عادل البعيني - العاشِقَةُ

على بابي
بِكُلِّ الخُبثِ والمكْرِ
تهاوَتْ تلثمُ الصّدرِ
دفعْتُ البابَ في صَبْرِ
رَدَدْتُ سِتارَةَ الشّباكِ
والأبوابِ والبصرِ
وأغْلَقْتُ كُوى قَلبي
فأغضَتْ طَرْفَها
المَحْبُوكَ مِنْ زَهْرِ
على صُنّارةِ العِشْقِ
وقالتْ شِبْهَ ساهِمَةٍ
أنا أهواكَ يا حبّي
وأهوى فيكَ إِذْلالي
وإِصْغاري
وأعشَقُ فيكَ إِصْراري
على وعدٍ بذاكرتي
عَبَرْتُ عليه مأساتي
لقَدْ أرْخَيْتهُ حَبْلي
وَعُدْتُ إليكَ عاشِقَةً
لِكَي ترقى
على نَهْداتِ أَشْواقي
فَكَكْتُ شرائِطَ النّحْرِ
وأَسْبَلْتُ لَكَ جَفْني
رحلت في خيالاتي
لكيْ يُوْري شَذا شَفَتيَّ
جمرٌ من هوى عمري
وأزرع ثغْريَ الغجريْ
بسهلِ خدودِكَ السُّمْر
فيا حبّي
لمن أغْضَيْتُ أهدابي
ترَكْتُهُ شَعْريَ الأشْقَر ْ
لمن كوَّرتُ أثدائي
وأنضَجْتُ بِها الكَوثَر ْ
لمن ضَرّجْتُهُ خَدّي
لِكيْ يَجلو كما الجوهرْ
لمن عطّرْتُ أنفاسي
بماءِ المسكِ والعنبرْ
ألا فاشربْ ندى خمري
ففي خَمْري ترى السكَّر ْ
و ها أسدَلْتُهُ شَعْري
فمرّغْ شَعْركَ الأسمرْ
على نهدين كالجمرِ
ولا تُغلقْ كُوَى قَلْبِي
ودعْني مِنْها أنسلُّ
إلى صَدْرِكْ
فأقطفُ قُبْلةَ العمرِ
التي أغْفَتْ على ثَغْرِكْ

***

لبنان عاليه نيسان 1993
 
أعلى