صَحا القَلب عَن أمّ الخُنَيفِ وَلَم يَكُن = لِيَصحُوَ إِلّا بَعدَ عَنيٍ مُماطِلِ
فَأَصبَحتُ مَصرُوفَ اللُبانَةِ وَالهَوى = قَليلَ التَصابي مُستَريحَ العَواذِلِ
سِوى عَبرَةٍ مَسفوحَةٍ كُلّما بَدَت = لَهُ دِمنَةٌ أَو شاقَهُ بَينَ راحِلِ
أَرُكبانَ أَنضاءِ السِفار أَلا قِفُوا = رُسُومَ المَطايا في رُسومِ المَنازِلِ
نُسائِل مَتى عَهدُ الديارِ بِسَكنِها = وَإِن كُنَّ خُرساً ما يُبِنَّ لِسائِلِ
أَلا لَيتَ شِعري هَل تَعُودُ كَعَهدِنا = لَيالٍ طَوَيناهُنّ طَيَّ المَراحِلِ
إِذا ذَكَرَتها النَفسُ كادَت مِن الأَسى = تَسَرَّبُ في أَولى الدُمُوع الهَوامِلِ
وَإِنّي وَتَركي أُمَّ طَلحَةَ بَعدَما = تَسَلسَلَ مِنّي حُبُّها في المَفاصِلِ
لَظَمآنُ قَفرٍ أَبصَر الماءَ حَسرَةً = وَقَد ذيدَ عَن أَطرافِهِ بِالمَناصِلِ
وَلَولا رَجائي عَطفة الدَهرِ لَم أُبَل = مَتى نَزَلَت بِالنَفسِ إِحدى النَوازِلِ
عَنِ النَوم سَل عَيناً بِهِ طالَ عَهدُها = وَكانَ قَليلاً في لَيالٍ قَلائِلِ
أَبيتُ بِمُستَأنى الخَيال وَدُونَهُ = طُرُوقُ سُهادٍ وَاعتيادُ بَلابِلِ
إِذا ظَنّ وَكراً مُقلَتي طائرُ الكَرى = رَأى هُدبَها فَاِرتاعَ خَوفَ الحَبائِلِ
* أبو عامر محمد بن الحمارة.
من أهل غرناطة و كان من تلاميذ ابن باجة