نقوس المهدي
كاتب
حينما أضطجع إليكِ، لا أريدُ أن تكوني حبيبتي، بل أشتهي أن تكوني قحبتي… ليتكِ تفهمين هذا. طبعاً، أنتِ الصديقُ الأوحد حينما أقرأ عليكِ نصاًّ جديداً فرغتُ من كتابته، وأسلّمكِ مفاتيح نواميسه التي لم أعطها لأحد، وحينما أحدِّثكِ عن أكثر ذكرياتي حميميَّةً، تلك التي عشتُ سالفاً وتلك التي إليها أتوق، عن بيتنا القديم في “حي الملاحة”، وعن بيتي المُشتهى فوق هضبةٍ مُطلَّة على البحر، عن عشقيَ للبحر، عن رهبتي الطفولية من النساء، عن رغباتي المكتضّة تحت ثياب الحياء، عن جدتي التي كانت أول إمرأةٍ كتبتُ إليها وعنها، وكانت أميَّة، وكانت تشتغل بماكنة الخياطة، تزورها النسوة لتسلُّمِ فساتينهن، فأبقى بينهن أسترق النظر وهن تتعرّين أمام المرآة، أنظرُ إليهنَّ بنفس الشغف الذي تنظرن هنَّ به إلى أنفسهن في المرآة، عن مجلات الخياطة المخبأة في خزانة جدتي أسارع إليها حالما تغادر البيت لقضاء بعض الشؤون، فأفتح صفحة الملابس الداخلية وأضع وسادةً تحتي أضاجعها. تخيَّلي، أوّلُ ما ضاجعتُ، وأنا بعدُ طفلاً، الوسادة! وربما من وقتها تعلَّمتُ أن أضاجع الأحلام والأذهان… وأحدثكِ عن أبي. من أنتِ حتى أحدّثكِ عن شيءٍ حميميٍّ ومُعقَّدٍ كحبي لأبي! يبدو أنكِ حقاًّ صديقتي، خليلتي… ولكن، حينما أضطجع إليكِ، أشتهي أن تكوني قحبتي. طبعاً، حينما نسكر، تكونين نديمي. وأعشقُ مزاحكِ، سخريتكِ من عيوبي التي تهتدين في خبثٍ بهيجٍ إليها، من نرجسيَّتي، من تهذبي الذي أخبئه بين ثنايا لغتي الفاسقة، من خجلي الموارى خلف صورة “الشهريار” التي أحبُّ أن أرسمها عني أمام الآخرين، من ترددي وقلة ثقتي في نفسي التي تُواريها إبتسامتي الواثقة، وأضحك، وأضحك، وأنتِ تُصرّين على تلقيني تقنية فتح قنينة البيرة بحرف الولاَّعة، لأنَّ ذلك أيضاً يفضحُ سمات أرستقراطيَّة فيَّ تتناقضُ مع الصعلوك الذي أبتغي أن أكون. ونُغنّي معاً “في ميناء أمستردام” مُقتفين صوت جاك بريل، قبل أن تتوقَّفي أنتِ عند المقطع الأخير، وأسافر أنا مع بريل إلى ذلك الميناء، أغني معه بأعلى صوتي للبحارة السكّيرين، الوقحين، المُتبوّلين على النساء الخائنات، لقحاب أمستردام وهمبورغ وغيرها… لشوقي الذي يجرفني. “تريْن… كوني قحبتي”، أقرعُ قارورتكِ، أنظر في عينيكِ، وأهمسُ في نفسي. الآن الآن، القِ بالقارورة أرضاً ولتتكسَّر، أقصد الأرض، لتتكسَّر الكرة الأرضية. لتتكسَّر شهواتكِ الآن ولتكن شظايا تنشب بلحمي.
أنا هنا، أمامك، على حرفٍ من الجنون، وأوشكُ على الإنحدار.
لا أحبُّ الجنس البريء، الرصين. أشتهي أن تمتدَّ يدكِ بغتة لتفكَّ فتحة سروالي، تسحب أيري بقوة، تخضّه، أن تدفعيني بذراعيكِ حتى أسقط أرضاً. وتجثمين أنتِ فوقي، تُطوّقين خصري بكلتا ركبتيكِ، تفتحين في نهمٍ شرسٍ سروالي، تخلعين عني ثيابي وثيابكِ، أن تُلقيهما بعيداً، بعيداً، بعيداً… كلُّ شيءٍ بعيد الآن، الحضارة، المجتمع، الأديان، الأخلاق، الأعراف، النظام. حتى أبي، بعيدٌ الآن. لا أشعر بشيء، غير أيري داخل فمكِ، غير لزوجة لسانكِ تلفه، غير بصاقكِ يسيلُ فوقه. وأنتِ فوقي. لا سماء بعدكِ.
ليتكِ تعلمين الآن كم ألوهيَّة في أن تكوني قحبتي.
كم خشوعاً في أن أعبدكِ.
لبَّيْكِ، قحبتي، لبَّيكِ. أنا عبدكِ.
أنا هنا، أمامك، على حرفٍ من الجنون، وأوشكُ على الإنحدار.
لا أحبُّ الجنس البريء، الرصين. أشتهي أن تمتدَّ يدكِ بغتة لتفكَّ فتحة سروالي، تسحب أيري بقوة، تخضّه، أن تدفعيني بذراعيكِ حتى أسقط أرضاً. وتجثمين أنتِ فوقي، تُطوّقين خصري بكلتا ركبتيكِ، تفتحين في نهمٍ شرسٍ سروالي، تخلعين عني ثيابي وثيابكِ، أن تُلقيهما بعيداً، بعيداً، بعيداً… كلُّ شيءٍ بعيد الآن، الحضارة، المجتمع، الأديان، الأخلاق، الأعراف، النظام. حتى أبي، بعيدٌ الآن. لا أشعر بشيء، غير أيري داخل فمكِ، غير لزوجة لسانكِ تلفه، غير بصاقكِ يسيلُ فوقه. وأنتِ فوقي. لا سماء بعدكِ.
ليتكِ تعلمين الآن كم ألوهيَّة في أن تكوني قحبتي.
كم خشوعاً في أن أعبدكِ.
لبَّيْكِ، قحبتي، لبَّيكِ. أنا عبدكِ.