حَفَرتْ بسيفِ الغَنجِ ذمِّةَ مِغفري ... وفَرَتْ برُمحِ القدِّ درعَ تصبُّري
وجلَتْ لنا من تحت مسكةِ خالها ... كافورَ فجرٍ شقَّ ليلَ العنبرِ
وغدت تذُبّ عن الرّضاب لحاظها ... فحمتْ علينا الحورُ وردَ الكوثر
ودنت إلى فمها أراقِمُ فرعِها ... فتكفّلت بحفاظ كنزِ الجوهر
يا حاملَ السيف الصّحيح إذا رنَتْ ... إيّاك ضربة جَفْنِها المتكسِّر
وتوقّ يا ربَّ القناة الطعنَ إنْ ... حَملت عليك من القوام بأَسمر
برزت فشِمْنا البرقَ لاحَ ملثّماً ... والبدرَ بين تَقَرْطُقٍ وتخمر
وسَعت فمرّ بنا الغزال مطوَّقاً ... والغصنُ بينَ مُوشَّحٍ ومؤزَّر
بأبي مراشفُها التي قد لُثِّمتْ ... فوقَ الأقاحي بالشقيق الأحمر
وبمهجتي الرَّوضُ المقيمُ بِمُقْلةٍ ... النُّعاس بها ذهابَ تحيُّر
تالله ما ذُكِرَ العقيق وأهلُه ... إلاّ وأجراهُ الغرامُ بمحْجَري
لولاه ما ذابت فرائدُ عبرتي ... بعد الجمود بحرّ نار تذكُّري
روحي الفداءُ لظبية الخدرِ التي ... بُنيَ الكَناسُ لها بغابِ القسور
لم انسَ زورتها ووجنات الدُّجى ... تنباع ذفراها بمسكٍ أذفَر
أمّت وقد هزّ السِّماكُ قناتَهُ ... وسطا الضياءُ على الظلام بخنْجر
والقوس معترضٌ أراشت سهمَهُ ... بقوادم النَّسرين أيدي المُشتري
طوراً أرى طوقي الذراعَ وتارةً ... منها أرى الكفَّ الخضيبَ بمُسوَر
حتى بدا كسرى الصباحَ وأدَبرتْ ... قومُ النجاشي عن عساكر قيصر
لمّا رأت روضَ البنفسجِ قد ذوى ... من ليلنا وزهت رياضُ العُصفر
والنجمُ غارَ على جوادٍ أدهمٍ ... والفجرُ أقبلَ فوقَ صهوةِ أشقر
فزعتْ فضرّست العقيقَ بلؤلؤٍ ... سكنتْ فرائدهُ غديرَ السُّكّر
وتنهَّدتْ جزعاً فأثّر كفُّها ... في صدرِها فنظرْتُ مالَمْ أنظُر
أقلامَ مرجانٍ كتبنَ بعنبرٍ ... بصحيفة البلُّور خمسةَ أسطُر
- السيد شهاب الدين بن أحمد بن زيد بن عبد المحسن
ابن علي بن محمّد بن فلاح الموسوي الحويزي
* الكتاب: تذييل سلافة العصر
المؤلف: عبد الله بن علي نور الدين بن نعمة الله الموسوي الجزائري التستري (المتوفى: 1173هـ)
تحقيق: السيد هادي باليل الموسوي