زكرياء جلالي - المجتمع المكبوت والجنس

يعتبر الجنس الى جانب الدين و السياسة او ما يعرف بالثالوث المقدس من بين ابرز المواضيع المحرمة من النقاش في منظومتنا الاجتماعية و التي تشكل خطا احمر في المجتمع التقليدي على اعتبار ان الاقتراب من هذا الموضوع بمثابة عمل محرم خصوصا في المناطق التي يطغى فيها الخوف و الكبث و الخجل … الذي تسرب الى كيان الانسان بسبب التنشئة الاجتماعية و التربية .. يتجذر و يتعمق هذا الموضوع في مناحي الحياة و يتخذ خطان متناقضان متوازيان بين من يعتبره حرية شخصية و بين من يراه من زاوية الحرام ..
الجنس موضوع من المواضيع التي يثار حولها الجدل في المجتمع المغربي بين من يراه علاجا لسيكولجته وذلك بالاستمتاع باللذة وهذا الطرح يؤكده ابيقور “السعادة في اللذة” و بين الفئة التي تقوضه و تقيده من الناحية الدبنية هذا الموضوع له حضور من الناحية القانونية لان القيام بهذا الفعل خارج مؤسسة الزواج يعتبر فعلا اجراميا يعاقب عليه القانون بل و حتى الجانب الاخلاقي يحظر بقوة في ذات السياق على مستوى تناول كل ما يرتبط بالجنس في المجتمع لان ذكر او محاولة نقاش هذا لا يعبر سوى عن اللاخلاق و اللاتربية من منظور بعض الاشخاص كل حسب فهمه للاشياء .لان التعامل مع هذا الموضوع بيقى حسب نوع عقلية الشخص و حسب فهمه الاجتماعي للاشكالية . .
لا يمكن انكار ان الجنس اصبح الطابو الاول داخل المجتمع حتى انه اصبح يتجاوز طابو الدين كما السياسة في بعض المجتمعات اذ يصل الامر الى هوس خطير لدى الشخصية مما يؤدي بما لا يدع مجالا للشك الى ظواهر شاذة في مجتمعنا اذ اليوم لا يمكن ان ننكر ان في الاونة الاخيرة اضحت ظاهرة التحرش و الاغتصاب ظاهرتين منتشرتين عادة ما تكون المراة هي الضحية الاولى و الاخيرة في مجتمع ذكوري بامتياز ..
ان هذا الهوس الهستيري الى الجنس يمكن اعتباره مرضا في حد ذاته رغم ان الجنس حاجة بيولوجية شانه شان الضروريات البيولوجية الاخرى من ماكل و مشرب وسائر الضروريات الاخرى لدى جميع الكائنات الحية في هذا الوجود و ذلك للحفاظ على انطلوجيتها و بقائها..في مقابل نجده مرضا من نوع اخر و ذلك لان المجتمع لا يصنع لنا سوى اجيالا خائفة من الجنس او ان صح التعبير تضييق الحصار على الذات بالتربية ‘ فالجنس ضروري في حياة البشربة بما انه طاقة و غريزة و لكن ان يتحول هذا الى هدف او غاية فهنا يكمن الخلل يجب الاسراع للعلاج و هذا ما تكرسه طبيعة التفكير المجتمعي و عقليات الفئات الاجتماعية والتي تاثرت بثقافات لا منطقية و ثقافات ذخيلة تجعل من المراة ككيان عاقل وجودي سلعة تباع و تشترى على الفراش ..
اشرنا في السابق ان الهوس هو نتاج نتيجة حتمية و هي الحصار حيث ان الترببة على الخوف من الجنس تكون له نتائج معاكسة على الذات و هنا نستحضر مقولة كل” ممنوع مرغوب فيه ” ويتحول هذا الخوف و الهول الى مرض نفسي ناتج عن تحريف و تشويه هذا الطابو و اخراجه من طريقه السليم دون غيره فتغيب هنا الثقافة الجنسية من الحياة اليومية مما يخلق لنا مجتمعا مريضا مهووسا بالجنس في الوقت الذي بتخوف منه ..
و طرح الاشكالات و الاسئلة في هذا الموضوع كثيرة وكثيرة جدا .. لن نحصرها في سؤالين او ثلات و نترك المسالة حسب فهم القارئ
 
أعلى