أَعَلِمتَ بَعدَك زَفرَتي وَأَنيني = وَصَبابَتي يَوم النَوى وَشُجوني
أَودَعتَ إِذ وَدّعتَ وَجداً في الحَشا = ما إِن تَزال سِهامه تُصميني
وَرَقيبُ شَوقك حاضِرٌ مُتَرقّب = إِن رُمتُ صَبراً بِالأَسى يُغريني
مِن بَعد بُعدك ما ركَنتُ لِراحةٍ = يَوماً وَلا غاضَت عَلَيك شُؤوني
قَد كُنتُ أَبكي الدَمعَ أَبيضَ ناصِعاً = فَاليَوم تَبكي بِالدِماء جُفوني
قُل لِلَّذينَ قَد اِدّعوا فَرطَ الهَوى = إِن شئتُمُ عِلمَ الهَوى فَسَلوني
إِنّي أَخَذتُ كَثيره عَن عُروَة = وَرَوَيتُ سائِرَه عَن المُجنونِ
هَذي روايتُنا عَن اِشياخ الهَوى = فَإِن اِدَّعَيتُم غَيرَها فَأَروني
يا ساكِني أَكنافَ رملةِ عالِجٍ = ظَفرت بِظبيكم الغَريرِ يَميني
في رَوضةٍ نمّ النَسيمُ بِعَرفها = وَكَذاك عرف الرَوض غَيرُ مَصونِ
وَالوُرقُ مِن فَوق الغُصون تَرنَّمَت = فَتُريك بِالأَلحان أَيّ فُنونِ
تُصغي الغُصونُ لِما تَقول فَتَنثَني = طَرَباً لَها فَاِعجَب لِمَيل غُصونِ
وَالأَرضُ قَد لَبِسَت غَلائل سُندُسٍ = قَد كُلّلَت بِاللؤلؤ المَكنونِ
تاهت عَلى زُهر السَماء بِزَهرها = وَعَلى البُدور بِوجهها المَيمونِ
* عزوز الملزوزي
? - 697 هـ / ? - 1297 م
أبو فارس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد.
يعرف بعزوز الملزوزي نسبة إلى ملزوزة إحدى قبائل زناتة. وهو من أهل مكناس