سُلطانة بني صخر - هل هذه الفتاة قابلة للأكل؟

1

شرطة الآداب
أجهل الغاية من وجودها
هي تأخذ البغاء على محمل الجد
في البداية وسرعان ما يتسرب قوادوها
ليلة مجانية تحت التهديد!

أمي
التي كانت تدرب قلبي على العمى
لا يشغل بالها ذلك
طالما البيت مفتوح ويعمل
والزبائن تحفظ رقم الهاتف
وفي جيوب معاطفها ما يكفي من نقود.

يسألها الزبائن:
هل هذه الفتاة قابلة للأكل؟
أمي تهز رأسها
وتقهقه بعهرٍ لدقيقة كاملة
وأنا أبحث عن مخبأ بحجم خوفي
وينتهي الليل كذلك.

زبون الليل أنيقٌ دومًا
يدخن "الكينت"
ويحمل تحت إبطه زجاجة من نبيذ فاخر
بيتنا ملهىً محترم
يستقطب رجال الدولة
ورجال العصابات
هو نافعٌ لكل زواره
وبعيد عن أعين الحسد.

كبرتُ ويا حسرة بدني
الذي تفشت به الضخامة
وطلّ نهداي على العالم
النهد يحكم
وينتصر.

والعتاب لا يجدي نفعًا
ولا يعيد للمرأة غشاء بكارتها
هذه المهنة ما أن تزدهر
يصير من الصعب جدًا إطفاء شهرتها
لهذا كنّا امرأتين متصالحتين.

الرجل الأول كان طبيبيّ النفسي
والدافع الأول كان الفقر
نحن إذًا متعادلتين يا أمي
لا لنا ولا علينا.

كيف تؤكل للمرة الأولى فتاة تجهل طرق الطهي
وتجفل من الوجوه:
بكل بساطةٍ توهمها أمها أن وجهها مصفر
والحياة جميلة
تشككها في شكِّها
وتستدعي طبيبًا نفسيًا تقول له هذه المسكينة
التي مسخها الحظ داوها بالتي هي الـ...
تنام مرةً
وتستيقظ بعدها للأبد..

2

المدن البائسة
لا يثمر في قلبها شيء
مثال على ذلك هذا البلد الخراب
يفتقر لأخصائي واحد يعالج القهر
أو يشخّص الفتيات المتراميات
على خاصرة القبيلة
لذلك وجه الحياة نكد
وعين القبيلة وقحة
لا يقلعها إلا سمعةٌ تكسر ظهرها
وتنكّس حاجبها الأسود.

شناعتي المتلبسة ظهر جدائلي
بعد أن بقر خوفي عينها
وخسرتُ مصداقيتي
لاذت بالتي هي أحسن لأسفل الدار
مرة أغلقتُ على بقاياي في الأعلى
وأرسلت دمية تنام في سريري.

الدمية تمّل من السرير
وتهرب من النافذة
وغرفة البنت لا ينفع بقاؤها شاغرة
أؤجل مهمة الأهل بغسل العار
وأجمع ما تبقى من أعضائي التالفة
وأرجع بنا للدار.

العجوز في الخارج مع نصف عشيرته
يتعكز على الأحفاد
وأبي في صدر ملعبه يمسك يد الباب
وأمي تقول لا تفتح قبل أن أصلّح وجه البنتِ.

أنا علكة
تلوكني الألسن
وتبصقني
بعد أن قذف علّته
أسفل بطني
وطلّقني.





 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...