يا غزالاً ماله أبداً = في الظِّبَا ظبْيٌ يُضاهيهِ
لا ولا في الإنس آنسةٌ = غادةٌ حسْنَا تباهيه
تُكسَفُ الشمسُ المنيرةُ من = وجهه والبدرَ يُخفيه
شادنٌ قتّالُ عاشِقِه = حين بالسهمين يرميه
يقتلُ المشتاقَ مِنْ بُعُدٍ = وبقرْبٍ منه يُحْييه
ليس يَشّفِى في الهوى ألمى = غيرُ رشفِ الراحِ مِن فيه
وبزوْراتٍ على مَهَلٍ = منه عافاه مُعَافيه
آه والهَفْى عليه إذا = صار ظنِّي خائباً فيه
كل سرٍّ فهْو مُسْتَتِر = والهوى أعيا مُواريه
كلما أطفأتُ مِنْ كبدِي = لاعجباً أوْراه مُوريه
مهجتي قد أَتْلِفتْ حُرَقاً = وبدمْعِ ظلتُ أُذريه
كم يُريني من تذكُّرِه = قلقاً والصبرَ يُفنيه
يا غزالاً لا يُصابُ فتىً = بالهوى لولا دواهيه
كم يقول العاشقون له = من له مالٌ فيُهديه
وهْو لا يرضى بأخذ رُشىً = ويْكَ إن اللهَ هاديه
لا ينال البدرَ ملتمسٌ = لو رآه طرفُ رائيه
* راشد بن خميس الحبسي