ثناء الكراس - الصراع بين "المرأة والمجتمع "من خلال "الأمثال الشعبية"

على مدى التاريخ كانت الأمثال الشعبية مرآة الشعوب التى تعكس حكمها وتجاربها، والدليل على ذلك أن لكل بلد أمثال شعبية تميزها.

أما الأمثال الشعبية المصرية خاصة، فهى تظهر الصراع القديم الحديث بين المرأة والمجتمع، وبين الرجل والمرأة، التى يشوبها قدر كبير من التعنت والشك، ومحاولة الانتصار بالرغم من أن فيها بعض الأنصاف أحيانا والتكامل أحيانا أخرى.

هذا ما أكدته دراسة أعدتها الدكتورة وفاء كامل، عضو لجنة الثقافة بالمجلس الأعلى للثقافة، بعنوان "صورة المرأة فى العقل الجمعى المصرى من خلال الأمثال الشعبية".

أثبتت الدراسة أن هناك كما كبيرا من الأمثال يقع على المرأة ويظلمها، ويبرز الصفات السلبية فيها، وتحقيرها وفى نفس الوقت تبرز وتدعم الرجل وتفضله وتبجله، فالأنثى عموما غير مرغوب فيها خوفا مما تسببه من قلق وعار على الأسرة.

ويدل على ذلك المثل الشهير القديم "لما قالوا دا ولد شد ضهرى واتسند"، والمثل "إياك عا الطلق يجيب غلام"، و"أم الأولاد نجابة وأم البنات نحابة".

وتحقر الأمثال المرأة فتصورها على أنها حشرة فيقول المثل "جت الدودة تقلد التعبان اتمطعت قامت اتقطعت"، والمثل "الخنفسة عند أمها عروسة"، و"لبس الخنفسا تبقى ست النسا".

كذلك تمثل الأمثال أن البنت طول حياتها عبء على أسرتها فيقول المثل "راحت تاخد بتار أبوها رجعت حبلى"، و"جوزتها تتاخر جابت دا راخر".

أما الرجل فهو الأقوى الذى لا يحمل عيبا فيقول المثل "اللى يمشى ورا المرة يتوه واللى يمشى قدامها عمره يطول"، و"من أعطى سره لمراته ياطول عذابه وشتاته".
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...