صلاح صالح - الحب

ان تسمع امراه لساعات وهي تفرد امامك كوابيسها التي نأخذها من السرير الى الارتعاش خوفا
وان تحكي لك عن أنبياء تقص رؤوسهم وتدفنهم تحت سريرها الخشبي
وان تحكي لك اياما عن طلاء أظافر أصابعها وقدميها
عن شامة فوق حلمتها في نهدها الأيمن
ان تسرد عليك قصص خساراتها
عن الحيتان الجانحة على شطان قلبها
عن الفراشات الميته في سرتها
عن الأسماك التي تسبح بحفرة صدرها
عن الوردة التي رسمتها تاتو فوق ظهرها
عن الام دورتها الملكية وكيف يكبر نهداها كقمر ليلة البدر
عن ظلال رجال أحبت فيهم الحب وأحبوا فيها شعرها الطويل وجسدها الطويل وقلبها الطويل
عن فساتين عيد لبستها من اجل عيون الفقر
عن نيرانها التي تأكلها قطعة قطعة وقصيدة قصيدة
عن رائحة عفن وقرف تهب على أصابعها
عن وحش صغير باسنان معدنية اسمه الملل ياكل حيطان بيتها
عن اطفال تصلي لصبرهم كل صباح
عن اصدقاء ليسوا لهم عندها شيئا
عن ظل رجل احبها
عن ايائل شهوات قطعت رؤوسها ودفنتهم تحت ركبتها
عن خلخال يضايق قدمها إلاء الرقص
وأحيانا تجرح ساق زوجها آلاء الليل
عن خوفها من السكتة الكلامية التي اصابتها بعد ظهيرة مطار وكان المطر غزيرا كنوارس تلاحق جرافة صيد سردين ازرق .والبحر يقف على الموج مثلما يقف القراصنة قبل الإغارة على قوارب المسافرين
عن غجر يجرون خيولهم وعرباتهم في وحل ذكرياتها المبتله بالعقاقير والسكن الجامعي الجاثم فوق الثلج في موسكو الشقية اكثر من احذية الشتاء العمالية
عن قوس قزح معلق في خاصرتها
عن شمس تشرق من ركبتها الكثيرة الورد
عن سوتيانتها السوداء التي اشترتها على عجل من مطار إستنبول ولم تتمكن من حشر نهديها فيها في تواليت الطائرة التي كانت مسرعة جدا
عن أساطير خواتمها التي اشترتها من عجوز هندية على ضفة نهر الأمازون قصت عليها تاريخ احجار النهر والثعالب ذات العيون الرمادية التي أكلت شعبها الذي كان يحرث السماء ويقطف الحكايا من الارض
الحب هو الحب
كما الله هو الله
ليس اقل بل اكبر
واكثر كثيرا
من اي كبير ،
وكثير .
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...