نقوس المهدي
كاتب
الشخصيات :
ماى : امرأة فى منتصف السبعينات ، زوجة إدجار لسنوات عديدة .
إدجار : رجل فى منتصف السبعينات ، زوج ماى لسنوات عديدة .
المكان : إدجار و ماى فى مطبخهما .
يفضل ديكور بسيط ، مطبخ صغير مع مائدة و مقعدان و موقد و حوض ، و يمكن وجود ثلاجة .
الوقت : " منتصف الصباح "
تسلط الأضواء على إدجار و ماى .
تقف ماى إلى حوض المطبخ و تغسل و تجفف أطباق الصباح . يجلس إدجار إلى مائدة المطبخ ، يقرأ الصحيفة .
إدجار : إفطار جيد ، يا مارى
( تلتفت ماى إليه )
ماى : شكراً لك يا إدجار
( وقفة حقيقة )
إدجار : اللعنة إفطار جيد .
( دقة )
ماى : السر فى المقلاة .
إدجار : كيف ذلك ؟
ماى : هذا سرى ، و ليس سرك .
إدجار : هذا صحيح ، سرك الخاص و ليس سرى .
( وقفة ، يعود إدجار إلى قراءة الصحيفة ، تأخذ ماى المقلاة و تنظر إليها بتمعن . برفق تضعها تحت صنبور حوض المطبخ ثم تجففها بحرص شديد بالمناشف الورقية ، ثم تنظر إلى إدجار )
ماى : لا ترغب أن تغسلها .
إدجار : ماذا ؟
ماى : المقلاة . أنت لا ترغب أن تغسلها ، بالصابون . أنت تخدشها .
إدجار : لم لا ؟
ماى : تفسد التوابل.
إدجار : ماذا ؟
ماى : التوابل ( دقة ) النكهة .
إدجار : ما النهكة ؟
ماى : الحفاظ على التوابل يحسن من طعم و نكهة الأطعمة التى تطبخ فيها .
إدجار : أين تعلمت ذلك ؟
ماى : فى كتاب الطبخ .
( وقفة خفيفة )
إدجار : ( مبتسماً إلى ماى ) أنت و كتاب طبيخك .
( تبتسم ماى إلى إدجار . وقفة )
ماى : ماذا تريد للعشاء ؟
إدجار : العشاء ؟
ماى : العشاء .
إدجار : لم أهضم فطورى يعد يا ماى .
ماى : أنا فى حاجة إلى إذابة شىء ما .
( وقفة خفيفة )
إدجار : ماذا عن الغذاء ؟
ماى : سندوتش نقانق الكبدة يا إدجار .
إدجار : صحيح . صحيح . بالطبع .
ماى : و عندى بولونيا ( سجق مدخن كبير )
إدجار : صحيح . صحيح .
ماى : ( برفق ) إدجار ، لقد حسمنا مسألة الغذاء من سنوات مضت .
إدجار :صحيح . صحيح . بالطبع .
( وقفة )
ماى : ماذا عن العشاء ؟
إدجار : أفكر
( وقفة خفيفة )
ما هى خياراتى ؟
ماى : دجاج ، لحم مفروم ، لحم خنزير .
إدجار : أكل ذلك ؟
ماى : كل ماذا ؟
إدجار : كل هذه الخيارات لى ؟
ماى : ( فى حيرة ) هذا هو كل ما لدينا يا إدجار ؟
( وقفة )
إدجار : ماذا لو أردت ، أقول ، لا أعرف ... سمك ؟
ماى : سمك ؟
إدجار : سمك.
( دقة )
ماى : لم يكن لدينا سمك أبدا .
إدجار : لكن ماذا لو أردت سمكاً ؟
ماى : أنت تكره السمك .
إدجار : أنا ؟
ماى : لو اسعفتنى الذاكرة حالاً يا إدجار أنت تكره السمك .
( دقة )
إدجار : لكن ماذا لو أردت سمكاً ؟
ماى : و لماذا يمكن أن تريد سمكاً ؟
إدجار : مجرد دعابة يا ماى .
( وقفة )
ماى : أعتقد أننى سأذهب إلى السوق .
إدجار : اليوم ؟
ماى : نعم . اليوم .
إدجار : أليس الخميس ؟
ماى : ( مبتسمة ) لا . اليوم .
( يبتسم إدجار إلى ماى ، يعود إلى قراءة الصحيفة . وقفة )
ماى : ( تكمل ) لابد أننى ... ؟
إدجار : ( متطلعاً من فوق الصحيفة ) ماذا ؟
ماى : أذهب إلى السوق ...
( ينظر إدجار إليها فى فضول )
ماى : ( تكمل ) من أجل السمك .
إدجار : أنا أكره السمك يا ماى .
ماى : بالتأكيد أنت تكره السمك .
( يعود إدجار إلى قراءة الصحيفة . وقفة )
ماى : ( تكمل ) دجاج ، لحم مفروم ، أو خنزير ؟
إدجار : ( ناظراً من فوق الصحيفة ) ماذا كان هناك فى ذلك الإفطار ؟
ماى : نفس الشىء كالمعتاد .
إدجار : كان هناك شىء ما مختلفاً .
ماى : ثلاث بيضات مقليات و شريحتانمن لحم الخنزير المقدد ، و شريحة خبز و عصير برتقال .
إدجار : ما الذى كان لديك أنت ؟
ماى : إفطارى يا إدجار
( وقفة )
بيض مخفوق .
إدجار : صحيح صحيح ( وقفة خفيفة ) كان شيئاً مختلفاً .
ماى : ( عملياً ) لا شىء هناك مختلف يا إدجار . الدجاج و اللحم المفروم و لحم الحنزير .
( وقفة )
إدجار : ماذا لو خرجنا ؟
ماى : فى الخارج ؟
إدجار : فى الخارج .
( وقفة خفيفة )
ماى : خارج المكان ؟
إدجار : للعشاء .
( دقة )
ماى : لماذا تحب أن تفعل ذلك ؟
إدجار : شىء مختلف .
( تتجه ماى نحو المائدة ، تجلس . دقة )
ماى : أيمكن أن نذهب يا إدجار ؟
إدجار : ( يضع الصحيفة ، مع التأكيد ) أى مكان نريد ؟
( دقة )
ماى : لا أعرف .
إدجار : ( يمسك يدها ) هيا يا ماى .
ماى : إلى أين ؟
( وقفة . يفكر إدجار )
إدجار : ( مبتسماً ) توسكانو .
( دقة )
ماى : مطعم توسكانو .
إدجار : هل تتذكرى توسكانو ؟
ماى : بالطبع أتذكر توسكانو .
إدجار : اقترح عليك مطعم توسكانو .
ماى : بالطبع اقترحت .
إدجار : و أنت قبلت .
ماى : بالطبع قبلت .
إدجار : إذن ، هيا نذهب إلى توسكانو .
ماى : هل أنت متأكد يا إدجار ؟
إدجار : هيا يا ماى .
( وقفة خفيفة )
ماى : حسناً ، حسناً ، هيا نذهب إلى تسكانوا .
( وقفة ، بينما ينظر كل منا إلى الآخر )
إدجار : دعينا نأخذ حذرنا .
ماى : حسناً . حسناً
( دقة )
ماذا ؟ كم الساعة ؟
( وقفة . يفكر إدجار )
إدجار : نحن نتناول العشاء فى الخامسة .
ماى : الخامسة ، إذن .
( وقفة خفيفة )
إدجار : ( وجدتها ) لا . اجعلى ذلك فى الخامسة و النصف .
ماى : إدجار !
إدجار : ( بثقة ) الخامسة و النصف يا ماى .
( دقة )
ماى : حسناً إدجار . الخامسة و النصف .
( ينظر كل منهما إلى الآخر )
إدجار : هل ستقومين بالاتصال ؟
ماى : حسناً، سأفعل .
( تنهض ماى و تتجه نحو تليفون جدار المطبخ )
إدجار : هل حصلت على الرقم ؟
( تقلب ماى عبر صفحا دليل تليفونات قديم و الذى سيكون معلقاً على مسمار بالحائط بجوار التليفون )
ماى : فى كتابى .
إدجار : هل وجدت الرقم فى كتابك ؟
ماى : بالطبع .
( دقة )
إدجار : كل هذا الوقت ؟
ماى : ( محددة رقم الهاتف ) ها هو .
إدجار : ( فى صوت منخفض و كأنه لنفسه ) كل هذا الوقت .
( تضرب ماى رقم التليفون )
ماى : مرحباً . أحب أن أحجز الليلة لفردين فى الخامسة و النصف ... ماذا ؟ ... هل هذا مطعم توسكانو ؟ مطعم توسكانو ... هل لديك الرقم الجديد ، إذن ؟ ... ماذا ؟ متى ؟ أوه يا ... حسناً، إذن ... أنت لطيف ...
( تضع السماعة فوق الكتاب )
إدجار : ماذا ؟ .. حسناً ؟
( وقفة ، بينما تتجه ماى إلى المائدة و تجلس )
ماى : ذلك كان ... ذلك كان ...
إدجار : ( يمسك يدها ) هيا ، ماى .
ماى : توسكانو مغلق يا إدجار
( دقة )
منذ أكثر من عشرين عاماً مضت .
إدجار : من كان ذلك إذن ؟
ماى : سيدة شرقية .
إدجار : لا أعتقد أننا نحب الطعام الصينى يا ماى .
ماى : لا
( دقة )
لم يكن مطعماً على الإطلاق ، يا إدجار
( دقة )
كانت مجرد سيدة شرقية
( دقة )
لديها هذا الرقم من سنوات عديدة .
إدجار : أوه ( دقة ) حسناً ، إذن .
ماى : حسناً ، إذن .
إدجار : نعم
( وقفة خفيفة )
ماى : الآن ماذا ؟
إدجار : حسناً ( دقة ) سيكون علينا أن نتناول العشاء هنا .
( وقفة )
ماى : إدجار !
إدجار : ماذا ؟
ماى : لماذا مطعم توسكانو ؟
( دقة )
إدجار : بدون سبب .
ماى : لماذا الإفطار ؟
إدجار : ماى ؟
ماى : لماذا سمك ؟
إدجار : بدون سبب .
ماى : إدجار.
( وقفة خفيفة )
إدجار : كان لابد أن أكون عند الطبيب
( دقة )
أنا مريض يا ماى .
ماى : ماذا ؟
إدجار : مريض .
ماى : لقد مرضت من قبل .
إدجار : ليس هكذا .
( وقفة )
ماى : أوه ، إدجار .
إدجار : آسف يا ماى .
( وقفة خفيفة )
ماى : ردى ؟
( دقة )
إدجار : ردى ؟
( وقفة خفيفة )
ماى : متى كنت تنوى أن تخبرنى ؟
إدجار : أمس . ليلة أمس . هذا الصباح . الليلة فى مطعم توسكانو ( دقة ) ربما لن يكون أبداً
( وقفة . إدجار و ماى فى صمت ينظر كل منهما إلى الآخر . يكسر إدجار الصمت بالنظر إلى ساعة الحائط . يقف و يتوجه إلى باب المطبخ )
ماى : إلى أين تذهب ؟
( يشير إدجار إلى ساعة الحائط )
إدجار : الحمام .
ماى : الآن ماذا يا إدجار ؟
( وقفة خفيفة ، يتوقف إدجار عند المدخل ، و يلتفت إلى ماى )
إدجار : لا أعرف ؟
ماى : إدجار ؟
إدجار : نعم ؟
ماى : ( تبتسم ) دجاج ( دقة ) دجاج . سيكون لدينا دجاج للعشاء يا إدجار .
( وقفة خفيفة )
إدجار : ( مبتسما ) ذلك يبدو جيداً حقاً يا ماى .
( يخرج إدجار . تجلس ماى فى صمت لعدة دقات . تنهض و تتجه نحو الحوض . ترفع المقلاة تفتح صنبور المياه و تمسك ببقية من سائل غسيل الأطباق . تتردد أمام الحوض ، تمسك بالمقلاة فى يد . و سائل غسيل الأطباق فى اليد الأخرى و تبدأ فى البكاء بينما تتلاشى الأضواء فى بطء )
( ستار )
المؤلف : Jeffrey Fischer-Smit / جيفري فيشر- سميث، كاتب مسرحى أمريكى معروف عاد كتابة المسرح مؤخرا بعد انقطاع لمدة ثلاثين عاما
ماى : امرأة فى منتصف السبعينات ، زوجة إدجار لسنوات عديدة .
إدجار : رجل فى منتصف السبعينات ، زوج ماى لسنوات عديدة .
المكان : إدجار و ماى فى مطبخهما .
يفضل ديكور بسيط ، مطبخ صغير مع مائدة و مقعدان و موقد و حوض ، و يمكن وجود ثلاجة .
الوقت : " منتصف الصباح "
تسلط الأضواء على إدجار و ماى .
تقف ماى إلى حوض المطبخ و تغسل و تجفف أطباق الصباح . يجلس إدجار إلى مائدة المطبخ ، يقرأ الصحيفة .
إدجار : إفطار جيد ، يا مارى
( تلتفت ماى إليه )
ماى : شكراً لك يا إدجار
( وقفة حقيقة )
إدجار : اللعنة إفطار جيد .
( دقة )
ماى : السر فى المقلاة .
إدجار : كيف ذلك ؟
ماى : هذا سرى ، و ليس سرك .
إدجار : هذا صحيح ، سرك الخاص و ليس سرى .
( وقفة ، يعود إدجار إلى قراءة الصحيفة ، تأخذ ماى المقلاة و تنظر إليها بتمعن . برفق تضعها تحت صنبور حوض المطبخ ثم تجففها بحرص شديد بالمناشف الورقية ، ثم تنظر إلى إدجار )
ماى : لا ترغب أن تغسلها .
إدجار : ماذا ؟
ماى : المقلاة . أنت لا ترغب أن تغسلها ، بالصابون . أنت تخدشها .
إدجار : لم لا ؟
ماى : تفسد التوابل.
إدجار : ماذا ؟
ماى : التوابل ( دقة ) النكهة .
إدجار : ما النهكة ؟
ماى : الحفاظ على التوابل يحسن من طعم و نكهة الأطعمة التى تطبخ فيها .
إدجار : أين تعلمت ذلك ؟
ماى : فى كتاب الطبخ .
( وقفة خفيفة )
إدجار : ( مبتسماً إلى ماى ) أنت و كتاب طبيخك .
( تبتسم ماى إلى إدجار . وقفة )
ماى : ماذا تريد للعشاء ؟
إدجار : العشاء ؟
ماى : العشاء .
إدجار : لم أهضم فطورى يعد يا ماى .
ماى : أنا فى حاجة إلى إذابة شىء ما .
( وقفة خفيفة )
إدجار : ماذا عن الغذاء ؟
ماى : سندوتش نقانق الكبدة يا إدجار .
إدجار : صحيح . صحيح . بالطبع .
ماى : و عندى بولونيا ( سجق مدخن كبير )
إدجار : صحيح . صحيح .
ماى : ( برفق ) إدجار ، لقد حسمنا مسألة الغذاء من سنوات مضت .
إدجار :صحيح . صحيح . بالطبع .
( وقفة )
ماى : ماذا عن العشاء ؟
إدجار : أفكر
( وقفة خفيفة )
ما هى خياراتى ؟
ماى : دجاج ، لحم مفروم ، لحم خنزير .
إدجار : أكل ذلك ؟
ماى : كل ماذا ؟
إدجار : كل هذه الخيارات لى ؟
ماى : ( فى حيرة ) هذا هو كل ما لدينا يا إدجار ؟
( وقفة )
إدجار : ماذا لو أردت ، أقول ، لا أعرف ... سمك ؟
ماى : سمك ؟
إدجار : سمك.
( دقة )
ماى : لم يكن لدينا سمك أبدا .
إدجار : لكن ماذا لو أردت سمكاً ؟
ماى : أنت تكره السمك .
إدجار : أنا ؟
ماى : لو اسعفتنى الذاكرة حالاً يا إدجار أنت تكره السمك .
( دقة )
إدجار : لكن ماذا لو أردت سمكاً ؟
ماى : و لماذا يمكن أن تريد سمكاً ؟
إدجار : مجرد دعابة يا ماى .
( وقفة )
ماى : أعتقد أننى سأذهب إلى السوق .
إدجار : اليوم ؟
ماى : نعم . اليوم .
إدجار : أليس الخميس ؟
ماى : ( مبتسمة ) لا . اليوم .
( يبتسم إدجار إلى ماى ، يعود إلى قراءة الصحيفة . وقفة )
ماى : ( تكمل ) لابد أننى ... ؟
إدجار : ( متطلعاً من فوق الصحيفة ) ماذا ؟
ماى : أذهب إلى السوق ...
( ينظر إدجار إليها فى فضول )
ماى : ( تكمل ) من أجل السمك .
إدجار : أنا أكره السمك يا ماى .
ماى : بالتأكيد أنت تكره السمك .
( يعود إدجار إلى قراءة الصحيفة . وقفة )
ماى : ( تكمل ) دجاج ، لحم مفروم ، أو خنزير ؟
إدجار : ( ناظراً من فوق الصحيفة ) ماذا كان هناك فى ذلك الإفطار ؟
ماى : نفس الشىء كالمعتاد .
إدجار : كان هناك شىء ما مختلفاً .
ماى : ثلاث بيضات مقليات و شريحتانمن لحم الخنزير المقدد ، و شريحة خبز و عصير برتقال .
إدجار : ما الذى كان لديك أنت ؟
ماى : إفطارى يا إدجار
( وقفة )
بيض مخفوق .
إدجار : صحيح صحيح ( وقفة خفيفة ) كان شيئاً مختلفاً .
ماى : ( عملياً ) لا شىء هناك مختلف يا إدجار . الدجاج و اللحم المفروم و لحم الحنزير .
( وقفة )
إدجار : ماذا لو خرجنا ؟
ماى : فى الخارج ؟
إدجار : فى الخارج .
( وقفة خفيفة )
ماى : خارج المكان ؟
إدجار : للعشاء .
( دقة )
ماى : لماذا تحب أن تفعل ذلك ؟
إدجار : شىء مختلف .
( تتجه ماى نحو المائدة ، تجلس . دقة )
ماى : أيمكن أن نذهب يا إدجار ؟
إدجار : ( يضع الصحيفة ، مع التأكيد ) أى مكان نريد ؟
( دقة )
ماى : لا أعرف .
إدجار : ( يمسك يدها ) هيا يا ماى .
ماى : إلى أين ؟
( وقفة . يفكر إدجار )
إدجار : ( مبتسماً ) توسكانو .
( دقة )
ماى : مطعم توسكانو .
إدجار : هل تتذكرى توسكانو ؟
ماى : بالطبع أتذكر توسكانو .
إدجار : اقترح عليك مطعم توسكانو .
ماى : بالطبع اقترحت .
إدجار : و أنت قبلت .
ماى : بالطبع قبلت .
إدجار : إذن ، هيا نذهب إلى توسكانو .
ماى : هل أنت متأكد يا إدجار ؟
إدجار : هيا يا ماى .
( وقفة خفيفة )
ماى : حسناً ، حسناً ، هيا نذهب إلى تسكانوا .
( وقفة ، بينما ينظر كل منا إلى الآخر )
إدجار : دعينا نأخذ حذرنا .
ماى : حسناً . حسناً
( دقة )
ماذا ؟ كم الساعة ؟
( وقفة . يفكر إدجار )
إدجار : نحن نتناول العشاء فى الخامسة .
ماى : الخامسة ، إذن .
( وقفة خفيفة )
إدجار : ( وجدتها ) لا . اجعلى ذلك فى الخامسة و النصف .
ماى : إدجار !
إدجار : ( بثقة ) الخامسة و النصف يا ماى .
( دقة )
ماى : حسناً إدجار . الخامسة و النصف .
( ينظر كل منهما إلى الآخر )
إدجار : هل ستقومين بالاتصال ؟
ماى : حسناً، سأفعل .
( تنهض ماى و تتجه نحو تليفون جدار المطبخ )
إدجار : هل حصلت على الرقم ؟
( تقلب ماى عبر صفحا دليل تليفونات قديم و الذى سيكون معلقاً على مسمار بالحائط بجوار التليفون )
ماى : فى كتابى .
إدجار : هل وجدت الرقم فى كتابك ؟
ماى : بالطبع .
( دقة )
إدجار : كل هذا الوقت ؟
ماى : ( محددة رقم الهاتف ) ها هو .
إدجار : ( فى صوت منخفض و كأنه لنفسه ) كل هذا الوقت .
( تضرب ماى رقم التليفون )
ماى : مرحباً . أحب أن أحجز الليلة لفردين فى الخامسة و النصف ... ماذا ؟ ... هل هذا مطعم توسكانو ؟ مطعم توسكانو ... هل لديك الرقم الجديد ، إذن ؟ ... ماذا ؟ متى ؟ أوه يا ... حسناً، إذن ... أنت لطيف ...
( تضع السماعة فوق الكتاب )
إدجار : ماذا ؟ .. حسناً ؟
( وقفة ، بينما تتجه ماى إلى المائدة و تجلس )
ماى : ذلك كان ... ذلك كان ...
إدجار : ( يمسك يدها ) هيا ، ماى .
ماى : توسكانو مغلق يا إدجار
( دقة )
منذ أكثر من عشرين عاماً مضت .
إدجار : من كان ذلك إذن ؟
ماى : سيدة شرقية .
إدجار : لا أعتقد أننا نحب الطعام الصينى يا ماى .
ماى : لا
( دقة )
لم يكن مطعماً على الإطلاق ، يا إدجار
( دقة )
كانت مجرد سيدة شرقية
( دقة )
لديها هذا الرقم من سنوات عديدة .
إدجار : أوه ( دقة ) حسناً ، إذن .
ماى : حسناً ، إذن .
إدجار : نعم
( وقفة خفيفة )
ماى : الآن ماذا ؟
إدجار : حسناً ( دقة ) سيكون علينا أن نتناول العشاء هنا .
( وقفة )
ماى : إدجار !
إدجار : ماذا ؟
ماى : لماذا مطعم توسكانو ؟
( دقة )
إدجار : بدون سبب .
ماى : لماذا الإفطار ؟
إدجار : ماى ؟
ماى : لماذا سمك ؟
إدجار : بدون سبب .
ماى : إدجار.
( وقفة خفيفة )
إدجار : كان لابد أن أكون عند الطبيب
( دقة )
أنا مريض يا ماى .
ماى : ماذا ؟
إدجار : مريض .
ماى : لقد مرضت من قبل .
إدجار : ليس هكذا .
( وقفة )
ماى : أوه ، إدجار .
إدجار : آسف يا ماى .
( وقفة خفيفة )
ماى : ردى ؟
( دقة )
إدجار : ردى ؟
( وقفة خفيفة )
ماى : متى كنت تنوى أن تخبرنى ؟
إدجار : أمس . ليلة أمس . هذا الصباح . الليلة فى مطعم توسكانو ( دقة ) ربما لن يكون أبداً
( وقفة . إدجار و ماى فى صمت ينظر كل منهما إلى الآخر . يكسر إدجار الصمت بالنظر إلى ساعة الحائط . يقف و يتوجه إلى باب المطبخ )
ماى : إلى أين تذهب ؟
( يشير إدجار إلى ساعة الحائط )
إدجار : الحمام .
ماى : الآن ماذا يا إدجار ؟
( وقفة خفيفة ، يتوقف إدجار عند المدخل ، و يلتفت إلى ماى )
إدجار : لا أعرف ؟
ماى : إدجار ؟
إدجار : نعم ؟
ماى : ( تبتسم ) دجاج ( دقة ) دجاج . سيكون لدينا دجاج للعشاء يا إدجار .
( وقفة خفيفة )
إدجار : ( مبتسما ) ذلك يبدو جيداً حقاً يا ماى .
( يخرج إدجار . تجلس ماى فى صمت لعدة دقات . تنهض و تتجه نحو الحوض . ترفع المقلاة تفتح صنبور المياه و تمسك ببقية من سائل غسيل الأطباق . تتردد أمام الحوض ، تمسك بالمقلاة فى يد . و سائل غسيل الأطباق فى اليد الأخرى و تبدأ فى البكاء بينما تتلاشى الأضواء فى بطء )
( ستار )
المؤلف : Jeffrey Fischer-Smit / جيفري فيشر- سميث، كاتب مسرحى أمريكى معروف عاد كتابة المسرح مؤخرا بعد انقطاع لمدة ثلاثين عاما