خلق الله تعالي الجن قبل الإنس.. وسكن الجن في الأرض فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء والجن والإنس يقال لهم ناس " قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس " سورة الناس.. وما خلق الله الجن و الإنس إلا ليعبدوه.. وحين خلق الله آدم وأمر إبليس بالسجود له فاستكبر وأبي واحتال علي آدم وحواء فأخرجهما من الجنة.. بدأت معركة النار و الطين.. ويري الجن الإنس من حيث لا يرونهم.. ومن رحمة الله أن جعل لبني آدم حفظة وإلا لتخطفتهم الشياطين في وضح النهار.. وما دمت بدأت السياحة في ربوع ألف ليلة وليلة فلابد أن تلتقي بالجن والعفاريت والمردة وتتعرف علي صورهم المخيفة.. وبعض الجن له القدرة علي التشكل في أي صورة شاء بكلمات علمها الله لهم كما قال الإمام " ابن القيم ".. وأول جني من المردة نلتقي به في حكاية الملك شهريار وأخيه شاه زمان.. فهو قد اختطف فتاة في ليلة عرسها وضعها في صندوق من داخل صندوق ومع ذلك كانت تستغفله وتجامع أي أنسي تقابله وتأخذ خاتمه كتذكار للقاء المتعة الذي جري علي غفلة قرن ذلك العفريت. بعد ذلك نلتقي بالمارد الذي قتل التاجر ابنه بنواة تمرة ألقاها كيفما اتفق.. لكن هذا الجني المارد عاشق للحكايات العجيبة الغريبة فيصفح عن التاجر بعد أن حكي له ثلاثة شيوخ أرادوا مساعدة التاجر المسكين في محنته ثلاث حكايات عجيبة. ثم الجنية العاشقة في حكاية الإخوة الثلاثة التي عشقت واحداً من الإخوة فطلبت منه أن يتزوجها ويأخذه معه إلي بلاده وكانت في صورة امرأة فلم يحسبها الرجل جنية عفريتة ولأن الجن يرون الإنس من حيث لا يرونهم فهم يعشقون جمال صورتهم وجميل فعالهم. ثم نقابل المارد المحبوس في القمقم و صورته مخيفة : فهو " عفريت رأسه في السحاب ورجلاه في التراب برأس كالقبة وأيدي كالمداري ورجلان كالصواري وفم كالمغارة وأسنان كالحجارة ومناخير كالإبريق وعينان كالسراجين أشعث أغبر " وكلما تجولنا في دروب ألف ليلة وليلة سنلتقي بأشكال من الجن والعفاريت ينتصر عليها الإنسان بسعة حيلته وعقله ولذا يقول المثل الشعبي : " ما عفريت إلا ابن آدم "
الجن و العفاريت في ألف ليلة و ليلة