الشماخ بن ضرار - ألا ناديا أظعانَ ليلى تعرجِ

ألا ناديا أظعانَ ليلى تعرجِ = فقد هجنَ شوقاً ليتهُ لم يهيجِ
أقولُ وأهلي بالجنابِ وأهلها = بِنَجدْين لا تَبْعَدْ نوى ً أُمُّ حَشْرَجِ
و قد ينتئي من قدْ يطولُ اجتماعه = ويخلِجُ أشطانَ النوى كُلَّ مَخْلجِ
صَبا صَبوة ً مِنْ ذي بِحارٍ فَجاوَزَتْ = إلى آلِ لَيْلى بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعِجِ
كِنانيّة ٌ إلاّ أَنلْها فإنَّها = على النأيِ من أهلِ الدلال المولجِ
منَ الحرَّ في دارِ النوى ظلُّ هودجِ
منعَّمة ٌ لم تَلْقَ بُؤسَ مَعيشَة ٍ = و لم تغتزلْ يوماً على عودِ عوسجِ
هضيمُ الحَشا لا يملأُ الكفَّ خَصْرُها = ويُمَلأ منها كلُّ حِجْلٍ ودُمْلُجِ
تميحُ بمسواكِ الأراكِ بنانها = رضابَ الندى عن أقحوانٍ مفلجِ
وإِنْ مَرَّ مَنْ تخشى اتَّقَتْهُ بِمِعْصَمٍ = وَسِبٍّ بِنَضْحِ الزَّعْفرانِ مُضَرَّجِ
و ترفعُ جلباباً بعبلٍ موشمٍ = يَكُنُّ جبيناً كان غيرَ مُشَجَّجِ
تخامصُ عن بردِ الوشاحِ إذا مشتْ = تخامصَ حافي الخيلِ في الأمعزِ الوجي
يقرُّ بعيني أنْ أنبأَ أنها = وإنْ لمْ أَنَلْها أيّمٌ لم تَزَوَّجِ
ولو تَطْلُبُ المَعْروفَ عنْدي رَدَدْتُها = بحاجة ِ لا القالي ولا المتلجلجِ
و كنتُ إذا لاقيتها كانَ سرنا = لنا بيننا مثلَ الشواءِ الملهوجِ
و كادتْ غداة َ البينِ ينطقُ طرفها = بما تحتَ مكنونٍ من الصدرِ مشرجِ
وتَشْكو بعْينٍ ما أكلّت رِكابَها = وقيلَ المُنادي: أَصْبحَ القومُ أَدْلجي
ألا أَدْلَجَتْ ليلاكَ من غيرِ مُدلَجٍ = هوى نفسِها إذْ أَدْلجتْ لم تُعرِّجِ
بليلٍ كلونِ الساجِ أسودَ مظلمٍ = قليلِ الوغى داجٍ كلونِ اليرندجِ
لكنتْ إذاً كالمْتَّقي رَأْسَ حيّة ٍ = بحاجتها إنْ تخطئ النفسَ تعرجِ
و كيفَ تلاقيها وقدْ حالَ دونها = بَنو الهَوْنِ أو جَسْرٌ وَرَهْطُ بْنُ صُنْدُجِ
تَحلُّ سَجا أو تَجْعَلُ الغَيْل دونَها = و أ÷لي بأطرافِ اللوى فالموثجِ
و أشعثَ قد قَّ السفارُ قميصهُ = و جرُّ الشواءِ بالعصا غيرَ منضجِ
دَعَوْتُ فلبّاني على ما يَنوبُني = كريمٌ من الفتيانِ غيرُ مزلجِ
فتى ً يَمْلأُ الشِّيزى ويُرْوي سِنانَه = ويضرِبُ في رأسِ الكَميِّ المُدَّججِ
أَبَلُّ فلا يرضَى بِأَدْنى مَعيشَة ٍ = ولا في بيوتِ الحيِّ بالمُتَوَلِّجِ
و شعثٍ نشاوى من كرى ً عندَ ضمرٍ = أُنِخْنَ بِجَعْجاعٍ قَليلِ المعرَّجِ
وقعْن به من أَوَّلِ الليلِ وَقْعة ً = لدى ملقحٍ من عودِ مرخٍ ومنتجِ
قليلاً كحسو الطيرِ ثمَّ تقلصتْ = بِنا كلُّ فَتلاءِ الذِّراعيْنِ عَوْهَجِ
وداويّة ٍ قَفْرٍ تمشّى نِعاجُها = كمشْيِ النصارى في خِفافِ اليَرَنْدَجِ
قطعتُ إلى معروفها منكراتها = إذا خبَّ آلُ الأمعزِ المتوهجِ
وأدماءَ حُرْجُوجٍ تعالَلْتُ مَوْهِناً = بسَوْطيَ فارمدّتْ فقلتُ لها عَجِي
إذا عيجَ منها بالجديلِ ثنتْ لهُ = جِراناً كخُوطِ الخيزُرانِ المُعَوَّجِ
و إن فترتْ بعد الهبابِ ذعرتها = بأسمرَ شَختٍ ذابلِ الصدر مُدْرجِ
إذا الظبيُ أغضى في الكناسِ كأنهُ = من الحرَّ حرجٌ تحتَ لوحٍ مفرجِ
كأنيّ كَسَوْتُ الرَّحْلَ أحقبَ ناشِطاً = من اللاءِ ما بينَ الجنابِ ويأججِ
قويرحُ أعوامٍ كأنَّ لسانهُ = إذا صاحَ حِلوٌ زَلَّ عن ظَهْرِ مِنسَجِ
خفيفَ المعي إلاّ عصارة َ ما استقى = من البَقْلِ ينضوهُ لدى كلِّ مَشْجَجِ
أقبَّ ترى عهدَ الفلاة بِجسمِهِ = كعهْدِ الصَّناعِ بالجَديلِ المُحَمْلَجِ
إذا هو وَلّى خِلتَ طُرّة َ مَتْنِهِ = مَريرة َ مفتولٍ من القِدِّ مُدْمَجِ
تربعَ من حوضٍ قناناً وثادقاً = نتاجَ الثريا حملها غيرُ مخدجِ
إذا رجَّعَ التعشيرَ رَدّاً كأنَّهُ = بناجذهِ من خلفِ قارحهِ شجِ
بعيدُ مدى التطريبِ أولى نهاقهِ = سَحيلٌ ، وأُخراهُ خَفِيُّ المُحَشرَجِ
خلا فارتعي الوسميَّ حتى كأنما = يَرى بِسَفا البُهمى أخلّة مُلهِجِ
إذا خافَ يوماً أنْ يفارقَ عانة ً = أضرَّ بملساءِ العجيزة ِ سمحجِ
أضرَّ بمقلاة ٍ كثيرٍ لغوبها = كقوسِ السراءِ نهدة ِ الجنبِ ضمعجِ
إذا سافَ منها موضعَ الردف زيفت = بأَسْمَر لامٍ لا أرحَّ ولا وَجي
مفجُّ الحوامي عن نسورٍ كأنها = نوى القسبِ ترتْ عنْ جريمٍ ملجاجِ
متى ما تقعْ أَرْساغُهُ مطمئنّة ً = على حجرٍ يرفضُّ أو يتدحرجِ
كأَنَّ مكانَ الجَحْشِ منها إذا جَرَتْ = مناطُ مجنًّ أو معلقُ دملجِ
فإنْ لا يَروغاهُ يُصيبا فؤادَهُ = ويَحْرَجْ بعجلَى شَطْبَة ٍ كلَّ مَحْرَجِ
بِمَفْطُوحَة ِ الأَطْراف جَدْبٍ كأنَّما = توقدها في الصخرِ نيرانُ عرفجِ
متى ما يسفْ خيشومهُ فوق تلعة ٍ = مصامة َ أعيارٍ من الصيفِ ينشجِ
وإنْ يُلْقيا شَأْواً بأرضٍ هَوى لهُ = مُفرَّضُ أَطْرافِ الذّراعينِ أَفْلجِ
يظَلُّ بِأَعْلى ذِي العُشَيْرة ِ صائِماً = عليهِ ، وقوفَ الفارسيَّ المتوجِ
وإِنْ جاهَدَتْه بالخَبارِ انْبَرى لها = بِذاوٍ وإنْ يهبِطْ بهِ السَّهْلُ يَمْعَجِ
تواصى بها العكراشُ في كلَّ مشربٍ = و كعبُ بنُ سعدٍ بالجديلِ المضرجِ
بزُرقِ النواحي مُرهَفاتٍ كَأَنَّما = توقدها في الصبحِ نيرانُ عرفجِ
 
أعلى