مصطفى عزت الهبرة - شـهد الرضـاب

تعانقُ الأرواحُ في نُسـغ الهـوى = والقلبُ يخفق فوق سُـهد المدنفينْ
وإلى ضفاف الجمر يأخذني الجوى = في كل ليـلٍ حَـزَّ نحـرَ الياسمينْ
فكأنني قيـسٌ تـرنـَّح أو خـوى = من نشوة الأشـواق والألم الدَّفيـنْ
ليـلاهُ ماسَـتْ في قصيدٍ قد روى = كلَّ الفيـافي في شِـعاب الهائمينْ
وأنا كقيسٍ في غـرامٍ قـدْ كـوى = قلبي وروحي والأنامـل والجبيـنْ
هـذا زمـانٌ في كمائنـه التـوى = والطُّهْـرُ فتَّـتَ كُلَّ أشراكِ الكمينْ
لا يدرك البِلَّلـورُ أخطـار القـوى = حتى يصاب بحصوة الغـدر اللَّعينْ
والفأرُ يفـزعُ من خيالٍ إن عـوى = والظربُ يُرعبُ سطوةً الأسد المكينْ
والموجُ يدركُ ما احتواهُ وما حوى = والبحرُ يعرفُ كيف يؤوي المُغرقينْ
آمـال ليـلى .. والمعنَّى قـد ذوى = بين الصبابـة والضلالـة واليقينْ
هذا فـؤادي في غرامين اسـتوى = والعشقُ يرهقُ كلَّ أشرعة السفينْ
عشـقٌ تمرَّد واستبدَّ وما طـوى = بـوحَ التَّنهّد فوق ناهـده الضَّنينْ
وإليه عشـقٌ يستغيثُ إذا هـوى = بعـد الثَّمالة من شـفاهٍ تسـتكينْ
آمـال قومي في زمـانٍ قد نـوى = نحرَ المشاعـر واستباحَ الطَّاهرينْ
وإليَّ كوني سـاعدين على النَّوى = كيما نحطِّم ذلك الصَّنـم المُشـينْ
فالحبُّ صِـدقٌ شَفََّ عن أحلى دوا = والحبُّ شَـهْدٌ في رضابِ المُغرمينْ
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...