نقوس المهدي
كاتب
تفاصيل الكتاب
م الموضوع رقم الصفحة
1 فضل المرأة الصالحة 137
2 المرأة السوء 143
3 ما ينبغي أن تُنكح المرأة عليه من الخصال 147
4 فضل الأبكار على غيرهن 148
5 كراهية العاقر العجوز 151
6 فضل السراري 153
7 ما ينبغي للرجل أن يفعله مع امرأته والمرأة مع زوجها ليلة البناء 155
8 ما ينبغي للمرأة أن تصنعه فيما بينها وبين زوجها 161
9 ما يستحب للرجل أن يتزين لامرأته في هيئته وشكله 167
10 ما يستحب من الأدب في المجامعة 168
11 ثواب الجماع وحب الاستكثار منه 171
12 ما يجوز من النخير والشهيف والحمحمة والمداعبة عند الجماع 181
13 ما يكره للرجل أن يتحدث مما يخلو به عند أهله 182
14 فضل شهوة المرأة على شهوة الرجل 183
15 ما يكره للنساء من نكاح الشيخ ونكاح القبيح من الرجال 184
16 ما يتقى من فتنة النساء 185
17 ما يؤمر الرجل أن يفعله إذا أعجبته المرأة 189
18 ما يجوز للرجل من غشيان امرأته باركة وكيف شاء 190
19 كراهية مسيس النساء في غير الفرج 192
20 ما يحل من الحائض ومن ابتلي بمس حائض 198
21 العزل 200
22 ما ينبغي للمرأة أن تكتفي به من جماع زوجها 203
23 كراهية السحاق للنساء 204
24 ما يكره للمرأة من الاستلقاء على ظهرها 205
25 كراهية تشبه [المرأة] بالرجل في الهيئة والشكل 206
26 ما يستحب للنساء من الخضاب والاكتحال والحلي 207
27 ما يستحب للنساء من لبس المصوغ 210
28 ما يكره للنساء من لبس الخفيف الذي لا يُواري 212
29 ما يستحب من شكل النساء في اللباس والهيئة 214
30 ما يستحب للنساء من لباس المآزر 218
31 ما يستحب للنساء من لباس السراويل 218
32 ما يستحب للنساء من تزرير أكمامهنّ 219
33 الختان 221
34 ما يكره للنساء في رفعهن أوساط رؤوسهن 222
35 ما يكره للنساء من اتخاذ القصص من شعورهن 222
36 ما يكره للنساء من الوشم والوشر والنمص ووصل الشعر 223
37 ما يكره للنساء من اتخاذهن القعاقع في الحلي 227
38 ما يكره للإماء من التشبه بالحرائر في لباسهن 228
39 ما يكره للنساء من التسمن 229
40 ما يكره للنساء من علاج [مما يعرفن أنه يحببهن إلى أزواجهن] 230
41 ما يكره للنساء من دخول الحمامات 232
42 ما يكره للنساء من النياحة وشهود المناحات 236
43 ما يكره للنساء من الخروج إلى المساجد 239
44 ما يكره للنساء من خروجهن من بيوتهن وما عليهن في ذلك من الإثم 243
45 ما يكره للمرأة من سؤال زوجها الطلاق 246
46 ما يجوز للرجال من ضرب نسائهم 247
47 ما يؤمر به الرفق بالنساء والصبر عليهن 252
48 حق المرأة على زوجها 256
49 حق الرجل على المرأة 257
50 المرأة التي تخون زوجها في نفسها 266
51 ما جاء في إحسان المرأة 268
52 ما يحق على المرأة من خدمة زوجها وحفظ ماله والقيام بمصلحة بيتها 269
53 ما يستحب للمرأة من الصبر عن النكاح بعد زوجها 271
54 قلة من يدخل الجنة من النساء 272
55 الغيرة للرجال 275
56 الغيرة للنساء 277
57 سنة النساء في الخفاض 278
58 حقوق النساء على الرجال وحقوق الرجال على النساء 280
59 ذكر النساء 286
60 ذكر المرأة التي تخدم زوجها وما لها في ذلك في الثواب 291
61 ذكر النساء المحسنات لأزواجهن وما لهن في ذلك من الثواب 292
***
باب ما جاء في فضل الأبكار على غيرهن
25- عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((انكحوا الجواري فإنهن أعذب أفواهاً وأنتق أرحاماً وأعز أخلاقاً. وإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة فانكحوا وتوالدوا فإن ذراري المسلمين عصافير خضرٌ في شجر الجنة يكفلهم أبوهم إبراهيم خليل الله!)) .
وعن الأوزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأقبل أرحاماً وأحسن أخلاقاً!)) .
وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال: ((انكحوا الأبكار فإنهن أعذب أفواهاً، وأسخن أقبالاً، وأكثر أولاداً، وأرضى باليسير من الجماع!)) .
26- وعن مطرف بن عبد الله عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجابر بن عبد الله: ((أنكحت يا جابر)) ؟، قال: ((نعم يا رسول الله!)) قال: ((بكراً أم ثيباً؟)) قال: ((بل ثيباً يا رسول الله!)) قال: ((فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك؟)) فقلت: ((كان لي أخواتٌ فلم أحب أن أدخل عليهن غرةً مثلهن)) قال: ((فلا بأس إذاً)) .
وعن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله قال جابرٌ: ((ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخلت على أهلك فالكيس الكيس!)) . يعني في الجماع. قال جابر: ((فلما دخلت عليها أخبرتها بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فقالت] : سمعاً وطاعةً!)).
27- قال عبد الملك [بن حبيب] : لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً إلا عائشة أحب نسائه إليه، بل أحب الخلق إليه.
لقد بلغني عن عمرو بن العاص أنه قال: ((نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً حتى ظننت أني أحب الخلق إليه فقلت: يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة! فقلت: أنا أسألك عن الرجال! فقال: أبوها!)).
28- قال عبد الملك [بن حبيب] : وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست وابتنى بها وهي بنت تسع سنين واختلى بها في بيت أبيها قبل أن يبني بها. وإن كانت لتلعب باللعب في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من صغرها! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف إليها الجواري إذا رآهن ليلعبن معها.
باب ما جاء في كراهية العاقر العجوز
29- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني أبو صالح عن عبد الله بن دينار عن زيد بن أبي مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((انكحوا الودود الولود من النساء وكاثروا فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة! ولا تنكحوا عجوزاً ولا عاقراً فإن ذراري المسلمين تحت ظل العرش يحضنهم أبوهم إبراهيم، خليل الله، يستغفرون لآبائهم إلى يوم القيامة)) .
30- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل نهياً شديداً وقال: ((تزوجوا الودود الولود من النساء فإني مكاثرٌ بكم النبيين يوم القيامة! وإياكم والعاقر فإن مثلها كمثل رجلٍ قاعدٍ على رأس بئرٍ [يسقي] أرضاً سبخةً فلا أرضه تنبت ولا عينه تنضب)) .
31- وعن ابن جريج أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله! إن لي ابنة عم هي همي من النساء وهي عاقرٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنكحها! ثم قال له: لأن تنكح سوداء ولوداً خيرٌ من أن تنكح حسناء لا تلد. إن علمتم أن السقط من ذراري المسلمين يقال له: أدخل الجنة! فيظل محبنطئاً على باب الجنة يقول: لا أدخل الجنة حتى يدخل أبواي! فيقال: ادخولوها -الجنة! - بفضل رحمة الله!)) .
قال عبد الملك [بن حبيب] : والمحبنطئ المتغضب المتقاعس.
32- وعن سفيان أن عمر بن الخطاب قال: ((إن ابنة عشر سنين تسر الناظرين، وابنة عشرين لذة للمعانقين، وابنة الثلاثين ذات سمنٍ ولينٍ، وابنة أربعين ذات بناتٍ وبنين، وابنة خمسين عجوزٌ في الغابرين)) .
وعن عائشة -رضي الله عنها! - أنها قالت: ((إذا أتت على المرأة خمسون سنةً لم تلد أبداً)) .
باب ما جاء في فضل السراري
33- وعن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم بالسراري فاتخذوهن مباركات الأرحام!)) .
قال [عبد الملك بن حبيب] : وحدثني عبد الله بن مسلم عن عطاء الخراساني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اطلبوا الولد من أمهات الأولاد فإن الله -تعالى! - جعل في أرحامهن البركة!)) .
34- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رجلاً أتى سعيد بن المسيب -رضي الله عنه! - فشكا إليه قلة الولد فقال له: ((عليك بالسراري فإنهن أشف أرحاماً!)) .
قال عبد الملك [بن حبيب] : يعني أقبل للولد وأكثر أولاداً.
[عبد الملك بن حبيب في كتاب النساء قال: حدثني مطرف عن مالك بن] أنس قال: ((كان القاسم بن محمد بن أبي بكرٍ الصديق وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب [وعلي] بن [الحسين] بن علي بن أبي طالب [رضي الله عنهم!] كانوا [من] بني أمهات الأولاد)) .
باب ما ينبغي للرجل أن يفعله مع امرأته والمرأة مع زوجها ليلة البناء
35- وعن أبي وائل أنه قال: ((جاء رجلٌ [يقال له: أبو حريز] إلى ابن مسعودٍ فقال: إني تزوجت امرأةً [شابة] بكراً وقد خشيت أن تكرهني! فقال ابن مسعودٍ: إن الألفة من الله -تعالى! - وإن الفرقة من الشيطان يكره ما أحل الله لها. فإذا دخلت فمرها أن تصلي خلفك ركعتين ثم قل: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لها في! اللهم وارزقها مني وارزقني منها! اللهم اجمع بيننا كما جمعت وفرق بيننا -إذا فرقت- في خيرٍ!. ثم إذا [دنوت] منها فخذ بناصيتها وادع الله بالبركة واسأل الله من خيرها وتعوذ من شرها!] )) .
36- وعن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا تزوج أحدكم المرأة فليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة!)) .
وكان ابن مسعود إذا غشي أهله قال: ((اللهم لا تجعل للشيطان في ما رزقتنا نصيباً!)) .
37- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني أسد بن موسى وغيره أن سلمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج امرأةً من كندة بالعراق. فلما كان ليلة البناء بها دعا إليها. فلما وقف بباب البيت صوت ثلاثة أصواتٍ فلم تجبه فقال: ((يا هذه أخرساء أنت أم بكماء أم لا تسمعين؟)) فقالت: ((لا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم! ولكن العروس تستحي أن تتكلم!)) فدخل إلى البيت فإذا هو قد بخر. [فقال] : ((هذا مضرورٌ أم محمومٌ قد دثرته أم تحولت القبلة في كندة؟)) فقالت: ((لا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن العروس تزين بيتها)) . ثم قال: ((لا أدري أتطيعين أم ما تقولين؟)) فقالت: ((لقد ذكرت مقعد من أوجب الله طاعته!)) . قال: ((لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نكح امرأةً فليمسح بناصيتها وليدع بالبركة وليركع ركعتين ويحمد الله -عز وجل! - وليسأله البركة فيها!. فإذا رأيتني قمت فقومي! فإذا كبرت [فكبري] ! فإذا ركعت فاركعي! فإذا سجدت فاسجدي! وإذا قعدت فاقعدي! فإذا دعوت فأمني! وإذا سلمت فسلمي!)) . فقام وقامت خلفه. فلما فرغ رجع إليها فألم بها.
فلما أصبح نظر إلى أثاثٍ كثيرٍ وإماءٍ كثيرٍ فوعظها في ذلك وحدثها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ((يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم! أما ما في البيت ففي سبيل الله - تعالى! وأما كل أمةٍ أو عبدٍ فهو خيرٌ لله تعالى!. اكفني براً أكفك خبزاً، خبز الخبز وحرارة التنور!.
فلما أمست ضاق فغضبت [فقالت] : ((يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قم فأتخذ آلة البيت حملاً والليل سفراً!)) قال: ((اقصدي رحمة الله!)) .
38- وحدثني بعض أشياخنا أن محمد بن سيرين قال: تزوجت امرأة من بني تميم. فلما [كانت] ليلة البناء دخلت عليها فإذا هي جالسة على باب خدرها. فأهويت إليها بيدي فقالت: ((مهلاً! على رسلك!)) . فحمدت الله وأثنت عليه ثم قالت: ((إن الله -عز وجل! - يضع العلم حيث يشاء وإنه بلغني أن الرجل إذا دخل بيته يؤمر أن يصلي ركعتين وتصلي امرأته خلفه. فإذا فرغ قال: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لأهلي في! اللهم ارزقني منهم وارزقهم مني! اللهم [ارزقني] ألفتهم ومودتهم وارزقهم ألفتي ومودتي وحبب بعضنا إلى بعض!)) .
قال: ((فقمت ففعلت ذلك. فلما فرغت أهويت إليها فقالت: ((مهلاً! على رسلك! إن الرجل يؤمر إذا أراد غشيان أهله [أن] يدعو قبل ذلك فيقول: اللهم جنبنا الشيطان وجنبه ما رزقتنا ولا تجعل له فينا نصيباً!)) .
قال: ((ففعلت ذلك فلم أزل أعرف بعد ذلك الألفة واللطف والخير)) .
39- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني عن عثمان بن عفان [أنه] لما تزوج نائلة بنت الفرافصة أتت مع الأحوص الكلبي، أتى بها من الشام. فأدخلت داره ليلاً وقد هيئ لها المجلس. فلما أخذت مجلسها وأصلح من شأنها -وعثمان في المسجد قد صلى العشاء الآخرة- أتته مولاةٌ له فأذنته بها وقالت: ((إن قضيت صلاتك فانصرف إلى أهلك!)) .
فقام حتى دخل عليها فسلم ثم جلس في فراشه فردت عليه السلام. فقال لها عثمان: ((ما أدري! تقومين إلينا أم نقوم إليك؟)) فقالت: ((والله ما سرت إليك مسيرة شهرٍ من أهلي وأنا أريد أن تعنى إلى عرض هذا البيت! بل أقوم إليك وكرامةً)) .
فلما قعدت إلى جنبه أقبلت تنظر إليه [وقد وضع قلنسوته] فقال لها: ((لعلك تكرهين ما ترين من كبري وشيبي؟ إن وراء هذا ما يحسن!)) فقالت: ((إني -والله! - لمن نسوةٍ أحب أزواجهن إليهن الكهل السيد)) فقال لها: ((ضعي رداءك!)) فوضعته ثم قال لها: [اطرحي خمارك!)) فطرحته ثم قال] : ((اخلعي درعك!)) فخلعته، ثم [قال] : ((حلي مئزرك!)) فقالت: ((أنت وذلك!)) .
[قال: ((صدقت!)) . وبنى بها فأعجبته فولدت ابنته مريم. وقتل وهي عنده. فخطبها بعده أشراف قريشٍ فلم تنكح بعده أحداً حتى ماتت] .
باب ما ينبغي للمرأة أن تضعه فيما بينها وبين زوجها
40- قال عبد الملك [بن حبيب] : حدثني إسماعيل بن البشر أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله! إن لي امرأةً إذا أتيتها مهموماً قامت إلي فأخذت بطرف ردائي ومسحت على وجهي ثم قالت: إن كان همك الدنيا فقد صرفها الله عنك! وإن كان همك الآخرة فزادك الله هماً!)) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذه لها أجر الشهداء ورزقهم)) .
41- وعن إبراهيم بن أدهم أن أبا الدرداء قال لأم الدرداء: ((إذا غضبت [فأرضيني] وإذا غضبت أرضيك. فإنا ألا نفعل يوشك أن تفتري)) .
42- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بسببيٍ فقال عليٍ بن أبي طالبٍ: ((يا فاطمة اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [فاسأليه] خادماً!)) . فأتت فاستحت أن تكلمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألحاجةٍ جاءت فاطمة أم جاءت زائرةً؟)) .
فأخذتها العبرة فقالت: ((يا رسول الله! أما الماء فإني أغرفه من البئر في جوف الدار لا يراني أحدٌ. وأما العجين فإني أخبز في بيتي لا يراني أحدٌ. والغسل أغسل في بيتي لا يراني أحدٌ)) وأرته يديها قد خلقتا من العمل. ((ولكن -يا نبي الله! - إنما يشق علي الحطب أحتطب من مكان بعيدٍ، والمرأة -يا نبي الله! - عورةٌ، فذلك الذي يشق علي)) .
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن ذلك على ما هو خير لك من خادمٍ وخادمٍ وخادمٍ. إذا انصرفت إلى بيتك فأصلحي فراش زوجك! فإذا جاء فتلقيه بالباب وخذي منه رداءه! ثم إذا قعد على فراشه فاخلعي نعليه! فإن كان مفطراً [فقربي] إليه ما في بيتك! فإذا فرغ وفرغت ما بين يديه فاقعدي قريباً منه! فإذا دعاك إلى فراشه [فأجيبيه] ! وإن لم يدعك [فأدني] إلى فراشك!
((فإذا استويت فيه [فكبري] الله ثلاثاً وثلاثين مرةً [وسبحيه] ثلاثاً وثلاثين مرةً، واحمديه ثلاثاً وثلاثين مرةً واختمي المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له.. .. إلى آخرها. فذلك -يا فاطمة! - خيرٌ لك من خادمٍ وخادمٍ وخادمٍ!)) . قالها ست مراتٍ.
فلما انصرفت فاطمة سألها علي -رضي الله عنه! -: ((ما قال أبوك؟ فأخبرته بالذي قال لها صلى الله عليه وسلم فقال لها علي: ((والذي خلقني لهذا خيرٌ لك من خادمٍ وخادمٍ!)) .
43- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالبٍ وعبد الله بن جعفر بن أبي طالبٍ خطبوا إلى المسيب بن نجبة الفزاري وكان شريف الكوفة فاستشار فيهم علياً فقال له: ((أما حسنٌ فطلاقٌ! وأما حسينٌ فشديد الخلق! ولكن عليك بعبد الله بن جعفرٍ)) . فزوجه.
فلما [كانت] الليلة التي بنى بها دعاها أبوها فجلست بين يديه فقال لها: ((يا بنيتي! اعلمي أن أهلك -الذين هم أهلك [بعد اليوم]- الذين تمسين فيهم وتصبحين! أطيعي زوجك إذا أمرك وآته إذا دعاك وكوني له أمةً يكن لك عبداً! واعلمي أن أطيب الطيب الماء وأحسن الحلي الكحل)) .
44- وعن مقاتل بن سليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال] : ((أيما امرأةٍ صلت خمسها، وصامت شهرها، وحفظت زوجها، وأطاعت ربها تدخل من أي أبواب الجنة شاءت)) .
45- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني بعض المشيخة أن إسماعيل بن خارجة الفزاري زوج ابنته الحجاج بن يوسف. فلما [كانت] ليلة البناء بها دخل عليها أبوها فرفع جانب الخدر فقال: ((يا بنيتي! إني رأيت النساء إنما يؤدب من النساء! وإن أمك قد هلكت وتركتك صغيرة فاسمعي مقالتي واحفظي وصيتي! كوني لزوجك في بعض أحيانه أقرب من شسع نعله، وفي بعض أحيانه أبعد من الثريا! وعليك بالطيب وأطيب الطيب الماء! وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق! ودعي المعاتبة فإنها نورة ولا تنطفئ في فورة حيث الغضب فإني رأيت الود في الصدر والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب [أن] يذهب)) .
46- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن مالكاً -رحمه الله! - خير ابنته في نفسها [أن] تنكح من أحبت فاختارت فتى من أبناء الملوك قد رفض الدنيا وأخذ في الزهادة. فلما كان انتقالها إليه اجتمع إليها أخوات ثلاث وحاضنة لها. فابتدرت الحاضنة وصيتها [فقالت] : ((أي بنيتي! من لم يغط من نور نظره ما يتبين له [به] رشده ويعرف ما يؤذيه فيجتنبه كان كآكل السموم وهو لا يدري! أي بنية! النساء بخمس خصال لا غنى لهن عن واحدة منهن بينهن وبين الأزواج: المحبة بالغيب فإن القلوب شاهدة - وحسن الطاعة فإنها تثبت المودة - والاقتصاد فإنه يؤمن [من] الملامة ويستبقي حسن المودة - والطهارة فإنها تستهيل الهوى. والعفاف فإنه يدعو إلى الخير. فخذي حظك من عقلك وانتفعي بنصيحتي من نصحك!)) .
ثم قالت إحدى أخواتها: ((يا أخيتي! إنك كنت مالكة فصرت مملوكة! وكنت آمرة فصرت مأمورة! وكنت مختارة فصرت مختاراً عليك! وإنه لا جمال للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا جمال [للشجرة] إلا بأغصانها! فلا تعاصي زوجك فتلحيه ولا تسلسي كل السلس فتمليه! وتوقي بوادر ضجره واستبيني طرفاً من دعنه ولا تجعلي هزلك في ما يغضب في جده وقفي في نفسك على حدود أمره! وليكن رأس طيبك الماء، ورأس وسيلتك إليه الطاعة، ورأس آلتك العفاف، ولا تغيريه بسببه ولا تمني عليه بحسنة! وكوني له أمة يكن لك عبداً!)) ثم قالت الأخت الثانية: ((يا [أخيتي] ! اجعلي لزوجك رقيباً عليك من نفسك وملكيه عنان طاعتك! [تأملي] ما أحب فابتغيه ولا تتبعي ما يكره فاجتنبيه! [واستقبلي] بصره بالطهارة ومجانته بالعفاف وتفويضه بالاقتصاد وثمرة قلبه بالمودة! واعلمي أن لا عز للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا عز للشجاع إلا بسلاحه!)) .
ثم قالت الأخت الثالثة: ((يا أخيتي! إنك أخرجت نفسك إلى رق الزوج بعد ملك النفس. ولا حياة للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا حياة للسمكة إلا بالماء. يا أخيتي! استصغري إحسانك لزوجك فإنما هو منك لنفسك وعظمي إحسانه إليك فإنه أرغب في الزيادة لك! وليكن استعدادك له كأن له عليك حافظاً منه! وعاشريه بالتواضع وتحلي عنده بالصدق وتزيني عنده بالطهارة وتحصني [من] رينته بالعفاف والتسليم واجعلي قصدك في ما بين دنوك وبعدك!)) .
فلما فرغن قالت الفتاة: ((قلتن بالنصيحة! فلا [عدمتها] منكن ولا عدمتها من نفسي! لكن الطاعة وبالله التوفيق ومنه المعونة!)) .
47- وعن محمد بن أبي طلحة المكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((خير نسائكم العفيفة عن زوجها، الحليفة لغيرها)) .
باب ما يستحب للرجل أن يتزين لامرأته في هيئته وشكله
48- وعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة أتت عمر بن الخطاب بزوجٍ لها أشعث أغبر أصفر فقالت له: ((يا أمير المؤمنين! لا أنا ولا هذا خلصني منه!)) . فنظر عمر إليه فعرف ما كرهت منه فأشار إلى رجلٍ وقال: ((اذهب به إلى الحمام فجممه وخذ من شعره [وقلم] أظفاره وألبسه حلةً معافريةً ثم ائتني به!)) .
فذهب به الرجل ففعل ذلك به ثم أتى به. فأومأ إليه عمر بيده أن خذ بيدها! [فأخذ بيدها] فإذا هي لا تعرفه فقالت: ((يا عبد الله! سبحان الله! أبين يدي أمير المؤمنين تفعل مثل هذا؟)) . فلما عرفته مضت معه فقال عمر: ((هكذا فاصنعوا بهن! فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم)) .
باب ما يستحب من الأدب في المجامعة
49- وعن عمرة [بنت عبد الرحمن] أنها سألت عائشة - رضي الله عنها!: ((كيف كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جامع نساءه؟)) قالت: ((كان [ألين] الناس وأكرم الناس ضحاكاً بساماً)) .
وعن حسين بن عبد الله بن ضمرة عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من الجماع قبل الملاعبة)) .
50-[قال عبد الملك بن حبيب] : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ثلاثة من العجز في الرجال: أن تلقى من تعجبك هيئته وسمته وتحب معرفته فتفارقه قبل أن تعرف اسمه ونسبه. والثانية: أن يكرمه أخوه، ويبادله فيرده عليه كرامته. والثالثة: في شأن النساء)) . قيل: ((وما هي - يا رسول الله! - أحبهن إلينا؟)) قال: ((أن يخلو الرجل فيسمها قبل أن يضاحكها ويؤانسها فيصيب هو حاجته منها قبل أن تصيب هي حاجتها منه)) .
51- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني بعض أشياخنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أصاب أحدكم أهله فليستتر ولا ينخر كالبعير)) .
قال عبد الملك [بن حبيب] : يمشي إليها عرياناً.
52- قال [عبد الملك بن حبيب] : وحدثني عبد الله بن مسلم عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعلي بن أبي طالب: ((لا تجامع رأس ليلة الهلال أو في النصف منه)) .
53- وعن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من جامع أهله فليقل: بسم الله! اللهم جنبنا الشيطان وجنبه ما رزقتنا. فإن قضى الله -تعالى! - بينكما بولدٍ لم يضره الشيطان أبداً)) .
54- وعن عطية بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيباً في الناس فقال: ((يا أيها الناس! إن الله -تعالى! - أمرني أن أعلمكم مما علمني وأن أود بكم. لا يكثرن أحدكم الكلام عند الجماع فإنه يكون الولد أخرس! ولا ينظر أحدكم إلى فرج امرأته إذا جامعها فإن منه يكون العمى! ولا يديمن أحدكم النظر إلى الماء ولا [يبولن] فيه فإن منه يكون ذهاب العقل!)) .
55- وعن أصبغ بن الفرج أنه سأل ابن القاسم: ((أينظر الرجل إلى فرج امرأته إذا جامعها؟)) قال: ((نعم!)) .
قال عبد الملك [بن حبيب] : واجتناب ذلك أحب إلي اتباعاً للحديث وأخذاً به وحذراً مما ذكر فيه.
* كتاب: أدب النساء الموسوم بكتاب العناية والنهاية
المؤلف: عبد الملك بن حَبِيب بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي الإلبيري القرطبي، أبو مروان (المتوفى: 238هـ)
المحقق: عبد المجيد تركي
م الموضوع رقم الصفحة
1 فضل المرأة الصالحة 137
2 المرأة السوء 143
3 ما ينبغي أن تُنكح المرأة عليه من الخصال 147
4 فضل الأبكار على غيرهن 148
5 كراهية العاقر العجوز 151
6 فضل السراري 153
7 ما ينبغي للرجل أن يفعله مع امرأته والمرأة مع زوجها ليلة البناء 155
8 ما ينبغي للمرأة أن تصنعه فيما بينها وبين زوجها 161
9 ما يستحب للرجل أن يتزين لامرأته في هيئته وشكله 167
10 ما يستحب من الأدب في المجامعة 168
11 ثواب الجماع وحب الاستكثار منه 171
12 ما يجوز من النخير والشهيف والحمحمة والمداعبة عند الجماع 181
13 ما يكره للرجل أن يتحدث مما يخلو به عند أهله 182
14 فضل شهوة المرأة على شهوة الرجل 183
15 ما يكره للنساء من نكاح الشيخ ونكاح القبيح من الرجال 184
16 ما يتقى من فتنة النساء 185
17 ما يؤمر الرجل أن يفعله إذا أعجبته المرأة 189
18 ما يجوز للرجل من غشيان امرأته باركة وكيف شاء 190
19 كراهية مسيس النساء في غير الفرج 192
20 ما يحل من الحائض ومن ابتلي بمس حائض 198
21 العزل 200
22 ما ينبغي للمرأة أن تكتفي به من جماع زوجها 203
23 كراهية السحاق للنساء 204
24 ما يكره للمرأة من الاستلقاء على ظهرها 205
25 كراهية تشبه [المرأة] بالرجل في الهيئة والشكل 206
26 ما يستحب للنساء من الخضاب والاكتحال والحلي 207
27 ما يستحب للنساء من لبس المصوغ 210
28 ما يكره للنساء من لبس الخفيف الذي لا يُواري 212
29 ما يستحب من شكل النساء في اللباس والهيئة 214
30 ما يستحب للنساء من لباس المآزر 218
31 ما يستحب للنساء من لباس السراويل 218
32 ما يستحب للنساء من تزرير أكمامهنّ 219
33 الختان 221
34 ما يكره للنساء في رفعهن أوساط رؤوسهن 222
35 ما يكره للنساء من اتخاذ القصص من شعورهن 222
36 ما يكره للنساء من الوشم والوشر والنمص ووصل الشعر 223
37 ما يكره للنساء من اتخاذهن القعاقع في الحلي 227
38 ما يكره للإماء من التشبه بالحرائر في لباسهن 228
39 ما يكره للنساء من التسمن 229
40 ما يكره للنساء من علاج [مما يعرفن أنه يحببهن إلى أزواجهن] 230
41 ما يكره للنساء من دخول الحمامات 232
42 ما يكره للنساء من النياحة وشهود المناحات 236
43 ما يكره للنساء من الخروج إلى المساجد 239
44 ما يكره للنساء من خروجهن من بيوتهن وما عليهن في ذلك من الإثم 243
45 ما يكره للمرأة من سؤال زوجها الطلاق 246
46 ما يجوز للرجال من ضرب نسائهم 247
47 ما يؤمر به الرفق بالنساء والصبر عليهن 252
48 حق المرأة على زوجها 256
49 حق الرجل على المرأة 257
50 المرأة التي تخون زوجها في نفسها 266
51 ما جاء في إحسان المرأة 268
52 ما يحق على المرأة من خدمة زوجها وحفظ ماله والقيام بمصلحة بيتها 269
53 ما يستحب للمرأة من الصبر عن النكاح بعد زوجها 271
54 قلة من يدخل الجنة من النساء 272
55 الغيرة للرجال 275
56 الغيرة للنساء 277
57 سنة النساء في الخفاض 278
58 حقوق النساء على الرجال وحقوق الرجال على النساء 280
59 ذكر النساء 286
60 ذكر المرأة التي تخدم زوجها وما لها في ذلك في الثواب 291
61 ذكر النساء المحسنات لأزواجهن وما لهن في ذلك من الثواب 292
***
باب ما جاء في فضل الأبكار على غيرهن
25- عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((انكحوا الجواري فإنهن أعذب أفواهاً وأنتق أرحاماً وأعز أخلاقاً. وإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة فانكحوا وتوالدوا فإن ذراري المسلمين عصافير خضرٌ في شجر الجنة يكفلهم أبوهم إبراهيم خليل الله!)) .
وعن الأوزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأقبل أرحاماً وأحسن أخلاقاً!)) .
وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال: ((انكحوا الأبكار فإنهن أعذب أفواهاً، وأسخن أقبالاً، وأكثر أولاداً، وأرضى باليسير من الجماع!)) .
26- وعن مطرف بن عبد الله عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجابر بن عبد الله: ((أنكحت يا جابر)) ؟، قال: ((نعم يا رسول الله!)) قال: ((بكراً أم ثيباً؟)) قال: ((بل ثيباً يا رسول الله!)) قال: ((فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك؟)) فقلت: ((كان لي أخواتٌ فلم أحب أن أدخل عليهن غرةً مثلهن)) قال: ((فلا بأس إذاً)) .
وعن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله قال جابرٌ: ((ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخلت على أهلك فالكيس الكيس!)) . يعني في الجماع. قال جابر: ((فلما دخلت عليها أخبرتها بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فقالت] : سمعاً وطاعةً!)).
27- قال عبد الملك [بن حبيب] : لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً إلا عائشة أحب نسائه إليه، بل أحب الخلق إليه.
لقد بلغني عن عمرو بن العاص أنه قال: ((نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً حتى ظننت أني أحب الخلق إليه فقلت: يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة! فقلت: أنا أسألك عن الرجال! فقال: أبوها!)).
28- قال عبد الملك [بن حبيب] : وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست وابتنى بها وهي بنت تسع سنين واختلى بها في بيت أبيها قبل أن يبني بها. وإن كانت لتلعب باللعب في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من صغرها! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف إليها الجواري إذا رآهن ليلعبن معها.
باب ما جاء في كراهية العاقر العجوز
29- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني أبو صالح عن عبد الله بن دينار عن زيد بن أبي مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((انكحوا الودود الولود من النساء وكاثروا فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة! ولا تنكحوا عجوزاً ولا عاقراً فإن ذراري المسلمين تحت ظل العرش يحضنهم أبوهم إبراهيم، خليل الله، يستغفرون لآبائهم إلى يوم القيامة)) .
30- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل نهياً شديداً وقال: ((تزوجوا الودود الولود من النساء فإني مكاثرٌ بكم النبيين يوم القيامة! وإياكم والعاقر فإن مثلها كمثل رجلٍ قاعدٍ على رأس بئرٍ [يسقي] أرضاً سبخةً فلا أرضه تنبت ولا عينه تنضب)) .
31- وعن ابن جريج أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله! إن لي ابنة عم هي همي من النساء وهي عاقرٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنكحها! ثم قال له: لأن تنكح سوداء ولوداً خيرٌ من أن تنكح حسناء لا تلد. إن علمتم أن السقط من ذراري المسلمين يقال له: أدخل الجنة! فيظل محبنطئاً على باب الجنة يقول: لا أدخل الجنة حتى يدخل أبواي! فيقال: ادخولوها -الجنة! - بفضل رحمة الله!)) .
قال عبد الملك [بن حبيب] : والمحبنطئ المتغضب المتقاعس.
32- وعن سفيان أن عمر بن الخطاب قال: ((إن ابنة عشر سنين تسر الناظرين، وابنة عشرين لذة للمعانقين، وابنة الثلاثين ذات سمنٍ ولينٍ، وابنة أربعين ذات بناتٍ وبنين، وابنة خمسين عجوزٌ في الغابرين)) .
وعن عائشة -رضي الله عنها! - أنها قالت: ((إذا أتت على المرأة خمسون سنةً لم تلد أبداً)) .
باب ما جاء في فضل السراري
33- وعن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم بالسراري فاتخذوهن مباركات الأرحام!)) .
قال [عبد الملك بن حبيب] : وحدثني عبد الله بن مسلم عن عطاء الخراساني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اطلبوا الولد من أمهات الأولاد فإن الله -تعالى! - جعل في أرحامهن البركة!)) .
34- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رجلاً أتى سعيد بن المسيب -رضي الله عنه! - فشكا إليه قلة الولد فقال له: ((عليك بالسراري فإنهن أشف أرحاماً!)) .
قال عبد الملك [بن حبيب] : يعني أقبل للولد وأكثر أولاداً.
[عبد الملك بن حبيب في كتاب النساء قال: حدثني مطرف عن مالك بن] أنس قال: ((كان القاسم بن محمد بن أبي بكرٍ الصديق وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب [وعلي] بن [الحسين] بن علي بن أبي طالب [رضي الله عنهم!] كانوا [من] بني أمهات الأولاد)) .
باب ما ينبغي للرجل أن يفعله مع امرأته والمرأة مع زوجها ليلة البناء
35- وعن أبي وائل أنه قال: ((جاء رجلٌ [يقال له: أبو حريز] إلى ابن مسعودٍ فقال: إني تزوجت امرأةً [شابة] بكراً وقد خشيت أن تكرهني! فقال ابن مسعودٍ: إن الألفة من الله -تعالى! - وإن الفرقة من الشيطان يكره ما أحل الله لها. فإذا دخلت فمرها أن تصلي خلفك ركعتين ثم قل: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لها في! اللهم وارزقها مني وارزقني منها! اللهم اجمع بيننا كما جمعت وفرق بيننا -إذا فرقت- في خيرٍ!. ثم إذا [دنوت] منها فخذ بناصيتها وادع الله بالبركة واسأل الله من خيرها وتعوذ من شرها!] )) .
36- وعن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا تزوج أحدكم المرأة فليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة!)) .
وكان ابن مسعود إذا غشي أهله قال: ((اللهم لا تجعل للشيطان في ما رزقتنا نصيباً!)) .
37- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني أسد بن موسى وغيره أن سلمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج امرأةً من كندة بالعراق. فلما كان ليلة البناء بها دعا إليها. فلما وقف بباب البيت صوت ثلاثة أصواتٍ فلم تجبه فقال: ((يا هذه أخرساء أنت أم بكماء أم لا تسمعين؟)) فقالت: ((لا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم! ولكن العروس تستحي أن تتكلم!)) فدخل إلى البيت فإذا هو قد بخر. [فقال] : ((هذا مضرورٌ أم محمومٌ قد دثرته أم تحولت القبلة في كندة؟)) فقالت: ((لا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن العروس تزين بيتها)) . ثم قال: ((لا أدري أتطيعين أم ما تقولين؟)) فقالت: ((لقد ذكرت مقعد من أوجب الله طاعته!)) . قال: ((لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نكح امرأةً فليمسح بناصيتها وليدع بالبركة وليركع ركعتين ويحمد الله -عز وجل! - وليسأله البركة فيها!. فإذا رأيتني قمت فقومي! فإذا كبرت [فكبري] ! فإذا ركعت فاركعي! فإذا سجدت فاسجدي! وإذا قعدت فاقعدي! فإذا دعوت فأمني! وإذا سلمت فسلمي!)) . فقام وقامت خلفه. فلما فرغ رجع إليها فألم بها.
فلما أصبح نظر إلى أثاثٍ كثيرٍ وإماءٍ كثيرٍ فوعظها في ذلك وحدثها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ((يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم! أما ما في البيت ففي سبيل الله - تعالى! وأما كل أمةٍ أو عبدٍ فهو خيرٌ لله تعالى!. اكفني براً أكفك خبزاً، خبز الخبز وحرارة التنور!.
فلما أمست ضاق فغضبت [فقالت] : ((يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قم فأتخذ آلة البيت حملاً والليل سفراً!)) قال: ((اقصدي رحمة الله!)) .
38- وحدثني بعض أشياخنا أن محمد بن سيرين قال: تزوجت امرأة من بني تميم. فلما [كانت] ليلة البناء دخلت عليها فإذا هي جالسة على باب خدرها. فأهويت إليها بيدي فقالت: ((مهلاً! على رسلك!)) . فحمدت الله وأثنت عليه ثم قالت: ((إن الله -عز وجل! - يضع العلم حيث يشاء وإنه بلغني أن الرجل إذا دخل بيته يؤمر أن يصلي ركعتين وتصلي امرأته خلفه. فإذا فرغ قال: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لأهلي في! اللهم ارزقني منهم وارزقهم مني! اللهم [ارزقني] ألفتهم ومودتهم وارزقهم ألفتي ومودتي وحبب بعضنا إلى بعض!)) .
قال: ((فقمت ففعلت ذلك. فلما فرغت أهويت إليها فقالت: ((مهلاً! على رسلك! إن الرجل يؤمر إذا أراد غشيان أهله [أن] يدعو قبل ذلك فيقول: اللهم جنبنا الشيطان وجنبه ما رزقتنا ولا تجعل له فينا نصيباً!)) .
قال: ((ففعلت ذلك فلم أزل أعرف بعد ذلك الألفة واللطف والخير)) .
39- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني عن عثمان بن عفان [أنه] لما تزوج نائلة بنت الفرافصة أتت مع الأحوص الكلبي، أتى بها من الشام. فأدخلت داره ليلاً وقد هيئ لها المجلس. فلما أخذت مجلسها وأصلح من شأنها -وعثمان في المسجد قد صلى العشاء الآخرة- أتته مولاةٌ له فأذنته بها وقالت: ((إن قضيت صلاتك فانصرف إلى أهلك!)) .
فقام حتى دخل عليها فسلم ثم جلس في فراشه فردت عليه السلام. فقال لها عثمان: ((ما أدري! تقومين إلينا أم نقوم إليك؟)) فقالت: ((والله ما سرت إليك مسيرة شهرٍ من أهلي وأنا أريد أن تعنى إلى عرض هذا البيت! بل أقوم إليك وكرامةً)) .
فلما قعدت إلى جنبه أقبلت تنظر إليه [وقد وضع قلنسوته] فقال لها: ((لعلك تكرهين ما ترين من كبري وشيبي؟ إن وراء هذا ما يحسن!)) فقالت: ((إني -والله! - لمن نسوةٍ أحب أزواجهن إليهن الكهل السيد)) فقال لها: ((ضعي رداءك!)) فوضعته ثم قال لها: [اطرحي خمارك!)) فطرحته ثم قال] : ((اخلعي درعك!)) فخلعته، ثم [قال] : ((حلي مئزرك!)) فقالت: ((أنت وذلك!)) .
[قال: ((صدقت!)) . وبنى بها فأعجبته فولدت ابنته مريم. وقتل وهي عنده. فخطبها بعده أشراف قريشٍ فلم تنكح بعده أحداً حتى ماتت] .
باب ما ينبغي للمرأة أن تضعه فيما بينها وبين زوجها
40- قال عبد الملك [بن حبيب] : حدثني إسماعيل بن البشر أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله! إن لي امرأةً إذا أتيتها مهموماً قامت إلي فأخذت بطرف ردائي ومسحت على وجهي ثم قالت: إن كان همك الدنيا فقد صرفها الله عنك! وإن كان همك الآخرة فزادك الله هماً!)) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذه لها أجر الشهداء ورزقهم)) .
41- وعن إبراهيم بن أدهم أن أبا الدرداء قال لأم الدرداء: ((إذا غضبت [فأرضيني] وإذا غضبت أرضيك. فإنا ألا نفعل يوشك أن تفتري)) .
42- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بسببيٍ فقال عليٍ بن أبي طالبٍ: ((يا فاطمة اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [فاسأليه] خادماً!)) . فأتت فاستحت أن تكلمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألحاجةٍ جاءت فاطمة أم جاءت زائرةً؟)) .
فأخذتها العبرة فقالت: ((يا رسول الله! أما الماء فإني أغرفه من البئر في جوف الدار لا يراني أحدٌ. وأما العجين فإني أخبز في بيتي لا يراني أحدٌ. والغسل أغسل في بيتي لا يراني أحدٌ)) وأرته يديها قد خلقتا من العمل. ((ولكن -يا نبي الله! - إنما يشق علي الحطب أحتطب من مكان بعيدٍ، والمرأة -يا نبي الله! - عورةٌ، فذلك الذي يشق علي)) .
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن ذلك على ما هو خير لك من خادمٍ وخادمٍ وخادمٍ. إذا انصرفت إلى بيتك فأصلحي فراش زوجك! فإذا جاء فتلقيه بالباب وخذي منه رداءه! ثم إذا قعد على فراشه فاخلعي نعليه! فإن كان مفطراً [فقربي] إليه ما في بيتك! فإذا فرغ وفرغت ما بين يديه فاقعدي قريباً منه! فإذا دعاك إلى فراشه [فأجيبيه] ! وإن لم يدعك [فأدني] إلى فراشك!
((فإذا استويت فيه [فكبري] الله ثلاثاً وثلاثين مرةً [وسبحيه] ثلاثاً وثلاثين مرةً، واحمديه ثلاثاً وثلاثين مرةً واختمي المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له.. .. إلى آخرها. فذلك -يا فاطمة! - خيرٌ لك من خادمٍ وخادمٍ وخادمٍ!)) . قالها ست مراتٍ.
فلما انصرفت فاطمة سألها علي -رضي الله عنه! -: ((ما قال أبوك؟ فأخبرته بالذي قال لها صلى الله عليه وسلم فقال لها علي: ((والذي خلقني لهذا خيرٌ لك من خادمٍ وخادمٍ!)) .
43- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالبٍ وعبد الله بن جعفر بن أبي طالبٍ خطبوا إلى المسيب بن نجبة الفزاري وكان شريف الكوفة فاستشار فيهم علياً فقال له: ((أما حسنٌ فطلاقٌ! وأما حسينٌ فشديد الخلق! ولكن عليك بعبد الله بن جعفرٍ)) . فزوجه.
فلما [كانت] الليلة التي بنى بها دعاها أبوها فجلست بين يديه فقال لها: ((يا بنيتي! اعلمي أن أهلك -الذين هم أهلك [بعد اليوم]- الذين تمسين فيهم وتصبحين! أطيعي زوجك إذا أمرك وآته إذا دعاك وكوني له أمةً يكن لك عبداً! واعلمي أن أطيب الطيب الماء وأحسن الحلي الكحل)) .
44- وعن مقاتل بن سليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال] : ((أيما امرأةٍ صلت خمسها، وصامت شهرها، وحفظت زوجها، وأطاعت ربها تدخل من أي أبواب الجنة شاءت)) .
45- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني بعض المشيخة أن إسماعيل بن خارجة الفزاري زوج ابنته الحجاج بن يوسف. فلما [كانت] ليلة البناء بها دخل عليها أبوها فرفع جانب الخدر فقال: ((يا بنيتي! إني رأيت النساء إنما يؤدب من النساء! وإن أمك قد هلكت وتركتك صغيرة فاسمعي مقالتي واحفظي وصيتي! كوني لزوجك في بعض أحيانه أقرب من شسع نعله، وفي بعض أحيانه أبعد من الثريا! وعليك بالطيب وأطيب الطيب الماء! وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق! ودعي المعاتبة فإنها نورة ولا تنطفئ في فورة حيث الغضب فإني رأيت الود في الصدر والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب [أن] يذهب)) .
46- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن مالكاً -رحمه الله! - خير ابنته في نفسها [أن] تنكح من أحبت فاختارت فتى من أبناء الملوك قد رفض الدنيا وأخذ في الزهادة. فلما كان انتقالها إليه اجتمع إليها أخوات ثلاث وحاضنة لها. فابتدرت الحاضنة وصيتها [فقالت] : ((أي بنيتي! من لم يغط من نور نظره ما يتبين له [به] رشده ويعرف ما يؤذيه فيجتنبه كان كآكل السموم وهو لا يدري! أي بنية! النساء بخمس خصال لا غنى لهن عن واحدة منهن بينهن وبين الأزواج: المحبة بالغيب فإن القلوب شاهدة - وحسن الطاعة فإنها تثبت المودة - والاقتصاد فإنه يؤمن [من] الملامة ويستبقي حسن المودة - والطهارة فإنها تستهيل الهوى. والعفاف فإنه يدعو إلى الخير. فخذي حظك من عقلك وانتفعي بنصيحتي من نصحك!)) .
ثم قالت إحدى أخواتها: ((يا أخيتي! إنك كنت مالكة فصرت مملوكة! وكنت آمرة فصرت مأمورة! وكنت مختارة فصرت مختاراً عليك! وإنه لا جمال للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا جمال [للشجرة] إلا بأغصانها! فلا تعاصي زوجك فتلحيه ولا تسلسي كل السلس فتمليه! وتوقي بوادر ضجره واستبيني طرفاً من دعنه ولا تجعلي هزلك في ما يغضب في جده وقفي في نفسك على حدود أمره! وليكن رأس طيبك الماء، ورأس وسيلتك إليه الطاعة، ورأس آلتك العفاف، ولا تغيريه بسببه ولا تمني عليه بحسنة! وكوني له أمة يكن لك عبداً!)) ثم قالت الأخت الثانية: ((يا [أخيتي] ! اجعلي لزوجك رقيباً عليك من نفسك وملكيه عنان طاعتك! [تأملي] ما أحب فابتغيه ولا تتبعي ما يكره فاجتنبيه! [واستقبلي] بصره بالطهارة ومجانته بالعفاف وتفويضه بالاقتصاد وثمرة قلبه بالمودة! واعلمي أن لا عز للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا عز للشجاع إلا بسلاحه!)) .
ثم قالت الأخت الثالثة: ((يا أخيتي! إنك أخرجت نفسك إلى رق الزوج بعد ملك النفس. ولا حياة للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا حياة للسمكة إلا بالماء. يا أخيتي! استصغري إحسانك لزوجك فإنما هو منك لنفسك وعظمي إحسانه إليك فإنه أرغب في الزيادة لك! وليكن استعدادك له كأن له عليك حافظاً منه! وعاشريه بالتواضع وتحلي عنده بالصدق وتزيني عنده بالطهارة وتحصني [من] رينته بالعفاف والتسليم واجعلي قصدك في ما بين دنوك وبعدك!)) .
فلما فرغن قالت الفتاة: ((قلتن بالنصيحة! فلا [عدمتها] منكن ولا عدمتها من نفسي! لكن الطاعة وبالله التوفيق ومنه المعونة!)) .
47- وعن محمد بن أبي طلحة المكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((خير نسائكم العفيفة عن زوجها، الحليفة لغيرها)) .
باب ما يستحب للرجل أن يتزين لامرأته في هيئته وشكله
48- وعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة أتت عمر بن الخطاب بزوجٍ لها أشعث أغبر أصفر فقالت له: ((يا أمير المؤمنين! لا أنا ولا هذا خلصني منه!)) . فنظر عمر إليه فعرف ما كرهت منه فأشار إلى رجلٍ وقال: ((اذهب به إلى الحمام فجممه وخذ من شعره [وقلم] أظفاره وألبسه حلةً معافريةً ثم ائتني به!)) .
فذهب به الرجل ففعل ذلك به ثم أتى به. فأومأ إليه عمر بيده أن خذ بيدها! [فأخذ بيدها] فإذا هي لا تعرفه فقالت: ((يا عبد الله! سبحان الله! أبين يدي أمير المؤمنين تفعل مثل هذا؟)) . فلما عرفته مضت معه فقال عمر: ((هكذا فاصنعوا بهن! فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم)) .
باب ما يستحب من الأدب في المجامعة
49- وعن عمرة [بنت عبد الرحمن] أنها سألت عائشة - رضي الله عنها!: ((كيف كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جامع نساءه؟)) قالت: ((كان [ألين] الناس وأكرم الناس ضحاكاً بساماً)) .
وعن حسين بن عبد الله بن ضمرة عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من الجماع قبل الملاعبة)) .
50-[قال عبد الملك بن حبيب] : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ثلاثة من العجز في الرجال: أن تلقى من تعجبك هيئته وسمته وتحب معرفته فتفارقه قبل أن تعرف اسمه ونسبه. والثانية: أن يكرمه أخوه، ويبادله فيرده عليه كرامته. والثالثة: في شأن النساء)) . قيل: ((وما هي - يا رسول الله! - أحبهن إلينا؟)) قال: ((أن يخلو الرجل فيسمها قبل أن يضاحكها ويؤانسها فيصيب هو حاجته منها قبل أن تصيب هي حاجتها منه)) .
51- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني بعض أشياخنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أصاب أحدكم أهله فليستتر ولا ينخر كالبعير)) .
قال عبد الملك [بن حبيب] : يمشي إليها عرياناً.
52- قال [عبد الملك بن حبيب] : وحدثني عبد الله بن مسلم عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعلي بن أبي طالب: ((لا تجامع رأس ليلة الهلال أو في النصف منه)) .
53- وعن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من جامع أهله فليقل: بسم الله! اللهم جنبنا الشيطان وجنبه ما رزقتنا. فإن قضى الله -تعالى! - بينكما بولدٍ لم يضره الشيطان أبداً)) .
54- وعن عطية بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيباً في الناس فقال: ((يا أيها الناس! إن الله -تعالى! - أمرني أن أعلمكم مما علمني وأن أود بكم. لا يكثرن أحدكم الكلام عند الجماع فإنه يكون الولد أخرس! ولا ينظر أحدكم إلى فرج امرأته إذا جامعها فإن منه يكون العمى! ولا يديمن أحدكم النظر إلى الماء ولا [يبولن] فيه فإن منه يكون ذهاب العقل!)) .
55- وعن أصبغ بن الفرج أنه سأل ابن القاسم: ((أينظر الرجل إلى فرج امرأته إذا جامعها؟)) قال: ((نعم!)) .
قال عبد الملك [بن حبيب] : واجتناب ذلك أحب إلي اتباعاً للحديث وأخذاً به وحذراً مما ذكر فيه.
* كتاب: أدب النساء الموسوم بكتاب العناية والنهاية
المؤلف: عبد الملك بن حَبِيب بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي الإلبيري القرطبي، أبو مروان (المتوفى: 238هـ)
المحقق: عبد المجيد تركي
صورة مفقودة