إيمان بنت صالح عبدالله بن حاجب - زينة المرأة

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾[1].


أما بعد:

أحاط الإسلام المرأة عناية فائقة حظِيت بها، ولم تحظَ بها في دين من الأديان غيره، ورعاها، وصانها، وراعى احتياجاتها ورغباتها وحقوقها.

ومن هذه الرغبات والحقوق حقها في التزين والتجمل. فالزينة في حياة المرأة مرتبطة بها، فطرية جبلت عليها، وقد تكون مولعة بها.

وقد من الله علي بكتابة هذا البحث في (زينة المرأة)، وذكر بعض أحكامها، ومعرفة حكم الشرع في كثير من مسائلها.

هذا جهد المقِل، وإني لأرجو الله أن يسددني، وأن يتجاوز عن خطئي وزللي، وأن يجعله علما نافعا خالصا.


أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

1- التعرف على أحكام الزينة من منظور الإسلام.
2- حاجة المرأة المسلمة لتعلم أحكام زينتها التي تزاولها في حياتها.
3- ما نراه من مستجدات في باب الزينة يجعل الأمر متحتم في تأصيل هذه المستجدات حسب الرؤية الإسلامية.
4- جهل كثير من المسلمات بأحكام الزينة، ومواكبتها للجديد دون تحرٍّ أو سؤال – إلا من رحم الله- .
5- في المقابل كثرة الأسئلة من النساء حول مستجدات الزينة وحكم استخدامها.
6- اهتمام الغرب بزينة المرأة دليل غزوهم للعالم الإسلامي عن طريق المرأة واهتماماتها.
7- الانفتاح على العالم وتقليد الآخرين دون تريُّث أو تحرٍّ.

خطة البحث

أولاً: المقدمة.
ثانياً: أهمية الموضوع وأسباب اختياره.

المبحث الأول: مفهوم الزينة وأهميتها وأصناف من تظهر لهم المرأة الزينة ومن لا تظهرها لهم. وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: تعريف الزينة، وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: تعريف الزينة لغة.
المسألة الثانية: تعريف الزينة اصطلاحاً.

المطلب الثاني: أهمية الزينة بالنسبة للمرأة، وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: فطرة المرأة.
المسألة الثانية: اهتمام المرأة بالزينة قديماً وحديثاً.

المطلب الثالث: أصناف من تظهر لهم المرأة الزينة ومن لا تظهرها لهم. وفيه خمس مسائل:

المسألة الأولى: الزينة أمام الزوج.
المسألة الثانية:الزينة أمام المحارم.
المسألة الثالثة:الزينة أمام النساء المسلمات.
المسألة الرابعة:الزينة أمام الكافرات أو الكتابيات.
المسألة الخامسة: الزينة أمام الأجانب.

المبحث الثاني: زينة المرأة على ضوء الشريعة الإسلامية، وفيه ستة مطالب

المطلب الأول: الزينة في نظر الشرع، وفيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: الترغيب في الزينة.
المسألة الثانية: الزينة المستحبة.
المسألة الثالثة: الزينة المباحة والمحرمة.

المطلب الثاني: اللباس وأحكامه في الشرع، وفيه خمس مسائل:

المسألة الأولى:تعريف اللباس في اللغة.
المسألة الثانية:تعريف اللباس في الاصطلاح.
المسألة الثالثة:اللباس المباح، والمستحب، والواجب.
المسألة الرابعة: اللباس المكروه، والمحرم.
المسألة الخامسة:شروط اللباس الشرعي.

المطلب الثالث: بعض مظاهر الألبسة، وأحكامها في الشرع، وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: اللباس القصير، والضيق، والعاري.
المسألة الثانية: لبس البنطال.
المسألة الثالثة: لبس الحذاء العالي.
المسألة الرابعة: الإسراف في اللباس.

المطلب الرابع: حكم لبس الحلي، وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: تعريف الحلي لغة، وشرعاً.
المسألة الثانية:حكم لبس الذهب، والفضة، وغيرها من الحلي.
المسألة الثالثة:حكم لبس الحلي التي فيها ذكر الله عز وجل.
المسألة الرابعة: حكم لبس الحلي التي فيها صور وأشكال الكائنات الحية وغيرها.

المطلب الخامس: الزينة المتعلقة بالشعر، والأظافر، وأحكامها، وفيه أربع مسائل

المسألة الأولى: القصات.
المسألة الثانية:صبغة الشعر.
المسألة الثالثة:أحكام تزيين الشعر.
المسألة الرابعة: صبغة الأظافر.

المطلب السادس: الزينة المتعلقة بالوجه، وفيه سبع مسائل:

المسألة الأولى: حكم النمص.
المسألة الثانية:حكم التزين بأدوات التجميل (المكياج).
المسألة الثالثة:حكم تقشير الوجه.
المسألة الرابعة: حكم التفليج والتقويم.
المسألة الخامسة:الوشم.
المسألة السادسة: حكم الرموش الصناعية.
المسألة السابعة:حكم العدسات الملونة.

المطلب السابع: نصيحة لنساء المسلمين فيما يخص الزينة، وفيه مسألتان:

المسألة الأولى:ما يتعلق بدور الأزياء، والموضة.
المسألة الثانية:هدر المال والوقت لأجل الزينة.

الخاتمة وفيها أهم النتائج والتوصيات.
الفهارس.

عملي في البحث

1- كتابة الآيات القرآنية بالخط العثماني وعزوها إلى سورها وأرقامها.

2- تخريج الأحاديث من الكتب المعتمدة مع ذكر اسم الكتاب، والباب، والجزء، والصفحة ورقم الحديث، إن كان المصدر مرقماً.

3- ضبط الكلمات المُشْكِلَة من مظانها.

4-ذكر معاني الألفاظ الغريبة من الكتب المعتمدة وغيرها.

5-ذكرت ترجمة للأعلام الواردين في البحث إلا ما كان في الفتاوى لم أذكر لهم ترجمة.

6- ذكر أقوال المذاهب الأربعة المعتمدة مرتبة: الحنفي فالمالكي، فالشافعي، فالحنبلي، وأذكر أدلتها إن وجدت ثم بيان الراجح.

7- ختمت المسائل المعاصرة في الزينة بفتوى للعلماء المعاصرين من مواقعهم الرسمية على الإنترنت.

8-عند الإحالة إلى مرجع أو مصدر من الكتب فإني أذكر اسم الكتاب يتلوه اسم المؤلف، والجزء، والصفحة وأترك بقية المعلومات عن الكتاب لقائمة المراجع.

9- الخاتمة وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها وبعض التوصيات.

10- ذيلت البحث بفهارس تسهيلاً للقارئ .


المبحث الأول: مفهوم الزينة وأهميتها وأصناف من تظهر لهم المرأة الزينة ومن لا تظهرها لهم. وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: تعريف الزينة، وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: تعريف الزينة لغة.

يقول ابن فارس[2] في مقاييسه[3]: الزاي والياء والنون أصل صحيح يدل على حسن الشيء وتحسينه؛ فالزين نقيض الشين، يقال: زَيَّنْتُ الشَّيْءَ تَزْيِينًا. وَأَزْيَنَتِ الْأَرْضُ وَازَّيَّنَتْ وَازْدَانَتْ إِذَا حَسَّنَهَا عُشْبُهَا.

والزينة: هي اسم جامع لكل شيء يُتزين به، وفي قوله عز وجل: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾[4]، معناه لا يبدين الزينة الباطنة كالقلادة والخلخال والسوار وغيرها. والذي يظهر هو الثياب وزينة الوجه[5].

المسألة الثانية: تعريف الزينة اصطلاحاً.

الزينة: هي الثياب وكل ما يتجمل به[6].

فهي كل ما يتزين به الإنسان من ملبوس أو غيره من الأشياء المباحة كالمعادن التي لم يرد نهي عن التزين بها والجواهر ونحوها[7].

المطلب الثاني: أهمية الزينة بالنسبة للمرأة، وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: فطرة المرأة على حب الزينة.

أولى الإسلام زينة المرأة ولباسها اهتماما أكثر من اهتمامه بزينة الرجل ولباسه مراعاة لجانب الفطرة التي فطرت عليها المرأة من حُب الزينة، فالزينة- بالنسبة للمرأة- تُعَدَّ من الحاجيات إذ بفواتها تقع المرأة في الحرج والمشقة لأن الزينة تلبية لنداء الأنوثة، (..والزينة حلال للمرأة، تلبيةً لفطرتها. فكل أنثى مُولعة بأن تكون جميلة، والزينة تختلف من عصر إلى عصر ولكن أساسها في الفطرة واحد، وهو الرغبة في تحصيل الجمال أو استكماله. والإسلام لا يقاوم هذه الرغبة الفطرية ولكنه ينظمها ويضبطها، ويجعلها تتبلور في الاتجاه بها إلى رجل واحد- هو شريك الحياة- يطلع منها على ما لا يطلع أحدٌ سواه. ويشترك معه في الاطلاع على بعضها، المحارم والمذكورون في الآية، ممن لا يثير شهواتهم بذلك الاطلاع) [8].

المسألة الثانية: اهتمام المرأة بالزينة قديماً وحديثاً.

كما هو معلوم أن المرأة فطرت على حب الزينة وهذا ملازم لأنوثتها منذ خُلقت، والمرأة حريصة على التجمل والتزين منذ القدم يظهر ذلك جليا في أشعارهم، يقول امرؤ القيس[9] في مُعَلَّقَتِهِ:
إذا قُلْتُ هاتِي نَاوِلِينِي تَمَايَلَتْ = علَيَّ هَضيمُ الكَشْحِ رَيَّا الْمُخَلْخَلِ[10]

الخلخال: حلية كالسوار تلبسها النِّسَاء فِي أرجلهن، والْمُخَلْخَلِ: مَوضِع الخلخال من السَّاق[11].

وأما حديثا فالمرأة حريصة على ما يجملها ويزينها يظهر ذلك جليا في حرص المرأة على مواكبة كل جديد في موضوع الزينة، وما نراه ونشاهده في الساحة من أنواع وتشكيلات ومستجدات قد تكون غريبة أحيانا أكبر دليل على وصول الزينة إلى مرحلة متقدمة في هذا العصر.

المطلب الثالث: أصناف من تُظْهِر لهم المرأة الزينة ومن لا تُظْهِرها لهم. وفيه خمس مسائل:

المسألة الأولى: الزينة أمام الزوج.

أباح الله للمرأة أن تظهر زينتها أمام زوجها، وجمهور الفقهاء على جواز نظر كل من الزوجين للآخر[12]، وإذا أبيح النظر أبيح للمرأة أن تبدي زينتها، بل رغب الإسلام المرأة في حسن التبعل لزوجها عَنْ أَبِي أُمَامَةَ[13]-رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: )مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ([14] .(سرَّته) أي: لحسنها ظاهرا أو لحسن أخلاقها باطنا أو لدوام اشتغالها بطاعة الله والتقوى.


المسألة الثانية: الزينة أمام المحارم.

قال تعالى: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ...﴾ [15] فالمرأة تبدي زينتها أمام محارمها ،وقد اختلفت آراء الفقهاء فيما تظهره المرأة من زينتها الباطنة لمحارمها –ماعدا الزوج- بناء على خلافهم في تحديد عورة المرأة أمام محارمها وسنعرض الأقوال حسب المذاهب الأربعة المشهورة:


المذهب الحنفي[16] : عورة المرأة أمام محارمها الظهر والبطن وما بين السرة والركبة، وعلى هذا يباح لها أن تبدي جميع زينتها الباطنة أمامهم من شعرها أو صدرها أو عضدها أو قدمها أو ساقها ماعدا ما بين السرة والركبة والبطن والظهر.

المذهب المالكير[17] والحنبلي[18] والشافعي في وجه[19]: عورة المرأة أمام محارمها ما عدا الوجه وأطراف القدمين والكوعين والشعر من الرأس وما أشبه ذلك، وعلى هذا يباح لها أن تبدي ما يظهر غالبا من بدنها عند المهنة كالتاج في الرأس، والسوار في الذراع، والخاتم و الخضاب في الكف ونحوه.

المذهب الشافعي[20]: عورة المرأة أمام محارمها ما بين السرة والركبة، وعلى هذا تبدي جميع زينتها الباطنة أمامهم ما عدا ما بين السرة والركبة.


الأدلة في المسألة:

دليل المذهب الحنفي: قوله تبارك وتعالى: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ...﴾ [21] .

وجه الدلالة: نهاهن سبحانه وتعالى عن إبداء الزينة مطلقا، واستثنى سبحانه إبداءها للمذكورين في الآية الكريمة منهم ذو الرحم المحرَّم والاستثناء من الحظر إباحة في الظاهر، والزينة نوعان: ظاهرة وهو الكحل في العين والخاتم في الأصبع والفَتَخَة[22] للرِّجل.

وباطنة: وهو العصابة للرأس والعقاص للشعر والقرط للأذن والحمائل للصدر والدملوج[23] للعضد والخلخال للساق، وقد ذكر سبحانه وتعالى الزينة مطلقة فيتناول النوعين جميعا فيحل النظر إليها بظاهر النص[24] .

ويجاب عنه: أنه استدلال بمحل النزاع.

أدلة المذهب المالكي والحنبلي والشافعي في وجه عندهم:

1-قال تعالى: ﴿لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ..﴾ [25].

وجه الدلالة: دلت الآية على رفع الإثم عن المرأة في وضع حجابها أمام محارمها وعليه سيبدو من بدنها ما يظهر غالبا كالرأس واليدين والقدم ،وعلى ذلك يجوز إبداء زينتها فيما يظهر غالبا من بدنها.

2-عن سهلة بنت سهيل[26] –رضي الله عنها- قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا نَرَى سَالِمًا[27] وَلَدًا، فكانَ يَأْوِي مَعِي وَمَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ[28]، فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَيَرَانِي فُضْلًا، وَقَدْ أَنْزَلَ فِيهِمْ مَا قَدْ عَلِمْتَ فَكَيْفَ تَرَى فِيهِ؟ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «أَرْضِعِيهِ» الحديث[29] .

وجه الدلالة: دليل على أنه كان ينظر منها إلى ما يظهر غالبا، فإنها قالت: يراني فُضْلا ومعناه: في ثياب الْبِذْلَةِ التي لا تستر أطرافها[30].


دليل المذهب الشافعي:

قال تعالى: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ...﴾ [31] الآية.

وجه الدلالة: أن الزينة مُفَسَّرَة فيما عدا ما بين السرة والركبة[32].

يجاب عنه: أن هذا الدليل محل النزاع.


الترجيح:

بعد النظر في أقوال المذاهب وأدلتهم يتبين –والله أعلم- أن قول المذهب المالكي والحنبلي والشافعي في وجه عندهم هو الراجح لقوة أدلتهم، والرد على أدلة المذاهب الأخرى، ثم الحاجة تدعو إلى النظر إلى ما يظهر غالبا من المرأة خلاف ما لا يظهر غالبا – ما بين السرة والركبة- والفتنة بظهوره متوقعة وقد جاء الشرع بسد الذرائع ودرء المفاسد[33] .


المسألة الثالثة: الزينة أمام النساء المسلمات.

اختلف العلماء –رحمهم الله– في ما تظهره المرأة من زينتها الباطنة أمام المسلمات:

القول الأول: جمهور العلماء من الحنفية[34] والمالكية[35] والشافعية[36] والحنابلة[37] قالوا: أنه يباح للمرأة أن تبدي جميع زينتها الباطنة ما عدا ما كان بين السرة والركبة.


توجيه أصحاب هذا القول:

لأنه ليس في نظر المرأة إلى المرأة خوف الشهوة والوقوع في الفتنة[38] ، لوجود المجانسة لأن المرأة لا تشتهي المرأة كما لا يشتهي الرجل الرجل، ولأن الضرورة داعية إلى الانكشاف فيما بينهن[39] . لأن عورة المرأة أمام المرأة من السرة إلى الركبة.

القول الثاني: وجه في المذهب الشافعي شاذ ضعيف[40] ، ورواية في المذهب الحنفي[41] أنه يباح للمرأة النظر إلى المرأة كما ينظر المحرم إليها، وعلى هذا تبدي من زينتها الباطنة ما يظهر منها غالبا.

ويوجه هذا القول بما يأتي:

1- أن التحرز من إبداء زينة هذه المواضع لا يمكن أمام النساء، لكثرة المخالطة.

2- أن ما لا يظهر غالبا لا تدعو الحاجة إلى كشفه، فضلا عن الضرورة، وإذا كان كذلك فلا تبدي زينة هذه المواضع[42].


الترجيح:

من خلال عرض الأقوال وأدلتها يتبين –والله أعلم بالصواب- رجحان القول الأول القائل: بأن عورة المرأة أمام المرأة ما بين السرة والركبة، ولكن ليس معنى هذا إطلاق العنان للمرأة في التعري وإظهار مفاتنها، فإن أحكام اللباس غير أحكام العورة يظهر ذلك من خلال فتاوى العلماء " يجب أن يكون عليها ثياب ساترة حتى لا تدخل في الحديث الصحيح (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات لا يدخلون الجنة ولا يجدن ريحها) [43] قال أهل العلم:كاسيات عاريات يعني عليها كسوة لكنها خفيفة لا تستر أو عليها كسوة لكنها قصيرة أو عليها كسوة لكنها ضيقة فعورة المرأة مع المرأة كعورة الرجل مع الرجل هذا المعروف عند أهل العلم فلا يحل للمرأة أن تنظر من المرأة الأخرى ما بين السرة والركبة؛ لكن على الثانية المنظورة أن تلبس الثياب التي يشرع لها لبسها وهي الثياب الساترة لأن ترك النساء يستعملن من الثياب ما شئن ويقلن إن عورة المرأة مع المرأة كعورة الرجل مع الرجل غير صحيح. "[44] .

" وليس يعنى ذلك أن المرأة ليس عليها من الثياب إلا ما بين السرة والركبة فإن هذا لم يفهمه أحد، وأي واحد يستطيع أن يقول إن نساء المسلمين كن يقتصرن على لبس السروال أو إزار يستر ما بين السرة والركبة والباقي يكون خارجاً من يقول هذا؟ بل نساء الصحابة كما أسلفت عن شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله يلبسن من القمص ما يستر ما بين الكف والكعب لكن مراد النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة اللابسة إذا بدا شيء من عورتها عند قضاء الحاجة أو غير ذلك فإنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى عورتها"[45] .

المسألة الرابعة: الزينة أمام الكافرات أو الكتابيات.

اختلف الفقهاء فيما تبديه المرأة من زينتها أمام الكافرات وسنعرض أقوال الفقهاء حسب المذاهب الأربعة:

المذهب الحنفي: الذمِّية كالرجل الأجنبي في النظر إلى بدن المسلمة[46] ، وسيأتي ذكر العورة أمام الرجل الأجنبي في المسألة التالية.

المذهب المالكي: عورة المسلمة مع المرأة الكافرة جميع جسدها إلا وجهها وكفيها، إلا أن تكون تلك المرأة أمَتَها فعورتها ما بين السرة والركبة[47] .

المذهب الشافعي: تحتجب مسلمة عن كافرة وجوبا فيحرم نظر الكافرة إليها لقوله تعالى: ﴿أَوْ نِسَائِهِنَّ﴾[48]، والكافرة ليست من نساء المؤمنات ولأنها ربما تحكيها للكافر، وفي وجه عندهم يجوز أن ترى منها ما يبدو عند المهنة[49].

المذهب الحنبلي: المرأة مع الكافرة تنظر إلى ما فوق السرة وتحت الركبة لأن النساء الكوافر كن يدخلن على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن يحتجبن ولا أمرن بحجاب[50] .


الأدلة في المسألة:

خلاف الفقهاء في ما تظهره المرأة أمام الكافرات بناء على خلافهم في تفسير قوله تعالى: ﴿أَوْ نِسَائِهِنَّ﴾[51] ، فمن قال: أن المقصود بالنساء هن المسلمات فقط، فلا يُجَوِزون للمرأة أن تظهر زينتها أمام غير المسلمة، ومن قال: أن المقصود به جنس النساء عموما فإنه يجوز لغير المسلمة أن ترى من المسلمة ما تراه المسلمة منها[52] ، ويظهر -والله أعلم- أن المرأة تظهر من زينتها الباطنة ما يظهر منها غالبا أمام الكافرات وهذا ما تدعو إليه الحاجة بدون تضييق عليها، والقول بهذا لا يمنع المرأة من الاحتياط إن خشيت الفتنة؛ لأن المرأة مع المرأة إن خشيت الفتنة لا يميز بين مسلمة أو غيرها، أو خشيت أن تصفها للرجال فتمنع من كشف شيء من جسدها، والله تعالى أعلم[53] .


المسألة الخامسة: الزينة أمام الأجانب.

المذهب الحنفي[54] والمالكي[55] والشافعي[56] : لا يحل النظر للأجنبي من الأجنبية الحرة إلى سائر بدنها إلا الوجه والكفين.


دليلهم:

1- قوله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾[57] إلا أن النظر إلى مواضع الزينة الظاهرة وهي الوجه والكفان رخص بقوله تعالى: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾[58] والمراد من الزينة مواضعها ومواضع الزينة الظاهرة الوجه والكفان فالكحل زينة الوجه والخاتم زينة الكف.

2- روت عائشة[59] أن أسماء بنت أبي بكر[60] دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في ثياب رقاق، فأعرض عنها، وقال: (يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه) [61].


المذهب الحنبلي في ظاهر كلام أحمد[62]:

يحرم النظر إلى جميعها.


استدلوا بعدة أدلة:

قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾[63] .

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا كَانَ لِإِحْدَاكُنَّ مُكَاتَبٌ، وَكَانَ عِنْدَهُ مَا يُؤَدِّي، فَلْتَحْتَجِبْ مِنْهُ) [64] .وفي إباحة النظر إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها دليل على التحريم عند عدم ذلك، إذ لو كان مباحا على الإطلاق، فما وجه التخصيص لهذه؟!، وأما حديث أسماء إن صح فيحتمل أنه كان قبل نزول الحجاب، فنحمله عليه.


الراجح:

المذهب الحنبلي القائل بأن المرأة تستتر أمام الأجانب عنها لقوة أدلتهم –والله تعالى أعلم-.

المبحث الثاني: زينة المرأة على ضوء الشريعة الإسلامية، وفيه ستة مطالب:

المطلب الأول: الزينة في نظر الشرع، وفيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: الترغيب في الزينة.

أباح الإسلام للمرأة التزين والتجمل، بل ورغب فيها إذا كان أمام زوجها؛ لكنه ضبط هذه الزينة بضوابط بحيث تكون مقبولة في نظر الشرع، ومن هذه الضوابط[65] :

1/أن لا تتعارض هذه الزينة مع نص شرعي:

الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم[66] ، قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ﴾[67] فإذا ورد نص على تحريم شيء ما مما يُستخدم في الزينة فعلى المرأة أن تتجنبه.


2/ أن لا يكون فيها تشبه بالرجال:

عن ابن عباس[68] رضي الله عنهما قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ) [69] هذا الحديث أصل في تحريم تشبه النساء بالرجال فيما هو من خصائص الرجال والعكس، وقد لعن صلى الله عليه وسلم فاعله


3/أن لا تتشبه بالكافرات:

حذر الإسلام من التشبه بغير المسلمين قال صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) [70] .


4/أن لا تتزين بما فيه ضرر:

إذا تبين أن ما تستخدمه المرأة لزينتها فيه ضرر عليها فإنه لا يجوز لها استخدامه لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا ضرر ولا إضرار) [71] .


المسألة الثانية: الزينة المستحبة.

الإسلام دين النظافة والجمال، اعتنى بالنظافة وحث عليها، وهناك خصال خصّها الإسلام، وحث عليها، لأنها متضمنة لكمال النزاهة والطهارة، وجمال المنظر وهي خصال الفطرة التي قال فيها النبي-صلى الله عليه وسلم-: (الفطرة خمس أو خمس من الفطرة: الختان، و الاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب) [72] .

وسيكون الحديث عن ما يخص المرأة من هذه الخصال[73] :

1- الختان: هو إزالة ما على فرج الأنثى كعُرْف الديك، وهو مَكْرمة في حق الإناث ليس بواجب عليهن، وقد استحسنه الأطباء المعاصرون إذا كان وفق التعاليم النبوية[74] .

2- الاستحداد: وهو حلق العانة، وهي الشعر الخشن الذي ينبت حول القبل، سمي بذلك لاستعمال الحديدة فيه وهي الموسى، وإزالته كمال للنظافة والطهارة، ووقاية من الأمراض والالتهابات.

3- نتف الإبط: وهو إزالة الشعر النابت في الإبط بهدف النظافة وإزالة الرائحة الكريهة، والنتف أفضل من الحلق لنص الحديث عليه.

4- تقليم الأظفار: والمراد به قطع ما طال عن اللحم منها، وينبغي الاستقصاء في إزالتها إلى حد لا يدخل فيه ضرر على الإصبع، والحكمة من حث الشرع على قص الأظافر لأن الوسخ يجتمع تحت الظفر فيستقذر، وقد ينتهي إلى حد يمنع من وصول الماء إلى ما يجب غسله في الطهارتين، وللبعد من مشابهة الحيوان ذي المخالب[75] .


المسألة الثالثة: الزينة المباحة والمحرمة.
الزينة المباحة

الزينة المباحة: كل زينة أباحها الشرع، وأذِن فيها للمرأة، مما فيه جمال، وعدم ضرر بالشروط المعتبرة في كل نوع، ويدخل في ذلك: لباس الزينة، والحرير، والحلي، والطيب، ووسائل التجميل الحديثة[76].


1) اللبـاس:

اللباس نعمة عظيمة، يستر أعضاء مخصوصة من جسد الإنسان، ويحفظه من تقلبات الجو، إضافة إلى أنه زينة وجمال، قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾[77] .

ومن هنا تعين على كل مسلم ومسلمة أن يراعي تقوى الله تعالى، فلا يلبس لباسً محرماً عليه – وإن كان جميلاً – فلباس التقوى خير وأبقى وأنقى.


2) الطــيب:

1) يباح للمرأة أن تتطيب بما شاءت سواء في لباسها أو في بدنها، لكن عليها أن تعرف أن الإسلام يحرم عليها أن تتطيب وهي تريد الخروج من بيتها؛ لأن ذلك يحرك الشهوة ويُلْفِت أنظار الرجال. ففي الحديث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية) [78] ، ومعنى هذا الحديث أن هذا الفعل فعل الزناة، وليس زنى حقيقة يجب فيه الحد، وإنما سيق هذا المساق للزجر والابتعاد عن هذا الفعل الذي لا تفعله إلا امرأة زانية.

الزينة المحرمة

تقدم أن الإسلام شرع للمرأة التجمل والتزين لزوجها بكل ما أباحه الله تعالى من لباس وحلي وطيب ونحو ذلك في حدود التوجيهات الإسلامية في هذا المجال.

والإسلام عندما أباح للمرأة التزين لم يطلق العنان لتحصيل الجمال، أو استكماله، بل وضع الأسس والقواعد التي تحقق الهدف المقصود من الزينة، هذا من جانب. ومن جانب آخر حرّم بعض أشكال الزينة – إن صح التعبير – كوصل الشعر والوشم والنمص وتفليج الأسنان ونحو ذلك لما فيها من تغيير خلق الله تعالى، والخروج عن الفطرة مع ما في ذلك من التدليس والإيهام. وليست هذه المحرمات هي كل ما حرم الله في مجال التزين والتجمل، بل هي تنبيه على ما يماثلها على ما يماثلها على مر العصور، وإليك هذا الحديث الجامع، عن عبد الله بن مسعود[79] – رضي الله عنه– قال: "لعن الله الواشمات و المستوشمات، و النامصات و المتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله"[80] فهذا الحديث دلَّ على أنواع محرمة مما يطلق عليه زينة وهي تفليج الأسنان والنمص والوشم، وتحريمها جاء من لعن فاعلها، لأن اللعنة على الشيء تدل على تحريمه. وتدل على أنه من الكبائر، وهي تغيير لخلق الله تعالى .وسيأتي الكلام عليها مفصلا في المطلب السادس: الزينة المتعلقة بالوجه ص (42-48).


المطلب الثاني: اللباس وأحكامه في الشرع، وفيه خمس مسائل:

المسألة الأولى: تعريف اللباس في اللغة.

يقول ابن فارس في مقاييسه: اللام والباء والسين أصل صحيح واحد، يدل على مخالطة ومداخلة. من ذلك لبست الثوب ألبسه، وهو الأصل، ومنه تتفرع الفروع... وَاللَّبُوسَ: كل ما يلبس من ثياب ودرع[81] .


المسألة الثانية: تعريف اللباس في الاصطلاح.

استعمل الفقهاء اللباس اصطلاحا بمعناه الحقيقي في لغة العرب الذي يدل على أن اللباس هو كل ما وارى به الإنسان عورته، وأهل العلم -رحمهم الله- لم ينصوا على تعريف اصطلاحي للباس إلا أنهم تكلموا بالتفصيل عن أحكامه، وأنواعه، ويمكن


أن نعرف اللباس في الاصطلاح بأنه: ما يواري به الإنسان جسده، ويستر به سوأته، ويتزين به ويتجمل بين الناس، مما أباحه الشارع الحكيم سبحانه، ولم يتعارض مع آداب الإسلام وأوامره ونواهيه[82] .

المسألة الثالثة: اللباس المباح، والمستحب، والواجب.

اللباس في الإسلام يحقق غرضين أساسيين هما: ستر العورة، والتجمل، ويختلف حكمه من حين لآخر باختلاف الأحوال.

اللباس المباح: هو الثوب الجميل للتزين به لا سيما في الجمع والأعياد، ومجامع الناس، يستدل لذلك بقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوِ اشْتَرَى ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، سِوَى ثَوْبِ مِهْنَتِهِ) [83] .

اللباس المستحب: هو ما يحدث به أصل الزينة وإظهار النعمة، يستدل لذلك بقول الله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾[84] .

اللباس الواجب: هو ما يستر العورة، ويدفع الحر والبرد، وستر العورة هو المقصود في قول الله عز وجل: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً﴾[85] ، فالآية تدل على وجوب ستر العورة.

كما أن الإنسان مأمور بأن يدفع عن نفسه الحر والبرد، إذ لولا دفعهما لهلك، فيأخذ من اللباس ما يقي به نفسه من ضررهما[86] .


المسألة الرابعة: اللباس المكروه، والمحرم.

اللباس المكروه: اللباس المكروه ما خالف زي العرب وأشبه زي العجم[87] ، وذكر بعض العلماء أن اللباس المكروه لباس الشهرة، ويُقصد به بشكل عام المترفع الخارج عن العادة، وقد كان السلف يكرهونه.

اللباس المحرم: وهو قسمان: فمنه ما يحرم على الرجال فقط دون النساء كلبس الحرير، ومنه ما يحرم عليهما معا كلباس الشهرة عند البعض، والتشبه لكل من الجنسين بالآخر، والتشبه بالكفار[88] .

المسألة الخامسة: شروط اللباس الشرعي.

الشرط الأول: أن يستوعب اللباس جميع البدن

وذلك ليكون ساتراً للعورة، وللزينة التي نهيت المرأة عن إبدائها، فإن القصد الأول من اللباس هو الستر ثم الزينة، ولباس المرأة لابد أن يكون ساتراً لوجهها وكفيها وقدميها وسائر جسمها – إذا كانت خارج الصلاة وبحضرتها أجانب.

الشرط الثاني: ألا يكون اللباس ضيقاً يصف جسمها

وذلك أن الغرض من اللباس – كما سبق – ستر العورة، ومواضع الزينة، وهذا إنما يكون بالثوب الواسع، أما الثوب الضيق فإنه – وإن كان يستر لون البشرة – فإنه يصف جسم المرأة أو بعضه، فالواجب على المرأة أن تهتم بستر بدنها وتقاطيع جسمها، والتساهل في ذلك من أعظم أسباب الفساد ودواعي الفتنة.

الشرط الثالث: ألا يشبه لباس الرجال

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ)[89]، فإن لثوب الرجل صفات أهمها أن يكون فوق الكعبين أو إلى أنصاف الساقين، ولا شك أن قصر ثوب المرأة يؤدي إلى ظهور عورتها من القدم والساق ونحوهما وظهور زينتها إذا قامت، أو انحنت، أو جلست، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية[90] الضابط في تشبه الرجل بالمرأة، وتشبه المرأة بالرجل، وبيَّن أن ذلك يرجع إلى الأغلب، فما كان من اللباس غالبه للرجال نُهيت عنه المرأة، وما كان غالبه للمرأة نُهي عنه الرجل، مع اعتبار أن النساء مأمورات بالاستتار والاحتجاب دون التبرج والظهور، والرجل بضد ذلك، وليس الأمر راجعاً على مجرد ما يختاره الرجال والنساء ويشتهونه ويعتادونه، فالفارق بين لباس الرجال ولباس النساء هو ما يصلح للرجال وما يصلح للنساء[91] .

الشرط الرابع: ألا يشبه لباس الكافرات:

وذلك بأن تفصِّل المرأة المسلمة لباسها تفصيلاً يتنافى مع حكم الشرع وقواعده في موضوع اللباس مما ظهر في هذا العصر وانتشر باسم "الموديلات" التي تتغير كل يوم من سيء إلى أسوأ! والشريعة إذا نهت عن التشبه بالكفار دخل في النهي ما عليه الكفار قديماً وحديثاً وبهذا نعلم أن ما عليه الكفار في هذا الزمان من الأخلاق والعادات التي تختص بهم مما لم يكن معروفاً من قبل فنحن منهيين عنه[92] .

المطلب الثالث: بعض مظاهر الألبسة، وأحكامها في الشرع، وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: اللباس القصير، والضيق، والعاري.

سبق أن اللباس يجب أن يكون ساترا لما يجب ستره مواريا للعورة، والآن نجد أنواعا من الألبسة غير ساترة، أو ساترة لكنها شفافة تصف ما تحتها، ولنا وقفة مع حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-: (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) [93] .

وجاء في معنى (كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ) عدة أمور: قيل معناه تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهارا بحالها ونحوه، وقيل معناه تلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها[94] .

في قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لَمْ أَرَهُمَا) إثبات أن المرأة المسلمة لم تكن تلبس هذا النوع من اللباس على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما وجب إخفاؤه أمام المحارم أو أمام النساء لا يمكن ستره بالشفاف، كما لا يجوز أن تلبس أمامهم العاري أو القصير الذي يبدي عن مواضع من جسمها لا يحل لها أن تبديه، وقد انتشر هذا اللباس بين نسائنا انتشارا يحزن المؤمنة الغيورة على دينها، وإليك أختي المسلمة فتاوى العلماء في هذه الألبسة: "لا أرى أن المرأة تخرج أمام النساء بثياب قصيرة أو بثياب يبدو منها صدرها، أو بثياب خفيفة، أو بثياب ضيقة، لأن كل ذلك قد يكون داخلاً في قوله صلى الله عليه وسلم: (نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات)" [95] .

" لا يجوز لك لبس الثياب الرقيقة التي تصف العورة، ولو لم يكن عندك أحد، وهكذا اللباس القصير الذي فوق الركبة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه نهى عن ذلك"[96].


المسألة الثانية: لبس البنطال.

ظهر هذا اللباس وانتشر بين النساء انتشارا واسعا، وهذا اللباس يظهر أعضاء الجسم ويحدد تفصيلاته، وهو داخل في الحديث السابق (كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ).

وإليك أخيتي هذه الفتوى: "البنطلون على قدر العضو كل عضو له قدر مقدَّر فيه ومع ذلك أنه يصف أعضاء البدن أي يصف أحجامها وهذا نوع من الكشف فهي في الحقيقة كاسية عارية"[97].

المسألة الثالثة: لبس الحذاء العالي.

الحذاء العالي يطلق عليه (الكعب العالي) وهو: وجود ارتفاع في حذاء المرأة بين موضع قدمها من الحذاء وبين الأرض.

ولكي نتعرف على حكم هذا النوع من الزينة لابد أن نقف على المقصود من لبسه، فإن المرأة في الغالب لا ترتدي هذا اللباس إلا لتبدو أطول مما هي عليه، ولو قصدت بعملها التدليس والخداع فلا شك في كونه محرما.

ثم إن المرأة إذا ارتدت هذا الحذاء فإنها غالبا لا تسير بشكل مستقيم، بل يظهر في مشيتها شيء من الإمالة ولو تعودت لبسه مما يجعل السير به أمام الأجانب من قبيل التبرج المحرم.

ومن ناحية ثالثة، فقد أشار بعض الأطباء إلى خطورة ارتداء هذا النوع من الأحذية وضرره الصحي على القدم وعلى العمود الفقري[98].

وإليك فتوى في هذه المسألة:

"أقل أحواله الكراهة؛ لأن فيه أولا تلبيسا حيث تبدو المرأة طويلة وهي ليست كذلك، وثانيا فيه خطر على المرأة من السقوط، وثالثا ضار صحيا كما قرر ذلك الأطباء"[99].

المسألة الرابعة: الإسراف في اللباس

حين أباح الإسلام للمرء أن يلبس ما شاء من الثياب المباحة له ضبط ذلك بشرطين: أحدهما: عدم الإسراف، وثانيهما: مجانبة الخيلاء، قال –صلى الله عليه وسلم-: (كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلة) وقال ابن عباس: " كل ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطأتك اثنتان: سرف، أو مخيلة "[100] .

"هذا الحديث جامع لفضائل تدبير الإنسان نفسه وفيه تدبير مصالح النفس والجسد في الدنيا والآخرة، فإن السرف في كل شيء يضر بالجسد ويضر بالمعيشة فيؤدي إلى الإتلاف ويضر بالنفس إذ كانت تابعة للجسد في أكثر الأحوال والمخيلة تضر بالنفس حيث تكسبها العجب وتضر بالآخرة حيث تكسب الإثم وبالدنيا حيث تكسب المقت من الناس. والإسراف مجاوزة الحد في كل فعل أو قول وهو في الإنفاق أشهر "[101] .

ونحن نجد في مجتمعات المسلمين من أسرفوا في اللباس، وأكثروا منه من غير حاجة بل قد صار هم الكثير –إلا من رحم الله- متابعة الجديد في الأسواق لباسا كان أو غيره، وإنهم لمسئولون عن هذا يوم القيامة ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ﴾[102] .


المطلب الرابع: حكم لبس الحلي، وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: تعريف الحلي لغة، وشرعاً.

تعريف الحلي لغة: الحَلْي اسْمٌ لِكُلِّ مَا يُتَزيَّن بِهِ مِنْ مَصاغ الذَّهَبِ والفِضَّة، والجمعُ حلِيٌّ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وَجَمْعُ الحِلْيَة حِلًى، مِثْلَ لِحْيَة ولِحًى، وربَّما ضُمَّ. وَتُطْلق الحِلْيَة عَلَى الصِّفة[103] .


وفي القاموس تعريف أعم للحلي: الحَلي، بالفتح: ما يزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة[104].

تعريف الحلي شرعا: (حلى) الْجَارِيَة اتخذ الْحلِيّ لَهَا لتلبسه وألبسها الْحلِيّ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز قال تعالى: ﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ﴾[105] [106] .

المسألة الثانية: حكم لبس الذهب، والفضة، وغيرها من الحلي.

يباح للمرأة أن تتزين بالحلي مهما كان نوعه في حدود المشروع بلا إسراف ولا مباهاة، سواء من الذهب أو الفضة أو غيرهما من اللؤلؤ والياقوت والزمرد والألماس ونحوها، ولا فرق في الذهب بين المحَلَّق كالسوار والخاتم، وغير المحَلَّق كالقلادة والقرط، لعموم الأدلة الشرعية، قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾[107] .

قال مجاهد[108] في تفسير هذه الآية: رخص للنساء في الذهب والحرير وقرأ: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾[109] يعني: المرأة[110] ، "أجمع المسلمون على أنه يجوز للنساء لبس أنواع الحلي من الفضة والذهب جميعاً كالطوق والعقد والخاتم والسوار والخلخال، وغيره وكل ما يعتدن لبسه ولا خلاف في شيء من هذا"[111] .

المسألة الثالثة: حكم لبس الحلي التي فيها ذكر الله عز وجل.

لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً نقش عليه: ( محمد رسول الله )، عن أنس بن مالك[112] -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من فضة، ونقش فيه محمد رسول الله، وقال للناس: (إني اتخذت خاتما من فضة، ونقشت فيه محمد رسول الله، فلا ينقش أحد على نقشه) [113] . "وأما قوله: (نقشه محمد رسول الله) ففيه جواز نقش الخاتم ونقش اسم صاحب الخاتم وجواز نقش اسم الله تعالى هذا مذهبنا ومذهب الجمهور، وعن بعضهم كراهة نقش اسم الله تعالى وهذا ضعيف.

قال العلماء: وله أن ينقش عليه اسم نفسه أو ينقش عليه كلمة حكمة وأن ينقش ذلك مع ذكر الله تعالى"[114]. لكن يجب على المرأة إذا لبست الحلي المكتوب عليه لا إله إلا الله، أو غير ذلك من ذكر الله تعالى أن تقوم بصيانته من الامتهان، وعدم تعريضه للمَواطن التي لا تليق به كأن تنام عليه، أو تدخل به في أماكن يُكره دخولها بشيء فيه كلام الله أو كُتب عليه اسم الله، كمواطن الخلاء ونحوها.

المسألة الرابعة: حكم لبس الحلي التي فيها صور وأشكال الكائنات الحية وغيرها.

جمهور العلماء على تحريم صور ذوات الأرواح سواء كانت في حلي أو لباس أو غيره لورود الوعيد الشديد فعن عائشة[115]-رضي الله عنها- أنها اشترت نُمْرُقَةً[116] فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل، فَعَرَفْتُ، أَوْ فَعُرِفَتْ في وجهه الكراهية، فقالت: يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله فماذا أذنبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بال هذه النُّمْرُقَةِ؟) فقالت: اشتريتها لك، تقعد عليها وتَوَسَّدُهَا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أصحاب هذه الصور يعذبون، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم) ثم قال: (إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة) [117] .

المطلب الخامس: الزينة المتعلقة بالشعر، والأظافر، وأحكامها، وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: القصات.

شعر المرأة هو زينتها وعنوان جمالها. فعليها أن تُعْنى به إبقاء وتنظيفاً وترجيلاً، وقد وقع الخلاف بين أهل العلم في حكم قص المرأة شعرها فيرى بعضهم أنه يجوز للمرأة أن تخفف شعر رأسها استدلالاً بما ورد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن[118] قال: "وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من رءوسهن حتى تكون كالوَفْرَة"[119].


"الوَفْرَة أشبع وأكثر من اللُّمَّةِ، وَاللُّمَّةُ مَا يَلِمُّ بالمنكبين من الشعر، وقيل: الوَفْرَة أقل من اللُّمَّةِ وهي ما لا يجاوز الأذنين، وقيل: الوَفْرَة ما على الأذنين من الشعر، وفيه دليل على جواز تخفيف الشعور للنساء"[120] .


وذهب فريق من علماء الحنابلة إلى أن قص المرأة شعرها مكروه من غير عذر. قال في الإقناع: (ويُكره حلق رأسها وقصه من غير عذر) [121] .


والأظهر في هذه المسألة – والله أعلم – أنه يجوز للمرأة أن تخفف من شعرها بدلالة حديث أبي سلمة، على وجه لا يكون فيه تشبه بالكافرات ولا بالرجال[122] .


المسألة الثانية: صبغة الشعر.

الصبغ ليس من الأمور الحادثة، بل قد عُرف منذ القدم لمعنى جمالي أيضا، غيرَ أنه لم يُعرف تغيير اللون الأسود إلى ألوان أخرى، بل عُرف لتغيير الشيب وبياض الشعر إلى غير اللون الأسود، عن جابر بن عبد الله[123] - رضي الله عنه -، قال: أُتِيَ بأبي قُحَافَة[124] يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثُّغَامَة[125] بياضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد) [126] .


الحديث يدل على مشروعية صبغ شيبة الرأس لتغيير لونها، "ويحرم خضابه بالسواد على الأصح وقيل: يكره كراهة تنزيه، والمختار التحريم لقوله صلى الله عليه وسلم: (واجتنبوا السواد) هذا مذهبنا"[127].


استعمال الصبغات الحديثة.

الأصل في الصبغات المستعملة لتزيين شعر المرأة الجواز، لكن يخرج بعض هذه الصبغات عن هذا الأصل لما استجد عليها من أشياء تخالف الشرع، وعلى ذلك جواز استعمالها يخضع للقيود الآتية:

1/عدم وجود الضرر في هذه الصبغات، فإن وجد الضرر كانت الحُرمة.

2/أن لا يكون في هذه الصبغات ما يظهر التشبه بأهل الكفر، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) [128].

3/أن لا يكون في اتخاذ هذه الصبغات نوع من التدليس والخداع، كأن تكون امرأة لم تتزوج، وأثَّر في جمال شعرها تقدم السن، أو عوامل أخرى فتتخذ هذه الصبغات حِيلة حتى يرغب فيها الأزواج، ويظهر حسنها ولمعان شعرها.

4/ أن لا تكون هذه الصبغات مشتملة على مواد عازلة تمنع وصول الماء إلى الشعر، فإن كانت مشتملة على ذلك فإنه لا بد من إزالتها حال الوضوء أو الغسل[129].


المسألة الثالثة: أحكام تزيين الشعر.

1) وصل الشعر بشعر:

اعتنت المرأة منذ القدم بشعرها وتسريحه، ولطول الشعر ميزة خاصة للمرأة جعلها تحرص على أن يكون شعرها طويلا جميلا؛ لذلك قد تعمد بعض النساء إلى وصل شعرها، والوصل معناه: أن تصل المرأة شعرها بشعر آخر، وإليك أختاه الحكم في هذه المسألة.


عن عائشة أن جارية من الأنصار تزوجت وأنها مرضت فتَمَرَّطَ[130] شعرها فأرادوا أن يَصِلُوا، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ (فلعن الواصلة والمستوصِلة) [131] .


قال في المنهاج[132]: " الواصلة فهي التي تصل شعر المرأة بشعر آخر، والمستوصِلة التي تطلب من يفعل بها ذلك، ويقال لها موصولة، وهذه الأحاديث صريحة في تحريم الوصل ولعن الواصلة والمستوصِلة مطلقا " فلا يجوز للمرأة أن تصل شعرها بشعر آخر بقصد التزيين، سواء كان من شعرها أو من شعر غيرها، وسواء كان شعر أدمي أو غيره[133].


2- لبس "الباروكة":

"الباروكة" لفظة أجنبية معناها: الشعر المستعار، والحديث السابق دليل على أنه لا يجوز لبسها بجميع أنواعها، لأنها وإن لم تكن وصلاً لكنها تظهر شعر المرأة على وجه أطول من حقيقته، فهي أشد من الوصل.


أضف إلى ذلك أن فيها تشبهاً؛ لأن ظهورها كان في أوروبا، ثم انتقلت على المسلمين عن طريق التقليد والإعجاب بما عليه الغربيون من خير أو شر! ولا فرق بين كون "الباروكة" شعراً صناعياً، أو شعر امرأة أخرى، أو شعر المرأة الأصلي الذي سبق قصه؛ لأن هذه الفروق لا تؤثر في تغيير الحكم ما دام أن العلة موجودة، وهي تغيير خلق الله تعالى، والتشبه باليهود، والتزوير والتدليس.


ويرى بعض العلماء أن المرأة إذا لم يكن على رأسها شعر أصلاً وهي "القرعاء"[134] جاز لها لبس "الباروكة" لستر هذا العيب؛ لأن إزالة العيوب جائزة ، والممنوع إنما هو قصد التجميل[135].


3- تعلية الشعر فوق الرأس:

من الأمور التي استحدثت ولم تعرف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في حديث هو من معجزات النبوة عن صنفين لم يرهما، فقال صلى الله عليه وسلم: (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا)[136].


وورود هذين الصنفين في الحديث كان في معرض الذم لهما، إذ قال صلى الله عليه وسلم: (مِنْ أَهْلِ النَّارِ)، وورد فيه العقوبة (لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا).


جاء في شرح قوله: (مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ)


" مَائِلَاتٌ يتمشطن المشطة الميلاء وهي مشطة البغايا معروفة لهن، واختار القاضي أن المائلات تمشطن الْمِشْطَةَ الْمَيْلَاءِ قال: وهي ضَفْرُ الْغَدَائِرِ وشدها إلى فوق وجمعها في وسط الرأس فتصير كأسنمة البخت، مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة، رؤوسهن كأسنمة البخت فمعناه يعظمن رؤوسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرأس حتى تشبه أسنمة الإبل البُخْت. وهذا يدل على أن المراد بالتشبيه بأسنمة البخت إنما هو لارتفاع الغدائر فوق رؤوسهن وجمع عقائصها هناك وتكثرها بما يضفرنه حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس كما يميل السنام "[137].


المسألة الرابعة: صبغة الأظافر.

طلاء الظافر يسمى لدى العامة "موناكير"، والكلمة كما يبدو من نطقها ليست عربية، وتطلق على مادة سائلة ملونة لزِجة، تصبغ بها المرأة أظفارها، فتجف بعد فترة مكونة طبقة عازلة للظفر.


ولأنه نوع مستحدث من الزينة، فإنا لا نجد له حكما في عبارات الفقهاء، فإن كان هذا الطلاء مضرا فإنه يمنع لضرره، وإن لم يكن كذلك فإنه يباح لأن الأصل في الأمور الإباحة ما لم يرد دليل على النهي[138] .


وإليك فتوى من المشايخ المعاصرين في هذا:

" المناكير ينبغي تركها لأنها تغطى الأظفار وتمنع الماء فينبغي تركها، لكن إذا استعملتها المرأة وأزالتها عند الوضوء فالأمر في هذا واسع، ولكن لا ينبغي أن تبقى وقت الوضوء؛ لأنها تمنع الماء "[139] .


المطلب السادس: الزينة المتعلقة بالوجه، وفيه سبع مسائل:

المسألة الأولى: حكم النمص.

تعريف النَّمَص: رقة الشعر ودقته حتى تراه كالزَّغَب، والنمص: نتف الشعر. النامصة التي تنتف الشعر من الوجه، والمتنمصة: هي التي تفعل ذلك بنفسها[140] .


وفي الحديث: عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه– قال: "لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله"[141] .


" وهذا الفعل حرام إلا إذا نبتت للمرأة لحية أو شوارب فلا تحرم إزالتها بل يستحب عندنا "[142] .


وهذه فتوى العلماء المعاصرين حول النمص:

"شعر الحاجبين لا يجوز أخذه، ولا قصه، ولا نتفه؛ لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم- (لعن النامصات والمتنمصات)، ذكر أهل العلم، أن النمص أخذ شعر الحاجبين بمنقاش، أو غيره، فإذا قصه، أو حلقه، صار أقبح وأشد في الإثم، والنمص منكر ومعصية للرسول -صلى الله عليه وسلم-، فلا يجوز فعله "[143] .


"أخذ الزائد من الحواجب ينقسم إلى قسمين: إما أن يكون منكر عن طريق النتف فهذا لا يجوز، لأنه من النمص الذي لعن النبي -صلى الله عليه وسلم-فاعلته، وإذا كان بطريق القص فقد قال بعض العلماء: إنه من النمص أيضاً فيدخل في اللعنة أيضاً، وقال آخرون: ليس من النمص فلا يدخل في اللعنة ولكنه مع هذا لا ينبغي إلا إذا كانت الحواجب كثيرة الشعر بحيث إنها تضفي على العين ظلمة وقصراً في النظر فهذا لا بأس أن تزيل ما يخشى منه هذا المحظور"[144].


المسألة الثانية: حكم التزين بأدوات التجميل (المكياج).

يباح للمرأة أن تتزين بما ظهر في هذا العصر من وسائل التجميل من الأصباغ والمساحيق، هذا هو الأصل لعموم الأدلة الدالة على أن المرأة تتزين بما ليس فيه محذور شرعي كالحناء والخضاب ونحوهما، لكن على المرأة مراعاة ما يلي:

الأول: ألا تكون بقصد التشبه بالكافرات، إذ لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتشبه بالكافرة فيما يختص بها من أمور الزينة.

الثاني: ألا يكون هناك ضرر من استعمالها على الجسم، لأن جسم الإنسان ليس ملكاً له.

الثالث: ألا تصل على حد المبالغة، لأن الإكثار فيها يضر بالبشرة. أو يدخل في دائرة الإسراف المذموم[145] .


وهذه فتوى كبار العلماء المعاصرين في المسألة:

" المكياج إذا كان لا يضر الوجه فلا حرج، من باب الزينة، إذا كان لا يضر الوجه ولا يسبب ضرراً فلا حرج في ذلك، أما إذا كان يسبب ضرر فلا يُفعل"[146] .


المسألة الثالثة: حكم تقشير الوجه.

تعريف التقشير: القاف والشين والراء أصل صحيح واحد، يدل على تنحية الشيء. والقِشْرَة: الجلدة المقشورة[147] .

وفي السابق كان النساء يستخدمن الورس[148] لتقشير الوجه، أما اليوم فقد ظهرت مستحضرات ومركبات لتقشير الوجه وإزالة الطبقة الخارجية من الجلد.


الحكم الشرعي لتقشير الوجه:

حرّم فريق من العلماء تقشير الوجه؛ لما فيه من تغيير لخلق الله تعالى، ولما يترتب عليه من أضرار يتأذى بها الجلد فيما بعد، واستدل هؤلاء العلماء على تحريمه بحديث هو:

عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:" كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يلعن القاشرة والمقشورة، والواشمة والمستوشمة، والواصلة والمُتَّصِلَة) [149] .


وجه الدلالة:

نستدل من الحديث الشريف أن القشر فعل محرم، بدليل اللعن الذي لا يكون إلا على فعل محرم.


وذهب بعض العلماء إلى عدم إطلاق القول بالتحريم وذلك لما يلي:

1. الحديث الذي استدل به العلماء على حرمة التقشير ضعيف كما في تخريجه.

2. ليس في التقشير تغيير لخلق الله تعالى؛ لأن المسحوق الذي تضعه المرأة على وجهها يؤدي إلى إزالة الطبقة الخارجية للوجه، وبروز الطبقة التالية لها، فليس هذا من باب تغيير خلق الله تعالى، لأن كلا من الطبقتين من خلق الله تعالى، وهذا العمل يصدق عليه اسم " تجديد الخلايا".

3. أما الضرر والإيلام الذي قد يسببه التقشير يمكن تلافيه من خلال إجراء التقشير تحت إشراف طبي؛ للتحقق من المادة المقشِّرة[150]- والله أعلم بالصواب-.


وإليك فتوى من العلماء المعاصرين: "هذه الظاهرة من المنكرات التي أحدثها التقليد الغربي أو الابتداع الجديد وقد ورد النهي عن تغيير خلق الله عمومًا وعن بعض العمليات خصوصًا كقوله صلى الله عليه وسلم: )لعن الله الواشمات والمستوشمات والواشرات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله)[151] وهو حديث ثابت عن ابن مسعود وغيره ومعلوم أن إزالة جلدة الوجه تغيير لخلق الله فهو أشد من النمص الذي -هو-إزالة بعض شعر الحاجب ومن التفلج الذي هو حك ما بين الأسنان حتى يكون بينها فتحات، ومن الوشر الذي -هو- توشير الأسنان ليكون لها رؤوس كحد المنجل"[152].


" ما كان من هذه المواد يشبه في أثره الماكياج و مواد التجميل فيجوز، وأما ما كان يترتب عليه تغيير مستمر، كتقشير البشرة، وإزالة الطبقة العلوية من الجلد، فالذي عليه أكثر أهل العلم أنه لا يجوز؛ لكونه من تغيير خلق الله،... وذهب طائفة من أهل العلم إلى إباحة التقشير؛ لكون الحديث الوارد فيه ضعيفاً، وأما التعليل بتغيير خلق الله فإنه غير مطرد؛ إذ مقتضى طرده ما ذهب إليه الطبري من أنه لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله تعالى عليها، بزيادة أو نقص؛... فدل هذا على أن تعليل المنع بتغيير خلق الله تعالى غير مطرد، كما أن الأصل في الأشياء الحل والإباحة، حتى يقوم دليل المنع.


فالذي يظهر أنه يجوز استعمال المواد الطبيعية وغيرها لتفتيح البشرة، والتفريق بين ما طالت مدة أثره، وغيره ليس بظاهر، والله أعلم"[153].


المسألة الرابعة: حكم التفليج والتقويم.

أولا: حكم التفليج

التفلج أن يفرج بين المتلاصقين بالمبرد ونحوه، وهو مختص عادة بالثنايا والرباعيات[154]. والتفليج محرم بدليل حديث النبي- صلى الله عليه وسلم- (لعن الله الواشمات و المستوشمات، والنامصات والمتنمصات، و المتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله)[155].


"وهذا الفعل حرام على الفاعلة والمفعول بها لهذه الأحاديث ولأنه تغيير لخلق الله تعالى ولأنه تزوير ولأنه تدليس"[156].


"(والمتفلجات للحسن) يفهم منه أن المذمومة من فعلت ذلك لأجل الحسن، فلو احتاجت إلى ذلك لمداواة مثلا جاز"[157].


ثانيا: حكم التقويم

التقويم هو ذلك الفرع من طب الأسنان الذي يُعَدِّل من أوضاع الأسنان غير المنظمة، ويعمل على تصحيحها. فهو وسيلة إلى إعادة الأسنان إلى وضعها الطبيعي، واستقامتها وانتظامها في الفم.


والهدف من تقويم الأسنان بالدرجة الأولى هو علاج الأسنان، وأما الهدف التحسيني و التجميلي فيدخل تبعا تحت الهدف العلاجي.


ومن هنا يمكن القول بأنه يجوز إجراء عملية تقويم الأسنان، ويمكن أن يستدل له بما يلي:

عن أسامة بن شريك[158] قال: قالت الأعراب: يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال: (نعم، يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، أو قال: دواء إلا داء واحد) قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: (الهرم)[159].


وجه الدلالة:

1. إن إجراء عملية تقويم الأسنان تدخل ضمن الأمر بالمعالجة و التداوي فيكون جائزًا.


2. إزالة الضرر البدني والنفسي الذي يترتب على عدم تقويم الأسنان، فمن الأمثلة على الضرر البدني: فساد السن والتهاب اللثة، وظهور رائحة كريهة للفم؛ بسبب تجمع فضلات الطعام بين الأسنان، ونمو البكتيريا، كذلك عدم إتمام عملية المضغ جيدًا وبالتالي يؤثر على صحة الجسم بشكل عام، وأما الضرر النفسي ينتج عن عدم انتظام الأسنان وشذوذها، مما يعطي منظرًا قبيحًا لوجه ذلك الشخص، فيؤثر ذلك على نفسيته. لذلك يجوز إجراء عملية تقويم الأسنان لإزالة هذا الضرر، والقاعدة الفقهية تقول: "الضرر يزال"[160] .


3. هناك فرق بين عملية تقويم الأسنان و الوشر والتفليج، فالهدف من تقويم الأسنان إعادة الأسنان إلى الخلقة الأصلية، أو إصلاح الخلل الذي وقع على الأسنان. بينما الهدف من الوشر أو التفليج عمل فرجة بين الأسنان ببردها وتحديدها والتقصير من طولها، وهذا العمل فيه إخراج للأسنان عن الخلقة الأصلية.


بعد هذا يتبين جواز عملية تقويم الأسنان؛ لأن هذه العملية لا تدخل ضمن تفليج الأسنان ووشرها[161].


المسألة الخامسة: الوشم.

الوشم: أن يُغْرَز الجلد بإبرة، ثم يحشى بكحل أو نِيل، فيَزْرَقّ أثره أو يَخْضَرّ[162].


ذكر في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- "لعن الله الواشمات و المستوشِمات"[163].


"الواشمة فاعلة الوشم، والمفعول بها موشومة فإن طلبت فعل ذلك بها فهي مستوشمة. وهو حرام على الفاعلة والمفعول بها باختيارها والطالبة له، وقد يفعل بالبنت وهي طفلة فتأثم الفاعلة ولا تأثم البنت لعدم تكليفها. فإن أمكن إزالته بالعلاج وجبت إزالته وإن لم يمكن إلا بالجرح فإن خاف منه التلف أو فوات عضو أو منفعة عضو أو شيئا فاحشا في عضو ظاهر لم تجب إزالته"[164].


الصور الحديثة للوشم:

يُعد الوشم في بعض الأنحاء من وسائل تجميل العروس أو غيرها، وقد تستخدمه بعض النسوة كنوع من الزينة الدائمة لرسم الحاجبين وحول الشفاه والرموش، كما إن بعض الرجال قد يلجئون إلى الوشم لإظهار بعض القوة والفخر أو الانتماء إلى جهة ما، ويتم ذلك عن طريق متخصصين، حيث يعد ذلك عملا فنيًا كالرسم على اللوحة.


يقول الدكتور محمد عثمان شبير: يتفنن الناس في استعمالهم للوشم، فبعضهم ينقش على جسمه صورة حيوان: كأسد أو عصفور، وبعضهم ينقش على يده قلبًا أو اسم المحبوب، وبعض النساء يصبغن الشفاه صبغًا دائمًا بالخضرة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعدى ذلك إلى أن أصبح الوشم في هذا العصر وسيلة لتزيين جميع الجسد، وهذا داخل في ما تتناوله النصوص الدالة على تحريم الوشم ولعن فاعله[165].


المسألة السادسة: حكم الرموش الصناعية.

الرموش الصناعية: هي عبارة عن شعيرات رقيقة تصنع من بعض المواد البلاستيكية، وتلصق على الجفن بواسطة مادة لاصقة لمن كانت رموش عينيها قصيرة، ويتم إزالتها بعد انتهاء المناسبة[166].


ولنعرف حكم الرموش الصناعية، فهذه فتوى للعلماء المعاصرين في هذه المسألة:

" الرموش الصناعية لا تجوز لأنها تشبه الوصل أي وصل شعر الرأس وقد:(لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة) وهذه الرموش إذا كانت مما أتصوره الآن أن يُوضع خيوط سوداء كالشعر على الرموش حتى تبدو وكأنها كثيرة تتجمل بها العين فإذا كان هكذا فهي من الوصل الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعلته في رأسها، أما إذا كانت الرموش بمعنى تلوين الشعر شعر الأجفان فإنه ليس بحرام"[167].


" أخاف أن تكون من الوصل المحرم الذي لعن الله فاعله، كما جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الواصلة والمستوصلة) عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، ... ومما لا يخفي أن في هذا العمل كذبا، وقد يكون معه تدليس أو غش، فالذي أنصح به الأخوات أن يجتنبن مثل هذه الوسائل التجميلية، والاكتفاء بالمباح، ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾[168]" [169].


يتبين بهذا أن الرموش الصناعية محرمة لدخولها في الوصل، ولما فيها من التدليس والخداع، –والله تعالى أعلم-.


المسألة السابعة: حكم العدسات الملونة.

العدسات اللاصقة: هي عبارة عن عدسة مصنوعة من البلاستيك، توضع في داخل العين ، متناهية في الرقة، لا تزيد مساحتها عن مساحة القرش ( قطعة نقود )، ويستعاض بها عن النظارات العادية[170].


حكم العدسات اللاصقة الملونة:

تباينت آراء العلماء المعاصرين في العدسات الملونة، وهذه فتاواهم:

" إن كانت تقوي البصر يستفيد منها البصر فلا بأس، كالمراية كالمناظر، أما إن كانت لمجرد الزينة تركها أولى وأحوط، إذا كانت لمجرد الزينة فتركها أولى وأحوط، والاكتفاء ببصرها الذي خلقه الله لها"[171].


" لا ينبغي للمرأة أن تستعمل هذه العدسات من حيث هي هي، فإذا كان في استعمالها ضرر على العين كانت حراماً لأن كل ما يكون فيه ضرر على البدن محرم، فإن بدن الإنسان عنده أمانة لا يجوز أن يعرضه إلى شيء يضره فيه وقد قال الله عز وجل: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾[172]0 وقال الله تعالى: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾[173] وأوجب الله على المريض إذا كان يضره استعمال الماء أن يتيمم فلا يحل للمرأة أن تلبس هذه العدسات إذا قرر الأطباء أنها مضرة لعينها أما مع عدم الضرر فنصيحتي ألا تلبسها المرأة"[174].


"العدسات إذا كان فيها مصلحة لتقوية البصر، بصرها ضعيف تحتاج للعدسات تلبسها مثل ما تلبس النظارات إذا كان البصر ضعيفًا، وكذلك إذا كان في عينيها عيب، في عينيها عيب تلبس العدسات من أجل إزالة هذا العيب فلا بأس بذلك، أما إذا كانت العينان سليمتين ولا فيهما عيب فلا نرى لبس العدسات؛ لأن هذا من العبث، وبعض النساء تلبس عدسات تشبه أعين الكافرات تكون زرق، أو تكون .. ، وبعضهن تلبس عدسات على شكل الثياب التي تلبسها؛ هذا من العبث كله الحاصل أنه لبس العدسات إن كان لتقوية البصر فلا بأس بذلك، وإن كان لإزالة عيبٍ في العيون فلا بأس بذلك، إذا كان من أجل الموضة، أو من أجل العبث، هذا الذي نرى أنه لا يجوز"[175].


المطلب السابع: نصيحة لنساء المسلمين فيما يخص الزينة، وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: ما يتعلق بدور الأزياء، والموضة.

من فضل الله تعالى على هذه الأمة وحدانية المصدر الذي تتلقى منه دستورها ومنهجها، فهذا كتاب الله النور المبين والصراط المستقيم، ولنا في سنة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- وأمهات المؤمنين قدوة حسنة.


ومما يأسف له كل مسلم غيور ما نراه واضحا وملموسا في هذا الزمن من متابعة الأزياء والموضة ومطاردة كل جديد يقدم من الشرق أو الغرب بحجة "الموضة" التي تغزو المسلمين فكريا، وعقديا، وثقافيا، وتحاول جاهدة نشر الرذيلة بين أبناء المسلمين في لباسهم وزينتهم، وتفطنوا أن أكبر وسيلة لنشر ما لديهم عن طريق المرأة المولعة بحب الزينة.


فنحن نجد كتابات وصور ورموز وشعارات على ملابس الصغار والكبار وأحذيتهم ، وعلى حلي النساء، وقد تكون هذه الكلمات تدعو إلى الفسق والمجون وهم لا يعلمون. فضلا عن صور الصليب التي يدسونها في الأقمشة واللباس والحلي.


فعلى المسلمة أن تتقي الله سبحانه في لباسها وزينتها، فما أباحه الله لها أكثر مما حرمه عليها، وأن تجتنب كل ما يقدم من الغرب مما هو مخالف لديننا، وعليها بالقناعة فإن القناعة كنز لا يفنى.

هي القناعة فالزمها تعش ملكاً
لو لم يكن منك إلا راحة البدن


المسألة الثانية: هدر المال والوقت لأجل الزينة.

الوقت هو الحياة.. وهو سريع الانقضاء.. وما مضى منه لا يرجع ولا يعوض بشيء! والمسلم والمسلمة كل منهما مطالب بحفظ وقته، كحفظ ماله، بل أشد! وإن المرأة التي تمضي الساعة تلو الساعة أمام المرآة، لتجميل وجه، وتسريح شعر وما إلى ذلك، هي ممن أضاع الوقت، وفرَّط في العمر، إن الإسلام جعل الزينة وسيلة لا غاية، وسيلة لتلبية نداء الأنوثة في المرأة، وللظهور أمام زوجها بالمظهر الذي يجلب المحبة، ولكن يجب أن يكون ذلك بقدر معين في النوع والوقت والمال.


وكم من فائدة تحوزها المرأة لو أنفقت أوقاتاً تقضيها في الزينة أو التجمل المزيف في فعل طاعة، وواجب رعاية، أو عمل صالح تجد ذخره عند الله تعالى إذا خلصت نيتها وحسُن مقصدها. وكما أن إضاعة الوقت في الزينة أمر لا يرضاه الإسلام، فكذلك لا يرضى إضاعته في البحث عن وسائل الزينة، ومتابعة المستحدثات، وكثرة ارتياد الأسواق[176].


والمسلمة مؤتمنة على المال الذي أعطاها الله إياه ففي الحديث: (لَا تَزُولُ قَدَما ابْنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَعن مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ) [177].


وأخيرا لتحذر من أن يصل بها الأمر إلى العبودية التي حذرنا منها النبي -صلى الله عليه وسلم- (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الْقَطِيفَةِ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَفِ) [178].


"القطيفة هي الثوب الذي له خَمْل و الخميصة الكساء المرَبَّع، خُص العبد بالذكر ليُؤْذَن بانغماسه في محبة الدنيا وشهواتها كالأسير الذي لا يجد خلاصا، وسَوَّغ الدعاء عليه كونه قَصَر عمله على جمع الدنيا واشتغل بها عن الذي أمِر به من التشاغل بالواجبات والمندوبات"[179].

الخاتمة

أحمد الله تعالى وأثني عليه بما هو أهله، على ما يسر وأعان وفتح في هذا البحث المتواضع، فما كان فيه من صواب فمن الله، وما كان فيه من خطأ من نفسي والشيطان والله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بريئان منه.


وبعد نهاية المطاف أقدم للقارئ الكريم ما توصلت إليه من نتائج وتوصيات.

أهم النتائج

1- اهتمام المرأة بالزينة أمر فطري جبلت عليه منذ خلقتها.

2- لم يقف الإسلام أمام هذه الفطرة، وما أباحه الله لها أكثر مما حرمه عليها.

3- تُظْهِر المرأة من زينتها ما يظهر منها غالبا أمام محارمها، وإن كان النظر منهم بشهوة فإنه يُحرم النظر باتفاق المذاهب الأربعة.

4- يجوز للمرأة استخدام المساحيق والأصباغ الحديثة إذا لم يكن ثمة ضرر عليها.

5- يحرم استخدام الرموش الصناعية؛ لأنها تدخل في الوصل المنهي عنه والملعونة فاعلته.

6- يحرم استخدام الوشم للتزين وتغيير الخلقة بكل صوره وأشكاله.

7- لوسائل الإعلام دور في تغرير المرأة وانسياقها أمام رغباتهم وألاعيبهم بها باسم الموضة.

8- وقت المرأة المسلمة ومالها أثمن من أن تهدره في ترف الزينة.

التوصيات

وصية للمرأة المسلمة:

أيتها الأمل، يا قدوة في الطريق، عليك بتقوى الله في لباسك وزينتك، فأنت قدوة لغيرك والناس كأسراب القَطَا يقَلِّد بعضهم بعضا، فاحذري أن تكوني قدوة في الشر.


وصية للتجار المسلمين:

كثيراً من الآباء والأمهات يعيشون أزمة في ألبسة البنات، فإذا بحثوا في الأسواق لم يجدوا إلا القصير، وما فيه تصاوير، فإذا وُجد التاجر المسلم الذي يعالج هذه المشكلة بالتصاميم المناسبة، والجودة العالية، كانت له تجارة ودعوة إلى الخير، ونفعاً للمسلمين . فاحرصوا رعاكم الله على ما ينفع المسلمين، وأنتم مسئولون عما توردونه للأمة من بضاعة قد يكون فيها مخالفة شرعية.


وصية لأولياء الأمور:

عليهم أن يتقوا الله في من ولَّاهم الله من النساء والبنات، وأن لا يتركوهن ألعوبة في يد المصممين، وذلك بالتوجيه والمراقبة بالتي هي أحسن.
 
ثبت المراجع

• القرآن الكريم.

• أحكام شعر الإنسان دراسة فقهية موازنة: المؤلف: عوض بن حميدان الحربي، الطبعة: بدون طبعة، التاريخ: 1421هـ.

• أسد الغابة في معرفة الصحابة: المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ)

المحقق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى، سنة النشر: 1415هـ - 1994 م.

• أسنى المطالب في شرح روض الطالب: المؤلف: زكريا بن محمد بن زكريا الأنصاري، زين الدين أبو يحيى السنيكي (المتوفى: 926هـ)، الناشر: دار الكتاب الإسلامي، الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ، [معه حاشية الرملي الكبير].

• الأحكام الفقهية المتعلقة بالأسنان: المؤلف: مروان خلف الضمور، الطبعة: بدون طبعة، التاريخ: 1425هـ.

• الأشباه والنظائر: المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى، 1411هـ - 1990م.

• الأصل المعروف بالمبسوط: المؤلف: أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (المتوفى: 189هـ)، المحقق: أبو الوفا الأفغاني، الناشر: إدارة القرآن والعلوم الإسلامية – كراتشي.

• الأعلام: المؤلف: خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (المتوفى: 1396هـ)، الناشر: دار العلم للملايين، الطبعة: الخامسة عشر - أيار / مايو 2002 م.

• الإصابة في تمييز الصحابة: المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض

الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى - 1415 هـ.

• الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل: المؤلف: موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى بن سالم الحجاوي المقدسي، ثم الصالحي، شرف الدين، أبو النجا (المتوفى: 968هـ)

المحقق: عبد اللطيف محمد موسى السبكي، الناشر: دار المعرفة بيروت – لبنان.

• الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف: المؤلف: علاء الدين أبو الحسن علي بن سليمان المرداوي الدمشقي الصالحي الحنبلي (المتوفى: 885هـ)، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الثانية - بدون تاريخ.

• الجامع لأحكام القرآن، (تفسير القرطبي): المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة، الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964 م.

• الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)، المحقق: مراقبة / محمد عبد المعيد ضان، الناشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند، الطبعة: الثانية، 1392هـ/ 1972م.

• الذخيرة: المؤلف: أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (المتوفى: 684هـ)، المحقق: جزء 1، 8، 13: محمد حجي

جزء 2، 6: سعيد أعراب، جزء 3 - 5، 7، 9 - 12: محمد بو خبزة، الناشر: دار الغرب الإسلامي- بيروت، الطبعة: الأولى، 1994 م.

• الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي: المؤلف: محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (المتوفى: 370هـ)، المحقق: مسعد عبد الحميد السعدني، الناشر: دار الطلائع.

• الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني: المؤلف: أحمد بن غانم (أو غنيم) بن سالم ابن مهنا، شهاب الدين النفراوي الأزهري المالكي (المتوفى: 1126هـ)، الناشر: دار الفكر، الطبعة: بدون طبعة، تاريخ النشر: 1415هـ - 1995م.

• القاموس المحيط: المؤلف: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بإشراف: محمد نعيم العرقسُوسي

الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، الطبعة: الثامنة، 1426 هـ - 2005 م.

• الكافي في فقه الإمام أحمد: المؤلف: أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى: 620هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1994 م.

• الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل: المؤلف: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة: الثالثة 1407 هـ.

• المجموع شرح المهذب ((مع تكملة السبكي والمطيعي)): المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)، الناشر: دار الفكر، (طبعة كاملة معها تكملة السبكي والمطيعي).

• المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: المؤلف: أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس (المتوفى: نحو 770هـ)، الناشر: المكتبة العلمية – بيروت.

• المعجم الوسيط: المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)، الناشر: دار الدعوة.

• المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج: المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثانية، 1392.

• الموسوعة الفقهية الكويتية: صادر عن: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الكويت

الطبعة الثانية، دار السلاسل، الكويت.

• النهاية في غريب الحديث والأثر: المؤلف: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)، الناشر: المكتبة العلمية - بيروت، 1399هـ - 1979م، تحقيق: طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي.

• بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: المؤلف: علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي (المتوفى: 587هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الثانية، 1406هـ - 1986م.

• دليل الطالب لنيل المطالب: المؤلف: مرعي بن يوسف بن أبى بكر بن أحمد الكرمى المقدسي الحنبلى (المتوفى: 1033هـ)، المحقق: أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى، 1425هـ / 2004م.

• روضة الطالبين وعمدة المفتين: المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)، تحقيق: زهير الشاويش، الناشر: المكتب الإسلامي، بيروت- دمشق- عمان، الطبعة: الثالثة، 1412هـ / 1991م.

• زينة المرأة المسلمة: المؤلف: عبد الله بن صالح الفوزان، دار المسلم للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة.

• سنن ابن ماجه: المؤلف: ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (المتوفى: 273هـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي.

• سير أعلام النبلاء: المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، المحقق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط

الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الثالثة ، 1405 هـ / 1985 م.

• شرح المعلقات العشر: المؤلف: الحسين بن أحمد بن الحسين الزوزني، الناشر: دار مكتبة الحياة، بيروت، سنة النشر: 1983.

• فتح الباري شرح صحيح البخاري: المؤلف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، الناشر: دار المعرفة - بيروت، 1379، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب، عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

• فتح القدير: المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)، الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب - دمشق، بيروت، الطبعة: الأولى - 1414 هـ.

• فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب: (هو شرح للمؤلف على كتابه هو منهج الطلاب الذي اختصره المؤلف من منهاج الطالبين للنووي)، المؤلف: زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري، زين الدين أبو يحيى السنيكي (المتوفى: 926هـ)، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر، الطبعة: 1414هـ/1994م.

• في ظلال القرآن: المؤلف: سيد قطب إبراهيم حسين الشاربي (المتوفى: 1385هـ)، الناشر: دار الشروق - بيروت- القاهرة، الطبعة: السابعة عشر 1412 هـ.

• لباس الرجل أحكامه وضوابطه في الفقه الإسلامي: المؤلف: ناصر بن محمد الغامدي، الطبعة: بدون طبعة، التاريخ: 1422هـ.

• لسان العرب: المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعي الإفريقي (المتوفى: 711هـ)، الناشر: دار صادر – بيروت، الطبعة: الثالثة - 1414 هـ.

• مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: المؤلف: عبد الرحمن بن محمد بن سليمان المدعو بشيخي زاده, يعرف بداماد أفندي (المتوفى: 1078هـ)، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ.

• مجموع الفتاوى: المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هـ)، المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية، عام النشر: 1416هـ/1995م.

• مسند الإمام أحمد بن حنبل: المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)، المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م.

• معجم مقاييس اللغة: المؤلف: أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (المتوفى: 395هـ)، المحقق: عبد السلام محمد هارون، الناشر: دار الفكر، عام النشر: 1399هـ - 1979م.

• مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي، المعروف بالحطاب الرُّعيني المالكي (المتوفى: 954هـ)

الناشر: دار الفكر، الطبعة: الثالثة، 1412هـ - 1992م.

• موسوعة الحديث الشريف (الكتب الستة): بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، الناشر: دار السلام للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الثالثة محرم 1421هـ.


• مواقع انترنت:

موقع الشيخ ابن باز:

موقع الشيخ ابن جبرين:

موقع الشيخ ابن عثيمين:

موقع الشيخ الدكتور خالد المصلح:

موقع الشيخ صالح الفوزان:
موقع طريق الإسلام:

[1] سورة النساء (1).

[2] أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازيّ، أبو الحسين: من أئمة اللغة والأدب،أصله من قزوين، ولد سنة 395 هـ ،انتقل إلى الريّ وتوفي فيها، وإليها نسبته،من تصانيفه (مقاييس اللغة)، (جامع التأويل) في تفسير القرآن،(متخير الألفاظ)،توفي سنة 941هــ ،الأعلام للزركلي (1/193).

[3] معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس القزويني الرازي(4/41).

[4] سورة النور (31).

[5] الموسوعة الفقهية الكويتية (11/264).

[6] الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل للزمخشري (2/101).

[7] فتح القدير للشوكاني(2/228).

[8] في ظلال القرآن ،سيد قطب(4/2513).

[9] امرؤ القيس بن حجر من قبيلة كندة من عرب الجنوب ،شاعر جاهلي ،ولد سنة 500 م بنجد، له ديوان يحتوي على 25 قصيدة هي كل ما بقي من شعره ،أشهر قصائد هذا الديوان المعلقة وهي من أجمل قصائده ،توفي سنة 540 م، شرح المعلقات العشر، للزوزني ص (22-25).

[10] معنى البيت :إذا طلبت منها ما أحببت وقلت: أعطيني سؤلي كان ما ذكرنا، في حال ضمور كَشْحَيْها وامتلاء ساقيها باللحم، وقيل لضامر البطن :هضيم الكشح. المصدر السابق ص (49-50)(بتصرف).

[11] المعجم الوسيط ،مجمع اللغة العربية في القاهرة (1/249).

[12] الموسوعة الفقهية الكويتية (20/236).

وانظر :بدائع الصنائع (5/119)، مواهب الجليل (3/406)،أسنى المطالب (3/112-113)، الكافي (3/7).

[13] أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب الأنصاريّ، أبو أمامة مشهور بكنيته، ولد قبل وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم بعامين، مات سنة مائة. الإصابة (1/326-327).

[14] سنن ابن ماجة ،أبواب النكاح ،باب أفضل النساء ،(1/596) ح (1857)،تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

[15] سورة النور (31).

[16] انظر: المبسوط للشيباني (3/48-49) ،بدائع الصنائع (5/120) .

[17] انظر: مواهب الجليل (1/500).

[18] انظر: الإنصاف للمرداوي (8/20)، المغني (7/98)، الكافي(3/6).

[19] انظر: روضة الطالبين (7/24).

[20] انظر: أسنى المطالب للأنصاري ومعه حاشية الرملي الكبير (3/109).

[21] سورة النور (31).

[22] الفَتْخَةُ، ويُحَرَّكُ: خَاتَمٌ كَبيرٌ يكونُ في اليَدِ والرِّجْلِ، أو حَلْقَةٌ من فِضَّةٍ كالخاتَمِ، القاموس المحيط (1/256).

[23] الدملوج: سورا يحيط بالعضد، الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي (1/200).

[24] انظر: بدائع الصنائع (5/120).

[25] سورة الأحزاب (55).

[26] سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشية العامرية، أسلمت قديما، وهاجرت مع زوجها أبي حذيفة بن عتبة إلى الحبشة، أمرها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن ترضع سالم مولى أبي حذيفة فأرضعته، وهو رجل كبير. الإصابة (8/193).

[27] سالم مولى أبي حذيفة، كان أبو حذيفة بن عتبة قد تبنّاه، وكان يؤمّ المهاجرين الأولين في مسجد قباء، شهد بدرا، وقصته في الرّضاع مشهورة، روى البخاري عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي- رفعه: "خذوا القرآن من أربعة"منهم "سالم مولى أبي حذيفة". الإصابة (3/11-13).

[28] أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، كان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين وصلّى إلى القبلتين، استشهد يوم اليمامة، وهو ابن ستّ وخمسين سنة.الإصابة (7/74).

[29] موسوعة الحديث الشريف، سنن أبي داوود، كتاب النكاح، باب من حرَّم به –أي رضاعة الكبير، حديث (2061)ص (1374).

[30] انظر :المغني (7/98).

[31] سورة النور (31).

[32] انظر :فتح الوهاب (2/39).

[33] انظر: أحكام الزينة، عبير المديفر (2/842).

[34] انظر: بدائع الصنائع (5/124).

[35] انظر: مواهب الجليل (1/498-499).

[36] انظر: أسنى المطالب (3/109).

[37] انظر: الكافي (3/8).

[38] انظر: بدائع الصنائع (5/124).

[39] انظر: مجمع الأنهر (2/538).

[40] انظر: روضة الطالبين (7/25).

[41] انظر: مجمع الأنهر (2/538).

[42] انظر: أحكام الزينة، عبير المديفر، (849-851).

[43] موسوعة الحديث الشريف، صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب النساء الكاسيات العاريات...، حديث (2128) ص (1058).

[44] فتوى الشيخ ابن عثيمين، موقع الشيخ على الانترنت:

[45] المصدر السابق:

[46] انظر: مجمع الأنهر (2/539).

[47] انظر: الفواكه الدواني (1/130).

[48] سورة النور(31).

[49] انظر: أسنى المطالب (3/111).

[50] انظر: كشاف القناع (5/15)

[51] سورة النور(31).

[52] انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (12/233)، تفسير البغوي (3/403).

[53] انظر: أحكام الزينة لعبير المديفر (2/856).

[54] انظر: بدائع الصنائع (5/122).

[55] انظر: الفواكه الدواني (1/130).

[56] انظر: أسنى المطالب (3/109).

[57] سورة النور (30).

[58] سورة النور (31).

[59] عائشة بنت أبي بكر الصّديق أمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس، تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم-وهي بنت ست، وقيل سبع، ودخل بها وهي بنت تسع، تكنى أم عبد اللَّه، قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة. ماتت سنة ثمان وخمسين وقيل سنة سبع، ودفنت بالبقيع. الإصابة (8/231-235).

[60] أسماء بنت عبد اللَّه بن عثمان التيمية، والدة عبد اللَّه بن الزبير بن العوم، وهي بنت أبي بكر الصديق، وأمّها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزى، قرشية، من بني عامر بن لؤيّ. أسلمت قديما بمكة، تلقّب ذات النطاقين. ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، وعاشت إلى أوائل سنة أربع وعشرين. الإصابة (8/12-13-14).

[61] رواه أبو داوود، باب (فيما تبدي المرأة من زينتها) وقال: هذا مرسل، خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها.

[62] انظر: المغني (7/102)، دليل الطالب (1/231).

[63] سورة الأحزاب (53).

[64] موسوعة الحديث الشريف، سنن ابن ماجة، باب المكاتَب، حديث (2520) ، ص (2628).

[65] انظر: أحكام زينة وجه المرأة في الفقه الإسلامي لنقاء ديك ص (24)، أحكام تجميل النساء في الشريعة الإسلامية، لإزدهار المدني ص (92).

[66] الأشباه والنظائر للسيوطي (1/60).

[67] سورة الأعراف (32).

[68] عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي، ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية. ولد وبنو هاشم بالشّعب قبل الهجرة بثلاث، وقيل بخمس، والأول أثبت، قال ابن مندة: كان أبيض طويلا مشربا صفرة جسيما وسيما صبيح الوجه، دعا له النبي صلى الله عليه وسلموقال: (اللَّهمّ فقّهه في الدّين وعلّمه التأويل)، في وفاته أقوال: سنة خمس وستين. وقيل سبع. وقيل ثمان، وهو الصحيح في قول الجمهور. الإصابة (4/121-131).

[69] موسوعة الحديث الشريف، صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب المتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال، حديث (5885) ص (501).

[70] موسوعة الحديث الشريف، سنن أبي داوود كتاب اللباس، باب في لبس الشهرة حديث (4031) ص (1518).

[71] موسوعة الحديث الشريف، سنن ابن ماجه أبواب الأحكام، باب من بنا في حقه ما يضر بجاره حديث (2341) ص (2617).

[72] موسوعة الحديث الشريف، صحيح البخاري، كتاب اللباس باب قص الشارب حديث (5889) ص (501).

[73] انظر: زينة المرأة المسلمة لعبد الله الفوزان ص (50).

[74] انظر: أحكام تجميل النساء في الشريعة الإسلامية لإزدهار المدني.

[75] انظر: زينة المرأة المسلمة لعبد الله الفوزان ص 52.

[76] انظر: زينة المرأة المسلمة لعبد الله الفوزان ص(10)، ص(23-42).

[77] سورة الأعراف (26).

[78] موسوعة الحديث الشريف، سنن النسائي، كتاب(الزينة من السنن)،باب ما يكره للنساء من الطيب حديث(5129)ص (2417).

[79] عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن الحارث بن تميم بن سعد بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي، حليف بني زهرة، كان إسلامه قديما أول الإسلام، أول من جهر بالقرآن بمكة، هاجر الهجرتين وصلى القبلتين، وشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد اليرموك بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي أجهز على أبي جهل، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، توفي ابن مسعود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع. أسد الغابة (3/381).

[80] موسوعة الحديث الشريف، صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، (باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة ...)، حديث(2125) ص(1058).

[81] مقاييس اللغة (5/230).

[82] انظر: لباس الرجل أحكامه وضوابطه في الفقه الإسلامي، ناصر بن محمد الغامدي، ص (46-47).

[83] سنن ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة حديث(1095) (1/348).

[84] سورة الضحى (11).

[85]

[86] انظر: أحكام تجميل النساء في الشريعة الإسلامية لازدهار المدني ص (223-224).

[87] الذخيرة للقرافي (13/264).

[88] انظر: أحكام تجميل النساء في الشريعة الإسلامية لازدهار المدني ص (225).

[89] سبق تخريجه ص (23).

[90] أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن تيمية الحراني ثم الدمشقي الحنبلي، تقي الدين أبو العباس بن شهاب الدين ابن مجد الدين ولد في عاشر ربيع الأول سنة 661ه، اعتقل بالقلعة فلم يزل بها إلى أن مات في ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة سنة 728ه. الدرر الكامنة (1/168).

[91] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية، (22/146).

[92] انظر: زينة المرأة المسلمة لعبد الله الفوزان (24-32).

[93] موسوعة الحديث الشريف، صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب النساء الكاسيات العاريات...، حديث (2128) ص (1058).

[94] المنهاج شرح صحيح مسلم، للنووي (14/110).

[95] فتوى الشيخ محمد العثيمين، موقع طريق الإسلام

[96] فتوى الشيخ عبد العزيز ابن باز، موقع الشيخ على الانترنت:

[97] فتوى الشيخ محمد العثيمين، موقع الشيخ على الانترنت:

[98] انظر: أحكام تجميل النساء في الشريعة الإسلامية لازدهار المدني ص(232).

[99] فتوى الشيخ ابن باز، موقع الشيخ على الانترنت:

صورة مفقودة


[100] موسوعة الحديث الشريف، صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب قول الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ...﴾ ص(494).

[101] فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر (10/253).

[102] سورة التكاثر (8).

[103] النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (1/435).

[104] القاموس المحيط للفيروز أبادي (1/1276).

[105]سورة الكهف (31).

[106] المعجم الوسيط (1/195).

[107] سورة الزخرف(18).

[108] مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي الأسود، الإمام، شيخ القراء والمفسرين، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي. ويقال: مولى عبد الله بن السائب، بلغ ثلاثا وثمانين سنة، اختلف في سنة وفاته قيل: مائة، وقيل: مائة واثنان، وقيل: مائة وأربع، سير أعلام النبلاء للذهبي (4/449-456).

[109] سورة الزخرف(18).

[110] انظر: زينة المرأة المسلمة لعبد الله الفوزان ص (39).

[111] المجموع شرح المهذب للنووي (6/40).

[112] أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن عدي بن النجار، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي خادم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأحد المكثرين من الرواية عنه، مات سنة تسعين، وقيل إحدى وتسعين. الإصابة (1/276-277).

[113] موسوعة الحديث الشريف، صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب لبس النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من وَرِق ...، حديث (2092)، ص (1052).

[114] المنهاج للنووي (14/68).

[115] عائشة بنت أبي بكر الصّديق أمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس، تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم-وهي بنت ست، وقيل سبع، ودخل بها وهي بنت تسع، تكنى أم عبد اللَّه، قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة. ماتت سنة ثمان وخمسين وقيل سنة سبع، ودفنت بالبقيع. الإصابة (8/231-235).

[116] (النمرقة) بضم النون والراء ويقال كسرهما ويقال بضم النون وفتح الراء ثلاث لغات ويقال نمرق بلا هاء وهي وسادة صغيرة وقيل هي مرفقة، المنهاج للنووي(14/90).

[117] موسوعة الحديث الشريف، صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم صورة الحيوان...، حديث (5533)، ص (1055).

[118] أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث القرشي، الزهري، الحافظ، أحد الأعلام بالمدينة. قيل: اسمه عبد الله. وقيل: إسماعيل. ولد: سنة بضع وعشرين. كان طلابة للعلم، فقيها، مجتهدا، كبير القدر، حجة. توفي بالمدينة، سنة أربع وتسعين، وقيل سنة أربع ومائة. سير أعلام النبلاء (4/287-290).

[119] موسوعة الحديث الشريف، صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، حديث (320) ص(731).

[120]المنهاج للنووي (4/4-5).

[121] الإقناع في فقه الإمام أحمد لأبي النجا (1/21).

[122] زينة المرأة المسلمة لعبد الله الفوزان ص (76).

[123] جابر بن عبد اللَّه بن عمرو بن حرام بن كعب بن سلمة الأنصاري السّلميّ أحد المكثرين عن النبيّ صلى الله عليه وسلم،كان مع من شهد العقبة، مات سنة ثمان وسبعين، وقيل ثلاث وسبعين. الإصابة (1/546-547).

[124] عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب القرشي التيمي، أبو قحافة، والد أبي بكر. تأخّر إسلامه إلى يوم الفتح، مات سنة أربع عشرة، وله سبع وتسعون سنة. الإصابة (4/374-375).

[125] نبت أبيض الزهر والثمر شَبَّه بياض الشيب به، المنهاج (14/79).

[126] موسوعة الحديث الشريف، صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب استحباب خضاب الشيب بصفرة وحمرة وتحريمه بالسواد، ص(1054).

[127] المنهاج (14/80).

[128] سبق تخريجه ص (23).

[129] أحكام شعر الإنسان ،عوض الحربي (2/709-711).

[130] تَمَرَّطَ الشَّعَرُ: تَساقَطَ، وتَحاتَّ. القاموس المحيط (1/687).

[131] موسوعة الحديث الشريف، صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة...، حديث (2123) ص (1057).

[132]المنهاج للنووي (14/103).

[133] زينة المرأة المسلمة للفوزان ص (69-70).

[134]قال في اللسان: قرع الرأس: وهو أن يصلع فلا يبقى على رأسه شعر. وقيل: هو ذهاب الشعر من داء. قرع قرعاً وهو أقرع وامرأة قرعاء (8/262).

[135] زينة المرأة المسلمة للفوزان ص (71).

[136] سبق تخريجه ص (31).

[137] انظر: المنهاج (17/191).

[138] أحكام تجميل النساء لإزدهار المدني ص (220-221).

[139] فتوى الشيخ ابن باز، موقع الشيخ على الانترنت:

[140] لسان العرب (7/101).

[141] سبق تخريجه ص (26).

[142] المنهاج (14/106).

[143] فتوى الشيخ ابن باز، موقع الشيخ على الانترنت:

[144] فتوى الشيخ ابن عثيمين، موقع الشيخ على الانترنت

[145] زينة المرأة المسلمة للفوزان (45-46).

[146] فتوى الشيخ ابن باز، موقع الشيخ على الانترنت:

[147] مقاييس اللغة (5/90).

[148] الورس: نبت أصفر يزرع باليمن ويصبغ به وقيل صنف من الكركم. المصباح المنير (2/655).

[149] مسند الإمام أحمد، حديث(26128) (43/226-227)، قال الأرنؤوط: صحيح دون قولها: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلعن القاشرة والمقشورة، وهذا إسناد ضعيف.

[150] أحكام زينة وجه المرأة لسناء ديك ص (87-88).

[151] سبق تخريجه ص (26).

[152] فتوى الشيخ عبد الله الجبرين، موقع الشيخ على الانترنت:

[153] فتوى الشيخ الدكتور عبد الله المصلح، موقع الشيخ على الانترنت

[154] فتح الباري، (10/372).

[155] سبق تخريجه ص (26).

[156] المنهاج (14/107).

[157] فتح الباري، (10/372).

[158] أسامة بن شريك: هو أسامة بن شريك الذبياني الثعلبي، من بني ثعلبة بن يربوع، صحابي- رضي الله عنه -، روى حديثه أصحاب السنن وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وروى أسامة بن شريك أيضا عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه-. الإصابة (1/203).

[159] موسوعة الحديث الشريف، جامع الترمذي، أبواب الطب، باب ما جاء في الدواء والحث عليه، حديث (2038)، ص(1856).

[160] الأشباه والنظائر للسيوطي، (1/83).

[161] انظر: زينة وجه المرأة، سناء ديك ص (96-97). الأحكام الفقهية المتعلقة بالأسنان، مروان الضمور ص (81-84).

[162] النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، (5/189).

[163] سبق تخريجه ص(26).

[164] المنهاج (14/106).

[165] انظر: زينة وجه المرأة، سناء ديك ص (34).

[166] زينة وجه المرأة، سناء ديك ص (103).

[167] فتوى الشيخ ابن عثيمين، موقع الشيخ على الانترنت

[168] سورة الأعراف (٢٦).

[169] فتوى الشيخ الدكتور خالد المصلح، موقع الشيخ على الانترنت

[170] زينة وجه المرأة، سناء ديك، ص (99).

[171] فتوى الشيخ ابن باز، موقع الشيخ على الانترنت

[172] سورة النساء (٢٩).

[173] سورة البقرة (١٩٥).

[174] فتوى الشيخ ابن عثيمين، موقع الشيخ على الانترنت

[175] فتوى الشيخ صالح الفوزان، موقع الشيخ على الانترنت

[176] انظر: زينة المرأة المسلمة، للفوزان ص (18-19).

[177] موسوعة الحديث الشريف، جامع الترمذي، أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، باب في القيامة، حديث (2416)، ص (1894).

[178] سنن ابن ماجه، حديث (4135)، (2/1385).

[179] فتح الباري لابن حجر، (11/254-255).


.
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...