ابن المعتز - لا ورمانِ النهودِ

لا ورمانِ النهودِ ، = فوقَ أغصانِ القدودِ
وعَناقِيدَ منَ الصُّد = غِ ، وردٍ من خدودِ
ووجوهٍ مِنْ بُدُورٍ = طالِعاتٍ مِن سُعودِ
ورسولٍ جاءَ بالمِيعا = دِ من بعدِ الوعيدِ
ونَعِيمٍ في وِصالٍ، = حلّ من طولِ الصدودِ
ما رَأتْ عَيْني كظَبيٍ، = زارني في يومِ عيدِ
في قَباءٍ فاختيّ اللّـ = ـونِ من لبسٍ جديدٍ
كلما قاتلَ جنـ = ـديٌّ بسيفٍ ، أو عمودِ
قاتلَ الناسَ بعينيـ = ـنِ، وخَدّيْنِ وَجِيدِ
قدْ سَقاني الرّاحَ مِن = فيهِ على رُغمِ الحَسودِ
وتَعَانَقْنَا، كأنّي = وهو في عِقْدٍ شديدِ
نقرعُ الثغرَ بثغرٍ = طيبٍ عندَ الورودِ
مثلَ ما عاجلَ بردٌ = قَطرَ مُزْنٍ بجُمودِ
ومضَى يَخْطِرُ في المَشْـ = ـيِ كجبارٍ عنيدِ
سحراً منْ قبلِ أن = تَرجِعَ أرواحُ الرُّقودِ
مرحباً بالملكِ الـ = ـقادمِ بالجدّ السعيدِ
عِش، ودُم في ظلّ عزٍّ، = خالدٍ ، باقٍ ، جديدِ
فلقد أصبحَ أعدا = ؤكَ كالزّرع الحَصِيدِ
ثُمّ قد صَارُوا حَديثاً، = مثلَ عادٍ في ثَمودِ
جاءهم بحرُ حديدٍ ، = تحتَ أظلالِ بنودِ
فيهِ عِقْبانُ خُيولٍ = فوقها أسدُ حديدِ
وردوا الحربَ ، فمدوا = كلَّ خطيًّ مديدِ
و حسامٌ سره الحـ = ـدُّ إلى قطعِ الوريدِ
ما لهذا الفتحِ يا = خيرَ إمامٍ من مزيدِ
فاحمدِ اللهَ ، فإنّ الـ = ـحمدَ مِفتَاحُ المَزيدِ



- ابن المعتز
 
أعلى