بدت ورنت لواحظه دلالاً * فما أبهى الغزالة والغزالا
وأسفرَ عن سنا قمرٍ منيرٍ * ولكني وجدتُ بهِ الضَّلالا
صقيل الخدِّ أبصر من رآه * سواد العين فيه فخال خالا
وممنوع الوصال إذا تبدَّى * وجدت له من الألفاظِ لالا
وأعجب إذا وضعتُ سلاح صبري * لمنظرِهِ وما رفع القتالا
عجبتُ لثغره البسَّام أهدى * لنا درًّا وقد سكن الزّلالا
شهدتُ بشهدِ ريقته لأنِّي * رأيت على سوالفهُ نمالا
وأشهد أنَّ في خدَّيه جمراً * لأنَّ بمهجتي منه اشْتعالا
فيا لنعيم جسمٍ قد حواه * وقد أهدى إلى قلبي الوبالا
سأشكو الحزنَ ما بقيت حياتي * وأشكر في صنائعه الجمالا
على حمدِ ابن محمود اسْتقرَّت * عقول العالمين ولا جدالا
رئيس للعلى طالت يداه ولم يفخر بذاك ولا اسْتطالا
بديهيّ المواهب يوم جود * إذا روَّى الورَى وهَبَ ارْتجالا
ونحويِّ العوارف يوم جاهٍ * فكم نصبت على التَّمييز حالا
وكم عطفت لذا من بعد هذا * وكانَ العطف والبذل اشْتمالا
لقد زهت العواصم يوم وافى * وأمست عصمة وغدت ثمالا
وصحَّ حمى الشمال بيمن رأيٍ * أنالَ من السعادةِ ما أنالا
فما يشكو سوى لحظ الغواني * ونشر الروض سقماً واعْتدالا
وكيفَ وقد تولَّى في حماه * عليّ القدر ذو كرم توالى
حكى السبع الشداد علاً وحاكت * عليه مدائحي السبع الطّوالا
أعاذله على المعروفِ دعهُ * فإنَّ له به عنك اشْتغالا
وطالب شأوه في المجدِ أقصرْ * ودعْ ليث العرينة يا ثعالى
له قلمٌ يكفُّ الخطب كفًّا * وينهمل الندَى منه انْهمالا
إذا جلى الحروف فلست أرضى * سنا ابن هلال ثمَّ ولا الهلالا
تجانسَ صنعه فترى سجلاًّ * يروق وفي النوال ترى سجالا
براحةِ منعم تعبت فسادت * وحاولَ طوله العليا فطالا
وثقت بجودِهِ فرأيتُ مالا * أرى من غيره وكنزت مالا
ألم ترَ أنني في كلِّ عامٍ * إلى طلب العلى أبغي الشمالا
بإسماعيل ابْتدئ الأيادي وإبراهيم اخْتتم النوالا
لقد رفعا قواعد بيت جودٍ * دعا حجّ المقاصد واسْتمالا
ولا والله لا أزجي ركاباً * لغيرهما ولا أنهي سؤالا
إليك جمال الدين الله قصداً * تعوَّد منك عزماً واحْتفالا
وكنت بلوت برّك من قديمٍ * فلم أصرف لغير حماكَ بالا
رعاكَ الله ما دعيَ ابن غيث * وزادَ ندى يديك ولا أزالا
لقد حسنت فعالك في البرايا * فحسَّن فيكَ مادحك المقالا