جيفرى فيشر – سميث - حجوزات Reservations مسرحية قصيرة - ت: د. محمد عبدالحليم غنيم

الشخصيات :
ماى :
امرأة فى منتصف السبعينات ، زوجة إدجار لسنوات عديدة .
إدجار : رجل فى منتصف السبعينات ، زوج ماى لسنوات عديدة .

المكان : إدجار و ماى فى مطبخهما .

يفضل ديكور بسيط ، مطبخ صغير مع مائدة و مقعدان و موقد و حوض ، و يمكن وجود ثلاجة .

الوقت : " منتصف الصباح "
تسلط الأضواء على إدجار و ماى .

تقف ماى إلى حوض المطبخ و تغسل و تجفف أطباق الصباح . يجلس إدجار إلى مائدة المطبخ ، يقرأ الصحيفة .

إدجار : إفطار جيد ، يا مارى

( تلتفت ماى إليه )

ماى : شكراً لك يا إدجار

( وقفة حقيقة )

إدجار : اللعنة إفطار جيد .

( دقة )

ماى : السر فى المقلاة .

إدجار : كيف ذلك ؟

ماى : هذا سرى ، و ليس سرك .

إدجار : هذا صحيح ، سرك الخاص و ليس سرى .

( وقفة ، يعود إدجار إلى قراءة الصحيفة ، تأخذ ماى المقلاة و تنظر إليها بتمعن . برفق تضعها تحت صنبور حوض المطبخ ثم تجففها بحرص شديد بالمناشف الورقية ، ثم تنظر إلى إدجار )

ماى : لا ترغب أن تغسلها .

إدجار : ماذا ؟

ماى : المقلاة . أنت لا ترغب أن تغسلها ، بالصابون . أنت تخدشها .

إدجار : لم لا ؟

ماى : تفسد التوابل.

إدجار : ماذا ؟

ماى : التوابل ( دقة ) النكهة .

إدجار : ما النهكة ؟

ماى : الحفاظ على التوابل يحسن من طعم و نكهة الأطعمة التى تطبخ فيها .

إدجار : أين تعلمت ذلك ؟

ماى : فى كتاب الطبخ .

( وقفة خفيفة )

إدجار : ( مبتسماً إلى ماى ) أنت و كتاب طبيخك .

( تبتسم ماى إلى إدجار . وقفة )

ماى : ماذا تريد للعشاء ؟

إدجار : العشاء ؟

ماى : العشاء .

إدجار : لم أهضم فطورى يعد يا ماى .

ماى : أنا فى حاجة إلى إذابة شىء ما .

( وقفة خفيفة )

إدجار : ماذا عن الغذاء ؟

ماى : سندوتش نقانق الكبدة يا إدجار .

إدجار : صحيح . صحيح . بالطبع .

ماى : و عندى بولونيا ( سجق مدخن كبير )

إدجار : صحيح . صحيح .

ماى : ( برفق ) إدجار ، لقد حسمنا مسألة الغذاء من سنوات مضت .

إدجار :صحيح . صحيح . بالطبع .

( وقفة )

ماى : ماذا عن العشاء ؟

إدجار : أفكر

( وقفة خفيفة )

ما هى خياراتى ؟

ماى : دجاج ، لحم مفروم ، لحم خنزير .

إدجار : أكل ذلك ؟

ماى : كل ماذا ؟

إدجار : كل هذه الخيارات لى ؟

ماى : ( فى حيرة ) هذا هو كل ما لدينا يا إدجار ؟

( وقفة )

إدجار : ماذا لو أردت ، أقول ، لا أعرف ... سمك ؟

ماى : سمك ؟

إدجار : سمك.

( دقة )

ماى : لم يكن لدينا سمك أبدا .

إدجار : لكن ماذا لو أردت سمكاً ؟

ماى : أنت تكره السمك .

إدجار : أنا ؟

ماى : لو اسعفتنى الذاكرة حالاً يا إدجار أنت تكره السمك .

( دقة )

إدجار : لكن ماذا لو أردت سمكاً ؟

ماى : و لماذا يمكن أن تريد سمكاً ؟

إدجار : مجرد دعابة يا ماى .

( وقفة )

ماى : أعتقد أننى سأذهب إلى السوق .

إدجار : اليوم ؟

ماى : نعم . اليوم .

إدجار : أليس الخميس ؟

ماى : ( مبتسمة ) لا . اليوم .

( يبتسم إدجار إلى ماى ، يعود إلى قراءة الصحيفة . وقفة )

ماى : ( تكمل ) لابد أننى ... ؟

إدجار : ( متطلعاً من فوق الصحيفة ) ماذا ؟

ماى : أذهب إلى السوق ...

( ينظر إدجار إليها فى فضول )

ماى : ( تكمل ) من أجل السمك .

إدجار : أنا أكره السمك يا ماى .

ماى : بالتأكيد أنت تكره السمك .

( يعود إدجار إلى قراءة الصحيفة . وقفة )

ماى : ( تكمل ) دجاج ، لحم مفروم ، أو خنزير ؟

إدجار : ( ناظراً من فوق الصحيفة ) ماذا كان هناك فى ذلك الإفطار ؟

ماى : نفس الشىء كالمعتاد .

إدجار : كان هناك شىء ما مختلفاً .

ماى : ثلاث بيضات مقليات و شريحتانمن لحم الخنزير المقدد ، و شريحة خبز و عصير برتقال .

إدجار : ما الذى كان لديك أنت ؟

ماى : إفطارى يا إدجار

( وقفة )

بيض مخفوق .

إدجار : صحيح صحيح ( وقفة خفيفة ) كان شيئاً مختلفاً .

ماى : ( عملياً ) لا شىء هناك مختلف يا إدجار . الدجاج و اللحم المفروم و لحم الحنزير .

( وقفة )

إدجار : ماذا لو خرجنا ؟

ماى : فى الخارج ؟

إدجار : فى الخارج .

( وقفة خفيفة )

ماى : خارج المكان ؟

إدجار : للعشاء .

( دقة )

ماى : لماذا تحب أن تفعل ذلك ؟

إدجار : شىء مختلف .

( تتجه ماى نحو المائدة ، تجلس . دقة )

ماى : أيمكن أن نذهب يا إدجار ؟

إدجار : ( يضع الصحيفة ، مع التأكيد ) أى مكان نريد ؟

( دقة )

ماى : لا أعرف .

إدجار : ( يمسك يدها ) هيا يا ماى .

ماى : إلى أين ؟

( وقفة . يفكر إدجار )

إدجار : ( مبتسماً ) توسكانو .

( دقة )

ماى : مطعم توسكانو .

إدجار : هل تتذكرى توسكانو ؟

ماى : بالطبع أتذكر توسكانو .

إدجار : اقترح عليك مطعم توسكانو .

ماى : بالطبع اقترحت .

إدجار : و أنت قبلت .

ماى : بالطبع قبلت .

إدجار : إذن ، هيا نذهب إلى توسكانو .

ماى : هل أنت متأكد يا إدجار ؟

إدجار : هيا يا ماى .

( وقفة خفيفة )

ماى : حسناً ، حسناً ، هيا نذهب إلى تسكانوا .

( وقفة ، بينما ينظر كل منا إلى الآخر )

إدجار : دعينا نأخذ حذرنا .

ماى : حسناً . حسناً

( دقة )

ماذا ؟ كم الساعة ؟

( وقفة . يفكر إدجار )

إدجار : نحن نتناول العشاء فى الخامسة .

ماى : الخامسة ، إذن .

( وقفة خفيفة )

إدجار : ( وجدتها ) لا . اجعلى ذلك فى الخامسة و النصف .

ماى : إدجار !

إدجار : ( بثقة ) الخامسة و النصف يا ماى .

( دقة )

ماى : حسناً إدجار . الخامسة و النصف .

( ينظر كل منهما إلى الآخر )

إدجار : هل ستقومين بالاتصال ؟

ماى : حسناً، سأفعل .

( تنهض ماى و تتجه نحو تليفون جدار المطبخ )

إدجار : هل حصلت على الرقم ؟

( تقلب ماى عبر صفحا دليل تليفونات قديم و الذى سيكون معلقاً على مسمار بالحائط بجوار التليفون )

ماى : فى كتابى .

إدجار : هل وجدت الرقم فى كتابك ؟

ماى : بالطبع .

( دقة )

إدجار : كل هذا الوقت ؟

ماى : ( محددة رقم الهاتف ) ها هو .

إدجار : ( فى صوت منخفض و كأنه لنفسه ) كل هذا الوقت .

( تضرب ماى رقم التليفون )

ماى : مرحباً . أحب أن أحجز الليلة لفردين فى الخامسة و النصف ... ماذا ؟ ... هل هذا مطعم توسكانو ؟ مطعم توسكانو ... هل لديك الرقم الجديد ، إذن ؟ ... ماذا ؟ متى ؟ أوه يا ... حسناً، إذن ... أنت لطيف ...

( تضع السماعة فوق الكتاب )

إدجار : ماذا ؟ .. حسناً ؟

( وقفة ، بينما تتجه ماى إلى المائدة و تجلس )

ماى : ذلك كان ... ذلك كان ...

إدجار : ( يمسك يدها ) هيا ، ماى .

ماى : توسكانو مغلق يا إدجار

( دقة )

منذ أكثر من عشرين عاماً مضت .

إدجار : من كان ذلك إذن ؟

ماى : سيدة شرقية .

إدجار : لا أعتقد أننا نحب الطعام الصينى يا ماى .

ماى : لا

( دقة )

لم يكن مطعماً على الإطلاق ، يا إدجار

( دقة )

كانت مجرد سيدة شرقية

( دقة )

لديها هذا الرقم من سنوات عديدة .

إدجار : أوه ( دقة ) حسناً ، إذن .

ماى : حسناً ، إذن .

إدجار : نعم

( وقفة خفيفة )

ماى : الآن ماذا ؟

إدجار : حسناً ( دقة ) سيكون علينا أن نتناول العشاء هنا .

( وقفة )

ماى : إدجار !

إدجار : ماذا ؟

ماى : لماذا مطعم توسكانو ؟

( دقة )

إدجار : بدون سبب .

ماى : لماذا الإفطار ؟

إدجار : ماى ؟

ماى : لماذا سمك ؟

إدجار : بدون سبب .

ماى : إدجار.

( وقفة خفيفة )

إدجار : كان لابد أن أكون عند الطبيب

( دقة )

أنا مريض يا ماى .

ماى : ماذا ؟

إدجار : مريض .

ماى : لقد مرضت من قبل .

إدجار : ليس هكذا .

( وقفة )

ماى : أوه ، إدجار .

إدجار : آسف يا ماى .

( وقفة خفيفة )

ماى : ردى ؟

( دقة )

إدجار : ردى ؟

( وقفة خفيفة )

ماى : متى كنت تنوى أن تخبرنى ؟

إدجار : أمس . ليلة أمس . هذا الصباح . الليلة فى مطعم توسكانو ( دقة ) ربما لن يكون أبداً

( وقفة . إدجار و ماى فى صمت ينظر كل منهما إلى الآخر . يكسر إدجار الصمت بالنظر إلى ساعة الحائط . يقف و يتوجه إلى باب المطبخ )

ماى : إلى أين تذهب ؟

( يشير إدجار إلى ساعة الحائط )

إدجار : الحمام .

ماى : الآن ماذا يا إدجار ؟

( وقفة خفيفة ، يتوقف إدجار عند المدخل ، و يلتفت إلى ماى )

إدجار : لا أعرف ؟

ماى : إدجار ؟

إدجار : نعم ؟

ماى : ( تبتسم ) دجاج ( دقة ) دجاج . سيكون لدينا دجاج للعشاء يا إدجار .

( وقفة خفيفة )

إدجار : ( مبتسما ) ذلك يبدو جيداً حقاً يا ماى .

( يخرج إدجار . تجلس ماى فى صمت لعدة دقات . تنهض و تتجه نحو الحوض . ترفع المقلاة تفتح صنبور المياه و تمسك ببقية من سائل غسيل الأطباق . تتردد أمام الحوض ، تمسك بالمقلاة فى يد . و سائل غسيل الأطباق فى اليد الأخرى و تبدأ فى البكاء بينما تتلاشى الأضواء فى بطء )

( ستار )

المؤلف : Jeffrey Fischer-Smit / جيفري فيشر- سميث، كاتب مسرحى أمريكى معروف عاد كتابة المسرح مؤخرا بعد انقطاع لمدة ثلاثين عاما
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...