نقوس المهدي
كاتب
جمال النساء في باريس
حسان هذا القصر
وثمّ الخرد الحسان. كاللؤلؤ والعقيان. من كل عطبولٍ رفلة أو أسحلانةٍ ربلة. أو خليفٍ بهتانة. أو رهرهةٍ فينانة. أو لاعةٍ سيفانة.
صدورٌ كالأغريض أو صدورُ البزاةِ البيض. وسواعدُ كأنّها شماريخَ من ماسٍ. أو مرمرٍ نحته فدياس وعيونُ كأنّ بين أهدابها رام من بني ثعل. أو أسدُ بين طرفاءٍ وأسلّ. أو أنّها نرجسٌ عطشان. أو سيوفٌ تقتلُ وهي في الأجفان، وقد امتزجَ فيها الفتر بالحُور، فهي سكرى ولا مُدام. ووسنى ولا مَنام وفمٌ كأنّه أقحوانةٌ لم تتصوّح. ووردةٌ لم تتفتّح. يضحكُ عن جُمان. ويتنفّسُ عن ريحان. وينطقُ عن ألحان وخدودٌ كنارِ أخدود أو تفاح. أو ماءٍ وراح. أو الشّفق في الصّباح وردٌ يفتحه النظر. ويشعشعه الخفر. كأنّ حياءهُ الجُلَّنار. وبياضهُ ماءٌ واقفٌ جار.
إذا مَشَيْتِ على الحصباءِ صيَّرَها ... شعاعُ خدَّيْكِ ياقوتاً ومرجانا
ما عليهن من الوشى والأكسية
وقد اتشحْن بروداً من إبريسم وخز. وإستبرق وقز. كأنّها رقراق السّراب. أو برود الشّباب. كأنّ ألوانها أصيلٌ شفّ عنه غمام: أو أشعة الشّمس في أطواقِ الحَمام.
حليهن
وعليهنّ الحليّ من أربة وداح ويارج ووشاح. وقرمل وعضاد. ونقرس وزراد خاتم فارد. كأنّه عطارد. وسوار لمّاع. كأنّه الهلال في الذّراع.
الموسيقى
ثمّ صَدَحَتِ الموسيقات. وترنَّمت الكنارات. من دريج وصنج وزمخر وونج. فكأنّما جاوب البلبل الهزار في الأسحار. وشدا مخارق وزنام، بالأنغام وكأنّما تلك الأصوات نسيمٌ عليل. والقوم أغصانٌ وكلُّ آلةٍ صور إسرافيل ينفخ الأرواح في الأبدانِ وإذا بالفتيانِ والغيدِ الحسانِ. والأسوارِ: وذات السّور. قد وثبوا للفنزج في المدرجِ.
المرقص
أثناء الرقص
وإذا فُلْكٌ يدور بالكواكب، من الكواعب، وإذا إعصارٌ أو حرفٌ جار، أو مهارى في خبب أو نجومٌ ذوات ذنب.
فناهيك بسير النضناض على الرضراض أو مشي القطا الكدري في الدمث الندى ونفرة السرب للشرب. حركاتٍ كأنّها لخفَّتِها سكون. وسيرٍ كسير الشّمس لا تستبينه العيون. وأمشاطٍ لا تكاد تمسّ الأرض كأنّها آس يجسُّ النبض.
وكأنّما الخصور ماء. والصّدور هواء. والأعناق أطواق. والسّواعد مسائد. والألحان ميزان.
من كلِّ مائسةِ الأعطاف يجذبها ... موارٌ دعصٌ من الكثبان ممطور
ترعى الضرب بكفّيها وأرجلها ... وتحفظ الأصل من نقصٍ وتغيير
وتغرب الرّقص من لحنٍ فتلحقه ... ما يلحقُ النَّحوَ من حذفٍ وتقدير
وفي يديها غضيض الطرفِ ذو هَيَفٍ ... صاحي اللواحظِ يثني عطف مخمور
تظلّمت وجنتاه وهي ظالمةٌ ... وطرفه ساحرٌ في ذي مسحور
.
الكتاب: اللؤلؤ في الأدب
المؤلف: محمد توفيق بن علي بن محمد البكري الصدّيقي (المتوفى: 1351هـ)
وضعه ورتبه وزاد في شرحه: عثمان شاكر
حسان هذا القصر
وثمّ الخرد الحسان. كاللؤلؤ والعقيان. من كل عطبولٍ رفلة أو أسحلانةٍ ربلة. أو خليفٍ بهتانة. أو رهرهةٍ فينانة. أو لاعةٍ سيفانة.
صدورٌ كالأغريض أو صدورُ البزاةِ البيض. وسواعدُ كأنّها شماريخَ من ماسٍ. أو مرمرٍ نحته فدياس وعيونُ كأنّ بين أهدابها رام من بني ثعل. أو أسدُ بين طرفاءٍ وأسلّ. أو أنّها نرجسٌ عطشان. أو سيوفٌ تقتلُ وهي في الأجفان، وقد امتزجَ فيها الفتر بالحُور، فهي سكرى ولا مُدام. ووسنى ولا مَنام وفمٌ كأنّه أقحوانةٌ لم تتصوّح. ووردةٌ لم تتفتّح. يضحكُ عن جُمان. ويتنفّسُ عن ريحان. وينطقُ عن ألحان وخدودٌ كنارِ أخدود أو تفاح. أو ماءٍ وراح. أو الشّفق في الصّباح وردٌ يفتحه النظر. ويشعشعه الخفر. كأنّ حياءهُ الجُلَّنار. وبياضهُ ماءٌ واقفٌ جار.
إذا مَشَيْتِ على الحصباءِ صيَّرَها ... شعاعُ خدَّيْكِ ياقوتاً ومرجانا
ما عليهن من الوشى والأكسية
وقد اتشحْن بروداً من إبريسم وخز. وإستبرق وقز. كأنّها رقراق السّراب. أو برود الشّباب. كأنّ ألوانها أصيلٌ شفّ عنه غمام: أو أشعة الشّمس في أطواقِ الحَمام.
حليهن
وعليهنّ الحليّ من أربة وداح ويارج ووشاح. وقرمل وعضاد. ونقرس وزراد خاتم فارد. كأنّه عطارد. وسوار لمّاع. كأنّه الهلال في الذّراع.
الموسيقى
ثمّ صَدَحَتِ الموسيقات. وترنَّمت الكنارات. من دريج وصنج وزمخر وونج. فكأنّما جاوب البلبل الهزار في الأسحار. وشدا مخارق وزنام، بالأنغام وكأنّما تلك الأصوات نسيمٌ عليل. والقوم أغصانٌ وكلُّ آلةٍ صور إسرافيل ينفخ الأرواح في الأبدانِ وإذا بالفتيانِ والغيدِ الحسانِ. والأسوارِ: وذات السّور. قد وثبوا للفنزج في المدرجِ.
المرقص
أثناء الرقص
وإذا فُلْكٌ يدور بالكواكب، من الكواعب، وإذا إعصارٌ أو حرفٌ جار، أو مهارى في خبب أو نجومٌ ذوات ذنب.
فناهيك بسير النضناض على الرضراض أو مشي القطا الكدري في الدمث الندى ونفرة السرب للشرب. حركاتٍ كأنّها لخفَّتِها سكون. وسيرٍ كسير الشّمس لا تستبينه العيون. وأمشاطٍ لا تكاد تمسّ الأرض كأنّها آس يجسُّ النبض.
وكأنّما الخصور ماء. والصّدور هواء. والأعناق أطواق. والسّواعد مسائد. والألحان ميزان.
من كلِّ مائسةِ الأعطاف يجذبها ... موارٌ دعصٌ من الكثبان ممطور
ترعى الضرب بكفّيها وأرجلها ... وتحفظ الأصل من نقصٍ وتغيير
وتغرب الرّقص من لحنٍ فتلحقه ... ما يلحقُ النَّحوَ من حذفٍ وتقدير
وفي يديها غضيض الطرفِ ذو هَيَفٍ ... صاحي اللواحظِ يثني عطف مخمور
تظلّمت وجنتاه وهي ظالمةٌ ... وطرفه ساحرٌ في ذي مسحور
.
الكتاب: اللؤلؤ في الأدب
المؤلف: محمد توفيق بن علي بن محمد البكري الصدّيقي (المتوفى: 1351هـ)
وضعه ورتبه وزاد في شرحه: عثمان شاكر