جسمـي بسُقـم جُفـونـه قـد أسـقـما ... ريــمٌ بسـهــمِ لحـاظـه قلبــي رمــى
كالرمــح مـعـتـدلُ القـوام مهفهفٌ ... مــرّ الجـفا الكـنّه حـلــو اللـمـــــــى
رشأ أحـلّ دمـي الحرام وقـد رأى ... في شرعه وصلي الحلال محـــرّما
ربّ الجـمـال بـوصـلـه وبـهـجره ... ألفى وصاله جنة وجهنما
عـن ورد وجـنـتــه بآس عـــذاره ... وبسيف نرجس طرفه الساجي حمى
عاتـبـتـه فـقـسا، وفـيـتُ فـخاننـي ... قـربُــتــه فنأى، بـكـيــت فتــبــسّـمــا
حــكّـمـته في مهجتـي وحشاشتـي ... فجنــى وجــار علــيّ حيـن تحكّــما
يـا ذا الـذي فـاق الغـصـون بـقدّه ... وسما بطلعته علــى قـمــر السّــمــا
رفـقـاً بـمـن لـولا جمالك لم يكـن ... حلـفُ الصـبابـة والغــرامِ مــتـيـمــاً
أنـسـيـت أيّامـاً مـضـت ولـيـالــيا ... سلـفـت وعـيشاً بالصّريــم تصــرّما
إذ نحن لم نخش الرقيب ولم نخف ... صــرف الزمـان ولا نطـيـع اللـوما
والعـيش غضٌّ والحـواســد نــوّمٌ ... عنا وعينُ البين قـد كحــلت عـمــى
في روضةٍ أبدت ثغور زهورها ... لـمّا بكــى فيـــهـا الغـمـامُ تــبسـّــمـا
مـدّ الربـيـعُ علـى الخـمائل نـوره ... فيها فأصبح كالخيام مخيّما
تبـدو الأقاحـي مثل ثغر مهفهـفٍ ... أضحى المحبُّ به كئيباً مغرما
وعيـونُ نرجســها كأعـيان غـادةٍ ... ترنو فترمي باللواحظ أسهما
وكــذلك المـنـثـورُ مـنـثـورّ بـــها ... لما رأى ورد الغصون منظما
والطير يصدح في فروع غصونها ... صدحاً فيوقظ بالهديل النوما
والراح في راح الحـبيب يـديرها ... في فتيةٍ نظروا المسرة مغنما
فسـقاتُـنا تحـكـي البـدور، وراحنا ... تحكي الشموسَ، ونحن نحكي الأنجُما
khalidkhalifa