قصة ايروتيكية رامونا باركيرت - معدة.. ت: د. محمد عبد الحليم غنيم

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

ـ 1 ـ
من أجل نجم سينمائي تركتني سينثيا ، حزمت حقيبتها الأسطوانية الزراقة جيدا أمامي ، وراقبتها وهي تملأها بالقمصان المفتوحة الصغيرة جدا والتنورات المزركشة ، حزمت أيضا ملابسها الداخلية المثيرة ، كانت كمية كبيرة لا يمكن أن تلبسها أمامي خلال مائة سنة ، كان بالحقيبة خرق كبير فى أحد جوانبها ، وقد ربطت بستة دبابيس أمان ، ومع ذلك لا تبدو آمنة مطلقا .
رقدت على مرتبة سريرنا المرتفعة واستمعت إليها مرارا وتكرارا ، واضح تماما أنها مصممة على الرحيل ، يجب أن أذهب إليه ، يجب أن أجده إلخ ، كنت أرتدي فقط بنطلونا قصيرا ونعالا منزليا ، وقفت أمام الباب الأمامي لمنزلنا ذى الطابقين وراقبتها وهي تذهب ، كانت الحقيبة تقفز فوق ظهرها وهي تعدو فى الممر ، أشفقت على كتفيها من الجهد الذي تبذله ، كانت سينثيا تحمل حقيبة ثقيلة حقا .
ـ 2 ـ
شربت بيرة باردة وجلست فوق أريكتنا الأورجوانية الدوارة بفرشها البالي تفوح منها رائحة خافتة لعطر الفانيلا الذي تستخدمه سينثيا ، تأملت الغبار يرقص فوق ألواح الأرض الخشبية ، توقعت أن تعود سينثيا فى أية لحظة ، أنصت إلى صوت الطحن المؤلم فى موتور سيارتي يقترب ، الشيء الوحيد الذي سمعته كان خبطا ، خبطات منخفضة تتبعها رنات عالية ، جارتنا الجديدة التي تسكن فى المنزل المجاور كانت تلعب كرة التنس فى ممر منزلها ، أحيانا كانت الكرة تصطدم بباب الجراج ، أخذت النقرات الضخمة للكرة تلفت انتباهي ، إنها فكرة تقفز وراء فكرة ، أزاحت من رأسي ابتسامة سينثيا المعوجة ، وكل ما يخصها ، كل ما أسمعه الآن الخبط المتكرر للكرة ولا شيء آخر .
ـ 3 ـ
كانت سينثيا فى السادسة عشرة عندما تقابلنا ، على باب خزانتها من الداخل علق قلب على شكل مغناطيس ، لاحظت صورة لطفل يشبهني تماما ، سألتها من هذا ؟ فكانت إجابتها ابتسامة خجولة . كانت ترتدي فى ذلك اليوم صندلا مطاطيا ، يفصل رباطه اللطيف الإصبع الكبير عن بقية الأصابع ، أما جفونها فكانت مخضبة بألق أزرق ، وتضع فى شعرها توكة حمراء ، وأنا بحذائي المتهرئ المتناقض وقعت تماما فى حبها ، كانت مثل بحيرة منعشة خضراء وزرقاء ولطيفة وجذابة ، رقصت معي حتى لم أعد أستطع الرقص وهمست لي أنها تحبني على الرغم من أنها كانت تنظر بعيدا .
بعد التخرج بأسبوعين هربنا ، كانت أول أوقات الصباح معا ، استيقظت قبلها ذات مرة ، وراقبتها وهي نائمة ، كانت تزفر بشدة من خلال فمها الواسع المفتوح ، وتستنشق بهدوء من خلال فتحتي أنفها ، غفرت لها كل شيء . غفرت لها بيع أدوات لعبة كرة البيسبول فى مدرستي الثانوية لأن ستائر المطبخ لم تكن محكمة ، غفرت لها أن تطرد من عمل وراء عمل ، وأن من الضروري أن أعمل وردتين فى المصنع ، ومع ذلك غرقنا فى دين بطاقة الائتمان لأن هناك أشياء كان يجب أن تحصل عليها ، ولم ألفظ أبدا كلمة شكوى .
تعتقد سينثيا أن لا عمل يمكن أن يرضي حاجتها كاملة أو أن يتم رش العطر أو منتجات البيرة فى مهرجانات الشارع لن ترضيها على أي نحو ، تقول سينثيا كان حلمها أن تكون شاعرة . في السنوات الثمانية التي عرفتها فيها لم أرها أبدا تكتب شيئا ولا حتى فى قائمة المشتريات .
ـ 4 ـ
بعد ثلاثة أيام من مغادرة سينثيا كلمني أخي فى التليفون ، قال :
ـ أنت أبله !
ـ ستعود حالا .
ـ أنت لا تفكر جيدا . أنت غير عقلاني .
فقلت وأنا أغلق السماعة فى وجهه :
ـ أعتقد أنك ضربت نمرة خطأ .
ـ 5 ـ
استمر خبط الكرة ، يبدو أنها لن تتوقف أبدا ، إنها تلعب الكرة من منتصف النهار حتى غروب الشمس ، وأحيانا تستمر فى اللعب حتى إظلام المساء ، سمعت كل قفزة وكل خبطة ، إنها تزداد ارتفاعا فى أذني ، إنها مثل قنابل صغيرة تنفجر حولي .
ـ 6 ـ
غفرت لسينثيا أيضا المرة التى شربت فيها كثيرا حتى السكرونامت مع ابن خالتى "جارى" قالت ان ذلك حدث الصدفة وأنها لم تكن تقصد ، وأن جارى ظل يعطيها البيرة ، جلست فى الأريكة بينما كانت هي تذهب وتعود أمامي ، كانت تهز ديها كما لو كانت ساحرا يحاول أن يستحضر الكلمات ، نامت يدى فى حضني ، واستمرت تقول :
ـ أنا فقط لا أعرف ماذا حدث ؟
ـ أجلسي يا سينثيا
ـ أنه فقط .. إنه فقط .. أوه .
ـ سينثيا اهدئي .
ـ لا .. لا إنه فقط .
صوبت سينثيا عينيها فى أنحاء غرفة المعيشة ، وأحنت كتفيها تجاه صدرها ، كما لو كانت خائفة من سقوط الجدران عليها ، ثم قالت :
ـ أنت مجرد قالب طوب .
ـ ماذا ؟
ـ أنت مثل قالب طوب بالنسبة لي
لم أفهم لذلك ملت نحوها وأمسكت بها من ذراعها وهي تمر من أمامي ، أخطأت " أريدك أن تبقي لدقيقة يا سينثيا ، توقفى عن الطيران حولي لا أستطيع أن أفكر في هروبك إلى الأبد " حاولت أن أمسك بها مرة أخرى ، ولكنها اندفعت بعيدا عني ورفضت الاستماع لي
ـ أنت قالب طوب .
مرة بعد مرة قالت ذلك مرات كثيرة جدا ، رنت الجملة فى أذني أنا قالب طوب . أنا قالب طوب .
شيء ما حار وهائج وغير معروف اندفع داخلي ، كانت سينثيا تمر أمامي مرة أخرى يداها تهتزان للخلف وللأمام ، قفزت من فوق الأريكة وأمسكت كوعها بعنف شديد ، لويت ذراعها فوقع كلانا على الأريكة ، أمسكت نفسي ولكن سيثنيا لم تستطع ، اندفع رأسها للخلف وصفعت الحائط وراءها ، كركرت معدتي وأنا أسمع الصوت المرعب لصفع رأسها بالحائط الأسمنتي ، ومع ذلك لم تنزف شيئا أو تجرح ، فى النهاية لم تحرك ساكنا ، فقط جلست هناك ورأسها مائلا للخلف وعينها تحدق في السقف ، غفرت لها حقا فى هذه اللحظة ، وأقسمت ألا أقول لها بعد ذلك كلمة قاسية وألا أرفض لها أبدا أي شيء تطلبه .
ـ 7 ـ
كان الضرب سريعا وحادا وقويا ، عندما فتحت الباب خطت قليلا إلى الخلف ، فلم تكن تتوقع أن ترى هذا الشخص المكسو بالبيجامة وغير الحليق ، كل ما رأيته النصف السفل من جسدها ، لاحظت استدارة فخذيها والانتفاخ المستدير من معدتها ، يداها ضخمتان بأصابع كبيرة وردية ، كانت إحداهما مستقرة على الأخرى أسفل استدارة معدتها ، بالضبط أمام الحوض .
ـ كرتي وثبت فى فنائك الخلفي .
أعلنت ذلك كما لو كانت موظف بنك يقول : "التالى من فضلك"
ـ أوه
ـ يمكنك أن ترميها من فوق السور لو أردت !
شع صوتها ونظرت إلى وجهها لأول مرة ، كانت عيناها سوداوين ورطبتين ، وكان حاجباها مقوسين فى شكل خشبة مرتدة تماما ، تحت معدتها كانت أصابعها تهتز فى قلق شديد .
غمغمت :
ـ بالتأكيد
قبل أن أمسك بمقبض الباب كانت هي قد اختفت من أمام الباب .
ـ 8 ـ
وجدت الكرة الصفراء مدفونة وسط العشب الهائج فى فنائي ، جذبت الزغب بعيدا من بعض الأماكن ، وكذلك بعض البقع المرتفعة حتى أستطيع أن أرى الكرة المطاطية تحتها ، كرة مثل هذه تحتاج إلى قفزة كبيرة حتى تصل إلى هنا .
ـ شكرا .
كانت تقف فى فنائها الخلفي ، تحدق فيً ، بينما ذقنها بالكاد تصل إلى حافة السور .
سألت وأنا أفرك بعض الزغب بين سبابتي وإبهامي :
ـ بماذا فكرت عندما تفقدين هذه الكرة ؟
ـ يمم...
ثم أنزلت عينيها إلى أسفل ثم أضافت :
ـ أنا .. أؤلف قصصا . شخصيات ، أحاديث وبعد ذلك فى الأخيرأكتب كل هذا على الكمبيوتر
ـ أوه .. أود أن أقرأ بعض ما تكتبينه لو رغبت .
ـ لا .. شكرا .. أنا لا أعرض كتابتي على أحد .
هزت رأسها وتأرجح شعرها الأسود الثقيل وهي ترد ، منتشرا على وجهها للحظة قصيرة .
عبست وأنا أرمي إليها الكرة بأقصى سرعة :
ـ وما الجيد فى ذلك إن كانت هذه القصص لا يقرأها أحد ؟
ابتسمت وهي تلتقط الكرة من الهواء بيد واحدة ، وقالت :
ـ إنه جيد بالنسبة لي !
ـ 9 ـ
دق الجرس بعد أسبوعين ، كانت تلهث ، قالت :
ـ ما زلت أبحث عنه
كانت تسوق السيارة إلى لوس أنجلوس حيث يعيش ، وقد حصلت على غرفة فى فندق ، أخذت جولات فى استديوهات السينما ، وبحثت عنه فى الملاهي الليلية ، ولم تجده بعد .
ـ هذا فى رأسك فقط يا سينثيا ، أنت لست فى حب معه .
ـ لا تقل هذا . يجب أن أجده .. معدتي تتحرق له .
بدأت تبكي عند ذلك ، أغلقت عيني لكن ذقنها المرتعش كانت فى عقلي .. أمسكت سماعة التليفون باستماتة وقلت :
ـ يجب أن تعودي إلى البيت الآن .
ـ لا أستطيع معدتي تحرقني .
ـ إنه عسر الهضم .
ـ إنه الحب .
ـ أين أنت الآن حقا يا سينثيا ؟
حاولت أن أحسب ما بقي من رصيد فى الفيزا كارت وكم تتكلف رحلة الطيران إلى لوس أنجلوس ، ليست لدي فكرة عن ذلك ، شرعت أصوغ خطابا لجويجري لكي يعد لي تذكرة طيران.
ـ أنا فى الفندق
ـ أي فندق ؟
ـ أما زلت تطعم القطة ؟
-لقد هربت القطة .
ـ ماذا ؟
- أنا أمزج .
تنهدت سينثيا ثم شحب صوتها ، أعرف أن دموعها كانت قد جفت وأنها تستعد لكى تستأنف الكلام ، كانت ما زالت تستمع إليً ، وتخيلتها وهي تمسك سماعة الهاتف بعيدا عن أذنها قليلا
ـ ما اسم الفندق الذي تسكنين فيه ؟
ـ يجب أن أذهب .
ـ على الأقل اعطني رقم تليفونك هناك .
ـ يجب أن أذهب ، أحبك ، سأكلمك فيما بعد ، اهتم بنفسك .
ـ 10 ـ
لوقت طويل أمسكت بالهاتف بجوار أذني، التهبت فتحتا أنفى من الغضب وتقوس حاجباي كما لو كنت ما زلت أتحدث إلى شخص آخر على الطرف الثانى ، لكننى كنت أنصت فقط لطنين الرقم الرتيب ، مدعيا أنني أستمع ومدعيا أنني أجيب على لا أحد ، ضربت السماعة أسفل الحامل وأمسكت إصبعي الصغير الذي انحشر أظفره تحته . خفق الألم فى إصبعي وامتد إلى باطن يدي و خلفي كان الخبط يهز كل حوائط المنزل ، قفزت على الأرض ، التقطت الهاتف ، اتصلت بالرقم 69 0 سألت الموظفة المسكينة لغرفتها ولكنها قالت شيئا ما حول أن كل معلومات الضيف سرية ، فأخبرتها أني زوج سينثيا ، وان أمها ماتت ، أم سينثيا ماتت وعمر سينثيا 11 سنة ، ولكن الموظفة أهملت أن تسال من المتحدث ، أجابت سينثيا بفضول وهي تلهث :
ـ لا تعد إلى مضايقتي .. أنا مريضة .
ـ مريضة ؟ !
ـ منك ..
ـ جيمس .
ـ اللعنة عليك .
ثم وضعت السماعة .
ـ 11 ـ
عندما غادرت المنزل فكرت أن أذهب إليها وأسألها أن توقف كل هذا الخبط ، أريد أن أقول لها أن هذا سيدفعني إلى الجنون ، كان هذا بالضبط ما أعزم عليه ، قبل أن تراني أسير نحو ممرها ، كانت قد أمسكت بالكرة وأوقفت الضرب ، لم تفاجأ بي مطلقا ، كما لو كان يحدث هذا كل يوم ، ذلك فى المرات العديدة من قبل ، ثمة رجل سقطت زوجته فى حب نجم سينمائي يسير نحو ممر منزلها .
ـ 12 ـ
ـ ما اسمك ؟
ـ مارلا دوكس .
ـ كم عمرك ؟
ـ 31 سنة .
ـ حقا !
تمتمت مارلا:
ـ لا .. أنا عمرى حقيقة 21 سنة ، فقط أضفت عشر سنوات ، لأن ذلك يعطيني السلطة .
كنت أشعر بالألم الشديد ، فلم اعتد السخرية مطلقا .
ـ 13 ـ
كانت ترقد على جانبها الأيمن ، تلتف ملاءة السرير حول ساقيها ، بينما كنت أرقد على ظهري ، محدقا فى السقف ، يداي مدسوستان تحت إبطى ، وكان عرقي الخفيف المنتشر يستحثني على الذهاب إلى الحمام ، أدرت رأسي تجاه مارلا ، وضغطت بخدي على ظهرها العاري الفسيح ، لم تستجب مارلا للمس ، فقط حدقت خارج الغرفة عبر الشباك المقابل لمنزلي ، سحبت خدي بعيدا ، يبدو أنه من غير الملائم محاولة العناق ، ويبدو أنه من الخطأ أن أتكلم ، أريد أن أغادر ، لكن ذلك أيضا يبدو غير لائق أن أختلس البحث عن لباسي الداخلي وجوربي الوحيد الذي نجحت فى أن أخلعه فى عجلة ، لم أعتد ذلك ، ليس لدى خبرة بشكليات ما بعد الجنس ، كانت سينثيا الفتاة الوحيدة التي أبدأ بها وأتحدث معها حول الحب كل ما أريده أن يأتي زلزال ويهز غرفة النوم ويشق المكان تحت السرير ، أود أن أسقط فى الشق المظلم العميق للأرض واختفي للأبد ، عند ذلك قالت مارلا :
ـ هناك ضوء .
ـ ضوء ؟
ارتججت فوق السرير ، ازدحمت رأسي بالأحمر والأصفر واختلطت الزوايا .
ـ نعم ضوء فى منزلك وقد أضيء حالا .
قالت ذلك كما لو كانت تريد أن تقول : القادم من فضلك ، تماما مثل موظف البنك .

ـ 14 ـ
كانت سينثيا تقف فى المدخل الأمامى ، الحقيبة الأسطوانية مستندة إلى الحائط ، دون دبابيس الأمان ، وقد اتسع الخرق الممزق جدا الآن .استطعت أن أرى جانبا من التيشرت بارزا
التفتت سينثيا نحوي وهزت كتفيها ، لاحظت أن كتفيها يرتفعان حتى يصلان إلى أذنيها ، ثم تنزلان ثانية ، وعند ذلك زفرت ، كانت زفرتها مثل اصطدام الماء بالشاطئ ، هدأتني وأسكنتني ، كنت أعرف ، عرفت ذلك جيدا .




* المؤلفة : رامونا باركيرت ، كاتبة قصة وسيناريو أمريكية نشرت العديد من قصصها القصيرة فى المواقع الالكنرونية على الانترنت. تخرجت مؤخرا من جامعة نيويورك وتعيش في تورونتو





صورة مفقودة
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...