صوت الشعب - تاريخ بائعات الجنس أقدم مهنة في التاريخ (الدعارة)

  • تاريخ أقدم مهنة في التاريخ.. بيع الهوى يعتبر كثير من المؤرخين ان مهنة بيع الهوى من أقدم إن لم تكن أقدم مهنة في التاريخ. ويعود سبب قدمها إلى أن أقدم تقسيم للعالم كان بين الرجال والنساء، وأن المرأة وجدت لخدمة الرجل لأنها أدنى مرتبة منه. وقد اعتبرت الماركسية أن هذه المهنة نتيجة طبيعية للرأسمالية. حتى في الصحف الغربية عند ما يريدون الإشارة إلى جمال جسد إمرأة يستعملون كلمات مثل assets ممتلكات عقارية أو أصول مالية وامكانات.
    وغالبا ما تكون لضحايا هذه المهنة علاقة بالوضع الاقتصادي وسهولة دخول سوق العمل، ولربما لفترة مؤقتة فعند ما تجد الضحية عملا بديلا أو تتزوج فانها تترك هذه المهنة.
    وقبل سنوات صدر بحث بعنوان “اقتصاديات الدعارة” لخبيرتي الاقتصاد لينا ايدلوند وايفلينكورن اللتين تحظيان بالاحترام في الاوساط الأكاديمية، وكانتا قد نشرتا بحثا قبل سنوات بعنوان “نظرية الدعارة” في مجلة الاقتصاد السياسي. وكان الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل غاري بيكر قد سبقهما في نشر ورقته “نظرية الزواج” في جزأين عام 1973 و 1974 أيضا، وليس من قبيل المصادفة، في مجلة الاقتصاد السياسي.
    وهناك تقسيمات لذوات هذه المهنة منهن من يعملن بالشارع كالتكسي يركب من يصل أولا. وتاريخيا فإن هذا الصنف في الأصل كان من فئة العبيد ويمكن تأكيد هذه الفكرة بالمفهوم المخالف لمقولة “تموت الحرة ولا تأكل بثدييها” بما يعني أن غير الحرة تأكل بثدييها؛ ومنهن من كانت ظروفهن الاقتصادية صعبة وليس عندهن الارادة والصبر للتغلب على هذه الظروف مع قليل من رفيقات السوء، ولربما تسميات مثل “زواج مؤقت” ومتعة يقع تحت هذا الباب. أما الجواري وسبايا الحروب ممن لم يستطعن فداء أنفسهن فمصيرهن معروف للمتعة الفردية أو البيع.
    والفئة الأخيرة المحظيات وهن من طبقة أعلى لكن طموحاتهن أكبر من إمكاناتهن مع تبريرات بسوء الحظ لكن هذا الصنف يريد حياة راقية بالمقابل. وتحت هذه الفئة تقع فتيات الجيشا في اليابان وبعض دول شرق آسيا والعواصم الغربية.
    وفي مختلف العصور كان عقاب هذه الفئة يترواح بين الجلد والتشويه وربما القتل حسب تسامح المجتمع وقوة الكنيسة في اوروربا.
    وفي شرائع حمورابي هناك خمس مواد تتحدث عن الدعارة (المواد 178-1822). وبعضها يتحدث عن الجنس المقدس حيث كانت هناك نساء يوقفن” جسدهن للمعابد.
    وفي ملحمة جلجاميش وردت كلمة “حرمتو” الذي استخدم في شرائع حورابي والتي لها علاقة بطقوس الحب الدينية. وحتى في اللغة لاحظ أن كلمة بعل هي أصلا اسم لإله الخصب.
    وفي قبرص في القرن الخامس قبل الميلاد كان يجب على المرأة أن تقدم نفسها على الأقل مرة واحدة لأجنبي قرب المعبد قبل أن يُسمح لها بالزواج، وكانت تضطر غير الجميلات إلى البقاء عدة أشهر أو سنوات أو يقمن هن بالدفع للرجل.
    وقيل أن الإمبراطور البيزنطي جوستنيان (عام 5344 للميلاد) تسامح مع الدعارة لأن زوجته نفسها كانت بائعة هوى. وخصص قانونه 38 مادة تتحدث عن تنظيم الدعارة.
    وقبل الإسلام كان يطلق عليهن “ذوات الرايات”. وقيل أن الشاعر العربي الأعشى عند ما همّ بلقاء نبي الإسلام لقيته قريش وحذرته بأن النبي ضد ثلاثة أمور تحبها :الخمر والقمار والزنا، وجمعوا له مئة ناقة سوداء الحدقة فقفل راجعا.
    ومن الغريب أنه في القرن الثالث عشر للميلاد دافع القديس توماس الإكويني عن الدعارة محاججا “أنها شر لا بد منه لمنع الإغتصاب”.
    وفي انجلترا كان الطلب على الدعارة أكثر من العرض في القرنين السادس والسابع عشر للميلاد وكانت العاملات في المهنة يقدمن خدماتهن مجانا للسلطات لتغض النظر. أما القرن الثامن عشر فكان “العصر الذهبي” لهذه المهنة في باريس ولندن.
    وفي نظرة عجلى على تاريخ الدعارة في بعض الدول العربية تبين أن بعضها (تونس، نظمت الدعارة في القرن الثامن عشر لأسباب جبائية حيث كانت تفرض ضريبة على الممارسات لهذه المهنة، وفي تونس كانت الضريبة أكثر على الجميلات.
    وكان بعض العاملات في هذه المهنة يعدن إلى أصول افريقية ممن كن في الأصل رقيقا. كذلك كانت الحروب مع ما يرافقها من زيادة أعداد النساء وتدهور الأوضاع الاقتصادية عاملا مهما في تفريغ مزيد من العاملات في هذه المهنة.
    ومع اختراع السيارات بداية القرن العشرين ورخصها قلل ذلك من خطر اكتشاف العاملات في هذه المهنة فأصبحت السيارة بمثتبة “بيت دعارة متنقل”.
    وفي مصر قامت الدولة بداية القرن العشرين بتنظيم مهنة الخدمات الجنسية لأسباب صحية، وفي عام 1905 صدر قانون شامل أجاز البغاء في مناطق معينة وألزم النساء العاملات بالخدمات الجنسية بإجراء فحص طبي أسبوعيا. واثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر كانت الدعارة مقننة حتى تم الغاؤها بثورة 23 يوليو 1952
    ومن الطريف ذكره أنه أثناء الحرب العالمية الثانية كانت العاهرات المصريات يرفضن ممارسة الجنس مع جنود الاحتلال بدافع وحس وطني.
    وفي البحرين فرضت الحكومة عام 19377 على العاهرات السكن في أماكن معينة خارج “الأماكن الشريفة كالمنامة والمحرق”.
    وفي الحرب العالمية الثانية عملت اليابان على الترفيه عن جنودها باستعباد مئات الآلاف من نساء الدول التي احتلتها.
    وقامت السويد نهاية تسعينيات القرن الماضي باعتبار الدعارة شكلا من أشكال العنف ضد المرأة، وساعدت العاملات بهذه المهنة على التحول لمهن أخرى. ومع أنه قانونيا لا يتعبر بيع الجنس جرما إلا أن شراءه يعتبر جريمة. وقامت فرنسا مؤخرا بإقرار قانون يعاقب الزبون بغرامة 1500 يورو لكن لا يعاقب البائعة.
    ونهاية العام الماضي حكمت المحكمة العليا في كندا بعدم دستورية ثلاثة قوانين تمنع الدعارة.
    ولعبت بعض بائعات الهوى ادوارا مهمة في التاريخ، كمحظيات لشخصيات مهمة أو جاسوسات.
    وفي المانيا تعتبر الدعارة قانونية وعلى المومسات دفع الضرائب على الدخل وضريبة القيمة المضافة (VATT) على خدماتهن.
    وفي هولندا تعتبر الدعارة مهنة والبلديات هي المسؤولة عن إصدار التراخيص وإجراء عمليات تفتيش لضمان جودة ظروف العمل.
    وربما لا يعرف الكثيرون أن في امستردام تمثالا تكريما للعاملات في هذه المهنة ويقع مقابل اقدم كنيسة في المدينة، وهو الوحيد في هولندا والعالم.
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...