فريال العلي - الحريم والسلطة من أميرات الشرق إلى عاهرة الجمهورية!

۞ إنه أقدم كوكتيل فى التاريخ .. ” الجنس والسلطة ” فمنذ فجر الحضارة عرف التاريخ علاقة المرأة بالسلطة فاستطاعت الأنثى ترويض واستئناس أكثر الرجال قوة وقسوة بل وطغياناً أيضاً .. فكم من حكام وسلاطين .. ملوك وأمراء .. خضعوا لجمال إمرأة فاتنة .. ووقعوا فريسة لإغرائها .. تلك هى الحقيقة التى تخرج بها عندما تقرأ كتاب ” حريم السلطة .. من أميرات الشرق إلى عاهرة الجمهورية ” للكاتبة سلمى قاسم جودة والذى صدر مؤخرا عن “كتاب اليوم” بدار أخبار اليوم , والذى تراس تحريره الكاتبة الصحفية والأديبة نوال مصطفى , والتى نجحت فى إيقاظه من سباته العميق وغفوته الطويلة فكان أول كتاب يصدر بعد أقل من ثلاثة أسابيع من توليها مسئولية ” كتاب اليوم ” فى التغييرات الصحفية الأخيرة . وتقوم الفلسفة الجديدة التى تبنتها نوال مصطفى فى تحرير سلسلة ” كتاب اليوم ” على الجمع بين اكتشاف كتاب جدد وتقديم أعمال نجوم الكتابة فى مصر فى نفس الوقت .. فقد يصدر عدد لكاتب جديد ثم يعقبه عدد لأحد مشاهير الأدباء والكتاب , وهذا من شأنه أن يحقق متعة القراءة لجمهور القراء فى مصر والعالم العربي .. و” حريم السلطة ” الذى يعتبر أيضاً أول كتاب لسلمى قاسم جودة . يبحث فى لغز أنشودة ” الجنس والسلطة ” التى عزفها التاريخ عبر مراحله الطويلة .. فأتاحت للمرأة أن تلعب دوراً بارزاً فى إدارة شئون الحكم من خلال سيطرتها على جسد وعقل بل وروح الرجل !! ويضم الكتاب مجموعة من الأسرار الخفية أبطالها عاهرات .. غانيات .. راقصات .. ساحرات وأيضاً ملكات وأميرات . احترفن التسلق على غرائز الرجال وأتقن التمكن من نقاط الضعف ومفاتيح البوابات الذهبية لقلوب وعروش الرجال المهيبة فدلفن إلى منطقة ” الفانتزم ” أو الحلم المخضب بالشهوة..من خلال أجواء مسكونة (بايروطيقية ) لافحة . فكانت أول رقصة ” ستريبتيز ” فى التاريخ لسالومى تلك الفاتنة الخطرة التى رقصت أشهر وأكثر الرقصات دموية فى التاريخ فأغرت الملك ” هيرود ” فقدم لها رأس النبى يوحنا المعمدان على مذبح الرغبة المشتعلة !! ولا تقل كريستين كيلر الجاسوسة البريطانية الصهباء خطورة عن سالومى .. فقد أطاحت فضيحتها بحكومة بريطانيا العظمى ذات يوم .. وفى فصل آخر من هذا الكتاب المثير تبرز شخصية ” كريستين دوفييه ” أو ” عاهرة الجمهورية ” وهذا عنوان الكتاب الذى حمل قصة حياتها وعلاقتها الساخنة مع أهم وزير في حكومة الرئيس الفرنسي الراحل ” ميتران ” وهو وزير الخارجية ” رولان دوماس ” ومازالت القضية مثار جدل ونقاش أمام القضاء الفرنسي حتى الآن . وفى بعض الفصول الأخرى ندخل العالم المبهر للامبراطورية العثمانية وسلاطينها مثل السلطان عبد الحميد , وملوك الأردن ثم العراق والسعودية فالأسر الحاكمة فى إيران بداية من أسرة الكاجار ووصولاً إلى حكم آل بهلوى وغرام الملوك بين مصر وإيران . والقصص والخفايا السرية لزواج الجمال والسلطة بين الأميرة فوزية سليلة الجمال العثماني الفاتن شقيقة الملك فاروق وشاه إيران محمد رضا بهلوى .. ثم حكاية غرامه وزواجه بثريا اصفنديارى بختيارى وأخيراً آخر زوجاته فرح ديبا . وهناك أمراء أفغانستان في بدايات القرن العشرين عندما كانت كابول تبدو وكأنها عاصمة أوربية .. ثم تصل لما يدور في مصر فتتعرض لعروش ونعوش آخر ملوك مصر فاروق وكيف تحولت صورته لدى الناس من الصبى الوسيم ذى العيون الناعسة إلى ملك بدين بليد الحس مسكون بالنهم غارق في شهواته حتى النهاية . وإذا كان هذا الكتاب قد ضم قائمة طويلة من النساء الشهيرات .. الفاتنات .. الخطرات .. فقد تحدث أيضاً عن رجل واحد استعمل نفس الأساليب الأنثوية – الجنس – فى السيطرة على الإمبراطورية الروسية العظمى.. إنه راسبوتين الرجل الأسطورة .. الذى أدرك خطورة دور النساء فى الوصول للسلطة المطلقة فكان يقول : هكذا أعمل أن تقع النساء تحت وطأة رجولتى التى لا تقاوم ! وقد كانت النساء فى كثير من الأحيان وراء صعود تلك النماذج إلى أعلى المناصب !! وفى النهاية تقول الكاتبة إن الشهوة والسلطة .. والانتهازية فى الحب منذ عصر الحريم وحتى يومنا هذا تيمة راودتني كثيراً فى هذا الكتاب مما جعلها تتوغل فى سراديب الماضي والحاضر العامرة بالحكايات المثيرة وأحياناً بالقصص الفاضحة والفادحة المفعمة بالبهجة والأسى والرغبة لأشهر الشخصيات التى عبرت التاريخ تاركة عطر فضيحة صاخبة لا يذبل أبداً؟!.•.
معرض في غرناطة لإحياء ذكرى نكبة الموريسكيين يضم قطعاً تعرف بحياتهم وعاداتهم
۞ بمناسبة ذكرى مرور اربعة قرون على نكبة الموريسكيين، عام 1609 اقيم في القاعة الرئيسية بمدرسة الدراسات العربية المعروفة باسم مدرسة جابيث بغرناطة معرضا بهذه المناسبة، عرض فيه العديد من القطع والآثار المهمة التي خلفها المسلمون الذين أطلق عليهم بعد ذلك اسم الموريسكيين، بعد سقوط غرناطة.
وقاعة المعرض، وهي بالأصل بناية موريسكية تعود إلى القرن السادس عشر، حيث عرض فيها بقايا وصناعات وآثار الموريسكيين، منها شباك مصنوع بشكل فني من الجص، يعود إلى القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) عثر عليه عند ترميم أحد البيوت، وصندوق خشبي مزخرف، وعمود من المرمر، وأدوات لفتح وغلق الباب، وصور تعرّف بحياة الموريسكيين وطبيعة حياتهم وعاداتهم، وبعض هذه القطع أعارها المتحف الأركيولوجي في مدريد وبعضها الآخر من متحف الحمراء في غرناطة، والبقية مما تحتفظ به مدرسة جابيث. وقال مدير مدرسة الدراسات العربية السيد خوان كاستيا إن «هدف المعرض هو إحياء ذكرى تلك الفئة التي عانت كثيرا من قرارات قاسية، ولا بد لنا أن نعيد الاعتبار لها الآن». مديرة قصر الحمراء التي ذكرت أن هذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها بإعارة قطع من متحف الحمراء إلى أحد المعارض. •
 
أعلى