سوف عبيد - عروس البرّ و البحـر

إِنْ سَــادَ اَلـلَّــــيْلُ وَ أَسْــــــوَدُه = ُلاَ بُـــدَّ اَلشَّــمْسُ تُــبَـــــــــدِّدُه
وتُــنيرُ اَلْـكَـــوْنَ أَشِــــعُّـــتُـها = ويَــــجِيءُ اَلْفَــجْـرُ يُجَــدِّدُهُ
فَـتَرَى اُلْأرْضَ وَ قَدْ لَاحَتْ = حُـسْـنًـا بِالــنُّـورِتُـــنَـضِّـــــدُهُ
فِي لَوْحاتٍ هِـيَ آيــــــــــاتٌ = إِبْــداعُ الـلَّـــهِ تُمــــجِّـــــــدُهُ
بِــلِسَانِ الطّيْرِ شَــدَا سَـــحَـرًا = سِـــرْبـََا سِرْبََا يَــتَــهَـجَّـــدُهُ
نَــغَمًا وَكَهَمْسِ اَلْبحرِ سَجَا = مَا أَرْوَعَ مَـوْجًا هَــدْهَــــدَهُ
حُلْمُ الأشواقِ وَقَدْ سَرَحَتْ = كَــمْ بَـاتَ اللّيلُ يُــقَــــيِّــدُهُ
وَتُطِلُّ عَرُوسُ البَحْرِ ضُـحََى = بِــتَمَامِ الحُسْنِ تُجَـسِّـــدُهُ
سُبْحَانَ اللَّهِ إِذَا أَبْـــــــــدَتْ = مَــــيَّـاسَ اَلْــقَــــدِّ تُـــــُؤَوِّدُهُ
فِي ذَاكَ الشَّطِّ وَقَدْ خَطَرَتْ = وَالــثَّغْـرُ تـَـبَسَّـــمَ مَـــــوْرِدُهُ
والشَّـعْرُ تُـعابِــثـُــهُ غَـــَنَـجََا = طـَــوْرََا يَـْنـحَلُّ فَــتَعْـقِـدُهُ
تـَـرْنُـو بِـــجُـفونٍ حَالـمةٍ = وَيْــلٌ لِلسَّـهْمِ تُــسَــدِّدُهُ
نـَحْوَ اَلصَيَّادِ رَمَى شَبَكًا = عَـجَبًا لِلصَّيْدِ تَــصَيَّدَهُ
لمَّا خَصَلاَتٌ قَدْ عَلِقَت = مِنْهَا صَاحَتْ تَــتَـنَـجَّدُهُ
لَبَّيْـكِ ! وَغَاصَ بِلاَ وَجَلٍ = وَغِمَـارُ اَلْمَوْجِ يُـجَاهِــدُهُ
بِحَنَانٍ أَمْسكَ مِنْ يَدِهَا = وَ اَلْجِـيدَ بِـرِفْــقٍ أَسْـنَدَهُ
لَكِنْ ! تَــيَّارُ اَلْبَحْرِ عَــتَا = بِـهُـبُوبِ رِيـَـاحٍِ أَبْــعَـدَهُ
حـَـتّى بَلَغَـا أَنْـأَى جُـــزُرٍ = فـَأَقـــامَ اَلظِـلَّ ومَـــهَّـدَهُ
وَ أَفَاقَتْ مِنْ رَوْعِ فَرَأَتْ = لِـفَـتَاهَا وَجْـهََا تَــعْـهَــدُهُ
كلُّ الدُّنيا صارتْ جَذْلَى = لَـكَأنَّ ربــيـعًا تَشْــهَــدُهُ
فَـــهَفَا شَجرٌ و نَمَا ثَــمَرٌ = مَـيّـَادُ اَلْغُصْنِ وَ أَمْـلَـدُهُ
و النّخلُ تَهادَى في سَعَفٍ = بِـاَلْعِذْقِ تَدَلَّى عَسْجَدُهُ
وَالزّرعُ تَـمَايَـلَ مُمْتَلِـئًا = بِاَلْحَبِّ قَــريبٌ مَحْصَـدُهُ
وَبِسَاط العُشْبِ جَرَى مَرْحًا = بِـــزُهُورِ اَلْوَشْيِ تُــــزَرِّدُهُ
حَتَّى الْبِيدُ اِخْضَرَّتْ لَهُمَا = وَ يَــمَامُ اَلْأَيْــكِ يُــغَرِّدُهُ
إِثْـنَانِ وَمِنْ طَــيْرٍ شَــهَدَا = وَ العُرْسُ اللّيلةَ مَوعـدُهُ
وَ بِـوَافِرِ صَــيْدٍ أَمْــهَرَهَا = وَكَـبَـــدْرٍ بَاتَـتْ تُسْعِدُهُ
زَمَنا عـاشَا أحلَى حُـــلُمٍِ = ُإِذْ طابَ اَلْعَيْشُ وَ أَرْغَـــدُه
وَ أَتَتْ يَومًا فَبَكَتْ أَسَــفًا = لاَبُــــدَّ الدَّهـرُ يـُـنَــكِّـــدُهُ
قالت: اَلْيَـــمُّ يُـنـَـادِيـــنِي = فَالـمَــرْءُ وَمـَا يَـتَـــعَــــوَّدُهُ
سَأَعُودُ قريبًا لا تَحْــــزَنْ = لابُـــدَّ العَهْدُ نُـجَــــدِّدُهُ
وَجَمَ الصَّيَّادُ وَ لَم يَنْبُسْ = وهَـــوَى صَرْحٌ شَــــيَّــدَهُ
وَاِحْلَوْلَـكَتِ الدّنيَا حُــزْنًا = وَبَــكَى في الوَرْدِ تـَوَرُّدُهُ
وَمَضَتْ فِي الأَزرقِ سابحةً = لَحَقَ الصَّيَّادُ يُـعَــــرْبِدُهُ
يَا هذا البَحْرُ أَعِدْ إِلْـــفي = فَـأجَابَ بِمَوْجِ يُـزْبِـدُهُ
البَحرُ بِـــمَا فيه مُــلْـكِي = الـلُّـؤْلُـؤُ لِي وَ زَبَـــرْجَـــدُهُ
وَاَلْحُورِيَّـاتُ حَرِيمٌ لِــي = مَا مِنْ أَحَدٍ يَـتَـقَــصَّدُهُ
فإذَا رَعْـدٌ وَ إِذا بـَــرْقٌ = وَكلابُ البحرِ تُـــطَارِدُهُ
إِيَّــاكَ إذنْ يــومًا مِــــنِّي = وَتَـعَالَى اَلْمَـوْجُ يُـــصعِّــدُهُ
قَـفَـزَ الصّـــيّادُ على لَــوْح = وَ سَــــوادُ اللّيلِ يُــغَــمِّدُهُ
حتَّى أَلْـقَـاهُ اَلْمَوْجُ عَــلَى = جُـلْمُودِ الصَّخْرِ يُـوَسِّدُهُ
وَإِذَا اَلْجُلْمُودُ جَرَى دَمْعًا = ُلِصَدَى بَـــيْتٍ قَدْ رَدَّدَه
يَا لَــيْلُ الصَّبُّ مَتَى غَدُهُ = أَقِـيَـامُ اَلسَّاعَــةِ مَوْعِـــدُهُ ؟
 
أعلى