نسيم الصبا أهدى إلى القلب ما أهدى ... وقد حملت أرواحها الشيح والرندا
ولي كبد حرى لعلي أرى لها ... بريا نسيم مرّبي سحراً بردا
فأصبحت أذري الدمع فذاً وتوأما ... تخد على خدي حينئذ خدا
كأني اعتصر المعصرات بأعين ... نثؤن غداة البين من لؤلؤ عقدا
فما بل ذاك الدمع مني حشاشة ... أبى الله إلا أن تضرم بي وقدا
ولام أُصيحابي فؤاداً متيماً فما ... نفع اللوم الفؤاد ولا أجدى
ذكرتكم والدمع يجري فلم أكن ... ملكت لذاك الدمع يوم جرى ردا
وبت أداري مهجة لم أجد لها ... خلاصاً من الأشجان يوماً ولا بدا
وقلت لسعدك دع ملامك في الهوى ... فمن زادني لوماً فقد زادني وجدا
يهيج وجدي وهو غير مساعدي ... وما أنا لاق منه إن لامني سعدا
يقول اصطبر عمن تحب إونني ... يريني الهوى من دون ما قاله سدا
ولا تشم البرق اليماني فإنه ... متى لاح أورى في حشاشتك الزند
وإيام إياك الصريم وأهله ... فإن الظباء العفر تقتنص الأسدا
وهل نافع ما قاله من بعد ما رمى ... بعينيه ريم الجزع سهم الردى عمدا
بنفسي الغزال القانصي بلواحظ ... من السحر مرضى تمنع الأسد الوردا
إذا ما رمين القلب سهماً أصبنه ... كأن قصدت في قتل عاشقها قصدا
به أربي هل ترى هذه النوى ... تبدلنا بالقرب من بعدها بعدا
أرى النفس لا تهوى سوى توده ... ولم تتكلف مهجة الوامق الودا
[SIZE=6]
السيد عبد الغفار بن السيد الواحد بن السيد وهب ولد بالموصل سنة 1220 وتوفي سنة 1290 بالبصرة
* من كتاب
نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار.. عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن درهم[/SIZE]