كان لدى/ ناتاشا/ قطعتا حلوى . فيما بعد أكلت واحدة، وبقيت لديها واحدة.
وضعت /ناتاشا/ قطعة الحلوى أمامها على الطاولة وبكت.
فجأة نظرت! فاذا على الطاولة أمامها قطعتا حلوى مرة أخرى.
أكلت ناتاشا قطعة ثم اجهشت مرة أخرى بالبكاء. ناتاشا تبكي وتسترق النظر إلى الطاولة، لتعرف أظهرت قطعة الحلوى الثانية أم لا.
لكن قطعة الحوى الثانية لم تظهر
توقفت ناتاشا عن البكاء وصارت تغني.
غنت وغنت وفجأة ماتت
جاء والد ناتاشا وحملها إلى مدبّر المنزل.
قال والد ناتاشا: ها .. اعطني شهادة وفاة
نفخ مدبر المنزل في الختم والصقه بجبهة ناتاشا
- شكرا.. قال والد ناتاشا وحمل ناتاشا إلى المقبرة.
في المقبرة كان هناك حارس يدعى /ماتفيي/، كان يجلس دائما عند البوابة ولا يسمح لأحد بالدخول، ولذلك توجب دفن الموتى في الشارع.
دفن الأب ناتاشا في الشارع، خلع قبعته، ووضعها على المكان الذي وارى فيه ابنته ومضي إلى البيت.
وصل إلى البيت، فإذا بناتاشا تجلس هناك.
- كيف .. كيف؟
بكل بساطة : خرجتْ من تحت الارض وجرت.
يالها من مزحة!
تحّير الأب لدرجة أنه سقط ميتا
نادت ناتاشا مدبر المنزل :
- اعطني شهادة وفاة ..
نفخ مدبر المنزل في الختم والصقه على ورقة، ثم كتب على الورقة :" بهذا نؤكد أن هذا بالفعل مات".
أخذت ناتاشا الورقة وحملتها إلى المقبرة للدفن. لكن الحارس/ماتفيي/ قال لناتاشا:
- لن أسمح لك بأي حال؟
قالت ناتاشا:
- أريد دفن هذه الورقة فقط؟ إلا أن الحارس قال:
- من الأفضل أن لا تطلبي شيئا.
طمرت ناتاشا الورقة في الشارع، ووضعت على المكان جوربيها ومضت الى البيت.
وصلت الى البيت فاذا بوالدها جالسا هناك، يلعب مع نفسه بالكرة الحديدية على البيلياردي الصغير.
دهشت ناتاشا، لكنها لم تقل شيئا، ومضت إلى حجرتها لتكبر.
كبرت وكبرت وبعد أربع سنوات اصبحت امرأة بالغة. اما والد ناتاشا فشاخ وتحذب. لكنهما ما ان يتذكرا كيف اعتبر كل منهما الاخر ميتا، حتى يرتميا على الأريكة ويضحكان.
وفي مرة لاحقة يضحكان عشرين دقيقة. و ما ان يسمع الجيران الضحك حتى يرتدوا ملابسهم بسرعة ويمضوا إلى السينما. وذات مرة خرجوا ولم يعودوا..
اعتقد أنهم وقعوا تحت عجلات سيارة مسرعة.
01/ 09/ 1936 م
دانييل يوفاتشوف خارمس
( 1905 – 1942)
ترجمة : د. محمد الطاهر الحفيان
***