رجع إلى أخبار النساء
- ومنهن العبادية جارية المعتضد عباد (1) ، والد المعتمد، أهداها إليه مجاهد العامري من دانية، وكانت أديبة، ظريفة، كاتبة، شاعرة، ذاكرة لكثير من اللغة، قال ابن عليم في شرحه لأدب الكتاب لابن قتيبية، وذكر الموسعة وهي خشبة بين حمالين يجعل كل واحد منهما طرفها على عنقه، ما صورته: وبذكر الموسوعة أغربت جارية لمجاهد أهداها إلى عباد كاتبة شاعرة على علماء إشبيلية وبالهزمة (2) التي تظهر في أذقان بعض الأحداث،وتعتري بعضهم في الخدين عند الضحك، فأما التي في القن فهي النونة، ومنه قول عثمان رضي الله تعالى عنه: دسموا (3) نونته لتدفع العين، وأما التي في الخدين عند الضحك فهي الفحصة، فما كان في ذلك الوقت في إشبيلية من عرف منها واحدة0
وسهر عباد ليلة لأمر حزبه وهي نائمة، فقال:
تنام ومدنفها يسهر وتصبر عنه ولا يصبر
فأجابته بديهة بقولها:
لئن دام هذا وهذا له ... سيهلك وجداً ولا يشعر (4) ويكفيك هذا شاهداً على فضلها يرحمها الله تعالى وسامحها (5) .
__________
(1) ترجمتها في الذيل والتكملة (آخر جزء الغرباء)، وما أثبته المقري منقول بنصه عنه.
(2) هكذا في الذيل، وفي ق: وبالفرجة.
(3) م: وسموا؛ وهي بالدال في الذيل وفوقها علامة " صح " .
(4) الذيل: ولا يصبر.
(5) وسامحها: زيادة من ق.
[SIZE=5]* نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - الباب السابع ج4 ص284[/SIZE]
المؤلفْ: المقَّري، أبو العباس