نقوس المهدي
كاتب
تعريف الجنس
الكلام عن الجنس عموماً صادم للعقول ومستفز للمشاعر، ومؤرق لأصحاب البديهيات الجاهزة، ومقلق لعشاق المألوف والمعتاد، ولذلك سنحاول أن نجيب أولاً عن السؤال الخالد الذى تعتبرونه بديهياً "ماهو الجنس؟".
قال فرويد فى عام 1943 إجابة عن هذا السؤال "لا يكاد يشك إنسان فيما هو المقصود بكلمة الجنس، ولكن من المؤكد أن أول ما يتبادر إلى ذهنه من معانٍ هو معنى العيب الذى لا بد ألا يذكر".
وقال مالينوفسكى 1929 "الجنس ليس مجرد اللقاء الفسيولوجى بين إثنين ولكنه الحب وصناعته، إنه نواة الزواج وتكوين الأسرة، إنه فى الحقيقة يسيطر على كل مظاهر ثقافتنا، الجنس بمعناه الواسع هو قوة إجتماعية وثقافية وليس لقاء عابراً بين رجل وإمرأة".
قال عنه هنرى ميللر 1961 "الرجال يعشقون الجماع وكذلك النساء، ولكن ليس هذا معناه أن تقع فى حب كل من تجامعها".
ثلاثة عمالقة وضعوا الجنس على طاولة التشريح، وأخذوا فى دراسة شرايينه وأوردته وأعصابه، كل منهم رأه من منظوره الخاص....
فرويد رآه من كقوة سيكلوجية وبيولوجية، ومالينوفسكى أكد على ابعاده الإجتماعية والثقافية، أما هنرى ميللر فقد إستخدم فى رواياته التعبيرات الصريحة عن الجنس حتى يحدث الصدمة ويزعزع المعتقدات الشائعة ويمنح الجنس أبعاداً فلسفية وعميقة.
ما نخرج به من هذه الأقوال أو الآراء هو أن الجنس له أبعاده الإنسانية والشخصية البعيدة عن مجرد قدرة شخص على الإستجابة أو التأثير المثير.
كما ذكرنا فى مقالاتنا السابقة عن الحب، فإن اللغة الإنجليزية ليست بها ألوان الطيف بالنسبة لكلمة الجنس على عكس لغتنا العربية الغنية بالمترادفات مثل الجماع والسفاد والنكاح...الخ، فى اللغة الفصحى حتى نصل إلى التعبيرات العامية بما تسببه من خجل ومن دهشة أحياناً.
ونكرر أيضاً ما ذكرناه من قبل وهو أن غنى المترادفات لا يعبر بالضرورة عن غنى وخصوبة العلاقات.
فى اللغات الأجنبية فرقوا ووضعوا حدوداً بين الفعل الجنسى SEXUAL ACT والسلوك الجنسى SEXUAL BEHAVIOUR، فالأول من الممكن أن يشمل مثلاً العادة السرية أو القبلة حتى الإدخال، أما الثانى فمن الممكن أن يشمل قراءة مجلة البلاى بوى أو إرتداء ملابس مثيرة، كما حددوا أيضاً أنواعاً مختلفة وأنماطاً متنوعة أو بالأصح أدواراً مختلفة ومتنوعة للجنس....هى:
PROCREATIONAL
RECREATIONAL
RELATIONAL
الأول من أجل إنتاج الأطفال فقط
الثانى من أجل المتعة بدون أهداف أخرى
الثالث من أجل مشاركة إنسان نهتم به
وأعتقد أن هذه التقسيمات والتصنيفات والحدود هى من أجل الهرب من الإجابة عن السؤال الذى طرحناه وهو ماهو الجنس؟... وإن كنا قد فشلنا مؤقتاً فى وضع تعريف جامع مانع له فليس أقل من أن نتعرف على أبعاده.
أبعاد الجنس
- البعد البيولوجى:
كثيراً ما يشكو المريض لطبيب الصحة الجنسية من الضعف الجنسى مثلاً، ويكتشف الطبيب بعد السؤال والفحص ان السبب يكمن فى تناوله للكحوليات أو المخدرات أو حتى دواء الضغط أو القرحه أو إصابته بمرض السكر، فالإنتصاب ببساطة وعلى المستوى البيولوجى البحت إشارات عصبية وتدفق دم فى شرايين القضيب، وتناول أى شئ أو معاناة أى مرض يؤثر على هذين العاملين من الممكن بالتالى أن يؤثر على الإنتصاب، وهكذا من الممكن أن نطبق هذا على إستجابات جنسية أخرى غير الإنتصاب.
من الجوانب البيولوجية الأخرى للجنس دور الهورمونات فى تحديد الإستجابات وردود الأفعال الجنسية المختلفة بالنسبة للرجل والمرأة، لأن الهورمونات هى المسئولة عن السلوك شبه العدوانى عند الرجل أو الأكثر عنفاً، والمسئول أيضاً عن السلوك الأكثر عاطفية عند المرأة.
- البعد السيكولوجى:
الشجار المتكرر بين زوجين والنكد المزمن من الممكن أن يكون مجرد عرض لمرض أساسى فى العلاقة الجنسية، ونتيجة الخوف والخجل من البوح فإن كل مظاهر الخلل والقلق التى تسكن غرف النوم ليلاً تخرج كالثعابين من جحورها لتنقلب نكداً وخناقات وتلكيكات، والسبب معروف ولكنه كما يقال فى الأمثال الشعبية "مكفى عليه ماجور".
إذن من الممكن أن تقع المرأة فى بئر القلق الذى لا قرار له بسبب الجنس، ومن الممكن أن يفقد الرجل ثقته بنفسه والسبب هو الجنس أيضاً.
فالجنس بجانب كونه أداء جسدياً هو تفاعل نفسى بين الشخص وذاته، والشخص والآخر بكل مافيه من مشاعر وأفكار.
- البعد السلوكى:
عندما يهمس زميل فى أذنك "بقى لى تلات شهور ما قربتش من مراتى"، أو عندما تصارحك صديقة بأنها "أصبحت تخشى يوم اللقاء الجنسى"، وتكتمل الصورة حين يضيف الزميل بأنه يمارس العادة السرية حالياً، وحين تقول الصديقة أنه بعد أن كانا يمارسان الجنس ثلاث مرات أسبوعياً أصبحا يمارسانه كل شهر.
عندما تتردد هذه الشكاوى تجعلنا نفهم الجانب السلوكى للجنس، والذى هو حصيلة الجانب البيولوجى والسيكولوجى معاً... هذا الجانب السلوكى لا يجيب فقط عن سؤال ماذا نفعل؟، ولكنه يجيب أيضاً عن لماذا نفعل وكيف؟.... مثلاً هذا الزميل السابق إعتاد أن يمارس العادة السرية حالياً بحثاً عن ثقته بنفسه، وهذه الصديقة السابقة إنسحبت نتيجة مفاهيم معينة سلبية تجاه الجنس غرست فيها منذ الصغر..
فى هذا البعد السلوكى نقطة هامة وهى تجنب الحكم على سلوكيات الآخرين الجنسية من خلال قيمك ومفاهيمك الخاصة، فالبشر مصابون جميعاً يوسواس الطبيعى وغير الطبيعى، كل يحمل فيها أجندته الخاصة يدون فيها كعلماء الآثار هذا طبيعى وذاك غير طبيعى، وكأنه يبحث عن حفريات أو مقابر فرعونية!!.
الطبيعى دائماً هو مانفعله ونحس بالراحة حين نؤديه، وغير الطبيعى هو ما يفعله الغير ويبدو غريباً أو شاذاً بالنسبة لنا، فالمعايير مختلفة، وزوايا النظر متباينة، وانت حين تفعل ذلك تصبح كمن يريد أن يزن بضاعة بالكيلومترات، أو يقيس شارعاً بالكيلوجرامات!.
- البعد الإكلينيكى:
قديماً كان علاج الإضطرابات الجنسية يتم إما عند الدجال أو لدى رجل الدين، أما الأول فقد كان يبيع لهم الوهم، أما الثانى فكان يبيعهم للوهم!.
الآن من السهل أن تطرق باب أخصائى الصحة الجنسية أو على الأصح مجموعة معالجى الإضطرابات الجنسية وهم عدة تخصصات مختلفة، وكأنك تطرق باب طبيب لعلاج الإنفلونزا أو اللوز، ومن الممكن أن تغادر العيادة بعد أن تصافحهم قائلاً: "لقد فهمت نفسى أكثر، وتغلبت على مشاكلى".
هذا الكلام ليس خيالاً ولكنه واقع الآن فى الخارج، حيث فطنوا إلى هذا الجانب الإكلينيكى للجنس الذى يفحص ويشخص المشاكل التى تعترض العلاقات الجنسية، وتمنع أصحاب العلاقة من الوصول إلى الصحة والسعادة الجنسية وأيضاً تقديم الحلول الملائمة لها، وقد حدث هذا التقدم الهائل خلال الثلاثين سنة الأخيرة نتيجة شيئين هامين وهما:
- الفهم الأفضل للجنس كسلوك متعدد الأبعاد.
- ظهور علم جديد هو علم الجنس SEXOLOGY الذى فتح آفاقاً رحبة أمام هذا الفهم الأفضل.
- البعد الثقافى:
فى الصف الثالث الإعدادى وفى حصة العلوم دخل علينا المدرس مكفهراً عبوساً وكأن هموم الكون كله قد تركزت فى بؤرة رأسه الكريم، حين بدأت الحصة عرفنا أن السبب هو الجهاز التناسلى، فقد كان درس هذا اليوم هو الجهاز التناسلى للرجل والمرأة، وظل المدرس يقطع الفصل طولاً وعرضاً وكأنه أسد الحديقة، لا يعرف من أين يبدأ الدرس؟، وأنظارنا شاخصة إليه، منا المتفوق الذى يبحث عن الدرجة النهائية، ومنا الفضولى الذى يبغى مجرد مادة خصبة للنميمة، وفى النهاية تكلم الأستاذ، وتمخض الجبل فولد فأراً، قال لنا المدرس "الدرس ده مش مهم وعمره ما حييجى سؤال فى الإمتحان"، ثم تنفس الصعداء وكأن هماً ثقيلاً قد إنزاح، حينها أيقنا أن الأمر فيه خطأ ما، وأن هذا الجهاز ليس كغيره من الأجهزة... الهضمى أو الدورى أو التنفسى، ففيه سر مقدس وعيب شنيع وإثم مريع، وتساءلنا لماذا ضمنته الوزارة صفحات الكتاب برغم أن صندوق النقد الدولى لم يشترط عليها ذلك، وتوصلنا بعد أن داهمتنا الشيخوخة أن ذلك من أعراض النفاق والشيزوفرينيا!!.
يشكل المجتمع وثقافته وأصنامه جزءاً كبيراً وهاماً من مضمون ومعنى الجنس، إنه يتصدر مقدمة اللوحة ليطرد كل ما عداه إلى خلفية اللوحة فيصير الكل ظلالاً باهتة وألواناً كالحة عدا هذا المجتمع الوحيد الذى يمتلك الفيتو والمقعد الدائم فى مجلس الأمن السلوكى والأخلاقى.
تختلف ثقافات الشعوب إختلافاً رهيباً بالنسبة لمسألة الجنس فمن شعوب تعتبر أنه من كرم الضيافة أن يقدم المضيف زوجته للضيف، إلى شعوب أخرى لا تعرف حتى ما هى القبلة!!، كما أشار فورد و بيتش حين قالا عن أفراد أحد القبائل الذين إستلقوا على قفاهم من الضحك حين شاهدوا قبلات الأوربيين فى الشوارع وعلقوا قائلين: "إن الرجل يأكل لعاب المرأة وقذارة فمها وأسنانها"!!.
هذه الإختلافات ليست فقط تبعاً للمكان ولكنها أيضاً للزمان، فما هو لا أخلاقى هنا واليوم، قد يكون أخلاقياً هناك وغداً، فليس هناك على الإطلاق ما يسمى بالرقم الكودى الثابت فى كل مكان وزمان، والأخلاقيات لا تنمو فى الديب فريزر ولكنها تنمو وتترعرع فى الغابات الإستوائية حيث تختلف وتتباين الألوان والأشكال، وحيث تحيا وتتشكل كائنات، وأيضاً تموت وتندثر كائنات أخرى.
نظرة تاريخية على الجنس
الحاضر هو جنين الماضى الشرعى الذى يحمل إسمه ولقبه، أما تغيير الحاضر فهو الجنين غير الشرعى لهذا الماضى والذى يظل يبحث له عن إسم ولقب، ونحن نمارس الجنس فى غرف نومنا بينما عقلية جدتى وجدتك نائمة على الوسادة، ونتبادل القبلات فى كنف الزواج والنواهى، ويعانق كل منا الآخر وهو يفكر فى القبر والعذاب!، لذلك قبل أن نتحدث عن الجنس بين الرجل والمرأة، لا بد أن ننظر إلى تاريخ وتطور هذا السلوك الإنسانى عبر الأزمان حتى نعرف لماذا عند ذكر كلمة جنس يتكهرب الجو ويسود، إما الصمت الجارح أو الضحك القارح!!.
إذا كان التاريخ المكتوب يرجع إلى أكثر من خمسة الآف سنة فإن المعلومات التاريخية المتوافرة التى تصف السلوكيات والمواقف الجنسية لا تتعدى معرفتنا بها سنة 1000 قبل الميلاد، حين أصبح واضحاً تابو الجنس، وأصبح واضحاً أيضاً قيمة المرأة فى الجنس والتكاثر والتناسل، والسماح للرجل بالزواج من أى عدد من السيدات ولكن مع الإبتعاد عن زنا المحارم، والذى كان شيئاً عادياً قبل ذلك إلى جانب إنتشار الدعارة على نطاق واسع.
مع ظهور اليهودية بدأ ما يمكن أن نسميه تقنين وتنظيم الجنس، ففى الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم توالت التحريمات لكثير من السلوكيات الجنسية وأولها الشذوذ وزنا المحارم والزنا مع الحيوانات. (الوصايا العشر فى سفر الخروج ثم سفر اللاويين)..
فى نفس الوقت تناول العهد القديم الجنس كمتعة فى نشيد الإنشاد الذى من المفترض أنه على لسان نبى هو النبى سليمان.
أما فى زمن الإغريق فقد كان الشذوذ الجنسى بين الرجال يلقى قبولاً فى ثقافة هذا الشعب بل تشجيعاً كبيراً، فقد كانت العلاقة بين رجل ناضج وآخر مراهق شيئاً عادياً بل كانت مغلفة بطقوس تعليمية حيث كان هذا الرجل فى الغالب مسئولاً عن النمو التعليمى والذكائى والأخلاقى لهذا المراهق. أما المرأة فقد كانت مواطناً من الدرجة العاشرة.
وفى كتاب تاناهيل "الجنس فى التاريخ " نتعرف على هذه الحقيقة "فى أثينا لم تكن للمرأة أية حقوق سياسية أو شرعية إلا حقها فى أن تكون من العبيد، كانت كل حياتهم وقراراتهم عبر الرجل وسلطته، فهى مجرد جزء من أثاث المنزل ليست له أية قيمة أو إستقلالية، ولغوياً فقد كانت المرأة بالنسبة لليونانيين بصرف النظر عن السن أو الحالة الإجتماعية GYNE أى "حاملة الأطفال".
أتت المسيحية بفصلها الشديد ما بين الروحى والمادى، وأصبح عصب نظرتها إلى العلاقة الجنسية هو تفضيل وتقديس العزوبية، وفى رسالة بولس الأول إلى أهل كورنثوس فى الإصحاح السابع يقول "ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل أنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا، ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا، لأن التزوج أصلح من التحرق".
أما قمة الهجوم على العلاقة الجنسية فقد أتت من قبل القديس "أوغسطين" فى القرن الرابع الميلادى، الذى كانت له بعض الخبرات الجنسية قبل أن يعلن توبته فهو يقول فى إعترافاته "أنا قد لوثت تيار ومجرى الصداقة بقذارة وفحش الفسق، وعكرت مياهه الرائقة من نهر الجحيم الأسود للشهوة"، وقد أكد أوغسطين على أن هذه الشهوة هى التى "هبطت بآدم وحواء من الفردوس وباعدت بين الإنسان والرب".
بدأ فى العصور الوسطى ثم فى عصور النهضة الخلط أو التشابك فيما بين النصوص الدينية والصيغ القانونية، وتحولت هذه النصوص رويداً رويداً لصيغ ومواد قانونية، غير أنه فى هذه الحقبة تم صك تعبير جديد هو الحب اللطيف، والذى سمح فيه للمرأة – خاصة فى الطبقات الأرستقراطية – أن تدخل علاقة رومانسية وتفاخر بها، وإمتلأت كلمات الأغانى وصفحات الروايات ومشاهد المسرحيات بهذا الحب ومفاهيمه التى كان من أساسياتها وأولوياتها أن الحب النقى شئ مختلف تماماً عن العلاقة الجنسية، حتى أنه فى بعض الأحيان كام يتم إختبار هذا المفهوم بأن ينام الحبيبان معاً على سرير واحد عاريين يتبادلان كلمات الحب فقط لكى يمتحنا قوة هذا الحب.
بجانب مفهوم هذا الحب اللطيف النقى إنتشر مفهوم آخر أقوى وهو مفهوم العفة الذى إخترع له حزام خاص هو "حزام العفة" الذى وصفه كتاب تاناهيل السابق بأنه "حزام العصور الوسطى وهو إطار معدنى يشد بين فخذى المرأة من الأمام للخلف وبه ثقبان صغيران جداً لإخراج الفضلات، ولكن مع الإحتفاظ بخاصية عدم الإختراق وبعد أن يغلقه الزوج الغيور من عند مفصل الفخذ يحتفظ بالمفتاح ويمضى فى أمان".
مع مولد الحركة الإنسانية والمذهب البروتستانتى ووجود شخصيات مثل "مارتن لوثر" و"جون كالفن" كانت لديهم نظرة أقل سلبية وأكثر إنفتاحاً تجاه الجنس، مع وجود كل هذا أخذت العلاقات الجنسية تنحى منحاً جديداً أكثر ليبرالية،غير أننا هنا لابد أن نأخذ فى الإعتبار إختلافات ثقافات الشعوب حتى لا تكون أحكامنا عامة وإنطباعية، فمثلاً بينما كانت بيوت الدعارة تنتعش فى أمريكا فى بداية القرن التاسع عشر لدرجة أن الحكومة سنة 1840 ضبطت 351 بيت دعارة فى ولاية ماسوشتس فقط!، وكانت إنجلترا تحت الحكم الفيكتورى تعانى من كبت جنسى عنيف حتى أننا نقرأ فى كتاب تايلور أنه فى ذلك الوقت كان شيئاً مستهجناً وفظاً أن تهدى إلى إمرأة "ساق فرخة" لأنها من الممكن أن تكون رمزاً!.
نظرة سريعة على ملابس العصر الفيكتورى تمنحنا فهماً أكثر لكم التحفظ الذى كان يغلفه، هذا العصر الذى كانت فيه بعض البيوت تغطى أرجل البيانو مخافة الفتنة، ولا تضع كتباً لمؤلفين رجال وسيدات على نفس رف المكتبة إلا إذا كانا متزوجين (كتاب تاريخ الجنس والممارسة الجنسية لسوسمان).
فى النهاية طرق العلم على أبواب هذا السلوك الإنسانى الذى كان متحفظاً عليه فى سجون كالقلاع وجماجم كالحجر الصوان، ونفوساً على العكس كأعواد القش، وكان "فرويد" هذا العالم الفذ العبقرى صاحب أولى هذه الطرقات، وإستمرت بعده المسيرة، حتى وصلنا فى العصر الحالى إلى مئات بل ألاف المعاهد المتخصصة فى الصحة الجنسية والممتدة فى طول العالم وعرضه.
المداعبة الجنسية
طرق الأداء الجنسى بين الرجل والمرأة:
عندما نطلق كلمة تكنيك الجنس أو طريقة الجنس، لا نقصد على الإطلاق أن الجنس عملية ميكانيكية بحتة، بل ندرك تماماً خطورة أن يتحول الجنس إلى مجرد ضغطة على الزر الصح فى الوقت الصح!!، فهو بالطبع أشمل من ذلك، وقد ذكرنا ذلك فى الفصول السابقة ونؤكد عليه ثانية، الجنس مشاعر ورغبات ومواقف ومزاج وخبرة وتجربة مشتركة.
كل ما سبق لا يمنع أن نناقش مسألة التكنيك أو طرق الأداء الجنسى المختلفة، لأن التركيز والتضخيم والتهويل يشبه الإهمال واللامبالاة والتهوين، والعنصر الأساسى والهام فى الجنس أن يتصل طرف بطرف آخر لينقل إليه مشاعره، ماذا يحب وماذا يكره؟
إن الجنس لغة لها مفردات كثيرة ومتعددة، وليس معنى أن حرفاً واحداً فى هذه اللغة قد إكتسب سمعة سيئة -لأن أكثر الكلمات التى تبدأ به مستفزة – لا يعنى هذا أن نلغيه أو نهمله أو نشطبه من الأبجدية.
المداعبة الجنسية:
الـ FOREPLAY أو المداعبات أو التمهيد الذى يبدأ قبل الإدخال هو لفظ خادع، لأنه يحمل فى طياته أنه ما قبل الجنس الحقيقى، ويعكس تهويناً من قيمته وتقليلاً من أثره، وكأنه المخللات التى توضع كمشهيات قبل الطعام الفعلى، هذا فى إعتقادى ظلم فادح لهذه المداعبات، فبعض الناس يفضلون هذه المداعبات ويستمتعون بها بشكل يكاد يكون أكثر إرضاء من فعل الدخول نفسه، فالمداعبات هى التى تضفى على الجنس جو التواصل والحميمية ولا تختزله إلى مجرد دخول أو خروج .... ON and OFF !!.
أهم أنواع هذه المداعبات هى اللمس. اللمس فن متعدد المدارس، وهو أكثر طرق التعبير بدون الكلمات شيوعاً فى التواصل والمداعبات الجنسية، إنه يترجم أمنية أو رجاء، وفى نفس الوقت يمنح إحساساً لذيذاً وممتعاً ومدغدغاً يصل إلى حد النشوة، وهو مصدر من مصادر الراحة والأمان وتأكيد حاجة الإنسان للآخر وزرع لإحساس الثقة بينهما.
من الممكن أن يتحول اللمس إلى عملية ميكانيكية آلية لا تحمل أى مشاعر، تتحول من فن مفعم بالمشاعر إلى إحتراف، كيف تحرك يداً؟ أو أين تضع فماً؟ أو متى تستعمل لسانك؟؟؟؟!!!!!.
إنه يصير "علم دراسة إحساس النهايات العصبية فى الجلد"، بدلاً من أن يصير "فن اللمس"، ويتحول ممارسوه إلى مانيكانات أو روبوتات بدلاً من كونهم بشراً.
لمس إنسان آخر وبثه الشجون عن طريق عناق اليد لليد حتى تعجن الأصابع الأصابع يرضى الحاجة الإنسانية الفطرية فى ألا يشعر الإنسان بأنه وحيد فى هذا العالم، وبانه مرغوب فيه كبنى آدم، وليس كموظف كفء أو جامع للمال أو خادم للوطن.
فى لمسك لإنسان يلمسك هو الآخر بحب، توجد مشاعر أخرى كثيرة لا تقتصر على التأكد من أنك محبوب أو حى، ولكن الأهم أنك مخلوق تحس ويحس بك.
لا يقتصر إحساس اللمس على الأيدى فقط، فالكثير من أنواع التلاصق الأخرى قد تكون أكثر دفئاً وقرباً من الأيدى، والقبلة أفضل مثال على ذلك، وفى دراسة للطبيب النفسى "مارك هوليندر" 1971 قال إن المرأة عموماً تفضل القبلة والعناق أكثر من الرجل، وهذا لا يعنى فى نفس الوقت أن إهتمامها بالجنس أقل، وقد أكدت معظم الدراسات على أن اللمس وسيلة للإثارة الجنسية وهو أيضاً أجمل وسائل المراسلة العاطفية والحسية وأكثرها خصوبة وإيحاء.
الأوضاع الجنسية هل هى رفاهية أم تفرد إنسانى؟
الإنسان هو الحيوان الوحيد الذى يمتلك القدرة على تعدد الأوضاع الجنسية! إذا كانت المداعبات هى المقدمة فالجماع هو الموضوع، والجماع ببساطة طريقة وأسلوب، POSITION and STYLE وسنتحدث أولاً عن أهم الطرق أو بتحديد أكثر الأوضاع المختلفة للجماع.
1- الوضع وجهاً لوجه ( الرجل أعلى):
أكثر الأوضاع شيوعاً فى العملية الجنسية، يتيح سهولة أكبر لدخول القضيب فى المهبل، يسمح أيضاً بالحميمية أكثر من خلال تلاقى العيون والقبلات المتبادلة، تستطيع المرأة فى هذا الوضع أن تحرك ساقيها بحرية وتلفهما حول جذع الرجل إعطاء فرصة أكبر لإختراق القضيب، وهذا الوضع أفضل الأوضاع بالنسبة للحمل لأن السائل المنوى يكون قريباً جداً من عنق الرحم. هذا الوضع له عدة عيوب، أولها أن المرأة من الممكن أن تحس بالتعب تحت ثقل ووزن الرجل، مع وجود عيب صعوبة حركة الحوض برغم أن الرجل يملك حرية أكبر فى هذا الوضع إلا أنه من الممكن أن يحس بالإجهاد، كما أنه إذا حاول أن يتلافى أن يرمى بكل ثقله فيسند على الكوعين والركبتين، هنا تتوتر العضلات، ويضاف جهد جديد للتوازن والحفاظ على هذا الوضع، ثم إن التحكم فى القذف فى هذا الوضع يكون صعباً، بالإضافة إلى عدم ملاءمته أثناء الشهور الأخيرة من الحمل.
2- الوضع وجهاً لوجه (المرأة أعلى أو جالسة):
هنا تستطيع المرأة أن تتحكم فى حركة الإحتكاك بالنسبة للبظر وبالتالى نسبة إثارته، وبالنسبة للرجل تجعل حرية يديه أكثر رغبة فى مداعبة جسدها، وهذا الوضع من أفضل الأوضاع بالنسبة للرجل للتحكم فى القذف وبالنسبة للمرأة للحصول على أقصى إثارة لأن البظر هنا من الممكن مداعبته بواسطة الرجل. يستخدم هذا الوضع فى العلاج الجنسى للمرأة التى تجد صعوبة فى الوصول إلى قمة النشوة، وهو مناسب للشهور الأخيرة من الحمل. صعوبة هذا الوضع نفسية بحتة خاصة عندنا نحن المجتمع العربى، أو ثقافية إجتماعية، فالرجل هنا يحس أن هذا الوضع يفقده رجولته لأنه قد إعتاد دائماً أن يكون المسيطر، المانح والمانع، وفى هذا الوضع المرأة هى المتحكمة فى نشوتها، وهذا يعد عيباً فى العرف الشرقى وضد الحشمة والوقار فى نظر الناطقين بالضاد، ولذلك لايرضى به الكثيرون فى بلاد العرب. ملحوظة أخيرة بالنسبة لهذا الوضع أنه يجب ألا تحاول المرأة إدخال القضيب فى مهبلها بزاوية 90 درجة –قائمة- خاصة إذا كانت جالسة، ولكن الأصح حتى من الناحية التشريحية أن تدخله بزاوية 45 أو 60 درجة (فى إتجاه رأس الزوج ) حتى يحس هو بالراحة.
3- الوضع الخلفى:
يواجه الرجل دبر المرأة ويدخل قضيبه فى المهبل من الخلف، وهذا الوضع يسمى "الوضع الكلبى" لأن المرأة فيه ترقد على يديها وركبتيها، وهذا الوضع يسمح للرجل بإثارة المرأة أكثر من خلال المداعبة الحرة، ولكنه وضع يلغى دور القبلات ونظرات العيون، ولذلك يحس الطرفان يأنه أقل الأوضاع حميمية مع أنه من الممكن أن يكون أكثرها إثارة خاصة إذا ضمت المرأة فخذيها على القضيب.
4- الوضع الجانبى:
فى هذا الوضع لا يجهد أحد الطرفين أو يتوتر من ثقل وزن الآخر وفى نفس الوقت كل طرف يملك يداً حرة واحدة تساهم فى المداعبة، ولكن له عيبين هامين:
- صعوبة إدخال القضيب.
- صعوبة حركة الحوض للوصول إلى إثارة أعلى.
أسلوب الجنس
تحدثنا من قبل عن بعض الطرق المختلفة للجماع ولكننا كما ذكرنا أن الجماع طريقة، وأسلوب لتنفيذ هذه الطريقة، ولذلك فإن الأسلوب له أهمية ربما تفوق طريقة التنفيذ.
هذا الأسلوب يختلف إختلافاً شديداً بين الناس لدرجة أنه يستعصى على أى تصنيف، لأن أصحاب الأسلوب بشر، والبشر من المستحيل ان تجمعهم على الدوام الأوامر العسكرية!، فبعض الناس يفضلون الجنس فى حجرة النوم، والبعض يفضله خارجها، البعض يعشق الظلام والبعض الآخر يهوى النور، ومن الممكن أن يثبت الرجل مؤشر الراديو على البرنامج الموسيقى فتحوله المرأة على البى بى سى....وهكذا!!!
التوقيت والإيقاع من أهم العوامل المحددة لطبيعة الإستمتاع وطعمه، وكما أن الأكل له مشهياته، فالشهية الجنسية لها أيضاً ما يشجعها ويفتح نفسها، هذه المشهيات إما أن تكون بالمداعبات الطويلة، أو أن تكون كما يفضل البعض بالوصول إلى الهدف بأقصر الطرق، إن هذا يرجع بالطبع إلى إحتياجات وإستجابات اللحظة، وهناك أزواج كثيرون يمارسون الجنس بأسلوب البيزنس أو رجال الأعمال... الجنس عندهم دائماً فى نفس الوقت.. بنفس الروتين... بنفس الأوضاع.... وعادة بنفس الحوار، وهذا يمثل للبعض مللاً، وللبعض الآخر راحة من وجع الدماغ!!!!.
من أهم معتقداتنا الجنسية التى تخلخلت بعض الشئ فى العصر الحديث ما نؤمن به من أن الرجل هو الخبير الإستشارى فى العلاقة الجنسية فهو الذى يبدأ العلاقة ويحدد توقيتها، وهو المصفى القضائى فهو أيضاً الذى ينهيها بقرار القذف!، أما المرأة فهى سلبية وفى اغلب الأحيان مغفلة، وقانون الجنس لا يحمى المغفلين، وعليها أن تنتظر الفرج والقرار من الرجل الحكيم والمجرب، فرأيه هو السديد، وإيقاعه هو اللحن الوحيد فى الأوركسترا، وأداؤه لا يناقش فهو ملك خط الدفاع والوسط والهجوم وأحياناً الحكم ومراقب المباراة!.
هذه المعتقدات تجعل الرجل لا يمارس حتى أدنى أنواع الفضول الإنسانى المشروع، وأن يسأل زوجته ماذا تحب؟، وماذا تكره؟، كيف تستمتع ومم تشمئز؟، كل هذا يصبح فى مفهومه ترفاً وضياع وقت وقلة أدب وبجاحة.
للدلالة على أهمية دور المرأة الإيجابى فى الجنس، فإن ماسترز وجونسون يؤكدان على أنه أسهل للمرأة أن تدخل القضيب، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها، أن المرأة تعرف متى تكون مستعدة؟، وأين بالضبط؟ وحتى زاوية الحصول على أقصى النشوة.... (سنتحدث بالتفصيل عن جى سبوت فى دراسة قادمة).
لتقريب ما سبق إلى الأذهان، جرب أن تأكل أنت أو أنتى فى الظلام، وجرب أن تحاول إطعام غيرك تحت نفس الظروف أيهما أسهل؟؟؟؟.
يضرب ماسترز وجونسون مثالاً آخر حول إيقاع إدخال القضيب، فبينما يفضل معظم الرجال الإدخال العميق والعنيف والسريع، تفضل معظم النساء الإيقاع الهادئ والبطئ على الأقل فى البداية.
هكذا نجد أن الأسلوب الذى غالباً ما نستمده من ثقافتنا الإجتماعية يؤثر تأثيراً كبيراً فى مدى إستمتاعنا بالعلاقة وسعادتنا بها وفيها
هل هناك وصفة جاهزة للجنس؟
كثيراً ما ستسمع هذا السؤال: ماعدد المرات المثالى للجماع فى الأسبوع؟ وبنفس نسبة تكرار السؤال تتكرر وتختلف الإجابات، بل أقول تتكرر الفتاوى، ويرتدى كل مجيب رداء مختلفاً، فمنهم من يرتدى ثوب فالنتينو فيجيب بتعقيد وإحباط كل سائل ويخبره بان ينام مع زوجته أربع مرات يومياً!!! ومنهم من يرتدى ثوب الواعظ فيصف أى عدد بأنه إفراط، ومنهم من يرتدى ثوب حلاق الصحة فينصح بالإقلال قدر الإمكان خوفاً على الصحة ونخاع العظام!!.
لو خرجنا عن نطاق هذه الفتاوى وهؤلاء الفشارين، ولجأنا إلى البحوث والدراسات العلمية فسنجد فى الأبحاث التى أجراها كينزى و"بل" و"هنت" و"ليفين" و"تروسل" أن المعدل فى الولايات المتحدة الأمريكية هو مرتان أو ثلاث مرات فى الأسبوع فى عمر العشرينات والثلاثينات، وبعد تلك السن يقل تدريجياً، أما بعد الخمسين فسنجد أنه بمعدل مرة أو أقل فى الأسبوع.
بالطبع فى كل هذه الدراسات نجد أن الإختلافات الفردية لها مكانة كبيرة ولا بد أن تؤخذ بعين الإعتبار لأن كثيراً من شباب المتزوجين يقل بكثير عن ذلك المعدل، بينما يمارس آخرون الجنس أكثر من مرة فى اليوم الواحد، لكن بشكل عام يتناسب عدد المرات تناسباً عكسياً مع طول مدة الزواج، وقد أثبتت هذه الدراسات أيضاً لأنه لا علاقة واحدة بين عدد المرات والمستوى الثقافى أو الإجتماعى أو حتى درجة وعمق التدين.
هذه النقطة أيضاً شخصية جداً لأن العدد المثالى هو العدد الذى يجعلكما سعيدين أى من خلالكما فقط.
أما عن قمة النشوة أو الأورجازم أثناء العلاقة الجنسية بين الزوجين فهو موضوع محير ويكفى أن نقول أنه الفريضة الغائبة فى العلاقة الزوجية فى الشرق.
زوجات كثيرات يعشن ويمتن ويمضين فى رحلة الحياة دون إحساس بهذا الأورجازم ولو لمرة واحدة، ولا يعتبرن ذلك نقيصة أو عيباً، بل على العكس فمعظمهن يساورهن الإحساس بأن هذا الأورجازم هو قمة العيب والإثم، وأنه يوجب الخجل والعار لا السعادة والنشوة، ولذلك تكثر بين سيداتنا شكوى الآم الظهر، الآلام التى يرجع جزء منها للوزن بالطبع وعدم الحركة، بينما جزء آخر يرجع لهذه الجريمة التى تحدث بإسم الزواج والتى يدخل فيها الزوج العلاقة وكأنه يتبول فى مرحاض عام!!! مهمة ثقيلة لا بد أن تنتهى بسرعة، تنتهى عندما يصل هو إلى النشوة والتى تتحدد عند الرجل بشئ واضح للعيان وهو القذف، أما عند المرأة فهو شئ غامض نوعاً ما ومستتر تنقبض فيه العضلات ويرتجف فيه الجسم.
والمصيبة أن الرجل فى مجتمعنا يحسب ويتوهم ويعتقد أن الأورجازم هو البلل الذى يفرز فى جدار المهبل فيقول بالبلدى "دى قذفت"، ولا يعلم أنه جاهل، لأن هذا البلل هو مرحلة البداية والتجهيز والتى تقابل مرحلة بداية الإنتصاب عند الرجل وليس القذف!!.
وقد حاولت أبحاث علماء الصحة الجنسية دراسة هذا الأورجازم فى العلاقات الزوجية، فوجد "كينزى" أن الرجل يصل إليه فى كل لقاءاته الجنسية، أما "هنت" فقد وجد أن 8% من الأزواج فوق سن الخامسة والأربعين قد لا يصلون للأورجازم فى أى لقاء جنسى، وأن 7% من فئة السن 24 حتى 44 سنة لا يصلون للأورجازم فى ربع لقاءاتهم تقريباً.
هذه الإحصائيات ليس معناها أن الرجل الذى لا يقذف هو بالتأكيد يعانى من مشكلة، ففى بعض الحالات يكون الرجل قد قذف بالفعل ولكن فى نوع آخر من المداعبة، أو لأنه ببساطة لا يحس بالإحتياج لذلك، لأنه قادر على توصيل زوجته للنشوة بدون قذف.
أما عن أورجازم المرأة فقد أعلن كينزى أن ربع السيدات لم يحسسن بالأورجازم بعد سنة من مرور الزواج، وبعد 20 سنة قلت النسبة إلى 11%، أما العالم "هنت" فقد وجد أن 53% من الزوجات عرفن وذقن وخبرن الأورجازم فى كل لقاءتهن الجنسية على مدى 15 سنة زواج!! والسؤال إذا كانت النسبة الغربية بهذا المستوى فكيف بالنسبة العربية ؟؟؟ أعتقد أنه رقم كارثة !!!!!!!!.
ملاحظة
* منقول عن إيلاف
الكلام عن الجنس عموماً صادم للعقول ومستفز للمشاعر، ومؤرق لأصحاب البديهيات الجاهزة، ومقلق لعشاق المألوف والمعتاد، ولذلك سنحاول أن نجيب أولاً عن السؤال الخالد الذى تعتبرونه بديهياً "ماهو الجنس؟".
قال فرويد فى عام 1943 إجابة عن هذا السؤال "لا يكاد يشك إنسان فيما هو المقصود بكلمة الجنس، ولكن من المؤكد أن أول ما يتبادر إلى ذهنه من معانٍ هو معنى العيب الذى لا بد ألا يذكر".
وقال مالينوفسكى 1929 "الجنس ليس مجرد اللقاء الفسيولوجى بين إثنين ولكنه الحب وصناعته، إنه نواة الزواج وتكوين الأسرة، إنه فى الحقيقة يسيطر على كل مظاهر ثقافتنا، الجنس بمعناه الواسع هو قوة إجتماعية وثقافية وليس لقاء عابراً بين رجل وإمرأة".
قال عنه هنرى ميللر 1961 "الرجال يعشقون الجماع وكذلك النساء، ولكن ليس هذا معناه أن تقع فى حب كل من تجامعها".
ثلاثة عمالقة وضعوا الجنس على طاولة التشريح، وأخذوا فى دراسة شرايينه وأوردته وأعصابه، كل منهم رأه من منظوره الخاص....
فرويد رآه من كقوة سيكلوجية وبيولوجية، ومالينوفسكى أكد على ابعاده الإجتماعية والثقافية، أما هنرى ميللر فقد إستخدم فى رواياته التعبيرات الصريحة عن الجنس حتى يحدث الصدمة ويزعزع المعتقدات الشائعة ويمنح الجنس أبعاداً فلسفية وعميقة.
ما نخرج به من هذه الأقوال أو الآراء هو أن الجنس له أبعاده الإنسانية والشخصية البعيدة عن مجرد قدرة شخص على الإستجابة أو التأثير المثير.
كما ذكرنا فى مقالاتنا السابقة عن الحب، فإن اللغة الإنجليزية ليست بها ألوان الطيف بالنسبة لكلمة الجنس على عكس لغتنا العربية الغنية بالمترادفات مثل الجماع والسفاد والنكاح...الخ، فى اللغة الفصحى حتى نصل إلى التعبيرات العامية بما تسببه من خجل ومن دهشة أحياناً.
ونكرر أيضاً ما ذكرناه من قبل وهو أن غنى المترادفات لا يعبر بالضرورة عن غنى وخصوبة العلاقات.
فى اللغات الأجنبية فرقوا ووضعوا حدوداً بين الفعل الجنسى SEXUAL ACT والسلوك الجنسى SEXUAL BEHAVIOUR، فالأول من الممكن أن يشمل مثلاً العادة السرية أو القبلة حتى الإدخال، أما الثانى فمن الممكن أن يشمل قراءة مجلة البلاى بوى أو إرتداء ملابس مثيرة، كما حددوا أيضاً أنواعاً مختلفة وأنماطاً متنوعة أو بالأصح أدواراً مختلفة ومتنوعة للجنس....هى:
PROCREATIONAL
RECREATIONAL
RELATIONAL
الأول من أجل إنتاج الأطفال فقط
الثانى من أجل المتعة بدون أهداف أخرى
الثالث من أجل مشاركة إنسان نهتم به
وأعتقد أن هذه التقسيمات والتصنيفات والحدود هى من أجل الهرب من الإجابة عن السؤال الذى طرحناه وهو ماهو الجنس؟... وإن كنا قد فشلنا مؤقتاً فى وضع تعريف جامع مانع له فليس أقل من أن نتعرف على أبعاده.
أبعاد الجنس
- البعد البيولوجى:
كثيراً ما يشكو المريض لطبيب الصحة الجنسية من الضعف الجنسى مثلاً، ويكتشف الطبيب بعد السؤال والفحص ان السبب يكمن فى تناوله للكحوليات أو المخدرات أو حتى دواء الضغط أو القرحه أو إصابته بمرض السكر، فالإنتصاب ببساطة وعلى المستوى البيولوجى البحت إشارات عصبية وتدفق دم فى شرايين القضيب، وتناول أى شئ أو معاناة أى مرض يؤثر على هذين العاملين من الممكن بالتالى أن يؤثر على الإنتصاب، وهكذا من الممكن أن نطبق هذا على إستجابات جنسية أخرى غير الإنتصاب.
من الجوانب البيولوجية الأخرى للجنس دور الهورمونات فى تحديد الإستجابات وردود الأفعال الجنسية المختلفة بالنسبة للرجل والمرأة، لأن الهورمونات هى المسئولة عن السلوك شبه العدوانى عند الرجل أو الأكثر عنفاً، والمسئول أيضاً عن السلوك الأكثر عاطفية عند المرأة.
- البعد السيكولوجى:
الشجار المتكرر بين زوجين والنكد المزمن من الممكن أن يكون مجرد عرض لمرض أساسى فى العلاقة الجنسية، ونتيجة الخوف والخجل من البوح فإن كل مظاهر الخلل والقلق التى تسكن غرف النوم ليلاً تخرج كالثعابين من جحورها لتنقلب نكداً وخناقات وتلكيكات، والسبب معروف ولكنه كما يقال فى الأمثال الشعبية "مكفى عليه ماجور".
إذن من الممكن أن تقع المرأة فى بئر القلق الذى لا قرار له بسبب الجنس، ومن الممكن أن يفقد الرجل ثقته بنفسه والسبب هو الجنس أيضاً.
فالجنس بجانب كونه أداء جسدياً هو تفاعل نفسى بين الشخص وذاته، والشخص والآخر بكل مافيه من مشاعر وأفكار.
- البعد السلوكى:
عندما يهمس زميل فى أذنك "بقى لى تلات شهور ما قربتش من مراتى"، أو عندما تصارحك صديقة بأنها "أصبحت تخشى يوم اللقاء الجنسى"، وتكتمل الصورة حين يضيف الزميل بأنه يمارس العادة السرية حالياً، وحين تقول الصديقة أنه بعد أن كانا يمارسان الجنس ثلاث مرات أسبوعياً أصبحا يمارسانه كل شهر.
عندما تتردد هذه الشكاوى تجعلنا نفهم الجانب السلوكى للجنس، والذى هو حصيلة الجانب البيولوجى والسيكولوجى معاً... هذا الجانب السلوكى لا يجيب فقط عن سؤال ماذا نفعل؟، ولكنه يجيب أيضاً عن لماذا نفعل وكيف؟.... مثلاً هذا الزميل السابق إعتاد أن يمارس العادة السرية حالياً بحثاً عن ثقته بنفسه، وهذه الصديقة السابقة إنسحبت نتيجة مفاهيم معينة سلبية تجاه الجنس غرست فيها منذ الصغر..
فى هذا البعد السلوكى نقطة هامة وهى تجنب الحكم على سلوكيات الآخرين الجنسية من خلال قيمك ومفاهيمك الخاصة، فالبشر مصابون جميعاً يوسواس الطبيعى وغير الطبيعى، كل يحمل فيها أجندته الخاصة يدون فيها كعلماء الآثار هذا طبيعى وذاك غير طبيعى، وكأنه يبحث عن حفريات أو مقابر فرعونية!!.
الطبيعى دائماً هو مانفعله ونحس بالراحة حين نؤديه، وغير الطبيعى هو ما يفعله الغير ويبدو غريباً أو شاذاً بالنسبة لنا، فالمعايير مختلفة، وزوايا النظر متباينة، وانت حين تفعل ذلك تصبح كمن يريد أن يزن بضاعة بالكيلومترات، أو يقيس شارعاً بالكيلوجرامات!.
- البعد الإكلينيكى:
قديماً كان علاج الإضطرابات الجنسية يتم إما عند الدجال أو لدى رجل الدين، أما الأول فقد كان يبيع لهم الوهم، أما الثانى فكان يبيعهم للوهم!.
الآن من السهل أن تطرق باب أخصائى الصحة الجنسية أو على الأصح مجموعة معالجى الإضطرابات الجنسية وهم عدة تخصصات مختلفة، وكأنك تطرق باب طبيب لعلاج الإنفلونزا أو اللوز، ومن الممكن أن تغادر العيادة بعد أن تصافحهم قائلاً: "لقد فهمت نفسى أكثر، وتغلبت على مشاكلى".
هذا الكلام ليس خيالاً ولكنه واقع الآن فى الخارج، حيث فطنوا إلى هذا الجانب الإكلينيكى للجنس الذى يفحص ويشخص المشاكل التى تعترض العلاقات الجنسية، وتمنع أصحاب العلاقة من الوصول إلى الصحة والسعادة الجنسية وأيضاً تقديم الحلول الملائمة لها، وقد حدث هذا التقدم الهائل خلال الثلاثين سنة الأخيرة نتيجة شيئين هامين وهما:
- الفهم الأفضل للجنس كسلوك متعدد الأبعاد.
- ظهور علم جديد هو علم الجنس SEXOLOGY الذى فتح آفاقاً رحبة أمام هذا الفهم الأفضل.
- البعد الثقافى:
فى الصف الثالث الإعدادى وفى حصة العلوم دخل علينا المدرس مكفهراً عبوساً وكأن هموم الكون كله قد تركزت فى بؤرة رأسه الكريم، حين بدأت الحصة عرفنا أن السبب هو الجهاز التناسلى، فقد كان درس هذا اليوم هو الجهاز التناسلى للرجل والمرأة، وظل المدرس يقطع الفصل طولاً وعرضاً وكأنه أسد الحديقة، لا يعرف من أين يبدأ الدرس؟، وأنظارنا شاخصة إليه، منا المتفوق الذى يبحث عن الدرجة النهائية، ومنا الفضولى الذى يبغى مجرد مادة خصبة للنميمة، وفى النهاية تكلم الأستاذ، وتمخض الجبل فولد فأراً، قال لنا المدرس "الدرس ده مش مهم وعمره ما حييجى سؤال فى الإمتحان"، ثم تنفس الصعداء وكأن هماً ثقيلاً قد إنزاح، حينها أيقنا أن الأمر فيه خطأ ما، وأن هذا الجهاز ليس كغيره من الأجهزة... الهضمى أو الدورى أو التنفسى، ففيه سر مقدس وعيب شنيع وإثم مريع، وتساءلنا لماذا ضمنته الوزارة صفحات الكتاب برغم أن صندوق النقد الدولى لم يشترط عليها ذلك، وتوصلنا بعد أن داهمتنا الشيخوخة أن ذلك من أعراض النفاق والشيزوفرينيا!!.
يشكل المجتمع وثقافته وأصنامه جزءاً كبيراً وهاماً من مضمون ومعنى الجنس، إنه يتصدر مقدمة اللوحة ليطرد كل ما عداه إلى خلفية اللوحة فيصير الكل ظلالاً باهتة وألواناً كالحة عدا هذا المجتمع الوحيد الذى يمتلك الفيتو والمقعد الدائم فى مجلس الأمن السلوكى والأخلاقى.
تختلف ثقافات الشعوب إختلافاً رهيباً بالنسبة لمسألة الجنس فمن شعوب تعتبر أنه من كرم الضيافة أن يقدم المضيف زوجته للضيف، إلى شعوب أخرى لا تعرف حتى ما هى القبلة!!، كما أشار فورد و بيتش حين قالا عن أفراد أحد القبائل الذين إستلقوا على قفاهم من الضحك حين شاهدوا قبلات الأوربيين فى الشوارع وعلقوا قائلين: "إن الرجل يأكل لعاب المرأة وقذارة فمها وأسنانها"!!.
هذه الإختلافات ليست فقط تبعاً للمكان ولكنها أيضاً للزمان، فما هو لا أخلاقى هنا واليوم، قد يكون أخلاقياً هناك وغداً، فليس هناك على الإطلاق ما يسمى بالرقم الكودى الثابت فى كل مكان وزمان، والأخلاقيات لا تنمو فى الديب فريزر ولكنها تنمو وتترعرع فى الغابات الإستوائية حيث تختلف وتتباين الألوان والأشكال، وحيث تحيا وتتشكل كائنات، وأيضاً تموت وتندثر كائنات أخرى.
نظرة تاريخية على الجنس
الحاضر هو جنين الماضى الشرعى الذى يحمل إسمه ولقبه، أما تغيير الحاضر فهو الجنين غير الشرعى لهذا الماضى والذى يظل يبحث له عن إسم ولقب، ونحن نمارس الجنس فى غرف نومنا بينما عقلية جدتى وجدتك نائمة على الوسادة، ونتبادل القبلات فى كنف الزواج والنواهى، ويعانق كل منا الآخر وهو يفكر فى القبر والعذاب!، لذلك قبل أن نتحدث عن الجنس بين الرجل والمرأة، لا بد أن ننظر إلى تاريخ وتطور هذا السلوك الإنسانى عبر الأزمان حتى نعرف لماذا عند ذكر كلمة جنس يتكهرب الجو ويسود، إما الصمت الجارح أو الضحك القارح!!.
إذا كان التاريخ المكتوب يرجع إلى أكثر من خمسة الآف سنة فإن المعلومات التاريخية المتوافرة التى تصف السلوكيات والمواقف الجنسية لا تتعدى معرفتنا بها سنة 1000 قبل الميلاد، حين أصبح واضحاً تابو الجنس، وأصبح واضحاً أيضاً قيمة المرأة فى الجنس والتكاثر والتناسل، والسماح للرجل بالزواج من أى عدد من السيدات ولكن مع الإبتعاد عن زنا المحارم، والذى كان شيئاً عادياً قبل ذلك إلى جانب إنتشار الدعارة على نطاق واسع.
مع ظهور اليهودية بدأ ما يمكن أن نسميه تقنين وتنظيم الجنس، ففى الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم توالت التحريمات لكثير من السلوكيات الجنسية وأولها الشذوذ وزنا المحارم والزنا مع الحيوانات. (الوصايا العشر فى سفر الخروج ثم سفر اللاويين)..
فى نفس الوقت تناول العهد القديم الجنس كمتعة فى نشيد الإنشاد الذى من المفترض أنه على لسان نبى هو النبى سليمان.
أما فى زمن الإغريق فقد كان الشذوذ الجنسى بين الرجال يلقى قبولاً فى ثقافة هذا الشعب بل تشجيعاً كبيراً، فقد كانت العلاقة بين رجل ناضج وآخر مراهق شيئاً عادياً بل كانت مغلفة بطقوس تعليمية حيث كان هذا الرجل فى الغالب مسئولاً عن النمو التعليمى والذكائى والأخلاقى لهذا المراهق. أما المرأة فقد كانت مواطناً من الدرجة العاشرة.
وفى كتاب تاناهيل "الجنس فى التاريخ " نتعرف على هذه الحقيقة "فى أثينا لم تكن للمرأة أية حقوق سياسية أو شرعية إلا حقها فى أن تكون من العبيد، كانت كل حياتهم وقراراتهم عبر الرجل وسلطته، فهى مجرد جزء من أثاث المنزل ليست له أية قيمة أو إستقلالية، ولغوياً فقد كانت المرأة بالنسبة لليونانيين بصرف النظر عن السن أو الحالة الإجتماعية GYNE أى "حاملة الأطفال".
أتت المسيحية بفصلها الشديد ما بين الروحى والمادى، وأصبح عصب نظرتها إلى العلاقة الجنسية هو تفضيل وتقديس العزوبية، وفى رسالة بولس الأول إلى أهل كورنثوس فى الإصحاح السابع يقول "ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل أنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا، ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا، لأن التزوج أصلح من التحرق".
أما قمة الهجوم على العلاقة الجنسية فقد أتت من قبل القديس "أوغسطين" فى القرن الرابع الميلادى، الذى كانت له بعض الخبرات الجنسية قبل أن يعلن توبته فهو يقول فى إعترافاته "أنا قد لوثت تيار ومجرى الصداقة بقذارة وفحش الفسق، وعكرت مياهه الرائقة من نهر الجحيم الأسود للشهوة"، وقد أكد أوغسطين على أن هذه الشهوة هى التى "هبطت بآدم وحواء من الفردوس وباعدت بين الإنسان والرب".
بدأ فى العصور الوسطى ثم فى عصور النهضة الخلط أو التشابك فيما بين النصوص الدينية والصيغ القانونية، وتحولت هذه النصوص رويداً رويداً لصيغ ومواد قانونية، غير أنه فى هذه الحقبة تم صك تعبير جديد هو الحب اللطيف، والذى سمح فيه للمرأة – خاصة فى الطبقات الأرستقراطية – أن تدخل علاقة رومانسية وتفاخر بها، وإمتلأت كلمات الأغانى وصفحات الروايات ومشاهد المسرحيات بهذا الحب ومفاهيمه التى كان من أساسياتها وأولوياتها أن الحب النقى شئ مختلف تماماً عن العلاقة الجنسية، حتى أنه فى بعض الأحيان كام يتم إختبار هذا المفهوم بأن ينام الحبيبان معاً على سرير واحد عاريين يتبادلان كلمات الحب فقط لكى يمتحنا قوة هذا الحب.
بجانب مفهوم هذا الحب اللطيف النقى إنتشر مفهوم آخر أقوى وهو مفهوم العفة الذى إخترع له حزام خاص هو "حزام العفة" الذى وصفه كتاب تاناهيل السابق بأنه "حزام العصور الوسطى وهو إطار معدنى يشد بين فخذى المرأة من الأمام للخلف وبه ثقبان صغيران جداً لإخراج الفضلات، ولكن مع الإحتفاظ بخاصية عدم الإختراق وبعد أن يغلقه الزوج الغيور من عند مفصل الفخذ يحتفظ بالمفتاح ويمضى فى أمان".
مع مولد الحركة الإنسانية والمذهب البروتستانتى ووجود شخصيات مثل "مارتن لوثر" و"جون كالفن" كانت لديهم نظرة أقل سلبية وأكثر إنفتاحاً تجاه الجنس، مع وجود كل هذا أخذت العلاقات الجنسية تنحى منحاً جديداً أكثر ليبرالية،غير أننا هنا لابد أن نأخذ فى الإعتبار إختلافات ثقافات الشعوب حتى لا تكون أحكامنا عامة وإنطباعية، فمثلاً بينما كانت بيوت الدعارة تنتعش فى أمريكا فى بداية القرن التاسع عشر لدرجة أن الحكومة سنة 1840 ضبطت 351 بيت دعارة فى ولاية ماسوشتس فقط!، وكانت إنجلترا تحت الحكم الفيكتورى تعانى من كبت جنسى عنيف حتى أننا نقرأ فى كتاب تايلور أنه فى ذلك الوقت كان شيئاً مستهجناً وفظاً أن تهدى إلى إمرأة "ساق فرخة" لأنها من الممكن أن تكون رمزاً!.
نظرة سريعة على ملابس العصر الفيكتورى تمنحنا فهماً أكثر لكم التحفظ الذى كان يغلفه، هذا العصر الذى كانت فيه بعض البيوت تغطى أرجل البيانو مخافة الفتنة، ولا تضع كتباً لمؤلفين رجال وسيدات على نفس رف المكتبة إلا إذا كانا متزوجين (كتاب تاريخ الجنس والممارسة الجنسية لسوسمان).
فى النهاية طرق العلم على أبواب هذا السلوك الإنسانى الذى كان متحفظاً عليه فى سجون كالقلاع وجماجم كالحجر الصوان، ونفوساً على العكس كأعواد القش، وكان "فرويد" هذا العالم الفذ العبقرى صاحب أولى هذه الطرقات، وإستمرت بعده المسيرة، حتى وصلنا فى العصر الحالى إلى مئات بل ألاف المعاهد المتخصصة فى الصحة الجنسية والممتدة فى طول العالم وعرضه.
المداعبة الجنسية
طرق الأداء الجنسى بين الرجل والمرأة:
عندما نطلق كلمة تكنيك الجنس أو طريقة الجنس، لا نقصد على الإطلاق أن الجنس عملية ميكانيكية بحتة، بل ندرك تماماً خطورة أن يتحول الجنس إلى مجرد ضغطة على الزر الصح فى الوقت الصح!!، فهو بالطبع أشمل من ذلك، وقد ذكرنا ذلك فى الفصول السابقة ونؤكد عليه ثانية، الجنس مشاعر ورغبات ومواقف ومزاج وخبرة وتجربة مشتركة.
كل ما سبق لا يمنع أن نناقش مسألة التكنيك أو طرق الأداء الجنسى المختلفة، لأن التركيز والتضخيم والتهويل يشبه الإهمال واللامبالاة والتهوين، والعنصر الأساسى والهام فى الجنس أن يتصل طرف بطرف آخر لينقل إليه مشاعره، ماذا يحب وماذا يكره؟
إن الجنس لغة لها مفردات كثيرة ومتعددة، وليس معنى أن حرفاً واحداً فى هذه اللغة قد إكتسب سمعة سيئة -لأن أكثر الكلمات التى تبدأ به مستفزة – لا يعنى هذا أن نلغيه أو نهمله أو نشطبه من الأبجدية.
المداعبة الجنسية:
الـ FOREPLAY أو المداعبات أو التمهيد الذى يبدأ قبل الإدخال هو لفظ خادع، لأنه يحمل فى طياته أنه ما قبل الجنس الحقيقى، ويعكس تهويناً من قيمته وتقليلاً من أثره، وكأنه المخللات التى توضع كمشهيات قبل الطعام الفعلى، هذا فى إعتقادى ظلم فادح لهذه المداعبات، فبعض الناس يفضلون هذه المداعبات ويستمتعون بها بشكل يكاد يكون أكثر إرضاء من فعل الدخول نفسه، فالمداعبات هى التى تضفى على الجنس جو التواصل والحميمية ولا تختزله إلى مجرد دخول أو خروج .... ON and OFF !!.
أهم أنواع هذه المداعبات هى اللمس. اللمس فن متعدد المدارس، وهو أكثر طرق التعبير بدون الكلمات شيوعاً فى التواصل والمداعبات الجنسية، إنه يترجم أمنية أو رجاء، وفى نفس الوقت يمنح إحساساً لذيذاً وممتعاً ومدغدغاً يصل إلى حد النشوة، وهو مصدر من مصادر الراحة والأمان وتأكيد حاجة الإنسان للآخر وزرع لإحساس الثقة بينهما.
من الممكن أن يتحول اللمس إلى عملية ميكانيكية آلية لا تحمل أى مشاعر، تتحول من فن مفعم بالمشاعر إلى إحتراف، كيف تحرك يداً؟ أو أين تضع فماً؟ أو متى تستعمل لسانك؟؟؟؟!!!!!.
إنه يصير "علم دراسة إحساس النهايات العصبية فى الجلد"، بدلاً من أن يصير "فن اللمس"، ويتحول ممارسوه إلى مانيكانات أو روبوتات بدلاً من كونهم بشراً.
لمس إنسان آخر وبثه الشجون عن طريق عناق اليد لليد حتى تعجن الأصابع الأصابع يرضى الحاجة الإنسانية الفطرية فى ألا يشعر الإنسان بأنه وحيد فى هذا العالم، وبانه مرغوب فيه كبنى آدم، وليس كموظف كفء أو جامع للمال أو خادم للوطن.
فى لمسك لإنسان يلمسك هو الآخر بحب، توجد مشاعر أخرى كثيرة لا تقتصر على التأكد من أنك محبوب أو حى، ولكن الأهم أنك مخلوق تحس ويحس بك.
لا يقتصر إحساس اللمس على الأيدى فقط، فالكثير من أنواع التلاصق الأخرى قد تكون أكثر دفئاً وقرباً من الأيدى، والقبلة أفضل مثال على ذلك، وفى دراسة للطبيب النفسى "مارك هوليندر" 1971 قال إن المرأة عموماً تفضل القبلة والعناق أكثر من الرجل، وهذا لا يعنى فى نفس الوقت أن إهتمامها بالجنس أقل، وقد أكدت معظم الدراسات على أن اللمس وسيلة للإثارة الجنسية وهو أيضاً أجمل وسائل المراسلة العاطفية والحسية وأكثرها خصوبة وإيحاء.
الأوضاع الجنسية هل هى رفاهية أم تفرد إنسانى؟
الإنسان هو الحيوان الوحيد الذى يمتلك القدرة على تعدد الأوضاع الجنسية! إذا كانت المداعبات هى المقدمة فالجماع هو الموضوع، والجماع ببساطة طريقة وأسلوب، POSITION and STYLE وسنتحدث أولاً عن أهم الطرق أو بتحديد أكثر الأوضاع المختلفة للجماع.
1- الوضع وجهاً لوجه ( الرجل أعلى):
أكثر الأوضاع شيوعاً فى العملية الجنسية، يتيح سهولة أكبر لدخول القضيب فى المهبل، يسمح أيضاً بالحميمية أكثر من خلال تلاقى العيون والقبلات المتبادلة، تستطيع المرأة فى هذا الوضع أن تحرك ساقيها بحرية وتلفهما حول جذع الرجل إعطاء فرصة أكبر لإختراق القضيب، وهذا الوضع أفضل الأوضاع بالنسبة للحمل لأن السائل المنوى يكون قريباً جداً من عنق الرحم. هذا الوضع له عدة عيوب، أولها أن المرأة من الممكن أن تحس بالتعب تحت ثقل ووزن الرجل، مع وجود عيب صعوبة حركة الحوض برغم أن الرجل يملك حرية أكبر فى هذا الوضع إلا أنه من الممكن أن يحس بالإجهاد، كما أنه إذا حاول أن يتلافى أن يرمى بكل ثقله فيسند على الكوعين والركبتين، هنا تتوتر العضلات، ويضاف جهد جديد للتوازن والحفاظ على هذا الوضع، ثم إن التحكم فى القذف فى هذا الوضع يكون صعباً، بالإضافة إلى عدم ملاءمته أثناء الشهور الأخيرة من الحمل.
2- الوضع وجهاً لوجه (المرأة أعلى أو جالسة):
هنا تستطيع المرأة أن تتحكم فى حركة الإحتكاك بالنسبة للبظر وبالتالى نسبة إثارته، وبالنسبة للرجل تجعل حرية يديه أكثر رغبة فى مداعبة جسدها، وهذا الوضع من أفضل الأوضاع بالنسبة للرجل للتحكم فى القذف وبالنسبة للمرأة للحصول على أقصى إثارة لأن البظر هنا من الممكن مداعبته بواسطة الرجل. يستخدم هذا الوضع فى العلاج الجنسى للمرأة التى تجد صعوبة فى الوصول إلى قمة النشوة، وهو مناسب للشهور الأخيرة من الحمل. صعوبة هذا الوضع نفسية بحتة خاصة عندنا نحن المجتمع العربى، أو ثقافية إجتماعية، فالرجل هنا يحس أن هذا الوضع يفقده رجولته لأنه قد إعتاد دائماً أن يكون المسيطر، المانح والمانع، وفى هذا الوضع المرأة هى المتحكمة فى نشوتها، وهذا يعد عيباً فى العرف الشرقى وضد الحشمة والوقار فى نظر الناطقين بالضاد، ولذلك لايرضى به الكثيرون فى بلاد العرب. ملحوظة أخيرة بالنسبة لهذا الوضع أنه يجب ألا تحاول المرأة إدخال القضيب فى مهبلها بزاوية 90 درجة –قائمة- خاصة إذا كانت جالسة، ولكن الأصح حتى من الناحية التشريحية أن تدخله بزاوية 45 أو 60 درجة (فى إتجاه رأس الزوج ) حتى يحس هو بالراحة.
3- الوضع الخلفى:
يواجه الرجل دبر المرأة ويدخل قضيبه فى المهبل من الخلف، وهذا الوضع يسمى "الوضع الكلبى" لأن المرأة فيه ترقد على يديها وركبتيها، وهذا الوضع يسمح للرجل بإثارة المرأة أكثر من خلال المداعبة الحرة، ولكنه وضع يلغى دور القبلات ونظرات العيون، ولذلك يحس الطرفان يأنه أقل الأوضاع حميمية مع أنه من الممكن أن يكون أكثرها إثارة خاصة إذا ضمت المرأة فخذيها على القضيب.
4- الوضع الجانبى:
فى هذا الوضع لا يجهد أحد الطرفين أو يتوتر من ثقل وزن الآخر وفى نفس الوقت كل طرف يملك يداً حرة واحدة تساهم فى المداعبة، ولكن له عيبين هامين:
- صعوبة إدخال القضيب.
- صعوبة حركة الحوض للوصول إلى إثارة أعلى.
أسلوب الجنس
تحدثنا من قبل عن بعض الطرق المختلفة للجماع ولكننا كما ذكرنا أن الجماع طريقة، وأسلوب لتنفيذ هذه الطريقة، ولذلك فإن الأسلوب له أهمية ربما تفوق طريقة التنفيذ.
هذا الأسلوب يختلف إختلافاً شديداً بين الناس لدرجة أنه يستعصى على أى تصنيف، لأن أصحاب الأسلوب بشر، والبشر من المستحيل ان تجمعهم على الدوام الأوامر العسكرية!، فبعض الناس يفضلون الجنس فى حجرة النوم، والبعض يفضله خارجها، البعض يعشق الظلام والبعض الآخر يهوى النور، ومن الممكن أن يثبت الرجل مؤشر الراديو على البرنامج الموسيقى فتحوله المرأة على البى بى سى....وهكذا!!!
التوقيت والإيقاع من أهم العوامل المحددة لطبيعة الإستمتاع وطعمه، وكما أن الأكل له مشهياته، فالشهية الجنسية لها أيضاً ما يشجعها ويفتح نفسها، هذه المشهيات إما أن تكون بالمداعبات الطويلة، أو أن تكون كما يفضل البعض بالوصول إلى الهدف بأقصر الطرق، إن هذا يرجع بالطبع إلى إحتياجات وإستجابات اللحظة، وهناك أزواج كثيرون يمارسون الجنس بأسلوب البيزنس أو رجال الأعمال... الجنس عندهم دائماً فى نفس الوقت.. بنفس الروتين... بنفس الأوضاع.... وعادة بنفس الحوار، وهذا يمثل للبعض مللاً، وللبعض الآخر راحة من وجع الدماغ!!!!.
من أهم معتقداتنا الجنسية التى تخلخلت بعض الشئ فى العصر الحديث ما نؤمن به من أن الرجل هو الخبير الإستشارى فى العلاقة الجنسية فهو الذى يبدأ العلاقة ويحدد توقيتها، وهو المصفى القضائى فهو أيضاً الذى ينهيها بقرار القذف!، أما المرأة فهى سلبية وفى اغلب الأحيان مغفلة، وقانون الجنس لا يحمى المغفلين، وعليها أن تنتظر الفرج والقرار من الرجل الحكيم والمجرب، فرأيه هو السديد، وإيقاعه هو اللحن الوحيد فى الأوركسترا، وأداؤه لا يناقش فهو ملك خط الدفاع والوسط والهجوم وأحياناً الحكم ومراقب المباراة!.
هذه المعتقدات تجعل الرجل لا يمارس حتى أدنى أنواع الفضول الإنسانى المشروع، وأن يسأل زوجته ماذا تحب؟، وماذا تكره؟، كيف تستمتع ومم تشمئز؟، كل هذا يصبح فى مفهومه ترفاً وضياع وقت وقلة أدب وبجاحة.
للدلالة على أهمية دور المرأة الإيجابى فى الجنس، فإن ماسترز وجونسون يؤكدان على أنه أسهل للمرأة أن تدخل القضيب، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها، أن المرأة تعرف متى تكون مستعدة؟، وأين بالضبط؟ وحتى زاوية الحصول على أقصى النشوة.... (سنتحدث بالتفصيل عن جى سبوت فى دراسة قادمة).
لتقريب ما سبق إلى الأذهان، جرب أن تأكل أنت أو أنتى فى الظلام، وجرب أن تحاول إطعام غيرك تحت نفس الظروف أيهما أسهل؟؟؟؟.
يضرب ماسترز وجونسون مثالاً آخر حول إيقاع إدخال القضيب، فبينما يفضل معظم الرجال الإدخال العميق والعنيف والسريع، تفضل معظم النساء الإيقاع الهادئ والبطئ على الأقل فى البداية.
هكذا نجد أن الأسلوب الذى غالباً ما نستمده من ثقافتنا الإجتماعية يؤثر تأثيراً كبيراً فى مدى إستمتاعنا بالعلاقة وسعادتنا بها وفيها
هل هناك وصفة جاهزة للجنس؟
كثيراً ما ستسمع هذا السؤال: ماعدد المرات المثالى للجماع فى الأسبوع؟ وبنفس نسبة تكرار السؤال تتكرر وتختلف الإجابات، بل أقول تتكرر الفتاوى، ويرتدى كل مجيب رداء مختلفاً، فمنهم من يرتدى ثوب فالنتينو فيجيب بتعقيد وإحباط كل سائل ويخبره بان ينام مع زوجته أربع مرات يومياً!!! ومنهم من يرتدى ثوب الواعظ فيصف أى عدد بأنه إفراط، ومنهم من يرتدى ثوب حلاق الصحة فينصح بالإقلال قدر الإمكان خوفاً على الصحة ونخاع العظام!!.
لو خرجنا عن نطاق هذه الفتاوى وهؤلاء الفشارين، ولجأنا إلى البحوث والدراسات العلمية فسنجد فى الأبحاث التى أجراها كينزى و"بل" و"هنت" و"ليفين" و"تروسل" أن المعدل فى الولايات المتحدة الأمريكية هو مرتان أو ثلاث مرات فى الأسبوع فى عمر العشرينات والثلاثينات، وبعد تلك السن يقل تدريجياً، أما بعد الخمسين فسنجد أنه بمعدل مرة أو أقل فى الأسبوع.
بالطبع فى كل هذه الدراسات نجد أن الإختلافات الفردية لها مكانة كبيرة ولا بد أن تؤخذ بعين الإعتبار لأن كثيراً من شباب المتزوجين يقل بكثير عن ذلك المعدل، بينما يمارس آخرون الجنس أكثر من مرة فى اليوم الواحد، لكن بشكل عام يتناسب عدد المرات تناسباً عكسياً مع طول مدة الزواج، وقد أثبتت هذه الدراسات أيضاً لأنه لا علاقة واحدة بين عدد المرات والمستوى الثقافى أو الإجتماعى أو حتى درجة وعمق التدين.
هذه النقطة أيضاً شخصية جداً لأن العدد المثالى هو العدد الذى يجعلكما سعيدين أى من خلالكما فقط.
أما عن قمة النشوة أو الأورجازم أثناء العلاقة الجنسية بين الزوجين فهو موضوع محير ويكفى أن نقول أنه الفريضة الغائبة فى العلاقة الزوجية فى الشرق.
زوجات كثيرات يعشن ويمتن ويمضين فى رحلة الحياة دون إحساس بهذا الأورجازم ولو لمرة واحدة، ولا يعتبرن ذلك نقيصة أو عيباً، بل على العكس فمعظمهن يساورهن الإحساس بأن هذا الأورجازم هو قمة العيب والإثم، وأنه يوجب الخجل والعار لا السعادة والنشوة، ولذلك تكثر بين سيداتنا شكوى الآم الظهر، الآلام التى يرجع جزء منها للوزن بالطبع وعدم الحركة، بينما جزء آخر يرجع لهذه الجريمة التى تحدث بإسم الزواج والتى يدخل فيها الزوج العلاقة وكأنه يتبول فى مرحاض عام!!! مهمة ثقيلة لا بد أن تنتهى بسرعة، تنتهى عندما يصل هو إلى النشوة والتى تتحدد عند الرجل بشئ واضح للعيان وهو القذف، أما عند المرأة فهو شئ غامض نوعاً ما ومستتر تنقبض فيه العضلات ويرتجف فيه الجسم.
والمصيبة أن الرجل فى مجتمعنا يحسب ويتوهم ويعتقد أن الأورجازم هو البلل الذى يفرز فى جدار المهبل فيقول بالبلدى "دى قذفت"، ولا يعلم أنه جاهل، لأن هذا البلل هو مرحلة البداية والتجهيز والتى تقابل مرحلة بداية الإنتصاب عند الرجل وليس القذف!!.
وقد حاولت أبحاث علماء الصحة الجنسية دراسة هذا الأورجازم فى العلاقات الزوجية، فوجد "كينزى" أن الرجل يصل إليه فى كل لقاءاته الجنسية، أما "هنت" فقد وجد أن 8% من الأزواج فوق سن الخامسة والأربعين قد لا يصلون للأورجازم فى أى لقاء جنسى، وأن 7% من فئة السن 24 حتى 44 سنة لا يصلون للأورجازم فى ربع لقاءاتهم تقريباً.
هذه الإحصائيات ليس معناها أن الرجل الذى لا يقذف هو بالتأكيد يعانى من مشكلة، ففى بعض الحالات يكون الرجل قد قذف بالفعل ولكن فى نوع آخر من المداعبة، أو لأنه ببساطة لا يحس بالإحتياج لذلك، لأنه قادر على توصيل زوجته للنشوة بدون قذف.
أما عن أورجازم المرأة فقد أعلن كينزى أن ربع السيدات لم يحسسن بالأورجازم بعد سنة من مرور الزواج، وبعد 20 سنة قلت النسبة إلى 11%، أما العالم "هنت" فقد وجد أن 53% من الزوجات عرفن وذقن وخبرن الأورجازم فى كل لقاءتهن الجنسية على مدى 15 سنة زواج!! والسؤال إذا كانت النسبة الغربية بهذا المستوى فكيف بالنسبة العربية ؟؟؟ أعتقد أنه رقم كارثة !!!!!!!!.
ملاحظة
* منقول عن إيلاف