روبرت أروين - ألف ليلة وليلة رفيقة العصور

كتاب «ألف ليلة وليلة رفيقة العصور»، القدر يمثل الشخصية الأقوى بروزاً في التفاصيل، تأليف: روبرت اروين

اصبح كتاب ألف ليلة وليلة مرادفاً للخرافة والاثارة. فكل طفل يعرف جيداً حكايات علاء الدين والسندباد البحار وعلي بابا، الا ان قليلاً من الناس حتى المتخصصين، في الادب الشرقي لديهم فكرة واضحة عن العصر الذي تم فيه تأليف هذا الكتاب وفحواه.

وبعيداً عن كونها عبارة عن مجموعة قصص للاطفال فإن الف ليلة وليلة تضم المئات من القصص في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والخيالية والكوميدية وغيرها. انها قصص داخل قصص داخل قصص. وعلى الرغم من تأثيرها الجارف في الشرق الاوسط والجدل الذي احدثته، الا انها كان لها تأثير كبير ايضاً على الثقافة الاميركية والاوروبية فهذه المجموعة القصصية يجب ان تعتبر كأحد الاعمال الادبية المهمة في الادب الغربي ايضاً.

حتى انه يمكن القول انه لا يمكن فهم اعمال فولتير وتشارلز ديكنز وبروست وغيرهم، او حتى جذور الخيال العلمي بدون التعرف شيئاً ما على الف ليلة وليلة.

ان رواية الف ليلة وليلة تضع قدمي القارئ على طريق الكتابة القصصية وفك رموزها وطلاسمها. فهي تتعقب تطور القصص والحكايات من عصر ما قبل تاريخ الهند والفراعنة في مصر حتى العصر الحديث.

ومما لا يعرفه الكثيرون ان الف ليلة وليلة اكتشفت تاريخ الترجمة كما انها تعد مرشداً للتاريخ الاجتماعي والثقافة المضادة في العصور الوسطى للشرق الادنى وعالم الروائيين.

كتاب بلا مؤلفين هل يمكن ان تضيف الكتابات النقدية للنص شيئاً جديداً الى المتعة التي كنا نشعر بها عند قراءة «قصة التفاحات الثلاث» او «حكاية الحلاق»؟ يبدو ان ذلك محل شك كبير.

ورغم ذلك فإن الحجج حول الطبيعة الادبية او الشفهية لليالي الف ليلة وليلة ومصادر تراثها وطبيعتها الشرقية وحرفيتها الادبية الروائية ومضمونها الاجتماعي والسياسي تكون كل هذه الحجج بلا معنى مالم يكن الانسان مسلحاً بفكرة عن مضمون النسخ الاولية لألف ليلة وليلة وكيف ان هذا العدد الكبير من القصص والروايات المختلفة جاءت في كتاب واحد.

لم تكن ألف ليلة وليلة معروفة في اوروبا الغربية حتى بدأ جالاند في نشر ترجمته لها عام 1704.

في البداية كانت هذه القصص تقرأ بهدف التسلية وتدرس باعتبارها مصدراً للكتابة الساخرة فقط ومزيجاً للحكايات الخليجية الشرقية.

وقد بدأ التحقيق في تلك الموضوعات كمصدر او مصادر للقصص وتاريخ جمعها وشخصية مؤلفها المحتمل في العقود الاولى للقرن التاسع عشر.

اي ان الدراسة الجادة لألف ليلة وليلة تزامنت مع الاستشراق (معرفة ودراسة اللغات والآداب الشرقية).

كان احتلال نابليون بونابارت لمصر عامي 1798 ـ 1799، وحاجة شركة الهند الشرقية الى لغويين جيدين والاهتمام المتزايد الى علماء اللاهوت باللغات السامية المتعلقة بالعبرية.. كل ذلك ساهم في زيادة الاهتمام بلغات العرب وآدابهم.

كان الاهتمام الاوروبي بهذا العمل الادبي هو الذي ادى الى انتاج اول نص مطبوع لرواية الف ليلة وليلة. وتم طبعها في جزءين في الهند خلال الفترة بين 1814 و 1818 تحت رعاية جامعة فورت ويليام التابعة لشركة الهند الشرقية وكان النص الذي غطى مئتي ليلة الاولى يعرف اليوم باسم «كلكتا 1».

ولم يوضح الشيخ الشيرواني المدرس بالكلية والذي قام بتجميع قصص كتاب «كلكتا 1» مصدر تلك القصص التي جمعها ولم يكن يحاول انتاج كتاب او نص تعليمي بقدر ما كان يحاول اصدار عمل ادبي مسل يقرؤه الانجليز وغيرهم ممن يتعلمون اللغة العربية.

في عام 1835 تم طبع نسخة منقحة من الف ليلة وليلة في جزءين في مطبعة بولاق في مصر. وعلى الرغم من ان هذه المطبعة العربية كان قد انشأها حديثا نابليون بونابارت خلال حملته عام 1798 الا ان هذه المطبعة اقيمت بتوجيهات محمد علي عام 1821 في حي بولاق وكانت اول مطبعة تقام في مصر بل وفي العالم العربي.

وقد قام الشيخ عبدالرحمن الصفطي الشرقاوي بكتابة حكايات الف ليلة وليلة وصياغتها لكنه لم يشر الى مصدر المخطوطات الاصلية. لكن يذكر لمطبعة بولاق الا صاحبة الطبعة الاولى والطبعات التالية لرواية الف ليلة وليلة وتتميز طبعة بولاق بأنها لا تعطي انطباعاً بأنها مجموعة حكايات وبدا وكأنها تعتمد على مخطوط مصري في شئون الثامن عشر الذي فقد بعد ذلك.

تضم الف ليلة وليلة الكثير من القصص والحكايات حول الامراء وابناء كبار التجار الاثرياء اكثر مما تضمه اية رواية اخرى وهو الامر الذي جعل البعض ليستخدم الف ليلة وليلة كمصدر لمعرفة حياة الاثرياء اكثر من كونها مصدراً لحياة الفقراء.

وعندما يقوم قاص او روائي عربي بوصف عالم القصور والبذخ في الانفاق على لياليه الملاح فإنه يهتم اولاً بوصف الحفلات التي تقام خلف الاسوار العالية وان امكن يحاول التطرق الى مجتمع الحريم قدر المستطاع.

والف ليلة وليلة هي عبارة عن قصص حضرية كتبت من اجل غالبية الناس في المدن وحول الناس في المدن.

كانت بغداد ايام الخليفة العباسي هارون الرشيد (786 ـ 809) مسرحاً لقصة «الحمال والسيدات الثلاث» وقصة «التفاحات الثلاثة».

وعلى الرغم من ان السندباد البحار لم يتم اضافتها الى الف ليلة وليلة الا في اوائل الفترة الحديثة الا انه تم جمعها خلال الفترة العباسية عندما كانت البصرة هي ميناء بغداد على الخليج.

وكثير من قصص الحب الكبيرة في الف ليلة وليلة مثل قصة «انيس الجليس» و«نور الدين علي بن خاقان» تؤكد انه تم جمعها في بغداد خلال العصر العباسي وهناك قصص اخرى تؤكد انها جمعت في بغداد خلال الفترة ما بين القرنين التاسع والحادي عشر.

في اواخر القرن الثاني عشر كانت بغداد تعيش في عصر التدهور الكامل. واوضح الرحالة الاندلسي المسلم ابن جبير الذي زار بغداد عام 1184: «بالمقارنة مع دولتها السابقة قبل ان يضرب سوء الحظ ضربته فيها وتتحول اليها عيون المصائب والمحن بدت بغداد وكأنها اطلال او بقايا لتماثيل الاشباح.. لا يوجد جمال يجذب الانظار».

ومع اخر خليفة عباسي حكم بغداد في ايدي المغول عندما احتلوا المدينة عام 1258 وتم اعدامه عندما لفوه داخل بطانية وجعلوا خيولهم تدوس عليه بسنابكها.

ومنذ اواخر القرن الثالث عشر كانت القاهرة ـ التي كان يحكمها وقتئذ سلاطين المماليك ـ العاصمة الدينية والفكرية للاسلام.

ومن الواضح ان كثيرين من الذين ساهموا في تأليف الف ليلة وليلة عرفوا القاهرة واحبوها واظهروا معرفتهم بالتفصيل لطبوغرافيا هذه المدينة.

ومع بداية القرن الرابع عشر كان تعداد القاهرة حوالي ربع مليون نسمة وكانت تنقسم الى عدة احياء سكنية وتجارية.

وفي اقصى جنوب القاهرة توجد القلعة الشهيرة باسوارها. ولم تكن مجرد قصر للسلطان لكنها كانت ايضاً ثكنة عسكرية لجنود المماليك وتحت القلعة يوجد سوق كبير للسلاح والى الشمال يصل الى باب زويلة الذي يعد احد البوابات الى قلب القاهرة.

وكان باب زويلة هو الطرف الجنوبي لبين القصرين وفي الازمان الغابرة كان هذا الطريق السريع الكبير يجري بين قصور الخلفاء الفاطميين.

وكان بين القصرين هو اضخم شارع تجاري في القاهرة وكانت يتفرع منه شوارع عبارة عن اسواق متخصصة من بينها سوق بائعي السكاكين وسوق الكتب وسوق الشموع وسوق الاعمال الخشبية.

التوابون والفتوات قبل الاسلام كان الهجوم على قوافل الجمال لا يعد سرقة بل كان يتم الاحتفال بنجاح الغارة والهجوم على القوافل في حفلات شعر. باختصار فإن السرقة لم تكن تعد جريمة.

وعندما جاء الاسلام تم تطبيق الشريعة التي وضعت عقوبات مشددة للسرقة تصل الى حد قطع احدى اليدين او كلتيهما.

وفي حكايات الف ليلة وليلة هناك حكايات بغدادية عن السرقة وكلها تدور حول القاهرة، الا ان بغداد في ظل الحكم العباسي كانت لها جرائم شبه اسطورية.

وهناك الكثير من الحكايات حول السارق الاسطورة «العقاب» في القرن التاسع ومن بين الحكايات التي تروى عن جرائمه انه دخل في رهان مع احد الاطباء على سرقة منزله خلال فترة زمنية محددة، وعلى الرغم من ان المنزل كان يتمتع بحراسة مشددة الا ان العقاب استطاع ان يخدر الحراس واستخدم التنويم المغناطيسي في التسلل الى المنزل واستطاع تنفيذ وعده وكسب الرهان.

وكان شائعاً في بغداد في العصور الوسطى ان اللصوص المتقاعدين «التائبين» ينضمون الى قوات الشرطة اسم «التوابون» وطبقاً لما ذكره المؤرخ المسعودي في القرن العاشر فإن هؤلاء التوابين هم من قدامى اللصوص الذين يعتزلون المهنة بعد ان يكونوا قد غنموا ثروة كبيرة من السرقة جمعوها خلال سنوات.

وكانوا يلعبون دوراً كبيراً في عملهم الجديد بالشرطة حيث عندما يتم الابلاغ عن حادث سرقة كانوا يعرفون من السارق على الفور واحياناً كانوا يشاركون اللصوص ثمار ما سرقوه.

وفي العصور الوسطى كانت الانشطة الاجرامية يتحكم فيها «الفتوة». وتاريخ الفتوة مظلم للغاية. ففي القرن العاشر او الحادي عشر في العراق كان يتم تشكيل الفتوات من الشبان غير المتزوجين. اما لانهم عاطلون عن العمل او في انتظار العمل او ليس لديهم ما يكفي من المال للزواج وبالتالي فهم مضطرون للعمل في اي مجال لجمع نفقات الزواج.

وكان الفتوة يتم الاعتراف به رسمياً في محافل الفتوات بأن يشرب كوباً من الماء المالح ويقوم بتفصيل بنطلون من بنطلونات الفتوات.

وقد انتشرت شخصية الفتوة في جميع انحاء الشرق الاوسط وكان كثيرون منهم يقومون بأعمال محترمة ومثالية واخلاقية.

فالفتوة رغم كل الاعمال المنافية للاخلاق والآداب الا انه احياناً ما يقوم بأعمال تتسم بالشهامة والاخلاق بأن ينفق جزءاً مما جمعه من مال في مساعدة الفقراء والمحتاجين والغرباء.

وكانت معظم البيوت في القاهرة في العصور الوسطى تحرسها الفتوات لحمايتها من عصابات السرقة.

وقد انتشر الفتوة في جميع احياء القاهرة وخاصة في حي الحسينية الذي اشتهر بانتشار الفتوات فيه وكان الفتوات يعقدون الاجتماعات في اماكن خاصة بهم. وكانوا يوزعون انفسهم على القرى والشوارع والميادين.

وكان الفتوة يحمل سكيناً وكان هناك ما يشبه ميثاق الشرف بأن يساعد الفتوات كل منهم الآخر. وكانوا اذا القي القبض على واحد فيهم يتظاهرون خارج السجن للمطالبة باطلاق سراحه.

تاريخ للشارع وقد وردت العقاقير والمخدرات في حكايات الف ليلة وليلة والروايات الاخرى بمعنيين.

المعنى الاول: البنج والثاني هو الافيون (الحشيش) ففي حكاية «علي شر وزمرد» كان نزار الدين يخلط البنج بالحشيش لزمرد لكي يتغلب عليها ويسرقها وفي حكاية دليلة واختها زينب كانتا تستخدمان الحشيش للتغلب على احمد الدنف ورفاقه وسرقة ملابسهم. وفي حكاية «الملك السعيد» كان الامير تضربه زوجته كل ليلة بعد ان تدس له الحشيش في الطعام. وكان اللصوص يستخدمون الحشيش او الافيون او اي انواع اخرى من المخدرات من اجل التغلب على ضحاياهم.

عالم العجائب انتشر السحر والساحرون في العصور الوسطى الذين كانوا يستخدمون بعض العبارات والالفاظ لتحقيق اغراضهم وكلنا يعرف ان علي بابا استطاع ان يهرب من المغارة لأنه تذكر عبارة «افتح يا سمسم» السحرية لكن اخاه عندما حاول ان يقلده دخل المغارة وساوره الطمع فجمع كل ما استطاع من مجوهرات ولكن عندما هم بالخروج من المغارة نسي العبارة السحرية «افتح يا سمسم» وفشل في الخروج الى ان جاءت عصابة علي بابا والاربعين حرامي واكتشفت أمره.

علم الفراسة الفراسة هو علم ومهارة قراءة ما يدور في اذهان الاخرين من خلال وجوههم. وكان الذين يمارسون علم الفراسة يعتمدون اعتماداً كبيراً على الحاسة السادسة.

وجاءت كلمة فراسة من نفس مصدر كلمة «فرس» اي الحصان. وربما يكون علم الفراسة قد نشأ اول ما نشأ عن طريق البدو في تقييم الخيول والتفاهم معها دون ان تكون هناك لغة مشتركة بينهم.

وفي فترات لاحقة انتشرت في مصر علوم التنجيم وقراءة الكف والفنجان وغيرها من الممارسات التي تعتمد اساساً على الفراسة.

وكانت هذه العلوم تهتم بكشف بعض الاسرار المستقبلة للشخص كذلك انتشر تفسير الاحلام.

وفي الف ليلة هناك حكاية «غريب وافية عجيب» فقد حلم غريب انه ورفيقه سقطا في وادٍ سحيق ووجدا مخلوقين ضخمين على هيئة الطير قاما بحملهما.

كان الرواة العرب في العصور الوسطى لا يستخدمون الرمزية كثيراً في الاحلام.

كان الحلم هو احد ادوات الخيال العربي في العصور الوسطى وكان يستخدم للكشف عن الاحداث التي سوف تحدث مستقبلاً.

وكانت الاحلام لا تستخدم فقط في التنبؤ عما سيحدث مستقبلاً لكنها كانت ايضاً وسيلة لبداية قصة جديدة.

ومن اشهر تلك القصص، قصة الرجل الذي اصبح فقيراً ثم عاد ليكون غنياً مرة اخرى عن طريق حلم، فقد رأى في المنام انه يترك مدينته بغداد ويذهب الى القاهرة عندما اكتشف بعد الكنوز الخفية.

وفي القاهرة واجه سلسلة احداث تتسم بسوء الحظ انتهى به الامر بدخوله السجن. وفي السجن اخبر احد رجال الشرطة عن الحلم الذي رآه والذي اخبره بدوره انه رأى حلماً عن منزل معين به نافورة في بغداد وان هناك كنزاً تحت النافورة.

وعندما خرج الرجل من السجن ايقن ان هذا هو الكنز الذي ينتظره وبالفعل ذهب الى بغداد وقام بالحفر اسفل النافورة وعثر على الكنز.

من حكايات الف ليلة وليلة نتعلم ان القدر مكتوب على الجبين. وفي الواقع فإن القدر مكتوب في كل مكان وكل انسان له قدر محتوم. والشاعر زهير بن ابي سلمي شبّه القدر بالجمل الاعمى الذي يسير في الظلام.

وربما يكون صحيحاً في حياتنا العملية ان القدر اعمى ولكن عندما نعود الى الخيال نجد ان عمى القدر مجاز لا اكثر.. مجاز مضلل. وكما نعرف جميعا في الواقع ان القدر بعيد كل البعد عن العمى فهو يرى كل شيء حوله ويقوم بترتيب كل شيء وليست هناك عشوائية في كل ما يحدث من ترتيب الاقدار كما يتصور البعض.

والقدر دائماً يفعل ما يريد بفاعلية ونشاط. وكان القدر شخصية رئيسية في حكايات الف ليلة وليلة.

ففي حكاية «الملك ابراهيم وابنه» عندما وصل الى سن السابعة هاجمه اسد واستطاع الطفل ان ينجو من الاسد.

والقدر هو احد الدعائم الاساسية التي يعتمد عليها الرواة والقصاصون في وضع الحبكة الدرامية لكتاباتهم.

فعندما يريد احد الرواة او القصاصين ان يجعل من احد الابطال او الشخصيات في الرواية غنياً فجأة فإنه يسوق اليه الاقدار التي تقدم له كنزاً او يعثر صدفة على مصباح علاء الدين او يتزوج من ثرية مثلاً وكل ذلك لابد ان يحدث عن طريق الصدفة.

كل انسان له قدره، واحياناً فإن قدر انسان يقلب قدر انسان اخر مثلما حدث مع علي الزيبق.

ولاتزال الف ليلة وليلة هي الرواية الاهم في الادب العربي على الاطلاق فهي تنافس اليوم السينما والتلفزيون اللذين اقتبسا منها العديد من الافلام والمسلسلات بل والمسرحيات.


* البيان الإماراتية
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...