قمريُّ الوَجهِ أَبدى بضحى = وَجهِهِ خَطُّ الغَوالي غَبَشا
فَأَراني سُبَحّاً في ذهبٍ = مِن عِذارَيهِ كَما اِصفَرَّ العَشا
ضُرِّجت خدّاهُ حَتّى خِلتُها = عَضَّ طَرفي فيهما أَو خَدَشا
وَحَوَت عَيناهُ خمراً لَم يَرُح = صاحياً مِن سُكره صاحي الحَشا
فكأَنَّ الصبحَ في وَجنَتِه = قَد سَقاه طَرفُهُ حَتّى اِنتَشى
عَشيت عَينُ امرىء لَم تَكتَحِل = لِلبُكا وَالسهد فيه بِعَشا
جَدَّ في قَتلي حَتّى خِلتُهُ = أَنَّه فيهِ مِن الدَهر اِرتَشا
لَم يَزَل يوشى بنا حَتّى = سِحرُ عينيهِ بِنا فيمن وَشى
أَينَ لي مَلجاً إِذا ما طرفُه = بجيوش السحر نَحوى جَيَّشا
وَنَضت أَلحاظُه أَنصُلَها = فَثَناني بَطشُها أَن أَبطِشا
رَشأٌ إِمّا مَشى تَحسَبهُ = غُصنا نيطَ بهَضبٍ فاِنتَشى
ثَقُلَ الخَصرُ بردفٍ راجِحٍ = مِثلَما أَثقَلَتِ الدَلو الرِشا
فَإذا ما ظَلَّ يَوماً قاعِداً = قاعِداً خِلتَهُ أَوطىءَ مِنهُ فُرُشا
خَمَشَت أَلحاظُ عيني خَدَّه = خَدَّه مِثلَما باللَحظِ قَلبي خَمشا
نَقشَت عَيني عليه أَسطراً = أَعرَبَت عَمّا بِقَلبي نُقِشا
مُنِعَت ثمَّ تَجلَّت فَدَنَت = رُبَمّا أَرداك ما قَد نَعَشا
أَنتَ كالبَدرِ يُرى اللَيلُ بِهِ = مؤنساً طوراً وَطوراً موحِشاً
كُن كَما شِئتَ فَقَد شاءَ الهَوى = إِنَّه يُنفذ فينا ما يَشا
* مروان الطليق
مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الناصر، الأموي.
من أمراء بني أمية في الأندلس.
سجن في أيام المنصور محمد بن أبي عامر وهو في السادسة عشرة من عمره مكث سجيناً 16 عاماً وعاش بعد إطلاقه 16 سنة.
وهذا من نوادر الاتفاق.
وكان أديباً شاعراً مكثراً.
قال ابن حزم: هو في بني أمية كابن المعتز في بني العباس ملاحة شعر وحسن تشبيه.
وقيل في سبب سجنه: إنه كان يتعشق جارية رباها أبوه معه، ثم أستأثر بها أبوه فاشتدت غيرته وقتل أباه ونظم أكثر شعره وهو في السجن وعرف بالطليق بعد خروجه منه.