أهوى؟ ولات اليوم حين تصابي = وجوى؟ وقد غمز المشيب شبابي؟
والأربعون بقضّها وقضيضها = جثمت مزمجرة، قبالة بابي
يا ميّ! أشطان الخيال أرثّها = متح الوقائع من معين سرابي
وأزاهر الشوق الملحّ أحالها = لفح السّموم تغضبا بإهابي
فهواك لم يبرح يعطر نشره = مسّ الجنون بحسنك الخلاب
وعيونك السوداء تنظر خلسة = وتشع سحرا من وراء حجاب
لفظتك أحلام الشّباب وأسهبت = في خلع نيرك أيّما اسهاب
فاربع على ضلع الرزانة والحجا = وانعم بمين وقارك الكذاب
وئد الهيام، وطيش أيام الصبا = ما بين محبرة وبين كتاب
ضربوا " بزيّ " خيامهم وترنحت = طربا لمنزلهم أشمّ هضاب