علي مصلح - غزل كامل

الغزل يا صديقتي
أن أنقّح البياض، وحدَّه على السواد في عينيك
وأحاور بياضَ الغبارِ واسوداد الدم
في وجه طفل سوري خرج تواً من ركام بيته
...
الغزل
أن لا أنسى
تفصيل الرِمش والكُحل الذي يهدي الليل وقاره
ويعلِّم الموت كيف يأتي خفيفاً على القلب
دون عذابات
دون طائرات
دون قَتل لوقار الموت
...
الغزل يا صديقة
أن نتمشى معاً في خيالي
ونجوبَ المخيمَ المغدور وشوارع دمشق ثمليْن
...
الغزل
أن أذكُر البلاد دائماً بحربها وسلمها
شهدائها
زعترها وزيتونها
وأطفالها المبتوري الحلم والسيقان
أن أمجدهم جميعاً كتميمة حب
كلما راودتنا القبل
...
الغزل
حربٌ
بيني وبيني وأنتِ الفصلُ بينهما سلاماً
بين تمزُّقِ النفس لثلاثٍ
قاتلٌ وقتيلٌ وأرضٌ تضيع
بين تمزّق العرب رغم النبي الواحد
وضياع اللّغة واضمحلال المعاجم
هجر القرآن وتأويلهِ شهوةً للدم
ومحاولة فهم العطب
...

الغزل
أن نشرب النبيذ معاً دون أن نبكي
أن نفهم الخمرة وما تشف به القلوب
وتتنقح الابتسامات عنوة رغم الدمع
وكأن الكأس إعلان سلام وقتل القتل
...
الغزل أن أزور صديقي
أن نتحاور عن أخبار لعبة الشطرنج
أن نجلس معاً كندين لا شفقة من أحدنا لآاخر
أن أذكره كلما تدفأت
أناجيه ويناجيني فنهدم جدران المعتقل

الغزل
أن نجلس أنا وأنت وصديقنا الشهيد
أن نصبّ القهوة لثلاثتنا رغم غيابه
وأن أجبره على شرب القهوة كي لا يشربها الهواء فتبرد
وأن نتحدث عن أحوال المخيم ونبقي اأامل
...
الغزل
أن أقول أحبك يا صديقة
رغم كل العطب
تمزق النفس وضياع اللّغة والبلاد
أن أقول أحبك دون رهابٍ من الفقد
أن أقولها رغم كل جراحاتنا
علنا نُنضج خبزاً.. نأوّل آية واحدة للسلام
أو نُنبت وردة في كل هذا الركام
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...