سعد الشيرازى - رضينا من وصالك بالوعودِ

رضينا من وصالك بالوعودِ * على ما أنت ناسيةُ العهود
ترَكتِ مدامِعي طوفانَ نوحٍ * ونارَ جوانِحي ذاتَ الوقودِ
صرَمتِ حبالَ ميثاقي صدوداً * والزمُهُنَّ كالحَبلِ الوَريدِ
نفَرتِ تجانُباً فاصفَرَّ وردى * فعودي ربّما يخضَرُّ عودي
متى امتلأَت كؤوسُ الشوقِ يغنى * أنينُ الوجدِ من نغماتِ عودِ
وأصبحَ نومُ أجفاني شريداً * لعلّكِ أي مليحَةِ أن ترودي
أليس الصدرُ أنعمَ من حريرٍ * فكَيفَ القلبُ أصلَبُ من حديدِ
وكم تنحَلُّ عقدَةُ سلكِ دمعي * لرَبّاتِ الأساورِ والعقودِ
أكادُ أطيرُ في الجوّ اشتياقاً * إذا ما اهتَزَّ باناتُ القدودِ
لقَد فتّنتني بسوادِ شعرٍ * وحمرَةِ عارِضٍ وبياضِ جيدِ
وأسفَرَت البراقِعُ عن خدودٍ * أقولُ تحمّرت بدَمِ الكبودِ
وغربيبُ العقائص مرسلاتس * يَطُلنَ كليلَةِ الدَنفِ الوحيدِ
غدائرُ كالصوالجٍ لاوياتٌ * قد التفّت على أُكَرِ النهودِ
ليالي بعدِهِنَّ مساءث موتٍ * ويومُ وصالهِنَّ صباحُ عيدِ
ألا إنّي شغِفتُ بهِنَّ حقاً * وكيفَ الحق أسترُ بالجحودِ
ولو أنكرتُ ما بي ليسَ يخفى * تغَيُّرُ ظاهري أدنى شهودي
تشابَه بالقيامةِ سوءُ حالي * وإلّا لم تكُن شهِدَت جلودي
لقد حمَلَت صروفُ الدهر عزمي * على جوبِ القِفارِ وقطعِ بيدِ
نهَضتُ أسيرُ في الدُنيا نطلاقاً * فأوثَقَني المودَةُ بالقُيودِ
ولازَمَني لزامَ الصبرِ حتّى * سعدتُ بطَلعةِ الملك السعيدِ
من استحمى بجاه جليل قدرٍ * لقَد آوى إلى رُكنٍ شديدِ
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...