الناصر قريب الله - أم بادر والكاهلية

آي حظ رزقته في الكمال = واحتوي سره ضمير الرمال
فتناهي إليك كل جميل = قد تناهي إليه كل جمال
فكأن الحصباء فيه كرات = قد طلاها بناصع اللون طال
وتعالت هضابك المشرئبات = إلي مورد السحاب الثقال
قادني نحوهن كل كثيب = قد تباري مع الصفا في المقال
طالما فيأت حواشيك غابات = تذيق النهار بأس الليالي
ينفذ النور نحوها فيوافي = من رقيق الظلام في سريال
ما أخوها الجريء يامن = عقباها وان كان صائد الرئبال
بين أطرافها مخاوف أداهن = بعد الهدي وقرب الضلال
فاذا عادها الخريف وأفضي = في العشيات بالدموع التوالي
فهي حسناء تزدهيها المرايا = ذات صدر مفوف الوشي حال
قد تحاشي ظلالها السفر لما = أطرقت للمياه والأوحال
وتشهت ثواقب النور ملهي = بين احضان مائها السلسال
بينما جرت الثعابين اجسادا = لها في الجذوع جر الحبال
ورنت طيورها بين مطياف = بها او مسبح في الاعالي
كم لوادي (الوكيل) عندي = ذكري زادها جدة مرور الليالي
وفتاة لقيتها ثم تجني ثمر = السنط في انفراد الغزال
تمنح الغصن اسفلي قدميها = ويداها في صدر آخر عال
فيظل النهدان في خفقان الموج = والكشح مفرطا في الهزال
شاقني صوتها المديد تنادي = والعصافير ذاهب الآمال
فتغشيتها وفيها ابتسام = يحمل الخمر في كؤوس لآلي
اي انس اتاحه ذلك اليوم = واي الجواء فيه صفا لي
فجزي الكاهلية الحب عني = ما جزتني عن جرأتي واتصالي
ياديارا اذا حننت اليها = فحنين السجين للترحال
لست انساك والبروق تجاوبن = وروح النهار في اضمحلال
وكأن السحاب ضاق به = الجو فانخي علي بالاقبال
يتنادي كأن كل هزيم = صائحا بالمسافرين عجال
حين زف الهجين بي طربا = ينفي حصي البيد عن يد مرقال
ولعيني في الفضاء شرود = لم يقف دون شاهقات الجبال
استشف الجبال في ظلل الغيم = رقاق الحلي كثاف الجلال
واشم العبير من كل واد = حالم بالنعيم تحت السيال
والمها رتع شوارد الحاظ = أمن صيد صائد لا تبالي ؟
ان تكن يا سحاب بللت اثو = ابي سخيا بدمعك الهطال
فلقد كنت منقذي وبشيري = من جراح الحياة بالابلال
يا متاعا لدي الطبيعة القاه = فانسي متاعبي في ارتحالي
ما انا والربوع كابدت فيها = ظمأ الروح وافتقار الخيال
كل ابوابها طوارق هم = بتن دون الرتاج والاقفال
لم اجد عالم السعادة حتي = عظمت منيتي فخفت رحالي.

الناصر قريب الله
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...