منقول - أسرت وفي قلبي لهيبٌ تضرما

أسرت وفي قلبي لهيبٌ تضرما = بحبل وصالٍ في الفراق تصرما
وحب فتاةٍ كان قـلـبـي حـبـهـا = وقد سلبت عقلي بخـدٍ تـنـعـمـا
لها الحاجب المقرون والطرف أحور = وثغرٍ يحاكي البرق حين تبـسـمـا
لها من سنين العمر عشـر وأربـع = ودمعي حكى في حب هاتيك عندما
فعانيهـا مـا بـين نـهـرٍ وروضةٍ = بوجه يفوق البدر في أفق السـمـا
وقفت لها شبـه الأسـير مـهـابةً = وقلت سلام الله يا ساكن الحـمـى
فردت سلامي عـنـد ذلـك رغـبة = بلطف حديث مثل در تـنـظـمـا
وحين رأت قولي لديها تحـقـقـت = مرامي وصار القلب منها مصممـا
وقالت أما هـذا الـكـلام جـهـالة = فقلت لها كفي عن الصب ألـومـا
فإن تقبليني اليوم فالخـطـب هـين = فمثلك معشوقاً ومثلـى مـتـيمـا
فلما رأت مني المرام تـبـسـمـت = وقالت ورب خالق الأرض والسمـا
يهودية أقسـى الـنـهـود ديتـهـا = وما أنت إلا للنصـارى مـلازمـا
فكيف ترى وصلي ولست بملـتـي = فإن تبع هذا الفعل تصبـح نـادمـا
وتلعب بالدينين هل حل في الهـوى = ويصبح مثلي بالمـلام مـكـلـمـا
وتهوى به الأديان في كـل وجـهةٍ = وتبقى على ديني ودينك محـرمـا
وتحلف بالإنجيل قـولاً مـحـقـقـاً = لتحفظ سري في هواك وتكـتـمـا
وأحلف بالـتـوراة إيمـان صـادقٍ = بأني على العهد الذي قد تـقـدمـا
حلفت على ديني وشرعي ومذهبـي = وحلفتها مثلي يمينـاً مـعـظـمـا
وقلت لها ما الاسم يا غاية المـنـى = فقالت أنا زين المواصف في الحما
فناديت يا زين المواصـف أنـنـي = بحبك مشغوف الـفـؤاد مـتـيمـا
وعاينت من تحت اللثام جمـالـهـا = فصرت كئيب القلب والحال مغرما
فما زلت تحت الستر أخضع شاكـياً = كثير غرام في الفؤاد تـحـكـمـا
فلما رأت حالي وفـرط تـولـهـي = أمالت لي وجهاً ضاحكاً متبسـمـا
وهبت لنا ريح الـوصـال وعـرت = نوافج عطر المسك جيداً ومعصمـا
وقد عبقت منها الأماكـن كـلـهـا = وقبلت من فيها رحيقاً ومبـسـمـا
ومالت كغصن البان تحـت غـلائل = وحللت وصلا كان قبل مـحـرمـا
وبتنا بجمع الشمل والشمل جـامـع = بضم ولثم وارتشاف من الـلـمـى
وما زينة الدنيا سوى مـن تـحـبـه = يكون قريباً منك كي تتـحـكـمـا
فلما تجلى الصبح قامـت وودعـت = بوجه جميل فائق قمـر الـسـمـا
وقد أنشدت عند الوداع ودمـعـهـا = على الخد منثوراً وبعضها منظمـا
فلم أنس عهد الله ما عشت في الورى = وحسن الليالي واليمين المعـظـمـا
 
أعلى