أَما وَالهَوى إِنَّني مُدنف = بِحُب رَشا قَلما يَنصف
أَطاوعه وَهُوَ لي مَخلف = فَعما قَليل بِهِ أَتلف
وَواعدني السقم حَتّى اَنتهك = فُؤادي فيا وَيحتا قَد هلك
غَزال لَهُ مُقلة ساحرة = وَأَنجمه أَنجم زاهِرَه
وَلمَّته لَمة عاطِرَه = وَكُل العُيون لَهُ ناظِرَه
وَجسم أَذاه لِباس الفنك = كَمثل اللجين إِذا ما انسبك
هُوَ الشَمس لَكنه أَجمل = هُوَ البَدر لَكنهُ أَكمَل
هُوَ الصُبح لَكنهُ أَفضل = فَلَيسَ عَلى الأَرض من يعدل
هلال بَدا مِن كمون الفلك = يَصيد القُلوب بِغَير شرك
تَحير في نوره كُل نور = وَذلت لَهُ نيرات البُدور
وَحَنت لِحُسن سَناه الخُدور = فَفيهِ الأَسى وَفيهِ السُرور
فَكَم فتكة في الهَوى قَد فتك = أَلَيس مِن الظُلم أَن يبعدا
كَئيب مِن الشَوق قَد أَجهَدا = تَعبده الحسن فَاستعبدا
وَكَلفه الشَوق أَن يَنشدا = مَلَكت فَكُن خَير مَن قَد ملك
يا مَولى المِلاح يا عَبد الملك
* أبو بكر يحيى بن محمد بن الجزار السرقسطي.
تارة يلقب بالجزار وأخرى بابن الجزار