دانييل خارمس - المتمرد.. ت: إبراهيم فضل الله




قال شوييف : أيها السادة ، إشربوا الخل .
لم يجبه أحد .
صاح شوييف : أيها السادة ! أنا أدعوكم إلى شرب الخل !
نهض مكارونوف من مقعده وقال :
أنا أحي فكرة شوييف . هيا لنشرب الخل.
قال راستوبياكين :
أنا لن أشرب خلاً .
وهنا خيم الصمت ، وطفق الجميع ينظرون إلى شوييف . جلس شوييف بوجه متحجر . لم يكن ما يفكر فيه واضحاً لأحد. إنقضت ثلاث دقائق .
سعل سوتشكوف في قبضته. حك ريفين فمه . عدل كالتاييف ربطة عنقه. حرك مكارونوف أنفه وشواربه. أما راستوبياكين فطفق يحدق بلا مبالاة في المدفأة ،وهو غارق في مقعده .
مضت سبع أو ثمان دقائق أخرى .
نهض ريفين على أطراف أصابعه وغادر الغرفة .
فتابعه كالتاييف بالنظرات.
عندما سد الباب وراء ريفين ، قال شوييف :
حسناً . لقد غادر المتمرد. فليذهب إلى الجحيم!
نظر الجميع إلى بعضهم البعض بدهشة ، ورفع راستوبياكين رأسه وثبت نظراته على شوييف .
قال شوييف بصرامة : - حقير من يتمرد !
هز سوشكوف كتفيه بحذر ، تحت المنضدة ، مستهجناً .
-أنا أؤيد شرب الخل – قال مكارونوف بهدوء ، ثم نظر بترقب نحو شوييف .
شهق راستوبياكين و ، بخجل ، تورد مثل عذراء .
-الموت للمتمردين ! – صاح سوشكوف ، كاشفاً عن أسنانه السوداء .
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...