نقوس المهدي
كاتب
ــ "هالو، نعم؟"قال سيدوروف، و نهش قطعةً من ساندويجةٍ بيده.
قرقعت السماعة، و فرقعت، و صرَّت، ثم قال صوت أجش :
ــ "هالو، هل هذه الأرض؟"
قال سيدوروف :
ــ "حَسَنٌ، هكذا الأمر، شقَّة سيدوروف."
صاح الصوت الأجش :
ــ "أوه، هوراه! الأرض! لقد حقَّقتُ الاتصال. أُقسِم بالكراب نيبولا! أخيراً! فليعش العقل!!!"
فال سيدوروف من دون حماس، و هو يعض قطعةً أخرى من ساندويجته :
ــ "ليعِش، أهذا أنت، بلاشيفِتش ؟"
استمر الصوت قائلاً من السماعة بابتهاج :
ــ "أوه، تحقَّق ذلك! من الآن فصاعداً فإن كوكب بيتا الأكوارية و الأرض أختان! الآن سوف نصعد إلى ذرى استكشاف الكون معاً! الآن مُلِئت هوَّة أخرى بين بِيتا الأكوارية و عالم مجاور! هوراه!"
قال سيدوروف، و هو يُنهي ساندويجته :
ــ "حسَنٌ. مُلِئت. استمر، بلاشيفِتش. أين أنت؟"
قال الصوت باهتياج :
ــ "لكنّي أوضحتُ للنو. في الاتصالات. على بيتا الأكوارية! لقد تغلَّبنا على كل ما كان ينبغي التغلب عليه و دخلنا في اتصال معكم! هوراه! لكنّنا لا يمكننا الآن أن نحلِّق على طول. لم نحصل على المركبة بعدُ. غير أننا مسرورون لكون... عموماً، لقد حدث ذلك، و الآن سنصعد معاً..."
قاطعه سيدوروف قائلاً :
ــ"إسمعْ، بلاشيفِتش، إمسك جيداً للحظة، سأعود إليك."
و مضى إلى المطبخ، و أخذ له قطعة خبو، و مسحها بالزبدة، ثم وضع عليها المربى، و عاد إلى الهاتف. و قال برحابة صدر :
ــ"هكذا إذاً، إلى أين سنصعد؟"
رد الصوت الأجش :
ــ"قلتُ للتو، إلى ذرى... العقل و..."
قال سيدوروف متسائلاً بارتياب و هو يمضغ :
ــ"إسمع، إنك لا تهاتف من بابادوسين، بالمصادفة؟ هل هذا هو السبب في عدم قدرتك على المجيء؟"
كانت السماعة صامتة. ثم دمدم صوت مرتعش :
ــ"عفواً، هل هذه الأرض.؟"
انفجر سيدوروف قائلاً و قد أنهى آخر ساندويجته :
ــ"أجل، هي الأرض! لقد أخبرتُكَ بأن لا تذهب إلى تلك البابادوسين! لا أدري كيف أنك ما تزال تتذكر رقم هاتفي! على كل حال، هل ستجيء؟"
قال الصوت في تخاذل :
ــ"لا يمكننا التحليق على طول، إنها 15 سنة ضوئية... ليس بمقدورنا حمل ما يكفي من الوقود. فقرَّرنا أنه في الوقت الحاضر سيكون الهاتف وافياً بالغرض. هوراه!"
قال سيدوروف بخبث :
ــ"في هذه الحالة سأصب لك شيئاً من الشراب الآن، و يمكنك أن تحتسيه على الهاتف، أيها الأكواري!"
و أسقط السماعة في مكانها، و مضى إلى المطبخ، و زبَّد له قطعةً من الخبز، ثم وضع عليها المربى و عضَّها باستياء.
و سمع الضابط الخفر، في مركز اتصال المجرات الخارجية على كوكب بيتا الأكوارية، النغمات المتقطعة القصيرة من السماعة فصاح بصوتٍ أجش :
ــ"الاتصال بالأرض فُقِد! و كذلك السنوات الكثيرة من العمل، و الكثير من الجهد، كلّ الآمال! كلُّ شيء ضاع..."
و انفجر باكياً.
أكل سيدوروف ساندويجته و راح يفكر قائلاً ما الذي يجعلني أُزعج نفسي ببلاشيفِتش هذا؟ فحتى مزاحاته سخبفة.
عن / Sputnic
* جريدة تاتوو
قرقعت السماعة، و فرقعت، و صرَّت، ثم قال صوت أجش :
ــ "هالو، هل هذه الأرض؟"
قال سيدوروف :
ــ "حَسَنٌ، هكذا الأمر، شقَّة سيدوروف."
صاح الصوت الأجش :
ــ "أوه، هوراه! الأرض! لقد حقَّقتُ الاتصال. أُقسِم بالكراب نيبولا! أخيراً! فليعش العقل!!!"
فال سيدوروف من دون حماس، و هو يعض قطعةً أخرى من ساندويجته :
ــ "ليعِش، أهذا أنت، بلاشيفِتش ؟"
استمر الصوت قائلاً من السماعة بابتهاج :
ــ "أوه، تحقَّق ذلك! من الآن فصاعداً فإن كوكب بيتا الأكوارية و الأرض أختان! الآن سوف نصعد إلى ذرى استكشاف الكون معاً! الآن مُلِئت هوَّة أخرى بين بِيتا الأكوارية و عالم مجاور! هوراه!"
قال سيدوروف، و هو يُنهي ساندويجته :
ــ "حسَنٌ. مُلِئت. استمر، بلاشيفِتش. أين أنت؟"
قال الصوت باهتياج :
ــ "لكنّي أوضحتُ للنو. في الاتصالات. على بيتا الأكوارية! لقد تغلَّبنا على كل ما كان ينبغي التغلب عليه و دخلنا في اتصال معكم! هوراه! لكنّنا لا يمكننا الآن أن نحلِّق على طول. لم نحصل على المركبة بعدُ. غير أننا مسرورون لكون... عموماً، لقد حدث ذلك، و الآن سنصعد معاً..."
قاطعه سيدوروف قائلاً :
ــ"إسمعْ، بلاشيفِتش، إمسك جيداً للحظة، سأعود إليك."
و مضى إلى المطبخ، و أخذ له قطعة خبو، و مسحها بالزبدة، ثم وضع عليها المربى، و عاد إلى الهاتف. و قال برحابة صدر :
ــ"هكذا إذاً، إلى أين سنصعد؟"
رد الصوت الأجش :
ــ"قلتُ للتو، إلى ذرى... العقل و..."
قال سيدوروف متسائلاً بارتياب و هو يمضغ :
ــ"إسمع، إنك لا تهاتف من بابادوسين، بالمصادفة؟ هل هذا هو السبب في عدم قدرتك على المجيء؟"
كانت السماعة صامتة. ثم دمدم صوت مرتعش :
ــ"عفواً، هل هذه الأرض.؟"
انفجر سيدوروف قائلاً و قد أنهى آخر ساندويجته :
ــ"أجل، هي الأرض! لقد أخبرتُكَ بأن لا تذهب إلى تلك البابادوسين! لا أدري كيف أنك ما تزال تتذكر رقم هاتفي! على كل حال، هل ستجيء؟"
قال الصوت في تخاذل :
ــ"لا يمكننا التحليق على طول، إنها 15 سنة ضوئية... ليس بمقدورنا حمل ما يكفي من الوقود. فقرَّرنا أنه في الوقت الحاضر سيكون الهاتف وافياً بالغرض. هوراه!"
قال سيدوروف بخبث :
ــ"في هذه الحالة سأصب لك شيئاً من الشراب الآن، و يمكنك أن تحتسيه على الهاتف، أيها الأكواري!"
و أسقط السماعة في مكانها، و مضى إلى المطبخ، و زبَّد له قطعةً من الخبز، ثم وضع عليها المربى و عضَّها باستياء.
و سمع الضابط الخفر، في مركز اتصال المجرات الخارجية على كوكب بيتا الأكوارية، النغمات المتقطعة القصيرة من السماعة فصاح بصوتٍ أجش :
ــ"الاتصال بالأرض فُقِد! و كذلك السنوات الكثيرة من العمل، و الكثير من الجهد، كلّ الآمال! كلُّ شيء ضاع..."
و انفجر باكياً.
أكل سيدوروف ساندويجته و راح يفكر قائلاً ما الذي يجعلني أُزعج نفسي ببلاشيفِتش هذا؟ فحتى مزاحاته سخبفة.
عن / Sputnic
* جريدة تاتوو