منقول - باب في أمثال النساء

هناك مجموعة من الأمثال التي تجري على ألسنة النساء بشكل خاص ، وقلّما نسمعها من الرجال ، وهي تعبّر عن أخلاقهن وطبيعة نفوسهن وعن مشاكلهن الخاصة وهذه طائفةٌ منها : فعن غيرة النساء مثلاً نسمع قولهن :

◊ الغيرة بتحبّل النسوان

وذلك عندما تتأخر المرأة عن الحمل لعدة سنوات ، ولا يفيدها العلاج ، فيتزوّج زوجها إمرأةً أخرى ، وعندما تحمل الزوجة الجديدة ، تغار منها ضُرّتها الأولى وتحمل هي الأخرى ، فيضرب حينها هذا المثل ليدلّ على عظم غيرة المرأة وشدة تأثيرها عليها ، وكثيراً ما تحدث مثل هذه الأمور في مجتمعنا العربي .

وتصف إحداهن أخرى وهي تعضّ بأسنانها على شفتها السفلى معبرةً عن غيظها وغيرتها الشديدة منها بقولها :

◊ دُودتها قَرَعَا ما لها قرون

أي أن تلك المرأة شديدة الغيرة والحسد ، ترى ما عندها قليلاً، وتستكثر الذي عند الآخرين وتطمع في أخذه لطمعها وغيرتها الشديدين .

أما عن مشاكل المرأة مع ضُرّتها وغيرتها منها وكيدها لها فحدث ولا حَرَج ، وهذه بعض الأمثلة على ذلك :

◊ الضرّة ضرّة ولو كانت قُعْمُرّة جرّة

أي أن الضرّة مهما حقرت وقل شأنها ، فهي في نظر ضرّتها ضرّة تخشاها وتغار منها وتكيد لها .

◊ أقعد على الضُرّ ولا تقعد على شروشه

تقوله المرأة عندما يغضب زوجها على ضُرتها ويطردها إلى بيت أبيها ويبقى أولادها في البيت ، فتضيق المرأة التي بقيت في البيت بأولاد ضُرتها ولا تتحمّلهم أو تطيقهم وتقول المثل المذكور ، وهي بذلك تفضّل لو بقيت ضُرّتها ترعى شؤون أبنائها لتريحها هي من هذا العبء الثقيل . وأحياناً تقوله المرأة معبرةً عن سخطها من الضُرة متمنيةً لو أنها لم تترك لها هؤلاء الأولاد الأشقياء - في نظرها - لما أصبحوا لها مصدر إزعاج وقلق ، وكانت تستريح بذلك منهم .

وتعبّر المرأة أحياناً عن حزنها من عدم تحقّق بعض الأمور التي كانت تتمنّى الحصول عليها، لكن لسبب ما تضيع منها هذه الأمور بعد أن كانت قريبة المنال كخطبة تفسخ ، أو طلاق يتم أو غير ذلك ومن أمثالهنّ في هذا المجال :

◊ جَتْ الحزينة تفرح ما لقيت لها مطرح

أي عندما يبتسم الحظ لإحداهنّ وتستبشر خيراً ، فانه يأتيها ما ينكّد عليها ويغلق في وجهها أبواب السعادة فتضيع آمالها وتتبدد أحلامها وتنطوي على نفسها وتتمثّل بهذا المثل متذمرةً شاكية .

◊ على بخت الحزينة سكّرت المدينة

أي أنه لسوء حظها وطالعها ، تغلق أمامها أبواب السعادة ، ولو ذهبت للمدينة لقضاء حاجة لها لأغلقت في وجهها وحالت بينها وبين الحصول على هذا الشيء وذلك لسوء حظها وطالعها ، وهذا المثل تقوله المرأة في ساعات تذمرها ويأسها .

◊ فرحت بالجوز قالت أعور

الجوز يعني الزوج ، أي بعد أن حصلت على ما كانت تتمنّى ، قالت ان فيه عيباً وترددت في قبوله ، وهكذا يفلت الأمر من يدها وتفوتها الفرصة ، وتندم حيث لا ينفع الندم .

◊ ما فرحت الرعنا ولا ابتلّ شوقها

أي أنها لم تفرح بعد ولم تتم سعادتها بهذا الشيء حتى طار من يدها ، وضاع إلى غير رجعة . وفي هذا المثل نوع من التعبير عن الحسرة واللوعة وكأنها تقول لماذا ضاع مني هذا الشيء قبل أن تتم فرحتي به .

◊ يا فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار

أي أنها بعد أن حصلت على ما كانت تتمنى وكادت تمتلكه ، ضاع من بين يديها إلى غير رجعة وذلك قبل أن تتم فرحتها به ، وهناك تشابه بين هذا المثل والأمثال السابقة والتي تعبر جميعها عن شدة لوعة المرأة على الأشياء التي تضيع منها ، وفي كثير من الحالات لا يكون لها حول ولا قوة في إرجاعها .


وتدرك المرأة عادة بأنها تختلف عن الرجل فهي أضعف منه ولا تملك القوة التي يمتلكها ولذلك فأنها تظل تعتمد عليه في أكثر أمورها وتعبر عن ذلك بقولها :

◊ المَرَة ضِلع قصير

أي أن المرأة خلقت من ضلع قصيرة للرجل ، فهي ضعيفة بطبعها ولا غنى لها عن رجلها ، فهي تذعن له وتطيع أوامره وتبقى تابعة له في كل أمورها . ويقال أيضاً الحُرْمة ضلع قصير ، والحُرمة تعني المرأة .

◊ الناقة ناقة ولو هدرت

أي أن الأنثى تبقى أنثى مهما كانت شخصيتها قوية ، فهي محدودة من حيث خلقها وتكوينها ، ولا يمكنها أن تتصف بصفات الرجال وتصبح رجلاً ، لأنها خلقت لتكون أنثى ، ولها رسالتها السامية في الحياة ، وقيمتها الكبيرة في المجتمع .

◊ العقصة ما بتُقْلُط على الشارب

تقلُط تعني تتقدم ، والعُقصة شعر المرأة الذي تعقصه أي تجدله ، والمقصود أن المرأة لا تتقدم على الرجل ، فهو رجلها وحاميها ، تقوله المرأة عندما تُدعى للتقدم إلى عمل شيءٍ ما ، فتدعو الرجل ليتقدم هو أولاً وتقول له : العقصة ما بتقلط على الشارب ، وهذا من باب إحترام المرأة للرجل .

◊ العين ما بتعلى على الحاجب

يشبه المثل السابق ، في إحترام المرأة للرجل ، وكأن الرجل هو حاجب العين الذي يحميها ويقيها من الشرور والآفات . تقوله المرأة أحياناً لأخيها من فرط إحترامها وحبّها له .

وتكيل المرأة في لحظة غضبها أقبح الصفات على غريمتها أو المرأة التي تتخاصم معها وتقذع لها القول وتوجّه سهام غضبها إليها وإلى بناتها فنراها تقول :

◊ الميّه ما بتروب والقحبة ما بِتُّوب

أي أنه كما لا يمكن أن يروب الماء ويصبح لبناً رائباً ، فكذلك الأمر بالنسبة للقحبة ( الزانية ) فانها لن تتوب حتى ولو تظاهرت بذلك أمام الناس ، فان توبتها تُعَدّ من الأمور المستحيلة كإستحالة ترويب الماء .

◊ ما في عيب غير اللي في الشعيب

الشعيب تصغير شِعْب وهو الوادي الصغير ، والمقصود بالمثل أن كلّ العيوب تهون بالمقابل فيما لو قيست بالخطايا والعيوب التي عُملت في الخفاء ، وتحت أستار الظلام وفي الأمكنة المظلمة كالشِّعْب المذكور في هذا المثل .

◊ قاطعات السّد الاسود وخايفات من بعابيز الابريق

تقوله النساء لبعضهن البعض عندما تطلب إحداهن شيئاً معيناً من إمرأة أخرى ، فترفض الأخرى طلبها متظاهرة بأنها تخشى من أهلها أو من زوجها إذا لبّت لها طلبها ، وعندما لا يروق ذلك للمرأة الأخرى تقول هذا المثل ، وهو يعني أن هذه المرأة كاذبة وبإستطاعتها تلبية طلبها ولكنها لا تريد ذلك .

◊ حبلها على رقبتها

يشبه المثل " أرخى لها الحبل على الغارب " ، وذلك إذا أرخوا حبل الرسن للدابة وأطلقوها ، فإنها تذهب كيف شاءت وتتلف ما تلاقيه أمامها من زروع أو غيره ، وكذلك الفتاة أو المرأة إذا أطلق لها عنان الحرية فأنها تتصرّف بشكل غير لائق لأن ليس هناك من تخشاه ، وليس هناك من يراقبها ويحاسبها على أعمالها .

◊ طُب الجَرَّة على ثُمّها بتطلع البنت زي أمّها

أي أن الفتاه تُشبه أمّها في تصرفاتها وأخلاقها ، فسواء كانت الأم طيبة حسنة الأخلاق أو خبيثة سيئة الأخلاق فإن أبنتها تكون مثلها .

◊ بنت الخواضة خواضة

أي أن الفتاه تُشبه أمّها في تصرفاتها وأخلاقها ، وفي لؤمها ومكرها ، وفي طريقها الذي تسير عليه .

وهناك أمثال أخرى تجري على ألسنة النساء وهذه طائفة منها :

◊ نار الجوز ولا جنة الأهل

تقوله المرأة عندما تحرد عند أهلها ، وبعد عدة أيام من مكوثها عندهم تشعر بالضيق لأنها ليست سيدة هذا البيت ، ولم تعد تتصرف بحرية كما كانت تفعل في بيتها ، فتندم على تركها بيت زوجها وتقول هذا المثل .

◊ اللي مطاوعها زلمتها بتدير القمر باصبعها

من الأمثال الخاصة بالنساء ويعني أن المرأة التي يطيعها زوجها ويميل إليها ، ويقف في صفّها وترجح كفته معها ، فانها تشعر بأنها تستطيع عمل المعجزات ، أو تستطيع التغلّب على ضرتها وقهرها في بعض الحالات .

◊ الفَرَس تتبع الفارس

أي أن المرأة تتبع زوجها في كل ما يريد ويرغب ، وهو يقودها كما يقود الفارس فرسه الى الجهة التي يريد .

◊ النسوان سلايل زي سلايل الخيل

أي أن النساء في أصنافها وسلالاتها كالخيول العربية الأصيلة ، فالأصيلة تلد نسلاً أصيلاً وذريةً كريمة من البنات ، لأن المقصود هنا هو أصناف النساء وسلالاتهن ، أما التي دون ذلك فهي تنجب نسلاً يشبهها ويتصف بصفاتها ويكون مشابهاً لها في كثير من المزايا والطباع .

◊ بنت الجمل والناقة

أي أنها غير مختلطة الأصل ، كأن يكون أبوها بدويّاً وأمها فلاحة ، وإنما هي بدوية الأبّ والأم لا إختلاط في أصلها.

◊ بنت أصل وفصل

أي أنها بنت أصل طيب ومن عائلة كريمة ، وان الزواج منها يعود بالشرف على من يتزوجها ، ولذلك فهي جديرة بالتقدير والإحترام .

◊ اللي بتسويه الرعنا بياكله جوزها

أي أن ما تعمله الزوجة الرعناء من طعام غير جيد لجهلها في طهو الطعام وإعداده ، فان زوجها عادة يأكل منه لأنه لا يجد غيره ، أو لأنه قد تعوّد على هذا النوع من الطعام . وتقصد المرأة بذلك ان زوجها راضٍ عنها ولا يهمها رأي الآخرين .

◊ إن غابت الخيل ما غاب وإن غاب وصّى طنيبه

أي أنه يبقى دائماً في البيت ولا يغيب عنه ، ولا يخرج مع الرجال لكسب أو لضيافة أو لغزوة ، مما يجعل إمرأته تملّ منه وتكرهه وتضيق به ، وتقول هذا المثل ، وتعني بذلك أنه يضيق عليها الحصار بكثرة شكه وظنونه ، وهو حتى لو غاب فانه يوصي جاره بالانتباه الى بيته . الطنيب هو الجار

◊ ابن بطني بيفهم رَطْني

تقوله الأم عندما تتحدث بشيء أو تُلّمح به ، فيهفمه ابنها أو ابنتها رغم أنها لم تذكر تفاصيله فتقول الام هذا المثل . رطني يعني كلامي .

◊ أكلت خروبها والتوى عرقوبها

أي أنها قد كبرت وشاخت وهرمت ، وشبعت من الدنيا ، ونالت نصيبها منها ، ولم تعد تصلح لشيء .

◊ حَطّته في الجُرْبَان وحامت فيه كل العُرْبَان

عندما تسمع إحداهن خبراً معيناً ، فانها لا تصبر على كتمانه ، وتسعى لنشره بين جاراتها بين أبناء حارتها ، وهي تتظاهر أمام من أوصل لها الخبر وكأنها لم تسمع به ولم تسع لنشره . الجُرْبَان : الجورب .

◊ من حاس فيك يا رقاصة الظلما

أي من يشعر بك وبأعمالك التي تعملينها ولا يدري بها أحد ، وكأنك بذلك كراقصة ترقص في الظلام فلا يراها أحد ولا يشاهدها الناس .

◊ بتموت الرقاصة ورجلها بتهتز

أي أن صاحبة العمل الرديء يصعب عليها ترك كارها وعادتها ، لتعوّدها على ذلك ، يقال لمن يصعب عليه ترك عادته حتى لو كانت قبيحة وغير محمودة .

◊ تحيرنا يا رعنا من وين نبوسك

أي أننا احترنا كيف نرضيك وبأية طريقة ، وذلك عندما نعرض على أحدهم أو على إحداهن أمراً ما ويرفضه ، ونحاول أن نرضيه بأي ثمن ، فنعرض عليه شيئاً آخر فيرفضه أيضاً ، فنصبح في حيرة من أمرنا ، لأننا حاولنا جهدنا ولم نفلح في إرضائه فنقول عندها هذا المثل .

◊ خلِّي السمن في جراره حتى تجيك أسعاره .

أي دع الأمور كما هي ، ولا تقلق وتضجر على مصير إحدى بناتك إذا تأخر زواجها ولم يخطبها ابن الحلال في سن مبكرة ، ولا تُدلّل عليها ، فقد يأتي وقت وتتزوج فيه من رجل طيب يقدرها ويحترمها ويوفر لها حياةً هانئةً سعيدة . ولا داعي للعجلة والتسرع ، فإنها وهي عندك كالسمن المخزون في جراره ، الذي لا يفسد ويبقى محافظاً على قيمته ونظافته .

◊ البنات والخطبة

أي أن البنات عندما يبلغن سن الزواج يتقدم لخطبة الواحدة منهن أكثر من شخص واحد ، ولا ضير من ذلك ، لأن صاحب النصيب الذي ترضاه الفتاة هو من يتزوجها في النهاية .

◊ خُذ من طينة بلادك وحُطّ على خدادك

أو خُذ من طينة بلادك وليّس على خدادك ، وهذا المثل تقوله النساء لحثّ الرجل على الزواج من إمرأة من بلده ومكان سكناه حيث يعرفها ويعرف أهلها ويعرف عاداتهم وتقاليدهم وتكون المرأة بذلك من طبقته ولا يكون تناقض بينهما وهذا من أمثال النساء ونادراً ما يُسمع من الرجال . حُطّ : أي ضَع

◊ المـَرَة جراب حَفَظ نَفَظ

هذا المثل تقوله النساء عادة ، خاصة إذا أنجبت إحداهنّ عدداً من البنات وسئلت لماذا لم تنجب أولاداً ذكوراً ، فهي تنفي التهمة عن نفسها بقولها :" المَرَه جراب حَفَظ نَفَظ " ، أي أن المرأة كالجراب الذي يحفظ ما نودع فيه ثم ينفضه ويخرجه عند نضوجه ، وبذلك يكون الزوج هو السبب في إنجاب البنات وليست هي وهذا ما أثبته الطب الحديث. الجراب هو الوعاء من الجلد ، ونفظ هي نفض .

◊ المـَرَة خيرها لجوزها وشرها لأهلها

أي أن ما تقوم به المرأة من خير ، أو من أعمال طيبة فهو لزوجها ، أما إذا قامت بمشاكل متكررة ، أو بأعمال غير حميدة ، فإن أهلها أولى بها وبمشاكلها من زوجها ، حيث يقومون هم بردعها ومعاقبتها أو تأديبها إذا اقتضى الأمر.
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...