الشريف شهاب الدين - هي البانة الهيفاء تخطر أو تخطو

هي البانة الهيفاء تخطر أو تخطو ... أو الظّبية الوطفاء تنظر أو تعطو
من الغيد تغدو بالقلوب أسيرةً ... وتحكم منّا في القلوب فتشتطُّ
إذا ذلَّ مضناها تتيه تدلُّلاً ... وإن جدّ بالصَّبِّ الهوى فلها بسط
وفي شرعها أنَّ الوصال محرّمٌ ... وأنَّ الجفا والصَّدَّ في حبّها شرط
سبتني غداة البين حين ترحَّلت ... وأومت بتوديعي أناملها السُّبط
وأبدت دنوّاً والبعاد وراءه ... وربَّ رضىً قد طال من بعده السُّخط
ولما سرت ذاك الخليط تبادرت ... مدامع طرفٍ بالدّماء لها خلط
حكت أدمعي لون الجمان بجيدها ... ولكن لذا نظمٌ وهذا له فرط
بروحي التي في القرب شحَّت بنظرةٍ ... وبات ضجيعي طيفها والمدى شحط
رأى نار أشواقي فلم يخط موضعي ... وزار كلمحٍ والصَّباح له وخط
ولو كنت أدري أن يلمّ خيالها ... فرشت له خدِّي ومن لي بأن يخطو
خليليَّ قد نمَّت بوجدي عبرتي ... فلا تعذلاني واعذرا فالأسى فرط
فإن أخفه فالزَّند بوجدي عبرتي ... وإن أبده قهراً فقد يظهر السّقط
 
أعلى