أحمد عبده ماهر - رعب الفقه الأسود

الفقهاء والأئمة والعلماء والأقطاب والأولياء والأصفياء كلها ألقابا بشرية يخلعها بشر على بشر، فماذا قدّم لنا هؤلاء العلماء عبر أكثر من 1400 سنة.
لقد قدموا لنا التهافت لأجل الحصول على فروج النساء، حتى أن سيدهم البخاري بكتابه الذي يقولون عنه أنه أصح كتاب بعد كتاب الله تجد موجودا به عنوان لأحد الأبواب اسمه [الحيلة في النكاح] حيث أجاز فضيلته أن تحتال لتحصل على فرج المرأة التي تبغيها أو الفتاة التي تنشدها.
لكن هناك خصيصة أخرى بفقهنا الإسلامي الذي صنعه هؤلاء البشر الذين يقال عنهم بأنهم علماء حيث قالوا عنه بأنه شريعة الله، وهاجموا من يخالف إجماعهم وقام غالبيتهم بتكفير ذلك المخالف، ألا وهو فقه الخوف والرعب الذي استندوا فيه لمدوناتهم البشرية.
فقالوا بفقه الرعب الأسود ما يلي:
1- أمطرونا بما يسمى عذاب القبر والثعبان الشجاع الأقرع، ومرزبات الحديد التي تخسف بك الأرض، والتئام الأرض على جثث الأموات حتى تختلف فيها أضلاعهم، وصراخ الأموات الذي لا تسمعه إلا البهائم، وتلك النسوة المعلقات من شعورهن اللائي كن يكشفنها في الدنيا، وأخريات معلقات من أثدائهن لأنهن كُنَّ يظهرن أثدائهن للأجانب....
والقبور المشتعلة نارا على أصحابها ...وغير ذلك من البلايا التي تفننوا بالإسهاب فيها لزوم أفلام الرعب التي يتبارون فيها مع ألفريد هيتشكوك المؤلف العالمي لصناعة أفلام الرعب بالعالم.
2- وتلك المرأة التي استعطرت فمرت على الرجال ليجدوا ريحها فتم احتساب رائحتها كزنا الزواني فصارت كمن ارتكبت كبيرة من الكبائر ولم تتوب.
3- وتلك النسوة اللائي لا يدرين بأن الله قد خصص لهن ملائكة تقوم بلعنهن خصيصا للزوجات اللائي يرفضن مضاجعة أزواجهن..فذلك من فقه الرعب الأسود حيث لا تكون تلك اللعنات الملائكية المستجابة إلا في ظلام الليل وحتى الصباح.
4- وتلك المرأة التي دخلت النار في هرّة حبستها رغم أن النار مغلقة ولم يدخلها أحد حتى الآن لكنه الفقه الأسود الذي يدخلك كيفما يريد ووقتما يشاء.
5- وموضوع الأختام لا يجب إغفاله أو نسيانه فهناك ذنوب إن فعلتها يختم الله على قلبك فتكون من الغافلين مغفلة أبدية لتدخل نار جهنم خالدا مخلدا فيها.
6- وهناك من جرجر ثوبه خيلاء فهو في النار، وذلك الآخر الذي يلبس ثوب شهرة يدخلون النار نظرا لطول ثيابهم أو لفخرهم بجمال ثوبهم..
7- ولا تنس أن الله قادر على أن يحبط عملك ويهدم كل حسناتك لخطأ واحد ارتكبته ثم لسبب أو آخر انتهى أجلك فجأة وأنت على ذلك الخطأ....ففقه الرعب الأسود يقول بأن الله الظالم لا يحتسب لك أي حسنة قمت بها في حياتك ..بل ويدخلك النار لأنه تم ختام حياتك بسوء في خطأ واحد ارتكبته.
ويحكون في ذلك الروايات التي تدل على فساد الإيمان وينسبونها لأبي بكر الصديق من أنه لا يأمن مكر الله ولو إحدى قدميه بالجنة....وكأن أبا بكر كان يتعامل مع أحد الأنذال في إحدى الحانات أو المراقص وليس مع الرحمن الرحيم...ولا حول ولا قوة إلا بالله...واستغفر الله من بلاياهم وفقههم الأسود.
8- والذي يشرب في آنية الفضة فكأنما يجرجر في بكنه نار جهنم [رياض الصالحين].
9- ويروي سيدك البخاري بأنك قد تتكلم بالكلمة من سخط الله لا تلقى لها بالا تهوي بها في النار سبعين خريفا....ولا أظنك تستطيع الخروج من هذا العمق العميق في جهنم.
10- واتفق علماء المسلمين على أن كل مصور قام بتصوير شيء مما به روح فإنه يعذب بنار جهنم ويقال له هيا أحيي ما قمت بتصويره...وهو من أشد الناس عذابا يوم القيامة.
11- وهناك رعب جسر جهنم المضروب فوقها وهو أحد من الشعرة ومطلوب منك العبور على تلك الشعرة التي عليها كلاليب تخطفك لتغمسك بنار جهنم على قدر أعمالك السيئة بالدنيا.....فقه الرعب الأسود.
12- وهناك ثلاثة أصناف من البشر لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب عظيم )المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب( رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
13- وعندهم أن من أساء من المسلمين أخذه الله بعذاب خطاياه بالإسلام وبعذاب ما كان منه قبل الإسلام قال رجل يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية قال من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر رواه سيدك البخاري حيث لا يهتم البخاري بحسناتك ولا بالقرءان الذي قال [فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره].
14- من حلف بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم ولعن المؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله.
وسأكتفي بهذا ....وهكذا فالله يتربص بكم ليعذبكم، بينما هو بالقرءان رحمن رحيم، وهو يتوب على من تاب وهو يبدل سيئاتكم حسنات وهو يمحو السيئات إذا ما اقترفتم الحسنات...لكن الفقهاء مهتمون بكل ما به عذاب وكل ما به شقاء ولعنات، وهم لا يتراجعون أبدا عن ذلك العذاب والشقاء والويل والثبور وعظائم الأمور.



مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلام
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...