرضه الظروف والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية المتغيرة من نماذج جديدة لمظاهر السلوك الشعبى بمختلف أشكاله .
ومصطلح التراث الشعبى يعتبر ترجمة لمصطلح " الفولكلور " والذى يشمل كل الفنون القولية الشعبية والفنون الشعبية المادية من أدوات وملابس وعمارة وغيرها. فمصطلح فولكلور وارد على الثقافة العربية ، وكان تومز أول من اقترح استعمال مصطلح فولكلوركاسم يشمل دراسة العادات والتقاليد والممارسات والخرافات ... الخ ، بدلاً من عبارة Popular Antiquities أى المأثورات الشائعة أو الشعبية و Popular Literature أى الأدب الشعبى .
ولكن هذا المصطلح قد استعمل فى اللغة الألمانية فى السنوات " 1806 – 1808 م " فى اصطلاح Kunde Volk ، ثم استعمل فى اللغة الانجليزية فى عام " 1846 م " مع كلمة ثانية Lore بمعنى المعرفة أو الحكمة .
والتراث بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلَفته (ورثته ) الأجيال السالفة للأجيال الحالية ، وهو ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل، نقول: " التراث الإنساني " التراث الأدبي ، التراث الشعبي "، وهو يشمل كل الفنون والمأثورات الشعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شّعبية وقصص وحكايات وأمثال شعبية تجري على ألسنة العامة من الناس، وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات.
وكلمة تراث من الفعل وَرَثَ يَرِثُ مِيرَاثَاً ، أى انتقل إلى الإنسان ما كان لأبويه من قبله فصار ميراثاً له ، وفي الآية الكريمة من سورة النمل : « وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ .. » ، وفي آية أخرى من سورة الأحزاب : « وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا .. » ، وقال الله تعالى إخباراً عن زكريا ودعائه إياه : « هب لى من لدنك ولياً يرثنى ويرث من آل يعقوب » أى يبقى بعدى فيصير له ميراثى . والتراث في الحضارة العربية بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت وتفرعت الجذور كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان. ومن الناحية العلمية هو علم ثقافي قائم بذاته يختص بقطاع معين من الثقافة (الثقافة التقليدية أو الشعبية) ويلقي الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية.
الموروث الشعبى :
يشكل الموروث الشعبي مادة خصبة وترجمة بليغة لمشاعر العامة، من خلال تراثه واغتنائه بألوان وضروب شيقة ومثيرة من التعابير والإيماءات، التي تصوغ مراحل وفترات متباينة من التاريخ البشري والكيان الإنساني.
والموروث الشعبي أو المأثورات الشعبية مصطلح أقره مجمع اللغة العربية كترجمة عربية دقيقة للمصطلح الإنجليزي ( folk-lore )الذي شاع استخدامه منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بعد أن استخدمه العالم الإنجليزي سيرجون وليم تومز .
وفى اللغة الإنجليزية تعني كلمة folk-lore حكمة الشعب ، أما في اللغة الفرنسية فكلمة Le folk-lore تعني "مأثورات الشعب" . وقد اتسع المصطلح في الثقافة العربية وكذا الغربية ليشمل التراث الشعبي الحي والإبداع الشعبي بأنماطه المتنوعة والمتعددة مثل " النثر الفني في الحكايات والأمثال والألغاز والسير الشعبية، وحتى سائر فنون التعبير الأدبية سواء كانت صياغات شعرية أو منظومات ومواويل، أو تتمثل في الفنون التشكيلية أو في العمارة بما تتميز به من زخرفة ونقوش " .
فالمأثورات الشعبية مجموعة أشكال تعبيرية تعتمد اللغة أحياناً، كما تتوسل اللغة والحركة والإيماءة أحياناً أخرى، لترسم بذلك لوحات فنية إبداعية تعبر عن تاريخ جماعي بصور ساذجة التركيب، وبلغة بسيطة في شكلها، عميقة ومركزة في محتواها، تسعى جاهدة للتعبير عن عادات وتقاليد وطقوس الجماعة.
تعريف الأمثال الشعبية :
لقد تنوعت تعاريف الأمثال الشعبية ، لكنها جميـعا لا تخرج عن أنها : " قول مأثور ، تظهر بلاغته في إيجاز لفظه وإصابة معناه ، قيل فى مناسبة معينـة ، وأخذ ليقال في مثل تلك المناسبة " . وقد إدرك العرب أهمية الأمثال ، سواء كانت فصحى أم شعبية جلياً وواضحاً ، فجموعها وحرصوا عليها .
كما يمكن تعريف المثل على أنه : " جمـلة مفيدة موجزة متوارثة شفاهه مـن جيل إلى جيل ، وهو جملة محكمة البناء بليغة العبارة ، شائعة الاستعمال عند مختلف الطبقات " .
والمثل كما يراه الفارابي : " هو ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فى ما بينهم وقنعوا به في السراء والضراء ، ووصلوا به إلى المطالب القصية ، وهو أبلغ الحكمة لأن النـاس لا يجتمعون على ناقص . ولذا فالمثل قيمة خلقية مصطلح على قبولها في شعبها ، وهو يمر قبل اعتماده وشيوعه في غربال معايير هذا الشعب ، وينم صراحةً أو ضمناً عن هذه المعايير على كل صعيد وفى كل حال يتعاقب عليها الإنسان في حياته .
وتعرف الموسوعة البريطانية المثل على أنه : " قول بليـغ محكم ، يستخدم فى نطاق عام ، إذ أنه من التعبيرات المتداولة بين الناس ، والأمثال جزء من أية لغة متكلمة وتعود إلى بعض أشكال الأدب التراثى (الفلكلورى) المتناقل شفاهة " .
وقد احتلت الأمثال الشعبية مكانة خاصة عند العرب ، واعتنى العرب بها منذ قديم الزمان ، فكان لكلّ ضربٍ من ضروب حياتهم مثلٌ يُستشهد به ، وبلغت عناية اللّغويين العرب حدّاً مميّزاً عن سواهم ، إذ كان المثل بالنّسبة لهم يجسّد اللّغة الصّافية إلى حدٍّ كبير ، فأخذوا منها الشّواهد وبنوا على أساسها شاهقات بنائهم اللّغوى ، وكانت عناية الأدباء العرب بهذا الشّكل التّعبيري لها طابعٌ مميّز ، نظراً للأهمّية التّى يكتسبها المثل الشعبى فى الثّقافة العربيّة . والمثل الشعبي هو ليس مجرد شكل من أشكال الفنون الشعبية ، وإنما هو عمـل يستحث قوة داخلية على التحرك ، إضافة لذلك فإن المثل الشعبي له تأثير مهم على سلوك الناس ، فالمعنى والغاية يجتمعان في كل أمثال العالم . وهذه الأمثال على اختلافها تعبر عن تاريخ وفكر الأمم .
وتتسم الأمثال الشعبية بسرعة انتشارها وتداولها من جيلٍ إلى جيل ، وانتقالها من لغةٍ إلى أخرى عبر الأزمنة والأمكنة ، بالإضافة إلى إيجاز نصّها وجمال لفظها وكثافة معانيها ، ويعد المثل الشعبي من أكثر فروع الثقافة الشعبية ثراء ، حيث يجسد المثل الشعبي تعبيراً عن نتاج تجربة شعبية طويلة عاشتها الشعوب العربية تخلص إلى عبرة وحكمة ، ويعد ضرب المثل من أكثر الأشكال التّعبيريّة انتشاراً وشيوعاً فى الثقافة الشّعبيّة ، إذ أن الأمثال الشعبية تعكس مشاعر الشّعوب على اختلاف طبقاتها وانتماءاتها، وتجسّد أفكارها وتصوّراتها وعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها ومعظم مظاهر حياتها، في صورةٍ حيّة وفي دلالةٍ إنسانيّةٍ شاملة، فهي بذلك عصارة حكمة الشّعوب وذاكرتها .
خطاب المرأة فى الأمثال الشعبية :
يتميز خطاب الأمثال الشعبية بانتشاره السريع بين مختلف الفئات الاجتماعية ، لسهولة تمثله واستيعابه ولبنائه التركيبى وقدرته التعبيرية التى تجعله يعكس مختلف أنماط السلوك البشرى ، ثم لاستمرارية حضوره وانتقاله من جيل لآخر ، إضافة إلى طبيعته المتميزة بالتكثيف وبقدرته المجازية الكبيرة ، ويعبر هذا الخطاب عن الواقع ويختزن صوراً مختلفة عن الواقع البشرى ، من ضمنها صورة المرأة .. ونقصد بهذه الصورة هنا ، ذلك البناء الذهنى الذى يتم على مستوى الذاتية والرمزية والخيال ، والذى يرتبط بالواقع الإنسانى .. من منطلق أن الإنسان بقدر ما يعى العالم المحيط به وعياً مباشراً ، من خلال حضور الأشياء بذاتها فى العقل ، فإنه يعيها بطريقة غير مباشرة ، حيث تتواجد الأشياء فى الشعور عبر الصور .
وبالنظر إلى خطاب الأمثال ، فهو فى جوهره خطاب ذكورى ، ودراسة الأمثال الشعبية تتيح الكشف عن صورة المرأة فى المجتمعات العربية وفق مبدأ المركزية الذكوريةandrocentrique ، هذه الصورة التى تنتقل من جيل لآخر ، عبر فعل التنشئة الاجتماعية ، والذى تشكل الأمثال الشعبية أحد روافده الأساسية . والمفارقة أن المرأة مسؤولة إلى حد ما عن تكريس صورتها السلبية ، باعتبارها فاعلاً أساسياً فى مجال التنشئة الاجتماعية ، فالوضع الدونى للمرأة فى الأسرة والمجتمع ، لا تعبر عنه الأمثال الشعبية ( والثقافة الشعبية بشكل عام ) فحسب ، وإنما تعمل على تكريسه ، بفعل التنشئة الاجتماعية ، ووصف المرأة باعتبارها الكائن الناطق الأكثر خضوعا للتقاليد والأعراف والعادات وللموروث الثقافى بصفة عامة .
وما هى صورة المرأة العربية فى المعتقد الشعبى ؟
المعتقدات الشعبية إرث تناقله الأبناء عن الآباء والأجداد ، فلازمهم طوال مسيرة حياتهم ، وأصبحت المعتقدات هاجساً يشغل بال الناس ويسيطر على تفكيرهم فيشعرهم بالتفاؤل والفرح حيناً ، والخوف والتشاؤم حيناً آخر، وهناك الكثير من المعتقدات الشعبية الخاطئة عن المرأة في المعتقد الشعبي العربي ، فكثيراً ما تصورها الأمثال الشعبية العربية على أنها كائن ضعيف خاضع للرجل ، والمثل الشعبى يقول " لما قالو لى ولد انشد ظهرى واتسند واما قالو لى بنيه انهدت الحيطه عليا " ، وهناك الكثير من الوسائل التى تسهم فى توجيه ثقافة الشعوب ونظرتها للمرأة العربية ، وعلى سبيل المثال نجد أن الأمثال الشعبية العربية قد تناولت العديد من الموضوعات والمعالجات التى كان لها تأثير مباشر وغير مباشر فى تكوين فكر وقناعة الشعوب العربية .
وعند تناول الأمثال الشعبية العربية بالدراسة نجدها تتعرض للمرأة ومكانتها تعرضاً كبيراً ، واختلفت الأمثال الشعبية العربية فى تناولها لقضايا المرأة ، حتى نجد أن هذا التناول يصل إلى درجة عالية من التناقض والتطرف أيضاً .. فهناك أمثال شعبية عربية عظمت من مكانة المرأة ورفعت قدرها وجعلتها صاحبة الدور الأساسى فى تكوين الأمم العظيمة .. وهناك أيضاً مجموعة كبيرة من الأمثال الشعبية التى تكرس من دونية المرأة وتقلل من شأنها بناءً على الثقافة السائدة فى المجتمعات العربية والتى تعلى من قيمة الرجل وتميز بينه وبين المرأة ، رغم أن هذا الإعتقاد يخالفاً ما نادت به الشريعة الإسلامية التى كرمت المرأة منذ بداية الإسلام ، كما أن للمرأة مكانة كبيرة فى المجتمع بسبب حرصها على شغل الوظائف والمناصب القيادية المنافسة للرجل ، وكثيراً ما تنادى المنظمات الاجتماعية بالحفاظ على حقوق وواجبات المرأة والمساواة بينها وبين الرجل والاهتمام بقضايا المرأة وعدم التمييز بينها وبين الرجل وعدم العنف ضد المرأة ، ومازالت المجتمعات العربية تعمل على ترسيخ القيم والعادات الاجتماعية الخاطئة ، وتعمل على نقل الأمثال الشعبية التى تقلل من وضع المرأة رغم ما يشهده العالم من تقدم وتطور .
صور تكريم الإسلام للمرأة :
لقد رفع الإسلام مكانة المرأة ، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه ؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال ، وخير الناس خيرهم لأهله ؛ فالمسلمة فى طفولتها لها حق الرضاعة ، والرعاية ، وإحسان التربية ، وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة ، التي يغار عليها وليها ، ويحوطها برعايته ، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء ، ولا ألسنة بأذى ، ولا أعين بخيانة .
وما زالت المجتمعات الإسلامية ترعى حقوق المرأة حق الرعاية ، مما جعل للمرأة قيمة واعتباراً لا يوجد لها عند المجتمعات غير المسلمة .
ومن صور إكرام الإسلام للمرأة أن أمرها بما يصونها ، ويحفظ كرامتها ، ويحميها من الألسنة البذيئة ، والأعين الغادرة ، والأيدى الباطشة ؛ فأمرها بالحجاب والستر ، والبعد عن التبرج ، وعن الاختلاط بالرجال الأجانب ، وعن كل ما يؤدى إلى فتنتها . ومن صور إكرام الإسلام لها أن أمر الزوج بالإنفاق عليها ، وإحسان معاشرتها ، والحذر من ظلمها والإساءة إليها .
بل ومن المحاسن - أيضاً - أن أباح للزوجين أن يفترقا إذا لم يكن بينهما وفاق ، ولم يستطيعا أن يعيشا عيشة سعيدة ؛ فأباح للزوج طلاقها بعد أن تخفق جميع محاولات الإصلاح ، وحين تصبح حياتهما جحيماً لا يطاق . وأباح للزوجة أن تفارق الزوج إذا كان ظالماً لها ، سيئاً في معاشرتها ، فلها أن تفارقه على عوض تتفق مع الزوج فيه ، فتدفع له شيئاً من المال ، أو تصطلح معه على شئ معين ثم تفارقه .
ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن نهى الزوج أن يضرب زوجته ، وجعل لها الحق الكامل فى أن تشكو حالها إلى أوليائها ، أو أن ترفع للحاكم أمرها ؛ لأنها إنسان مكرم داخل فى قوله – تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) -الإسراء.
وليس حسن المعاشرة أمراً اختيارياً متروكاً للزوج إن شاء فعله وإن شاء تركه ، بل هو تكليف واجب ، قال النبى - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، ثم يضاجعها ) رواه البخارى ومسلم .
المرأة فى الأمثال الشعبية :
فى بعض الأحيان تصور الأمثال الشعبية البنت على أنها أساس البيت ، فيقال : « البنات عمارة الدار » لأن كل المسؤوليات المنزلية ملقاة على كاهلها ، فتقوم البنت بالعمل والنهوض بكل الأعباء المنزلية ، فى حين يتفرغ الولد للهو و للعب خارج البيت ، للتمتع بطفولته . ومن جهة أخرى ، فإن البنت حتى وهى تنهض بأعمال البيت ، يظل عملها غير مقنع ، فيقال : « البنت تأكل ما تشبع وتخدم ما تقنع » .
كما أن الرهان على البنت ، فى المنظور الشعبى ، هو رهان على الفراغ ، فيقال : « دار البنات خاوية » فهى سرعان ما تغادر البيت إلى بيت الزوجية ، لتترك بيت الأهل فارغاً .
وقد تمارس الأمثال الشعبية فى أحيان أخرى عنفاً رمزياً مباشراً فى حق الفتاة ، كما هو الحال فى هذا المثل: « بنتك لا تعلمها حروف ولا تسكنها غروف » ، حيث تكشف العقلية الذكورية ، من خلال هذا المثل ، عن رغبتها فى الهيمنة والتسلط ، وذلك بالتأكيد على ضرورة الحد من استقلالية الفتاة ؛ لأن التعليم قد يمثل ، فى المنظور الشعبى ، خطراً بالنسبة إلى الفتيات ، لأنه يدعم الاستقلالية ويقوى الشخصية ، ويفتح أبواب الانحراف والضياع .
ويولى المجتمع التقليدى أهمية كبيرة لتربية البنات بيد أن التربية لا تؤخذ دائماً كهدف فى حد ذاته ، وإنما أحيانا نكاية فى الحساد والأعداء لا غير « ربى بناتك تنكى حسادك » ، ويلاحظ التخصيص هنا فى الحديث عن التربية ، إذ الأمر يتعلق بتربية البنات وليس تربية الأولاد ، لأن العار والشماتة تأتى من البنات .. وتركز التربية التقليدية على إعداد البنت لدور الزوجة وربة البيت ، لدرجة أن الأم تكون مطالبة ، في لحظة ما ، بالتنحى عن عالم الأنوثة ، لتفسح المجال لبناتها :« إللى فاتك خليه لبناتك » .
الأم فى الإسلام :
قدّس الدين الإسلامى رابطة الأمومة، فجعلها ثابتة لا تتعرض للتبدلات والتغيرات، فحرم الزواج من الأمهات قال سبحانه: "حُرمت عليكم أمهاتكم" النساء:23. كما بيّن أن رباط الزوجية لا يمكن أن يتحول إلى رباط أمومة أبداً، وقال سبحانه وتعالى : "وما جعل أزواجكم اللائي تُظاهرون منهن أمهاتكم" الأحزاب: 4 ، "الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هُنَّ أمهاتهم إنْ أمهاتهم إلا اللائي ولَدْنهم" المجادلة:2.
وقد وصى الحق تبارك وتعالى بالأم ، كما حثنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه على برها ، وتبارى الشعراء حول العالم في استحضار معاني الأمومة وتصوير حبهم لأمهم .. كما قال تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً". الأحقاف:15 .
وجعل الله سبحانه وتعالى الأم مسئولة عن تربية ولدها، فهي راعية ومسئولة عن رعيتها، وأشار سبحانه إلى هذه المسئولية الأخلاقية في قوله: "ما كان أبوك امرأ سَوء وما كانت أمك بغياً" مريم: 28.
وذلك على لسان قوم مريم عليها السلام.. وأوجب الله سبحانه وتعالى للأم ميراث ولدها إن مات في حياتها كما أوجب له ميراثها إن ماتت في حياته، قال سبحانه وتعالى: "فإن لم يكن له ولد ووَرِثه أبواه فلأمه الثلث، فإن كان له إخوة فلأمه السدس" النساء:11 .
الأم في السنة النبوية :
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قيل: ثم من ؟ قال: "أمك"، قيل ثم من؟ قال "أمك"، قيل ثم من؟ قال: "أبوك". رواه البخاري .
وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، فقال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس، وشهادة الزور". رواه البخاري . ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سَبّ الوالدين وبيّن أنه من الكبائر فقال: "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه". قيل يا رسول الله! كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: "يسُب الرجل أبا الرجل فيسبّ أباه ويسبّ أمه" رواه البخاري .
النساء فى الأمثال الشعبية العربية :
هناك مجموعة من الأمثال الشعبية التى تجرى على ألسنة النساء بشكـل خاص ، وقلّما نسمعها من الرجال ، وهى تعبّر عن أخلاقهن وطبيعة نفوسهن وعن مشاكلهن الخاصة وهذه طائفةٌ منها نعرضها مشروحة باختصار حتى نشعر بمدى الظلم والقهر للمرأة وكيف أن البعض يحلو له أن يصف المرأة بأوصاف سيئة ويستشهد على ذلك باستخدام هذه الأمثال الشعبية التى إذا ما بحثنا فى أصلها سنجد أن معظمها أمثال مغرضة وضعت بمعرفة من لهم رغبة فى أن تظل المرأة فى مكانة متدنية .
1- أقعد على الضر ولا تقعد على شروشه .
تقوله المرأة .. عندما يغضب زوجها على ضُرتها ويطردها إلى بيت أبيها ويبقى أولادها فى البيت ، فتضيق المرأة التى بقيت فى البيت بأولاد ضُرتها ولا تتحمّلهم أو تطيقهم ، وهى بذلك تفضّل لو بقيت ضُرّتها ترعى شؤون أبنائها لتريحها هى من هذا العبء الثقيل .
وأحياناً تقوله المرأة معبرة عن سخطها من الضُرة متمنيةً لو أنها لم تترك لها هؤلاء الأولاد الأشقياء - فى نظرها - لما أصبحوا لها مصدر إزعاج وقلق ، وكانت تستريح بذلك منهم . وتعبّر المرأة أحياناً عن حزنها من عدم تحقّق بعض الأمور التى كانت تتمنّى الحصول عليها لكن لسبب ما تضيع منها هذه الأمور بعد أن كانت قريبة المنال كخطبة تفسخ ، أو طلاق يتم أو غير ذلك .
2- أكلت خروبها والتوى عرقوبها .
أى أنها قد كبرت وشاخت وهرمت ، ونالت نصيبها منها ، ولم تعد تصلح لشئ.
3- بتموت الرقاصة ورجلها بتهتز .
أى أن صاحبة العمل الردئ يصعب عليها ترك كارها وعادتها ، لتعوّدها على ذلك . يقال لمن يصعب عليه ترك عادته حتى لو كانت قبيحة وغير محمودة .
4- البنات والخطبة .
أى أن البنات عندما يبلغن سن الزواج يتقدم لخطبة الواحدة منهن أكثر من شخص واحد ، ولا ضير من ذلك ، لأن صاحب النصيب الذى ترضاه الفتاة هو من يتزوجها فى النهاية .
5- بنت أصل وفصل .
أى أنها بنت أصل طيب ومن عائلة كريمة ، وأن الزواج منها يعود بالشرف على من يتزوجها ، ولذلك فهى جديرة بالتقدير والإحترام .
6- بنت الجمل والناقه .
أى أنها غير مختلطة الأصل ، كأن يكون أبوها بدويّاً وأمها فلاحة ، وإنما هى بدوية الأبّ والأم لا إختلاط فى أصلها .
7- بنت الخواضه خواضه .
أى أن الفتاه تُشبه أمّها فى تصرفاتها وأخلاقها وفى لؤمها ومكرها وفى طريقها الذى تسير عليه .
8- جَتْ الحزينة تفرح ما لقيت لها مطرح .
أى عندما يبتسم الحظ لإحداهنّ وتستبشر خيراً ، فانه يأتيها ما ينكّد عليها ويغلق فى وجهها أبواب السعادة فتضيع آمالها وتتبدد أحلامها وتنطوى على نفسها وتتمثّل بهذا المثل متذمرةً شاكية .
9- خذ من طينة بلادك وحط على خدادك .
أو خُذ من طينة بلادك وليّس على خدادك ، وهذا المثل تقوله النساء لحثّ الرجل على الزواج من إمرأة من بلده ومكان سكناه حيث يعرفها ويعرف أهلها ويعرف عاداتهم وتقاليدهم وتكون المرأة بذلك من طبقته ولا يكون تناقض بينهما وهذا من أمثال النساء ونادراً ما يُسمع من الرجال .
10- على بخت الحزينة سكّرت المدينة .
أى أنه لسوء حظها وطالعها ، تغلق أمامها أبواب السعادة ، ولو ذهبت للمدينة لقضاء حاجة لها لأغلقت فى وجهها وحالت بينها وبين الحصول على هذا الشئ وذلك لسوء حظها وطالعها ، وهذا المثل تقوله المرأة فى ساعات تذمرها ويأسها .
11- العين ما بتعلى على الحاجب .
يشبه المثل السابق ، فى إحترام المرأة للرجل ، وكأن الرجل هو حاجب العين الذى يحميها ويقيها من الشرور والآفات .
وتقوله المرأة أحياناً لأخيها من فرط إحترامها وحبّها له .
وتكيل المرأة فى لحظة غضبها أقبح الصفات على غريمتها أو المرأة التى تتخاصم معها وتقذع لها القول وتوجّه سهام غضبها إليها وإلى بناتها .
12- الغيرة بتحبّل النسوان .
وذلك عندما تتأخر المرأة عن الحمل لعدة سنوات ، ولا يفيدها العلاج ، فيتزوّج زوجها إمرأةً أخرى ، وعندما تحمل الزوجة الجديدة ، تغار منها ضُرّتها الأولى وتحمل هى الأخرى ، فيضرب حينها هذا المثل ليدلّ على عظم غيرة المرأة وشدة تأثيرها عليها ، وكثيراً ما تحدث مثل هذه الأمور فى مجتمعنا العربى .
13- فرحت بالجوز قالت أعور .
الجوز يعنى الزوج ، أى بعد أن حصلت على ما كانت تتمنّى ، قالت إن فيه عيباً وترددت فى قبوله ، وهكذا يفلت الأمر من يدها وتفوتها الفرصة ، وتندم حيث لا ينفع الندم .
14- الفَرَس تتبع الفارس .
أى أن المرأة تتبع زوجها فى كل ما يريد ويرغب ، وهو يقودها كما يقود الفارس فرسه الى الجهة التى يريدها .
15- المره خيرها لجوزها وشرها لأهلها .
أى أن ما تقوم به المرأة من خير ، أو من أعمال طيبة فهو لزوجها ، أما إذا قامـت بمشاكل متكررة ، أو بأعمال غير حميدة ، فإن أهلها أولى بها وبمشاكلها من زوجها ، حيث يقومون هم بردعها ومعاقبتها أو تأديبها إذا اقتضى الأمر .
16- نار الجوز ولا جنة الأهل .
تقوله المرأة عندما تحرد عند أهلها ، وبعد عدة أيام من مكوثها عندهم تشعر بالضيق لأنها ليست سيدة هذا البيت ، ولم تعد تتصرف بحرية كما كانت تفعل فى بيتها ، فتندم على تركها بيت زوجها وتقول هذا المثل .
الأمثال الشعبية التى تكرس دونية المرأة :
تعتبر الامثال الشعبية السلبية أحد أشكال التمييز الموجه ضد المرأة ، والأمثال الشعبية تتمتع بميزة التنقل سريعاً بين الناس والنساء خاصة ، حيث لا تخلو مجالس النساء من مواضيع الجنس ، المكياج ، الملابس ، النميمة ، هذه طلقها زوجها وتلك ضربها زوجها ، وغيرها من المواضيع التى إرتبطت بمعشر النساء ، وللأسف عممت على جميع النساء ، وهكذا فإن لدى الكثير من الأشخاص نساءً كانوا أم رجالاً هواية تدعيم أحاديثهم بهذه الأمثال الشعبية لأنها تعتبر من الأعراف والعادات والتقاليد ، وللأسف أيضا لقد اعتاد العرب أن يحافظوا على هذه الأعراف السلبية قبل الإيجابية منها .
بقى لنا أن نقف على وضع المرأة فى الأمثال الشعبية وكيف ينظر المجتمع لها ، وذك من خلال رصد مجموعة من الأمثال الشعبية المتداولة فى مجتمعاتنا العربية ، ومحاولة الوقوف على نقاط الضعف والقوة فى وصفها لحال المرأة ، وتبنى الدعوة لعدم انتشار هذه الأمثال بل وحذفها من الموسوعات والكتب التى تعنى بدراسة الأمثال الشعبية .
1- ابن ابنك الك وابن بنتك لا .
2- ابن العم ينزل بنت عمه عن ظهر الفرس .
3- أبوى ما بقدر الا على أمى .
4- أتجوز الأرملة واضحك عليها وخذ من مالها واصرف عليها .
5- أتجوز معلقة ولا تتجوز مطلقة .
6- اذا بدك تجيب غراب البين اتجوز ثنتين .
7- اسحب البنت من كمها تطلع البنت لأمها .
8- اسمع للمرا ولا تأخذ برأيها .
9- اضرب المرأة قبل الغذاء وبعد العشاء .
10- اكسر للبنت ضلع بيطلع تنين .
11- إكسر للمرة ضلع بيطلعلها 24 ضلع .
12- إللى بتموت بنته من صفاوة نيته .
13- إللى راسها بتوجعها صيت ابوها بينفعها .
14- إللى ما يغليها جسدها ما يغليها ولدها .
15- أم البنت مسنودة بخيط وأم الولد مسنودة بحيط .
16- الام بتعشش والاب بطفش .
17- إن خلوا البنت على خاطرها يا بتأخذ زمار يا طبال .
18- إن مات اخوك انكسر ظهرك وان ماتت اختك انستر عرضك وان مات ابنك انحرق كبدك .
19- الأولاد بيجوا من بغداد والبنات من ورا الباب .
20- بطن جاب البنيه اضربوه بالعصيه .. واطعموه لحم بايت .. ولا تقولوش خطية .
21- البنت الحلوة نص مصيبة .
22- بنت العم بتصبر عالجفا اما الغريبة بدها تدلل .
23- البنت فوق الـ 18 خلص تاريخها .
24- البنت مثل مدقة الباب مين ما كان بيدقها .
25- البنت يا تسترها يا تقبرها 26- البنية بلية .
27- بيت البنات خراب .
28- تاخدش رأى المره ولا تتبع الحمار من ورا .
29- الجوز رحمة لو ما بجيب فحمة .
30- جوزت بنتى لارتاح من بلاها اجتنى وأربعه وراها .
31- خدو جوز الخرسا تكلمت .
32- خلف البنات يحوج لنسب الكلاب .
33- دايرة على شعرها أو زى النسوان داير على حل شعرك .
34- دلع بنتك بتعرك ودلع ابنك بعزك .
35- ريحة الام بتلم وريحة الاب بتخم .
36- الزوايا للولايا .
37- شاورهن وخالفوا شورهن .
38- الشجرة اللى ما بتثمر حلال قطعها .
39- صار للنذل مرة ويحلف بالطلاق .
40- صوت حية ولا صوت بنيه .
41- طاعة النسوان بتورث الهم .
42- طب الجرة على تمها تطلع البنت لامها .
43- عار النسا باقى .
44- العار ما بنغسل بالدم .
45- على الله هالطلق يجى بعده ولد .
46- عمر النسا تربى عجل ويحرث .
47- غيرة المرا مفتاح طلاقها .
48- الفاجرة داديها والحرة عاديها .
49- فى المقبره ولا فى حضن مرا .
50- قالوا طلق ام حسن وخذ ام حسين ، قال الله يلعنهم الإثنين .
51- قرعه بمشطين .
52- كيد النسا بالنسا ولا تكيدهن بالعصا .
53- كيد النسوان غلب كيد الرجال .
54- لما قالوا لى ولد أتشد ظهرى وأستند ... ولما قالوا لى بنيه انهدت الحيطه على .
55- ما احلى فرحتهم لو ماتوا بساعتهم .
56- المرا بنص عقل .
57- المره لو طلعت عالمريخ آخريتها للطبيخ .
58- موت البنات من المكرمات.
59- النسوان اما جواهر او عواهر او قواهر .
60- النسوان مصايد الشيطان .
61- النسوان مصايد والرجال تقع فيها .
62- نصيحة المره ما بتنفع الا المره .
63- هم البنات للممات لو عرايس أو مجوزات .
64- ورى جوزك دمعتك ولا توريه لقمتك .
65- الولد لو قد المفتاح بيعمل الدار مصباح ، والبنت لو قد المخدة تنزل مثل المهدة .
66- يا مأمن للحريم يا مأمن للمعزه وسط البرسيم .
67- يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات .
مستقبل المرأة بعد ثورات الربيع العربى :
بالنظر إلى الواقع الذى تمر به المرأة العربية بعد ما شهده العالم العربى من ثورات شعبية فى عام 2011 منذ إنطلاق الثورة التونسية وثورة المصريين فى 25 يناير ، والثورة الليبية ، نجد أن قضايا المرأة العربية فى تحدى كبير ، وقد ناقش المجلس القومى للمرأة التوجهات المطروحة للإهتمام بأوضاع المرأة العربية فى المؤتمر الشعبى الذى نظمه بعنوان « هي والرئيس .. مستقبل المرأة في مصر الثورة » ، وأكدت رئيس المجلس القومى للمرأة السفيرة مرفت تلاوى أن .. ثورة 25 يناير مثال حديث لكفاح المرأة التى وقفت جنباً إلى جنب مع الرجل تدافع عن حق جميع المواطنين والمواطنات بعيش كريم وحرية وعدالة اجتماعية وشهد لها العالم بدورها المهم والحيوى فى صنع وإنجاح الثورة .
واشارت إلى أن هذا المؤتمر يمثل نواة لقيام تحالف شعبى للمرأة المصرية حيث تتكاتف كقوة تصويتيه تمكنها من التغيير للأفضل، وأن الهدف منه هو حشد جموع النساء وإظهار تواجدهن للمطالبة بحقوقهن ورفض التوجهات والأفكار الرجعية ضد المرأة ، وتحقيق مساندة الرجال للقضايا الاجتماعية وقضايا المرأة باعتبارها قضايا المجتمع والدولة ككل .
وقالت : أنه مع صعود التيارات المتشددة بعد حصولها على أصوات النساء فى الانتخابات بدأت هذه التيارات تطالب بالعدول عن حقوق اكتسبتها المرأة وهو ما لم نسمح به لانه "ردة" للمجتمع وللدولة خاصة وأنه لا أساس لصحة المطالبة بتغيير هذه التشريعات بدعوة مخالفاتها للشريعة ، مؤكدة أن جميع التشريعات المصرية تراعى الشريعة الإسلامية.
وأكدت أن المرأة المصرية التى تمثل نصف تعداد الشعب وقوة تصويتية ذات وزن قوامها 23 مليون ناخبة، لا تريد أكثر من الحفاظ على حقوقها التى حددتها الشريعة الإسلامية، لافتة إلى أن نساء مصر يرفضن المساس بالأزهر الشريف كمنارة لحماية وسطية الإسلام ومرجعية فى شئون الدين.
وتابعت أن ما يدعم هذه البارقة من الأمل هو إتجاه الازهر الشريف لإصدار وثيقة تتعلق بحقوق المرأة والنجاح فى وقف مناقشة عدد من مشروعات القوانين التى قدمت للبرلمان والتى تهدف إلى سلب حقوق المرأة .
وأشارت الرسالة الختامية التى أصدرها المؤتمر إلى ضرورة إرساء حقوق المواطنة وسيادة القانون واستقلال القضاء والحفاظ على المحكمة الدستورية العليا.
وشددت الرسالة على ضرورة المساواة أمام القانون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين , نساءً ورجالاً , دون تمييز بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة أو الثروة أو المكانة الاجتماعية أو الأراء السياسية أو الإعاقة فى نصوص الدستور الجديد وضمان تطبيقها على أرض الواقع.
وطالبت بان ينص الدستور الجديد على الحق فى إصدار قانون ينظم الانتخابات البرلمانية والمحلية سواء على أساس نظام القوائم النسبية أو الفردى أو المختلط وذلك بما يضمن حد أدنى للتمثيل العادل للنساء والمواطنين المسيحيين والشباب دون الأربعين.
ودعت الرسالة الختامية إلى اتخاذ كافة التدابير التى تضمن الحقوق المدنية والسياسية العادلة للنساء على جميع المستويات وإتاحة الفرصة العادلة لتعيين المرأة فى كل مواقع اتخاذ القرار كنائبة لرئيس الجمهورية ورئيسة للوزراء ووزيرة ومحافظة ورئيسة مدينة وعمدة ورئيسة جامعة ومديرة ، وغير ذلك من المناصب القيادية فى مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وطالبت مؤسسات الدولة بالتصدى الثقافى والإعلامى والدينى لكل دعاوى الردة إلى الوراء التى ترمى إلى تهميش المرأة وحرمانها من مكتسباتها التى حققتها طوال قرن ونصف من النضال الوطنى للمصريين نساء ورجالاً.
وشددت على اهمية ان يحرص رئيس مصر القادم على ضرورة احترام وتقوية وإعمال القانون وتنفيذ أحكامه القضائية خاصة فيما يتعلق بحقوق الأسرة والطفل والمرأة وبما يوفر الأمن المجتمعى ويمنع العنف , وان يتخذ هو وحكومته الاجراءات التى تؤدى إلى تغيير الموروثات الخاطئة التى تسئ إلى صورة المرأة والتدنى بها .