نقوس المهدي
كاتب
قال تعالى في محكم كتابه الكريم
(وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون 28 فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين 29 فسجد الملائكة كلهم أجمعون 30 إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين )31 الحجر. أنا لا أريد أن أخوض في التفاسير المتعددة لهذه الآيات ولكن من الواضح أن الجسد كان وعاء لهذه الروح المقدسة ولذلك أمر سبحانه عزّ وجل الملائكة أن يسجدوا لهذا الجسد الذي خلقه من طين ومن ثم فأن هذا الجسد المخلوق من الطين اكتسب قدسيته من هذه الروح ولهذا فأن قوله تعالى وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا 93. جاء مكملا لضرورة احترام هذا الجسد .
فهذا التهديد والوعيد يتناسب مع قدسية هذا المخلوق ونحن نعرف أن الروح لا تقتل بل يتوفاها الله وإنما الذ? يقتل هو الجسد فقد أعطى الله سبحانه هذه الحصانة لهذا الجسد ووضع العقوبات والديات حتى عند تعرضه للجرح والخدش ..
وكان لابد لهذا الجسد أن تكون له لغة خاصة به يفهمها هو والجسد الآخر ويلبي حاجاته من خلال هذا التفاهم مع الذات أيضا ،حيث يتطلب أن يأكل وأن يشرب وأن يتنفس وأن ينام وهنا تعمدتُ ان ألجأ للقرآن الكريم وأستشهد بهذه الآيات حتى تكون الفائدة أعمّ وأكثر ففي الشريعة السمحاء الكثير مما يخص موضوع البحث … وقوله تعالى:فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة..يقول الفرّاء جعل يلصقان عليهما من ورق التين…الواقع في هذه القصة إخبار متى بدأ الإنسان يتعرف إلى جسده ويدرك بعض الوظائف الجسدية التي يمكن أن تخلّد الإنسان من خلال ممارسته لهذه الوظيفة والتي أطلق على هذه العملية عدة أسماء في اللغة مازلنا نتداولها.ويتطرق القدماء من الأئمة وعلماء الدين في مصنفاتهم الى مواضيع يمتزج فيها الفقه بالأخلاق بالموعظة الحسنة بالحكمة وبالطب بدون أدنى حرج وحشمة .. ويسوقون الحجج المبنية على الشريعة الإسلامية والمدعومة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والحكايات الواقعية والأخبار والأشعار القديمة في الدفاع عن مواقفهم وآرائهم، ولم يجدوا حرجا في تسمية الأشياء بأسمائها، وبتلفظ أسماء العملية الجنسية ووصفها وصفا صريحا ، ذلك أن أبا عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الشهير بالجاحظ يقول في هذا الشأن: ” وإنما وُضِعت هذه الألفاظ ليستعملها أهل اللغة، ولو كان الرأي ألاّ يُلفظ بها ما كان لأوّلِ كونها معنىً، ولكان في التَّحريم والصَّون للُغة العرب أن تُرفع هذه الأسماء والألفاظ منها.”
ويدعم رأيه بالعديد من الأحاديث والأسانيد الدينية منها على سبيل المثال:
“وقد رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه أنه قال: ” إنِّي لأستجمُّ نفسي ببعض الباطل مخافة أن أحمل عليها من الحقّ ما يُملُّها ” .”
سألتني الأديبة رائدة جرجيس ذات مرة عن علاقة صورة كيم كاردشيان التي علقتها على الصفحة بالقصيدة الشعبية التي كتبتها ؟ قلت لا علاقة، كانت القصيدة تتحدث عن شيء لا تمثله كاردشيان ولكني كنت أريد أن أرى ما تمثله هذه الصورة للآخرين، وهل يتمكنوا من إيجاد روابط بين الصورة والنص ،وهل سيشغلهم النص أم الصورة ،هل سيكون الفكر الجمعي للمتلقي قادراً على تكملة الصورة الشعرية بالصورة الشخصية لـ كاردشيان؟
الواقع هذه ليست المرة الأولى التي انشر بها صوراُ كهذه وأحيانا تكون مرافقة لنصوص ايروسية وفي عدة مواقع ، وفي بعض الأحيان أنشر نصاً أيروسياً دون صور وفي مواقع ثقافية وأدبية تحتوي على مجموعة من المثقفين والشعراء والكتّاب ،كنت أتابع ردود أفعال القرّاء بين من يستحسن النص وبين من يرفضه ويتهجم على الشاعر وبين من يتابع الصورة دون النص ومنهم من يجعل الصورة مكملة للنص وهكذا . أعرف من هذا أن هناك لغة للجسد الذي تمثله الصورة يقرأها كل حسب فهمه لهذه اللغة عندما تكون مؤطرة بإطار شعري بعيدا عن الإسفاف والفهم السطحي ….يقول نقوس المهدي يقتحم الأدب الإيروسي خلوة المحرم وتفاصيله.. صانعاً من ذلك دلالات شبقية ولذاذات تعبيرية مستعينا بمكر اللغة وجموحها وبراعتها ورقتها وبلاغة بيانها للدلالة على جمالية وشبقية العواطف البشرية، حتى ليبدو الإيحاء الفني والخيال الواسع هو المنتج الرئيسي للصور الشعرية….
يرى رولان بارت أن الكلمة تكون شبقية بشرطين متعارضين هما التكرار والحضور غير اللائق. ويلقى بعض القراء الكثير من التحرج في قراءة هذه النصوص.. أو يقرأها آخرون تحت ستر الظلام وفي الخفاء.. فيما لا تخلو مكتبات البعض من كتب من هذا النوع من الكتابة الأدبية.. وقد عرف التراث العربي العديد من النماذج الايروسية شعرا وكتابة، ووصلت ألينا قصائد لامرئ القيس والنابغة الذبياني هي من الجمال في النهاية حتى إننا بتنا نتصور ونعتقد جازمين بان هذين الشاعرين وغيرهما ممن كتبوا في هذا المضمار لو تأخر بهم العمر كثيرا لأقيمت لهم المحاكمات، وأحرقت أشعارهم وكتبهم ، ولأعدموا أو ليزج بهم في السجون في حين عندما سئل الرسول عن أشعر الشعراء قال الملك الضليل ويقصد به امرأ القيـــــس والكل يقرأ معلقته وما فيها من نصوص ايروسية:
فظلُّ العذارى يرتمين بلحمها **** وشحمِ كهداب الدمقس المفتل
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة **** فقالت لك الويلات إنك مرجلي
تقول وقد مال الغبيط بنا معاً **** عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ
فقلت لها سيري أرخي زمامه **** ولا تبعديني من جناك المعللِ
فمثلكِ حبلى قد طرقت ومرضع **** فألهيتها عن ذي تمائم محول
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له **** بشقٍ وتحتي شِقها لم يُحَوَّلِ
لا يخفى على من يقرأ هذه الأبيات كم فيها من الشبقية والتلذذ ولكن الصياغة الشعرية المتفردة لشاعر يعتبر من طبقة الفحول أعطى للمفردات الايروسية صورة بلاغية عالية .وعلى الرغم من تهديد الخليفة عمر بن عبد العزيز فان عمر بن أبي ربيعة لم يخف فقد استمر في تغزله ببنات العرب ويحكي وقائع اللقاءات الجسدية ومغامراته العاطفية آنذاك.
وناهدة الثديين قلت لها اتّكي
على الرمل من جبّانة لم توسـد
فقالت على اسم الله أمرك طاعة
وإن كنت قد كلّفت ما لم أُعـــــوّد
فلماّ دنا الإصباح قالت فضحتني
فُقم غير مطرود وإن شئت فازدَد
تشير الايروسية الى الرغبة الجنسية العارمة والجامحة في الحب والعشق.. ومن بين الأسماء التي أطلقت على الجنس هو علم ألباه. وهذا النوع من الكتابة ليس بطارئ أو جديد على ميدان الأدب بل تضرب جذوره عميقا في القدم ذلك ان ” ايروس ” في الأسطورة اليونانية هو ابن آرس وأفروديت، وهو كيوبيد لدى الرومان القدماء.. وترتبط بالعهود القديمة وتحديدا بالكتب المقدسة وخاصة ما جاء في ” سفر حزقيال” ..
يقول بودلير أيضا”أغبياء البرجوازية الذين يتشدقون دائماً بكلمات من قبيل “لاأخلاقي” “لاأخلاقية”، “الأخلاق في الفن” وغيرها من الحماقات، يذكرونني بـــ “لويز فيلديو”، وهي عاهرة بخمسة فرنكات، رافقتني ذات يوم في زيارة إلى اللوفر، وكانت تلك أول مرة تزور فيها هذا المتحف، فاحمرَّ وجهها وراحت تغطيه بكفها وتجذبني من كُــــم سترتي، متساءلةً أمام اللوحات الخالدة: كيف أمكن عرض هذه العَوْرات على الناس؟
وأعتقد جازما أن ما أخجل هذه العاهرة ليس الدين كما يدعي البعض من المتدينين إنما هي بعض العقد النفسية التي ترافق الإنسان منذ طفولته دون أن يشعر بها وإلا هي وكما يصفها بودلير عاهرة بخمسة فرنكات أي بمعنى مهنتها أن تمارس الجنس مع كل الطبقة العاملة التي تستطيع أن توفر هذه الفرنكات وتتعرى أمام هذا الجمع ولكنها خجلت عندما رأت نفسها بمواجهة التمثال العاري في اللوفر فهي نظرت الى نفسها عارية أمام الجمهور وهذا مالم تتمكن من احتماله…
(وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون 28 فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين 29 فسجد الملائكة كلهم أجمعون 30 إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين )31 الحجر. أنا لا أريد أن أخوض في التفاسير المتعددة لهذه الآيات ولكن من الواضح أن الجسد كان وعاء لهذه الروح المقدسة ولذلك أمر سبحانه عزّ وجل الملائكة أن يسجدوا لهذا الجسد الذي خلقه من طين ومن ثم فأن هذا الجسد المخلوق من الطين اكتسب قدسيته من هذه الروح ولهذا فأن قوله تعالى وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا 93. جاء مكملا لضرورة احترام هذا الجسد .
فهذا التهديد والوعيد يتناسب مع قدسية هذا المخلوق ونحن نعرف أن الروح لا تقتل بل يتوفاها الله وإنما الذ? يقتل هو الجسد فقد أعطى الله سبحانه هذه الحصانة لهذا الجسد ووضع العقوبات والديات حتى عند تعرضه للجرح والخدش ..
وكان لابد لهذا الجسد أن تكون له لغة خاصة به يفهمها هو والجسد الآخر ويلبي حاجاته من خلال هذا التفاهم مع الذات أيضا ،حيث يتطلب أن يأكل وأن يشرب وأن يتنفس وأن ينام وهنا تعمدتُ ان ألجأ للقرآن الكريم وأستشهد بهذه الآيات حتى تكون الفائدة أعمّ وأكثر ففي الشريعة السمحاء الكثير مما يخص موضوع البحث … وقوله تعالى:فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة..يقول الفرّاء جعل يلصقان عليهما من ورق التين…الواقع في هذه القصة إخبار متى بدأ الإنسان يتعرف إلى جسده ويدرك بعض الوظائف الجسدية التي يمكن أن تخلّد الإنسان من خلال ممارسته لهذه الوظيفة والتي أطلق على هذه العملية عدة أسماء في اللغة مازلنا نتداولها.ويتطرق القدماء من الأئمة وعلماء الدين في مصنفاتهم الى مواضيع يمتزج فيها الفقه بالأخلاق بالموعظة الحسنة بالحكمة وبالطب بدون أدنى حرج وحشمة .. ويسوقون الحجج المبنية على الشريعة الإسلامية والمدعومة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والحكايات الواقعية والأخبار والأشعار القديمة في الدفاع عن مواقفهم وآرائهم، ولم يجدوا حرجا في تسمية الأشياء بأسمائها، وبتلفظ أسماء العملية الجنسية ووصفها وصفا صريحا ، ذلك أن أبا عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الشهير بالجاحظ يقول في هذا الشأن: ” وإنما وُضِعت هذه الألفاظ ليستعملها أهل اللغة، ولو كان الرأي ألاّ يُلفظ بها ما كان لأوّلِ كونها معنىً، ولكان في التَّحريم والصَّون للُغة العرب أن تُرفع هذه الأسماء والألفاظ منها.”
ويدعم رأيه بالعديد من الأحاديث والأسانيد الدينية منها على سبيل المثال:
“وقد رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه أنه قال: ” إنِّي لأستجمُّ نفسي ببعض الباطل مخافة أن أحمل عليها من الحقّ ما يُملُّها ” .”
سألتني الأديبة رائدة جرجيس ذات مرة عن علاقة صورة كيم كاردشيان التي علقتها على الصفحة بالقصيدة الشعبية التي كتبتها ؟ قلت لا علاقة، كانت القصيدة تتحدث عن شيء لا تمثله كاردشيان ولكني كنت أريد أن أرى ما تمثله هذه الصورة للآخرين، وهل يتمكنوا من إيجاد روابط بين الصورة والنص ،وهل سيشغلهم النص أم الصورة ،هل سيكون الفكر الجمعي للمتلقي قادراً على تكملة الصورة الشعرية بالصورة الشخصية لـ كاردشيان؟
الواقع هذه ليست المرة الأولى التي انشر بها صوراُ كهذه وأحيانا تكون مرافقة لنصوص ايروسية وفي عدة مواقع ، وفي بعض الأحيان أنشر نصاً أيروسياً دون صور وفي مواقع ثقافية وأدبية تحتوي على مجموعة من المثقفين والشعراء والكتّاب ،كنت أتابع ردود أفعال القرّاء بين من يستحسن النص وبين من يرفضه ويتهجم على الشاعر وبين من يتابع الصورة دون النص ومنهم من يجعل الصورة مكملة للنص وهكذا . أعرف من هذا أن هناك لغة للجسد الذي تمثله الصورة يقرأها كل حسب فهمه لهذه اللغة عندما تكون مؤطرة بإطار شعري بعيدا عن الإسفاف والفهم السطحي ….يقول نقوس المهدي يقتحم الأدب الإيروسي خلوة المحرم وتفاصيله.. صانعاً من ذلك دلالات شبقية ولذاذات تعبيرية مستعينا بمكر اللغة وجموحها وبراعتها ورقتها وبلاغة بيانها للدلالة على جمالية وشبقية العواطف البشرية، حتى ليبدو الإيحاء الفني والخيال الواسع هو المنتج الرئيسي للصور الشعرية….
يرى رولان بارت أن الكلمة تكون شبقية بشرطين متعارضين هما التكرار والحضور غير اللائق. ويلقى بعض القراء الكثير من التحرج في قراءة هذه النصوص.. أو يقرأها آخرون تحت ستر الظلام وفي الخفاء.. فيما لا تخلو مكتبات البعض من كتب من هذا النوع من الكتابة الأدبية.. وقد عرف التراث العربي العديد من النماذج الايروسية شعرا وكتابة، ووصلت ألينا قصائد لامرئ القيس والنابغة الذبياني هي من الجمال في النهاية حتى إننا بتنا نتصور ونعتقد جازمين بان هذين الشاعرين وغيرهما ممن كتبوا في هذا المضمار لو تأخر بهم العمر كثيرا لأقيمت لهم المحاكمات، وأحرقت أشعارهم وكتبهم ، ولأعدموا أو ليزج بهم في السجون في حين عندما سئل الرسول عن أشعر الشعراء قال الملك الضليل ويقصد به امرأ القيـــــس والكل يقرأ معلقته وما فيها من نصوص ايروسية:
فظلُّ العذارى يرتمين بلحمها **** وشحمِ كهداب الدمقس المفتل
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة **** فقالت لك الويلات إنك مرجلي
تقول وقد مال الغبيط بنا معاً **** عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ
فقلت لها سيري أرخي زمامه **** ولا تبعديني من جناك المعللِ
فمثلكِ حبلى قد طرقت ومرضع **** فألهيتها عن ذي تمائم محول
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له **** بشقٍ وتحتي شِقها لم يُحَوَّلِ
لا يخفى على من يقرأ هذه الأبيات كم فيها من الشبقية والتلذذ ولكن الصياغة الشعرية المتفردة لشاعر يعتبر من طبقة الفحول أعطى للمفردات الايروسية صورة بلاغية عالية .وعلى الرغم من تهديد الخليفة عمر بن عبد العزيز فان عمر بن أبي ربيعة لم يخف فقد استمر في تغزله ببنات العرب ويحكي وقائع اللقاءات الجسدية ومغامراته العاطفية آنذاك.
وناهدة الثديين قلت لها اتّكي
على الرمل من جبّانة لم توسـد
فقالت على اسم الله أمرك طاعة
وإن كنت قد كلّفت ما لم أُعـــــوّد
فلماّ دنا الإصباح قالت فضحتني
فُقم غير مطرود وإن شئت فازدَد
تشير الايروسية الى الرغبة الجنسية العارمة والجامحة في الحب والعشق.. ومن بين الأسماء التي أطلقت على الجنس هو علم ألباه. وهذا النوع من الكتابة ليس بطارئ أو جديد على ميدان الأدب بل تضرب جذوره عميقا في القدم ذلك ان ” ايروس ” في الأسطورة اليونانية هو ابن آرس وأفروديت، وهو كيوبيد لدى الرومان القدماء.. وترتبط بالعهود القديمة وتحديدا بالكتب المقدسة وخاصة ما جاء في ” سفر حزقيال” ..
يقول بودلير أيضا”أغبياء البرجوازية الذين يتشدقون دائماً بكلمات من قبيل “لاأخلاقي” “لاأخلاقية”، “الأخلاق في الفن” وغيرها من الحماقات، يذكرونني بـــ “لويز فيلديو”، وهي عاهرة بخمسة فرنكات، رافقتني ذات يوم في زيارة إلى اللوفر، وكانت تلك أول مرة تزور فيها هذا المتحف، فاحمرَّ وجهها وراحت تغطيه بكفها وتجذبني من كُــــم سترتي، متساءلةً أمام اللوحات الخالدة: كيف أمكن عرض هذه العَوْرات على الناس؟
وأعتقد جازما أن ما أخجل هذه العاهرة ليس الدين كما يدعي البعض من المتدينين إنما هي بعض العقد النفسية التي ترافق الإنسان منذ طفولته دون أن يشعر بها وإلا هي وكما يصفها بودلير عاهرة بخمسة فرنكات أي بمعنى مهنتها أن تمارس الجنس مع كل الطبقة العاملة التي تستطيع أن توفر هذه الفرنكات وتتعرى أمام هذا الجمع ولكنها خجلت عندما رأت نفسها بمواجهة التمثال العاري في اللوفر فهي نظرت الى نفسها عارية أمام الجمهور وهذا مالم تتمكن من احتماله…