د
د.محمد عبدالحليم غنيم
اشتريت لزوجتى كاميرا و النتيجة أنها صارت مهووسة بالتصوير . حدث ذلك بسرعة ، بين عشية و ضحاها صار العالم كله مجرد غذاء لعدستها ، و بدأت بنا نحن .
قلت لها :
- لم يسبق لك أن امتلكت كاميرا ؟
فقالت :
- آه ، لقد كان لدى أشياء تافهة صغيرة ، لكن لم يكن أبداً من بينها واحدة كهذه . ولم أكن متحمسة لشىء مثل هذا . الآن أنا متحمسة .
أخذت الكاميرا معاً فى كل مكان ، فبينما نمشى فى المدينة تصوب الكاميرا نحو وجوه الغرباء ، وقبل ان يعرفوا ماذا حدث ، تكون قد التقطت الصورة و مشت بعيداً . فى أول مرة رأيتها تفعل هذا ، ظننت أنها قد جنت . قلت .
- سوف تصبينى تلك المرأة بالذبحة الصدرية .
- ستكون بخير .
- ماذا لو كنت لا تريد أن تلتقط لها صورة ؟
- عندما نعود إلى المنزل سننظر فى وجهها الحقيقى . الوجه الذى لا تريد أن يراه أحد . و لم تكن حتى ترانى قادمة .
أحضرت معها الكاميرة إلى الحافلة . و بينما تمشى فى الممر توقف لتأخذ صورة لشخص ما . لم تسالنى ، فقط فعلت ذلك . قال أحد الركاب :
- هذا مخالف للقانون .
قالت زوجتى :
- هل تنوى القبض على ؟
مشيت إلى آخر الحافلة ، جلست فى مقعدى و تطلعت عبر النافذة . لم أكن أعرف تلك المرأة . قالت :
- لا يوجد قانون ضد تصوير الناس ، منذ أن تغادر منزلك و أنت عرضة . صورتك لقمة صائغة .
- تلك وقاحة .
- مهلاً ، فى كل مرة تذهب فيها غلى البنك أو السوبر ماركت يسجلون لك . المشى أمام ماكينة النقود و تكون أمام الكاميرا . لماذا لا تذهب إليهم و تشكوهم ؟ لماذا تشكونى انا ؟ أنا فقط احب وجهك .
- إنها مسألة تتعلق بالأضراب العامة .
قالت العجوز التى التقطت زوجتى لها الصورة . ثم أضافت :
- ينبغى أن امزق هذا الفيلم
- إنها رقمية .
لم تعرف العجوز ماذا يعنى ذلك . جلس زوجى بجوارها و ارتها الكاميرا ، و سمح لها بأن تمسك بها و تضغط على الأزرار . كما وضحت لها الفرق بين الكاميرا ذات الفيلم و الكاميرا الرقمية . و لم ينس حبها الغرباء العداء كثيراً ، لقد رأيتهم يحاولون ، لكن لم ينجح ذلك أبداً ، فقد كانت رابطة الجأش .
أحبت إلتقاط الصور للناس الذين يبحثون عن الأشياء فى السوبر ماركت . قالت :
- لهم جميعاً نفس النظرة على وجوههم . هل لاحظت أبداً ذلك ؟
قلت :
- لا .
- أقسم بالله فى تلك اللحظة كل واحد منهم ينسى اسمه .
- أحد المجانين الثمليين سوف يغريك ذات يوم .
قالت :
- أعمل بسرعة ، لن يستطيعوا الإمساك بى .
وقفت فى ممر المنتجات الزراعية لإلتقاط صور الناس ينتقون الطماطم . قلت :
- ها هو المدير قادم .
فقالت :
- الفاكهة مثيرة جداً و التفاح أكثر إغراء من نجوم البرنو .
قال المدير :
- أرجو لا تفعلى هذا هنا .
فقالت له :
- دعنى أريك شيئاً .
أظهرت للرجل بعض الصور التى أخذتها داخل محله و قالت :
- لديكم إضاءة جميلة !
- نعم ، أنت فى حاجة إلى ضوء جيد فى قسم المنتجات الزراعية .
اعترف ثم أضاف :
- و إلا بدا كل شىء ميتاً .
بمجرد أن وصلنا إلى المنزل فتحت الحاسب الآلى و حملت صورها الجديدة . جعلتنى أنظر إليها . رأيت المرأة العجوز فى الحافلة . بدت حزينة و رمادية . و بدا الآخرون محتالين أو مجروحين . فى الواقع بدا معظم الناس كذلك. قلت :
- كيف تحملت هذا ؟
قالت :
- ثمة شخص ما عليه أن يتخلص من كل ذلك .
- لكن لماذا يجب علينا ذلك .
- لأنى جيدة فى ذلك .
امتلأ حاسبنا الآلى بصورر أناس لا نعرفهم يبحثون فى المكتبة ، يمشون فى الشارع . يتناولون عشاءهم .
قلت :
- يبدو الجمييع رثاً للغاية .
- الحياة صعبة .
- أعرف ، لكن لماذا لا أحد يبتسم مطلقاً ؟
- لست مهتمة بالابتسام ، لقد حذفت هؤلاء المبتسمين .
بدأت تأخذ صوراً لى و أنا نائم . لم أكن اعرف أنها تعمل ذلك . حتى فتحت ملفاً تحت عنوان: " نوم "
- ما هذا بحق الجحيم ؟
- أخذت صوراً لك كل ليلة .
- ذلك شىء مقرف يا مان .
- هل تأملتها ؟
- لقد عرفت بالفعل كيف أبدو ؟
- أن تبعث جداً بالاضحاك و أنت فاقد وعيك .
- ليس مثلك .
- انك مسالم جداً .
ثم اضافت و هى تضحك :
- لو كانت هذه الآلة بندقية ، لكان عليك أن تموت مئات المرات.
- و ربما عند ذلك تصويبينها على نفسك ؟
- ليس ذلك ممتعاً حتى .
بدأت أشكو ، أخذت صوراً لى و أنا أطبخ ، و أنا أغسل الملابس . و أنا خارج من الحمام ، و أنا جالس على التواليت ، كانت تكمن منتظرة فى الأركان تعد لى الفخاخ و أنا أنزلق نحوها .
قلت :
- ماذا تفعلين بها ؟
- فى الغالب ، التقطها فقط ، و يمكن أن أضعها على صفحتى .
- لا تضعيها على صفحتك .
نظرت نحوى . لن أنظر أبداً فى صفحتها الخاصة بها لأننى أخشى أن أفعل ذلك ..
ذات ظهيرة ذهبت لكى أقوم بجولة بالدراجة . لحقت و معها الكاميرا . لم أرها لكننى عرفت أنها كانت هناك وق تخفيت وراء نظارات شمسية . أوقفت دراجتى و جلست إلى مائدة فى الشرفة الخارجية لأحد البارت . امرأة أعرفها فى العمل كانت بالصدفة هناك . جلست معى لفترة من الوقت . قالت :
- تبدو عصبياً قليلاً .
- لا ، أنا بخير . كل ذلك الأدرالين من ركوب الدراجة . على ما أعتقد .
- اعتقد أنك عصبى لأنه ثمة شخص يلتقط صوراً لك من فوق السيارة التى هناك .
قلت :
- إنها زوجتى .
- و لماذا تفعل ذلك ؟
- اعتادت أن تأخذ صوراً للناس ، الآن تأخذ صوراً لى .
- ذلك هو أغرب شىء سمعته أبداً فى حياتى . ألا يزعجك ذلك ؟
- مهلاً ، أمسكى بيدى .
- ماذا ؟
- فقط أمسكى يدى . أريد أن أرى رد فعلها . أريد أن أرى إذا كانت ستخرج من السيارة .
- لن أتورط فى هذا .
و عند ذلك نهضت و جلست إلى مائدة أخرى .
عندما وصلت إلى المنزل . كانت زوجتى تنتظر فى المطبخ . قالت :
- رأيتك فى المدينة اليوم .
- أوه ، أين كنت ؟
- ذهبت إلى الشاطىء .
- هل كنت على الشاطىء طوال اليوم .
- طوال اليوم
قليت سمكاً و أعددت سلاطة . بعد أن أكلنا مارسا الحب ، لكننى شعرت كما لو كنا فى خصام . استخدمنا السرير فى الغرفة الاحتياطية لذلك لم نوسخ الملاءات على سريرنا . فجأة انقلبت فوقى و أخترقتنى مثل الماكينة ، بمجرد أن بدأت فى القذف ، جاءت من ورائى وأخرجت كاميرتها . رأيت أصابعها و هى تضغط بسرعة شديدة و غير واضحة . حاولت أن أمسك الكاميرا ، لكنها أبعدتننى بيد واحدة . و تحكمت فى أخذ الصور باليد الأخرى . منحها التعصب قوة ، فى الأخير أبعدتها بقوة و جريت من الحجرة و أغلقت على نفسى الباب داخل حجرة نومنا الرئيسية ثم اتصلت بها عبر التليفون :
- أنت فقدت عقلك .
- ذلك بسبب كذبك على اليوم .
- أوه . إذن فأنت تعاقبيننى الآن ؟ أهذا بسبب هذا ؟
- هيا ، أنت تعرف أننى أمزح . أنت عرف أننى عاجزة عن الغيرة .
قلت :
- بدون الكثير من الكمائن .
- أن خجل من الكاميرا . يجب أن ألحق بك دون أن تعرف أو تتحول إلى خشبة . أردت أن أرى وجهك الخف ى ، ذلك الوجه الذى لا تريدنى أن أراه .
- ليس لدى وجه من هذا النوع .
- الجميع له تلك الوجوه .
- إذا اخذت صورة لى فسوف أستدعى الشرطة .
- انصت إلى نفسك ، تبدو كمجنون تماماً .
- ياا إلهى ، كم مرة سمعت هذا الكلام ، إنه كلام مبتذل جداً .
أغلقت فى وجهها السماعة . ذهبت إلى غرفة المعيشة . كان الحاسوب الآلى هناك . كانت مستعدة لتحميل صورها الجديدة . سمعتها تضحك ، ثم سمعت الباب الخارجى يفتح و يغلق خرجت من السرير و لبست البجاما و تسللت إلى الصالة .
الجاسب الآلى مغلق فى الركن . القط فوق مقعده ، يلعق ساقه الأمامية و يرفعها إلى وجهه . كانت هى قد خرجت . على شاشة الحاسب كانت هناك صورة لى و أنا أهرب إلى عرفة النوم بدون لباس . و كانت هناك بعد ذلك ملاحظة فى أسفل الصورة ، تقول
- " أمسكتك ! "
أطفأت الإضاءة حتى لا تستطيع أن تأخذ لى صوراً عبر النافذة ، جلست فى الظلام و انتظرتها أن تعود إلى المنزل .
رن جرس التليفون ، كانت زوجتى . قلت :
- أين أنت ؟
- أنا فى مهمة .
- كنت أتمنى أبداً لو لم أشتر لك هذه الكاميرا .
قالت :
- سأعود إلى البيت فى وقت متأخر ، لست فى حاجة لأن تطبخ لى على العشاء .
أغلقت السماعة " لست فى حاجة لأن تجهز لى عشاء "
نمت فى الغرفة الاحتياطية تلك الليلة . فى الصباح وصلت و جلست فوق السرير .
كان أول شىء فعلته فحص يديها . قالت وهى ترفع يديها فى الهواء:
- أنا عزلاء .
. نمت على ظهرى ، فقامت بتمسيد شعرى ، كما لو كانت قد أخطأتنى إلى القط . قالت :
- أخذت صورة لسريرنا ليلة أمس .كان هناك تجويف فى وسادتك ، و لا شىء أشعرنى ابداً بذلك سوى الوحدة .
قلت :
- أنت كنت وحيد .
قالت :
- أنها أصدق صورة اخذتها فى حياتى .
( المؤلف )
كيفين سبيد : كاتب قصة أمريكى ولد فى نيويورك ويعيش الآن فى مدريد ويمكن التواصل معه عبر البلوج الخاص به : kevinspaide.blogspot.com.
قلت لها :
- لم يسبق لك أن امتلكت كاميرا ؟
فقالت :
- آه ، لقد كان لدى أشياء تافهة صغيرة ، لكن لم يكن أبداً من بينها واحدة كهذه . ولم أكن متحمسة لشىء مثل هذا . الآن أنا متحمسة .
أخذت الكاميرا معاً فى كل مكان ، فبينما نمشى فى المدينة تصوب الكاميرا نحو وجوه الغرباء ، وقبل ان يعرفوا ماذا حدث ، تكون قد التقطت الصورة و مشت بعيداً . فى أول مرة رأيتها تفعل هذا ، ظننت أنها قد جنت . قلت .
- سوف تصبينى تلك المرأة بالذبحة الصدرية .
- ستكون بخير .
- ماذا لو كنت لا تريد أن تلتقط لها صورة ؟
- عندما نعود إلى المنزل سننظر فى وجهها الحقيقى . الوجه الذى لا تريد أن يراه أحد . و لم تكن حتى ترانى قادمة .
أحضرت معها الكاميرة إلى الحافلة . و بينما تمشى فى الممر توقف لتأخذ صورة لشخص ما . لم تسالنى ، فقط فعلت ذلك . قال أحد الركاب :
- هذا مخالف للقانون .
قالت زوجتى :
- هل تنوى القبض على ؟
مشيت إلى آخر الحافلة ، جلست فى مقعدى و تطلعت عبر النافذة . لم أكن أعرف تلك المرأة . قالت :
- لا يوجد قانون ضد تصوير الناس ، منذ أن تغادر منزلك و أنت عرضة . صورتك لقمة صائغة .
- تلك وقاحة .
- مهلاً ، فى كل مرة تذهب فيها غلى البنك أو السوبر ماركت يسجلون لك . المشى أمام ماكينة النقود و تكون أمام الكاميرا . لماذا لا تذهب إليهم و تشكوهم ؟ لماذا تشكونى انا ؟ أنا فقط احب وجهك .
- إنها مسألة تتعلق بالأضراب العامة .
قالت العجوز التى التقطت زوجتى لها الصورة . ثم أضافت :
- ينبغى أن امزق هذا الفيلم
- إنها رقمية .
لم تعرف العجوز ماذا يعنى ذلك . جلس زوجى بجوارها و ارتها الكاميرا ، و سمح لها بأن تمسك بها و تضغط على الأزرار . كما وضحت لها الفرق بين الكاميرا ذات الفيلم و الكاميرا الرقمية . و لم ينس حبها الغرباء العداء كثيراً ، لقد رأيتهم يحاولون ، لكن لم ينجح ذلك أبداً ، فقد كانت رابطة الجأش .
أحبت إلتقاط الصور للناس الذين يبحثون عن الأشياء فى السوبر ماركت . قالت :
- لهم جميعاً نفس النظرة على وجوههم . هل لاحظت أبداً ذلك ؟
قلت :
- لا .
- أقسم بالله فى تلك اللحظة كل واحد منهم ينسى اسمه .
- أحد المجانين الثمليين سوف يغريك ذات يوم .
قالت :
- أعمل بسرعة ، لن يستطيعوا الإمساك بى .
وقفت فى ممر المنتجات الزراعية لإلتقاط صور الناس ينتقون الطماطم . قلت :
- ها هو المدير قادم .
فقالت :
- الفاكهة مثيرة جداً و التفاح أكثر إغراء من نجوم البرنو .
قال المدير :
- أرجو لا تفعلى هذا هنا .
فقالت له :
- دعنى أريك شيئاً .
أظهرت للرجل بعض الصور التى أخذتها داخل محله و قالت :
- لديكم إضاءة جميلة !
- نعم ، أنت فى حاجة إلى ضوء جيد فى قسم المنتجات الزراعية .
اعترف ثم أضاف :
- و إلا بدا كل شىء ميتاً .
بمجرد أن وصلنا إلى المنزل فتحت الحاسب الآلى و حملت صورها الجديدة . جعلتنى أنظر إليها . رأيت المرأة العجوز فى الحافلة . بدت حزينة و رمادية . و بدا الآخرون محتالين أو مجروحين . فى الواقع بدا معظم الناس كذلك. قلت :
- كيف تحملت هذا ؟
قالت :
- ثمة شخص ما عليه أن يتخلص من كل ذلك .
- لكن لماذا يجب علينا ذلك .
- لأنى جيدة فى ذلك .
امتلأ حاسبنا الآلى بصورر أناس لا نعرفهم يبحثون فى المكتبة ، يمشون فى الشارع . يتناولون عشاءهم .
قلت :
- يبدو الجمييع رثاً للغاية .
- الحياة صعبة .
- أعرف ، لكن لماذا لا أحد يبتسم مطلقاً ؟
- لست مهتمة بالابتسام ، لقد حذفت هؤلاء المبتسمين .
بدأت تأخذ صوراً لى و أنا نائم . لم أكن اعرف أنها تعمل ذلك . حتى فتحت ملفاً تحت عنوان: " نوم "
- ما هذا بحق الجحيم ؟
- أخذت صوراً لك كل ليلة .
- ذلك شىء مقرف يا مان .
- هل تأملتها ؟
- لقد عرفت بالفعل كيف أبدو ؟
- أن تبعث جداً بالاضحاك و أنت فاقد وعيك .
- ليس مثلك .
- انك مسالم جداً .
ثم اضافت و هى تضحك :
- لو كانت هذه الآلة بندقية ، لكان عليك أن تموت مئات المرات.
- و ربما عند ذلك تصويبينها على نفسك ؟
- ليس ذلك ممتعاً حتى .
بدأت أشكو ، أخذت صوراً لى و أنا أطبخ ، و أنا أغسل الملابس . و أنا خارج من الحمام ، و أنا جالس على التواليت ، كانت تكمن منتظرة فى الأركان تعد لى الفخاخ و أنا أنزلق نحوها .
قلت :
- ماذا تفعلين بها ؟
- فى الغالب ، التقطها فقط ، و يمكن أن أضعها على صفحتى .
- لا تضعيها على صفحتك .
نظرت نحوى . لن أنظر أبداً فى صفحتها الخاصة بها لأننى أخشى أن أفعل ذلك ..
ذات ظهيرة ذهبت لكى أقوم بجولة بالدراجة . لحقت و معها الكاميرا . لم أرها لكننى عرفت أنها كانت هناك وق تخفيت وراء نظارات شمسية . أوقفت دراجتى و جلست إلى مائدة فى الشرفة الخارجية لأحد البارت . امرأة أعرفها فى العمل كانت بالصدفة هناك . جلست معى لفترة من الوقت . قالت :
- تبدو عصبياً قليلاً .
- لا ، أنا بخير . كل ذلك الأدرالين من ركوب الدراجة . على ما أعتقد .
- اعتقد أنك عصبى لأنه ثمة شخص يلتقط صوراً لك من فوق السيارة التى هناك .
قلت :
- إنها زوجتى .
- و لماذا تفعل ذلك ؟
- اعتادت أن تأخذ صوراً للناس ، الآن تأخذ صوراً لى .
- ذلك هو أغرب شىء سمعته أبداً فى حياتى . ألا يزعجك ذلك ؟
- مهلاً ، أمسكى بيدى .
- ماذا ؟
- فقط أمسكى يدى . أريد أن أرى رد فعلها . أريد أن أرى إذا كانت ستخرج من السيارة .
- لن أتورط فى هذا .
و عند ذلك نهضت و جلست إلى مائدة أخرى .
عندما وصلت إلى المنزل . كانت زوجتى تنتظر فى المطبخ . قالت :
- رأيتك فى المدينة اليوم .
- أوه ، أين كنت ؟
- ذهبت إلى الشاطىء .
- هل كنت على الشاطىء طوال اليوم .
- طوال اليوم
قليت سمكاً و أعددت سلاطة . بعد أن أكلنا مارسا الحب ، لكننى شعرت كما لو كنا فى خصام . استخدمنا السرير فى الغرفة الاحتياطية لذلك لم نوسخ الملاءات على سريرنا . فجأة انقلبت فوقى و أخترقتنى مثل الماكينة ، بمجرد أن بدأت فى القذف ، جاءت من ورائى وأخرجت كاميرتها . رأيت أصابعها و هى تضغط بسرعة شديدة و غير واضحة . حاولت أن أمسك الكاميرا ، لكنها أبعدتننى بيد واحدة . و تحكمت فى أخذ الصور باليد الأخرى . منحها التعصب قوة ، فى الأخير أبعدتها بقوة و جريت من الحجرة و أغلقت على نفسى الباب داخل حجرة نومنا الرئيسية ثم اتصلت بها عبر التليفون :
- أنت فقدت عقلك .
- ذلك بسبب كذبك على اليوم .
- أوه . إذن فأنت تعاقبيننى الآن ؟ أهذا بسبب هذا ؟
- هيا ، أنت تعرف أننى أمزح . أنت عرف أننى عاجزة عن الغيرة .
قلت :
- بدون الكثير من الكمائن .
- أن خجل من الكاميرا . يجب أن ألحق بك دون أن تعرف أو تتحول إلى خشبة . أردت أن أرى وجهك الخف ى ، ذلك الوجه الذى لا تريدنى أن أراه .
- ليس لدى وجه من هذا النوع .
- الجميع له تلك الوجوه .
- إذا اخذت صورة لى فسوف أستدعى الشرطة .
- انصت إلى نفسك ، تبدو كمجنون تماماً .
- ياا إلهى ، كم مرة سمعت هذا الكلام ، إنه كلام مبتذل جداً .
أغلقت فى وجهها السماعة . ذهبت إلى غرفة المعيشة . كان الحاسوب الآلى هناك . كانت مستعدة لتحميل صورها الجديدة . سمعتها تضحك ، ثم سمعت الباب الخارجى يفتح و يغلق خرجت من السرير و لبست البجاما و تسللت إلى الصالة .
الجاسب الآلى مغلق فى الركن . القط فوق مقعده ، يلعق ساقه الأمامية و يرفعها إلى وجهه . كانت هى قد خرجت . على شاشة الحاسب كانت هناك صورة لى و أنا أهرب إلى عرفة النوم بدون لباس . و كانت هناك بعد ذلك ملاحظة فى أسفل الصورة ، تقول
- " أمسكتك ! "
أطفأت الإضاءة حتى لا تستطيع أن تأخذ لى صوراً عبر النافذة ، جلست فى الظلام و انتظرتها أن تعود إلى المنزل .
رن جرس التليفون ، كانت زوجتى . قلت :
- أين أنت ؟
- أنا فى مهمة .
- كنت أتمنى أبداً لو لم أشتر لك هذه الكاميرا .
قالت :
- سأعود إلى البيت فى وقت متأخر ، لست فى حاجة لأن تطبخ لى على العشاء .
أغلقت السماعة " لست فى حاجة لأن تجهز لى عشاء "
نمت فى الغرفة الاحتياطية تلك الليلة . فى الصباح وصلت و جلست فوق السرير .
كان أول شىء فعلته فحص يديها . قالت وهى ترفع يديها فى الهواء:
- أنا عزلاء .
. نمت على ظهرى ، فقامت بتمسيد شعرى ، كما لو كانت قد أخطأتنى إلى القط . قالت :
- أخذت صورة لسريرنا ليلة أمس .كان هناك تجويف فى وسادتك ، و لا شىء أشعرنى ابداً بذلك سوى الوحدة .
قلت :
- أنت كنت وحيد .
قالت :
- أنها أصدق صورة اخذتها فى حياتى .
( المؤلف )
كيفين سبيد : كاتب قصة أمريكى ولد فى نيويورك ويعيش الآن فى مدريد ويمكن التواصل معه عبر البلوج الخاص به : kevinspaide.blogspot.com.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: