زَفرتُ لضمِّ الخودِ بعدَ تلهُّفي = كذلك صوتُ الجمرِ في الماءِ ينطفي
وقبَّلتُها حتى نَثرتُ دُموعَها = وما كان قلبي بالعناقِ ليشتَفي
فأنّت وقد حكّمتُ كفِّي بخصرها = فأصبَحَ فيها كالكِتابِ المغلَّفِ
وقالت كذا نُعطي فيطمعُكِ النَّدَى = ألستَ بما لم ترجُ في الحلمِ تكتفي
ذوَت شَفَتي من حرِّ فيكِ ووَجنتي = وقدِّي كغصنٍ إن تُرَنِّحهُ يُقصف
لئن كان هذا الحبُّ لا ذُقتُ حُلوَهُ = ولا مرَّهُ من عاشقٍ مُتَطرِّف
فقلتُ لها أقوى الغرام ألذُّهُ = فلو كنتِ مثلي في الهوى لم تُعنِّفي
دعيني أنل ما لا يجودُ بهِ غدٌ = فأنصِفَ نفسي ما الزمانُ بمُنصِف
فللكأسِ والحسناءِ ضنٌّ على الفتى = برَشفةِ ريقٍ أو بجرعةِ قرقف
فطَوراً أرى الأوطارَ تقضى وتارةً = أحنُّ إلى كأسٍ وقدٍّ مُهَفهَف
وما يَقظتي في الحبِّ إلا من الكرى = وما أنتَ إلا كالخيالِ المُزَخرَف
فمن لذَّتي يأتي عَذابي وهكذا = على أقصرِ الساعاتِ طالَ تأسُّفي