هاني شاهين - مَن هي القحبة، ومَن هي الشرموطة؟

يُقال في اللغة العربية (قحباء) وهي الهضبة المنكوسة قمتها والتي اعتاد العرب على عبورها لاختصار مسافات الأسفار نظراً لوعورة طرق السفر، فكان يُقال لمن يحالفه الحظ (كالقحباء في وسط الصحراء). أما من كانوا يقطنون خلف تلك الهضاب فكان يُطلق عليهم (أبناء القحباء).
قال ابن الأضرمين وهو يمتدح نفسه:
(أنا ابن القحباء رامق العينين يلوح في وجنتي مهند قتَّال)
أما نسائهم فكنَّ مضرب مثل بحسنهن وجمالهن، وكن يلقبن بالقحاب، ومفردهن (قحبة). وأما عند البادية فقد كان يُقال للزهرة الحمراء المتفتحة (الشرمطاء)، وكان يُقال لمن تلون شفاهها باللون الأحمر (شرمطاء الشفاه) أو تشرمط شفاهها.
أما صانعة اللون الأحمر أي التي تصنع أحمر الشفاه وتبيعه للنساء، فكان يُطلق عليها (شرموطة) أو (شريمطة)، وقد قيل تُشرمط لتجد قوت يومها وهذا يعني تبيع أحمر الشفاه لتعتاش.
وقد قال الشاعر الأموي قيس ابن ذريع:
هنا وقفنا والشفاه مواجدُ
أين البسالة وأين سيفي الباشقُ
شرموطة أسرت بلونها النواجدُ
لولا الهوى ما ذل في الأرض عاشقُ
هذا دليل فادح على أننا أمة لا تقرأ رغم أننا تعلمنا منذ الصغر على أننا أمة إقرأ فتباهينا بما ليس فينا، فللأسف جعلنا من هاتين الكلمتين مطية للسباب والقذف والشتائم.

المصدر: (سلسلة لسان العرب المجلد الثالث) إعداد: هاني شاهين
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...